الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء الموحدة:
874-
الباذنجان لما أكل له.
قال في اللآلئ: حديث باطل لا أصل له، وقد لهج به العوام حتى سمعت قائلًا منهم يقول: هو أصح من حديث: ماء زمزم لما شرب له، وهذا خطأ قبيح، ومثله في الزركشي.
قال في المقاصد: باطل لا أصل له وإن أسنده صاحب تاريخ بلخ، وقد قال شيخنا: لم أقف عليه لكن وجدت في بعض الأجزاء من رواية أبي علي بن زيرك: الباذنجان شفاء ولا داء فيه، ولا يصح، وسمعت بعض الحفاظ يقول: إنه من وضع الزنادقة، وأطال الناجي في كتابه قلائد المرجان في الوارد كذبًا في الباذنجان الكلام فيه، وقال: إنه باطل موضوع كذب، ونقل فيه أن شيخه ابن ناصر الدين قال: وهل عالم بل عاقل بل إنسان يذهب إلى صحة حديث الباذنجان الذي وضعه أهل الافتراء والطغيان، ويوهي الحديث المحكم الثابت في ماء زمزم؟!.
وقال فيه: رواه الديلمي في الفردوس عن أبي هريرة مرفوعًا: كلوا الباذنجان؛ فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوى، شهدت لله بالحق، ولي بالنبوة، ولعليٍّ بالولاية، فمن أكلها على أنها داء كانت داءً، ومن أكلها على أنها دواء كانت دواءً، ثم قال: وعلق في الكتاب أيضا عن أنس مرفوعا: كلوا الباذنجان وأكثروا منه؛ فإنها أول شجرة آمنت بالله عز وجل، ثم قال: وقد ولد الحديثين بعض الكذابين، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الباذنجان، ويقول -وحاشاه من هذا-: من أكله على أنه داء كان داء، ومن أكله على أنه دواء كان دواء، ويقول: نِعْمَ البقلةُ هِيَ، لبنوه وزيتوه وكلوا منه وأكثروا؛ فإنها أول شجرة آمنت بالله، وإنها تورث الحكمة، وترطب الدماغ، وتقوي المثانة، وتكثر الجماع. قال شيخنا: وهذا كما ترى كذب مفترًى لا يحل ذكره مرفوعًا، إلا لكشف ستره وعده موضوعًا إلى آخر ما ذكر فيه فراجعه، ومثله في المقاصد أيضًا.
وقد نقل البيهقي في مناقب الشافعي عن حرملة قال: سمعت الشافعي رضي الله عنه ينهى عن أكل الباذنجان بالليل، وكذا قال السيوطي في الدرر المنتثرة: إنه لا أصل له، وزاد: قلت لم أقف له على إسناد إلا في تاريخ بلخ، وهو موضوع.
وقال أيضا في فتاواه الحديثية: إن هذا القائل مخطئ أشد الخطأ؛ فإن حديث الباذنجان كذب باطل موضوع بالإجماع من أئمة الحديث، كما نبه على ذلك ابن الجوزي والذهبي وغيرهما، وحديث ماء زمزم مختلف فيه، فقيل: صحيح، وقيل: حسن، وقيل: ضعيف، ولم يقل أحد أنه موضوع، انتهى.
وقال الصغاني: ومن الأحاديث الموضوعة ما ورد في فضائل البطيخ والباذنجان والكرفس والفوم والبصل، انتهى.
وقال ابن الغرس: قال مجد الدين صاحب القاموس في كتابه سفر السعادة، ويسمى الصراط المستقيم أيضا: العدس والباقلاء والجبن والجوز والباذنجان والرمان والزبيب لم يصح فيها شيء، وإنما وضع الزنادقة في هذه الأبواب أحاديثَ، وأدخلوها في كتب المحدثين شينًا للإسلام -خذلهم المليك العلام-.
875-
باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء.
قال القاري: غير ثابت وإنما ذكره ابن الحاج في المدخل في صلاة العيدين، وذكره ابن جماعة في منسكه في طواف النساء من غير سند، ولفظه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء، ذكره دليلًا لقولهم: لا تَدْنُ النساءُ من البيت في الطواف؛ مخافةَ اختلاطهن بالرجال إن كانوا.
876-
باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها -وفي لفظ: فإن البلاء لا يتخطى الصدقة1.
