المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حياة المصنف مختصرة من سلك الدرر للمرادي: - كشف الخفاء ت هنداوي - جـ ١

[العجلوني]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة المحقق:

- ‌عملنا في تحقيق الكتاب:

- ‌حياة المصنف مختصرة من سلك الدرر للمرادي:

- ‌مقدمة المؤلف:

- ‌حرف الهمزة:

- ‌حرف الهمزة مع الباء الموحدة:

- ‌حرف الهمزة مع الثاء المثلثة:

- ‌الهمزة مع الجيم:

- ‌الهمزة مع الحاء المهملة

- ‌الهمزة مع الخاء المعجمة:

- ‌الهمزة مع الدال المهملة:

- ‌الهمزة مع الذال المعجمة:

- ‌حرف الهمزة مع الراء

- ‌حرف الهمزة مع الزاي

- ‌حرف الهمزة مع السين المهملة

- ‌الهمزة مع الشين المعجمة

- ‌حرف الهمزة مع الصاد

- ‌الهمزة مع الضاد

- ‌حرف الهمزة مع الطاء المهملة:

- ‌حرف الهمزة مع الظاء المشالة:

- ‌حرف الهمزة مع العين المهملة:

- ‌حرف الهمزة مع الغين المعجمة:

- ‌حرف الهمزة مع الفاء:

- ‌حرف الهمزة مع القاف:

- ‌حرف الهمزة مع الكاف:

- ‌حرف الهمزة مع اللام

- ‌الهمزة مع الميم:

- ‌حرف الهمزة مع النون:

- ‌حرف الهمزة مع الهاء:

- ‌حرف الهمزة مع اللام ألف:

- ‌حرف الهمزة مع الياء التحتية:

- ‌حرف الباء الموحدة:

- ‌حرف المثناة الفوقية:

- ‌حرف الثاء المثلثة:

- ‌حرف الجيم:

- ‌حرف الحاء المهملة:

- ‌حرف الخاء المعجمة:

- ‌حرف الدال المهملة:

- ‌حرف الذال المعجمة:

- ‌حرف الراء المهملة:

- ‌حرف الزاي:

- ‌حرف السين المهملة:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌حياة المصنف مختصرة من سلك الدرر للمرادي:

‌حياة المصنف مختصرة من سلك الدرر للمرادي:

هو إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني الشهير بالجراحي "نسبة إلى أبي عبيدة بن الجراح أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم" الشافعي، العجلوني المولد، الدمشقي المنشأ والوفاة، الشيخ العالم الهمام الحجة الرحلة العمدة الوَرِع العلامة. كان عالما بارعا صالحا مفيدا محدثا مبجلا قدوة سندا خاشعا، له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية وغير ذلك مما يطول شرحه ولا يسع في هذه السطور وصفه، له القدم الراسخ في العلوم واليد الطولى في دقائق المنطوق والمفهوم.

ولد بعجلون في سنة سبع وثمانين بعد الألف تقريبًا، وسماه والده أولًا باسم محمد مدة من الزمان لا تزيد على سنة، ثم غير اسمه إلى مصطفى نحو ستة أشهر، ثم غير اسمه بإسماعيل واستقر الأمر بهذا الاسم.

ثم لما بلغ سن التمييز شرع في قراءة القرآن العظيم حتى حفظه عن ظهر قلبه في مدة يسيرة، ثم قدم إلى دمشق وعمره نحو ثلاث عشرة سنة تقريبًا لطلب العلم، وذلك في منتصف شوال سنة ألف ومائة، واشتغل على جماعة أجلاء بالفقه والحديث والتفسير والعربية وغير ذلك إلى أن تميز عن أقرانه بالطلب.

ومن أسباب توجهه لطلب العلم أنه لما كان في بلاده وكان صغيرًا يقرأ في المكتب رأى في عالم الرؤيا أن رجلًا ألبسه جوخة خضراء مركبة على فرو أبيض في غاية الجودة والبياض، وقد غمرته لكونها سابغة على يديه ورجليه. فأخبر والده بالمنام فحصل له بذلك السرور التام، وقال له: إن شاء الله يجعل لك يا ولدي من العلم الحظ الوافر، ودعا له بذلك.

قلت: ومشايخه كثيرون والكتب التي قرأها لا تعد لكثرتها، ما بين كلام وتفسير وحديث وفقه وأصول وقراءات وفرائض وحساب وعربية بأنواعها ومنطق، وغير ذلك.

وقد ألف ثبتًا سماه حلية أهل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكمل الرجال.

وترجم مشايخه به؛ فمن مشايخه الشيخ أبو المواهب مفتي الحنابلة بدمشق، والشيخ محمد الكاملي الدمشقي، والشيخ إلياس الكردي نزيل دمشق، والأستاذ الشيخ

ص: 7

عبد الغني النابلسي الدمشقي، والشيخ يونس المصري نزيل دمشق، والشيخ عبد الرحمن المجلد الدمشقي، ومفتيها الشيخ إسماعيل الحائك، والشيخ نور الدين الدسوقي الدمشقي، والشيخ عثمان القطان الدمشقي، والشيخ عثمان الشمعة الدمشقي، والشيخ عبد القادر التغلبي الحنبلي، والشيخ عبد الجليل أبو المواهب المذكور، والشيخ عبد الله العجلوني نزيل دمشق، ومن غير الدمشقيين الشيخ محمد الخليلي المقدسي، والشيخ محمد شمس الدين الحنفي الرملي، وأجازه الشيخ عبد الله بن سالم المكي البصري، والشيخ تاج الدين القلعي مفتي مكة، والشيخ محمد الشهير بعقيلة المكي، والشيخ محمد الوليدي، والشيخ محمد الضرير الإسكندراني المكي، والشيخ يونس الدمرداشي المصري ثم المكي، والشيخ أبو طاهر الكوراني المدني، والشيخ أبو الحسن السندي ثم المدني، والشيخ ابن عبد الرسول البرزنجي الحسيني المدني، والشيخ أحمد النجلي المكي، والشيخ سليمان بن أحمد الرومي واعظ أيا صوفية.

وارتحل إلى الروم في سنة تسع عشرة ومائة وألف، فلما كان بها أنحل تدريس قبة النسر بالجامع الأموي عن شيخه الشيخ يونس المصري بموته فأخذه صاحب الترجمة وجاء به إلى دمشق، وكان والي دمشق إذ ذاك الوزير يوسف باشا القبطان عارضًا به إلى شيخه الشيخ محمد الكاملي وألزم القاضي بعرض على موجب عرضه وأنه يعطي ما صرفه شيخه الشيخ أحمد الغزي مفتي الشافعية بدمشق للقاضي، وكان مراد الغزي أولًا التدريس، فحين وصول العروض إلى دار الخلافة قسطنطينية للدولة العلية ما وجهوا التدريس لشيخه الكاملي ووجهوه للمترجم واستقام بهذا التدريس إلى أن مات.

ومدة إقامته من ابتداء سنة عشرين إلى أن مات إحدى وأربعون سنة، وهو على طريقة واحدة مبجلًا بين العال والدون، ودرس بالجامع الأموي وفي مسجد بني السفرجلاني ولزمه جماعة كثيرون لا يحصون عددًا.

وألف المؤلفات الباهرة المفيدة منها:

1-

كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس.

2-

الفوائد الدراري بترجمة الإمام البخاري.

3-

إضاءة البدرين في ترجمة الشيخين.

4-

تحفة أهل الإيمان فيما يتعلق برجب وشعبان ورمضان.

ص: 8

5-

نصيحة الإخوان فيما يتعلق برجب وشعبان ورمضان.

6-

عرف الزرنب1 بترجمة سيدي مدرك والسيدة زينب.

7-

الفوائد المحررة بشرح مسوغات الابتداء بالنكرة.

8-

الأجوبة المحققة عن الأسئلة المفرقة.

9-

الكواكب المنيرة المجتمعة في تراجم الأئمة المجتهدين الأربعة.

10-

أربعون حديثًا كل حديث من كتاب.

11-

عقد الجوهر الثمين بشرح الحديث المسلسل بالدمشقيين.