رواه أبو الشيخ في الثواب وابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن أنس مرفوعًا، وكذا رواه الصقر بن عبد الرحمن عن المختار، والصقر ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: إن له حديثًا منكرًا في الخلافة، وصدقه أبو حاتم الرازي، وكذبه مطين وصالح جزرة، قال في المقاصد نقلًا عن الحافظ ابن حجر: وليس الحديث بموضوع كما فعل ابن الجوزي، لا سِيِّما وفي معناه ما أورده الديلمي عن أنس رفعه: الصدقات بالغدوات تذهب بالعاهات.
وما رواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن علي بن أبي طالب رفعه مثله، وذكره رزين في جامعه، وكذا البيهقي عن أنس موقوفًا.
1 ضعيف جدًّا: رقم "2316".
ونقل الحافظ ابن حجر أن المرفوع وهم؛ ولذا قال المنذري: إن الموقوف أشبه.
وفي حديث آخر: تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشفِ اللهُ ضركم.
877-
البتيراء1.
رواه عبد الحق في الأحكام بسند فيه عثمان بن محمد بن ربيعة -الغالب عليه الوهم- عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن البتيراء: أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها، وقال النووي في الخلاصة: حديث محمد بن كعب في النهي عن البتيراء مرسل ضعيف.
وللبيهقي في المعرفة عن أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص، قال: سألت ابن عمر عن وتر الليل، فقال: يا بنيَّ هل تعرف وتر النهار؟ قلت: نعم هو المغرب، قال: صدقت ووتر الليل واحدة، بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا أبا عبد الرحمن، إن الناس يقولون هي البتيراء، قال: يا بني ليس تلك البتيراء، إنما البتيراء أن يصلي الرجل ركعة يتم ركوعها وسجودها وقيامها، ثم يقوم إلى الأخرى فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها، فتلك البتيراء.
878-
"بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أحدهم دينه بعَرَضٍ قليلٍ من الدنيا".
رواه مسلم وأحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه لكن رواية مسلم بـ "أو" التي للشك.
879-
باكروا في طلب الرزق والحوائج؛ فإن الغدو بركة ونجاح2.
الطبراني وابن عدي عن عائشة رضي الله عنها ولفظ الطبراني: بادروا طلب الرزق.
880-
البركة في صغر القرص، وطول الرشاء، وصغر الجدول يعني: النهر3.
ذكره في المقاصد في حديث: صغروا الخبز، وقال: إنه باطل، قال: قال القاري: وكأنه تبع النسائي فيما نقل عنه أنه كذب، وإلا فحديث البركة المذكور قد ذكره السيوطي في الجامع الصغير عن ابن عباس، وذكره السلفي في الطوريات عن ابن عمر، انتهى.
1 مرسل ضعيف، انظر التمييز "377".
2 ضعيف: رقم "2317" وبمعناه صحيح رقم: 1300، 2841 وسيأتي.
3 موضوع: رقم "2371" وفيه "قصر الجدول".
881-
برمة الشرك لا تفور.
نقله القاري عن ابن الديبع أنه ليس بحديث، انتهى. ولم أره في كتابه تمييز الطيب من الخبيث.
882-
بارك الله في الرجل القبار، ولا بارك الله في المرأة القبارة.
ليس بحديث، بل هو من كلام العوامِّ.
883-
البحر هو جهنم1.
رواه أحمد عن يعلى بن أمية رفعه، فقالوا ليعلى، فقال: ألا ترون أن الله عز وجل يقول: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] ؟ قال: لا والذي نفسي بيده، لا أدخلها أبدًا حتى أعرض على الله عز وجل، ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى الله عز وجل.
وعزاه في الدرر لأحمد عن يعلى بن منبه بلفظ: البحر طبق جهنم، والمشهور على الألسنة: البحر غطاء جهنم، وهو بمعنى ما قبله.
ورواه الحاكم في الأهوال عنه بلفظ: "إن البحر" وقال: صحيح الإسناد، وتقدمت الرواية الصحيحة أن جهنم تحت الأرض السابعة، وعن عبد الله بن عمرو قال: إن تحت البحر نارًا، ثم ماءً ثم نارًا. أخرجه ابن أبي شيبة وأبو عبيدة، زاد أبو عبيدة: حتى عد سبعة أبحر، وزاد غيره: وسبعة نيران.
884-
بخلاء أمتي الخياطون.
قال في المقاصد: لم أقف عليه.
وقال في التمييز: لا أصل له.