وهذه الكتب كاملة وأقلها نحو الكراستين وأكثرها نحو العشرين، ومنها التي لم تكمل وهي كثيرة أيضًا؛ منها أسنى الوسائل بشرح الشمائل، ومنها استرشاد المسترشدين لفهم الفتح المبين على شرح الأربعين النووية لابن حجر المكي، ومنها عقد اللآلي بشرح منفرجة الغزالي، ومنها إسعاف الطالبين بتفسير كتاب الله المبين، ومنها فتح المولى الجليل على أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي، ومنها وهو أجلها شرحه على البخاري المسمى بالفيض الجاري بشرح صحيح البخاري، وقد كتب من مسوداته مائتين واثنتين وتسعين كراسة وصل فيها إلى قول البخاري باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم من المغازي، ولو كمل هذا الشرح لكان من نتائج الدهر.

وكان صاحب الترجمة حليما، سليم الصدر، سالما من الغش والمقت، صابرا على الفاقة والفقر، ملازما للعبادات والتهجد، والاشتغال بالدروس العامة والخاصة، كافًّا لسانه عما لا يعنيه مع وجاهة نيرة، ولم يزل مستقيمًا على حالته الحسنة المرغوبة إلى أن مات.

قرأ عليه الوالد مدة ولازمه وأخذ عنه وأجازه، ولما حج الوالد في سنة سبع وخمسين ومائة وألف كان هو أيضًا حاجًّا في تلك السنة فأُقرئ كتاب صحيح البخاري في الروضة المطهرة وأعاد له الدرس الوالد، وقد أجاز الوالد نثرًا ونظمًا فالنظم قوله:

1 الزرنب: طيب أو شجر طيب الرائحة، كما في القاموس.

ص: 9

أجزت نجل العارف المرادي

أعني عليًّا فاز بالمراد

وهو الشريف اللوذعي الكامل

الأريب والمفضال ذو الأيادي

أجزته بكل ما أخذته

عن الشيوخ الفضل الأطواد

أجزته بكل ما صنفته

كالفيض والكشف مع الإرشاد

أجزته بكل ما في ثبتنا

الجامع النوعين بالسداد

أجزته إجازة بشرطها

عند أولي التحديث والنقاد

أجزته في الروضة الفيحاء

بطيبة المختار طه الهادي

صلى عليه ربنا وسلما

وآله وصحبه الأمجاد

ما غردت قمرية فأطربت

وأمطرت سحب وسال واد

وكان ينظم الشعر، وشعره شعر علماء؛ لأنهم لا يشغلون أنفسهم به كما قال ابن بسام: إن شعر العلماء ليس فيه بارقة تسام، وجعل الشهاب أن أحسن بعض أشعارهم من قبيل دعوة البخيل أو حملة الجبان. وقال الأمين في نفحته: قلت: علة ذلك أنهم يشغلون أفكارهم بمعنى يعنى، والشعر وإن سموه ترويح الخاطر لكنه مما لا يثمر فائدة ولا يغني "هذه تسلية العلماء، وحديث: "إن من الشعر حكمة" محفوظ عند الجميع" وشتان بين من تعاطاه في الشهر مرة، وبين من أنفق في تعاطيه عمره.

وقد ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه: خاتمة أئمة الحديث ومن ألقت إليه مقاليدها بالقديم والحديث اقتدح زناده فيه فأضاء وشاع حتى ملأ الفضاء آخذًا بطرفي العلم والعمل متسنمًا ذروة عن غيره بعيدة الأمل، يقطع آناء الليل تضرعًا وعبادة، ويوسع أطراف النهار قراءة وإفادة، لا يشغله عن ترداده النظر في دفاتره مرام، ولا عن نشر طيبها نقض ولا إبرام.

ولصاحب الترجمة أشعار غير التي ذكرناها، وبالجملة فهو أحد الشيوخ الذين لهم القدم العالية في العلوم والرسوخ.

وكانت وفاته بدمشق في محرم الحرام، افتتاح سنة اثنتين وستين ومائة وألف، ودفن بتربة الشيخ أرسلان -رحمه الله تعالى1.

1 في الأصل: "رضى الله عنه" والأولى قصر الترضية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 10