قال القاري: فإن حديث: "عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء الغزل" الذي رواه تمام في فوائده، وغيره عن سهل بن سعد، يرده. انتهى فتأمل.
وذكر ابن الغرس أنه في بعض النسخ بالحاء المهملة والنون المشددة بمعنى بائع الحنطة.
1 ضعيف: رقم "2365" والرواية: "من جهنم".
885-
البخيل عدوُّ الله، ولو كان راهبًا.
قال في التمييز تبعًا للمقاصد: لا أصل له، وتبعهما القاري، وزاد: وكذا لفظ: البخيل لا يدخل الجنة ولو كان عابدًا، والسخي لا يدخل النار ولو كان فاسقًا، انتهى.
وسيأتي في حديث السخي مزيد كلام فيه.
886-
"البخيل من ذُكِرْتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ"1.
رواه أحمد والنسائي في الكبرى والبيهقي في الشعب والدعوات والطبراني في الكبير وآخرون عن الحسين بن عليٍّ مرفوعًا، زاد البيهقي: وأحمد في رواية: كل البخيل، وصححه ابن حبان، وقال: إنه أشبه شيءٍ روي عن الحسين.
ورواه الحاكم والدارقطني ورجحه عنه، وأخرجه الحاكم أيضا عن علي بن الحسين عن أبي هريرة.
ورواه الترمذي عن علي بن أبي طالب رفعه، وقال: حسن صحيح، زاد في نسخة: غريب، وروي عن جماعة آخرين بَيَّنَهم في القول البديع.
وفي رواية لأحمد والترمذي وأبي يعلى عن الحسن بن علي بلفظ: "ألا أنبئكم بأبخل الناس؟ من ذكرت عنده فلم يصل علي". الخطيب في كتاب البخلاء عن أنس رضي الله عنه: البخل عشرة أجزاء؛ فتسعة في فارس وواحد في الناس.
887-
"بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا، فطُوبَى للغرباء".
رواه مسلم عن أبي هريرة، رفعه.
ورواه أيضا عن طريق عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر رفعه بلفظ: إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، وهو يأرز2 بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها.
وعزاه في الدرر لمسلم عن ابن عمر بلفظ: بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ.
1 صحيح: رقم "2878".
2 أي: ينقبض ويتجمع. القاموس.
وللبيهقي في الشعب عن شريح بن عبيد مرسلًا: إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء، ألا إنه لا غربة على مؤمن، ما مات مؤمن في أرض غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض.
ورواه ابن جرير، وابن أبي الدنيا كما في فتاوى ابن حجر المكي الحديثية، لكن من غير ذكر صحابيه، بلفظ: إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا، ألا لا غربة على مؤمن، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29]، ثم قال: إنهما لا يبكيان على كافر. انتهى.
وأنشد الإمام أحمد:
إذا خلف القرن الذي أنت فيهم
…
وخلفت في قرن فأنت غريب
ومثله بيت الطغرائي:
هذا جزاء امرئٍ أقرانه درجوا
…
من قبله، فتمنى فسحة الأجل
قال النجم: وفي الباب عن أنس وجابر وسعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وسلمان وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وعمر وعلي وعمرو بن عوف وواثلة وأبي أمامة وأبي الدرداء وأبي سعيد وأبي موسى وغيرهم. قال: فهو مشهور أو متواتر.
888-
البادئ بالشر أظلم.
ليس بحديث، ومثله: البادئ بالشر خسران.
889-
بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا صيام، ولكن يدخلونها بصفاء الأنفس، وسلامة الصدر، والنصح للمسلمين -وفي لفظ: أن بدلاء أمتي1.
وتقدم مبسوطا في "الأبدال ثلاثون".
890-
البر وحسن الجوار عمارة الديار، وزيادة الأعمار.
رواه ابن عبد البر عن أبي سعيد الخدري موقوفًا، وقيل: مرفوعًا، قال في المقاصد نقلًا عن ابن عبد البر: وفيه نظر، وتبعه الذهبي ثم شيخنا.
1 انظر حديث "35" والتعليق عليه.
وقال النجم: قلت: وعند الديلمي عن ابن عباس: البر والصلة يطيلان الأعمار، ويعمران الديار، ويثريان الأموال، ويخففان سوء الحساب، وله شواهد.
891-
البر شيء هين، وجه طليق وكلام لين.
الأصفهاني في الترغيب وغيره عن ابن عمر موقوفًا من قوله.
892-
البر بار بأهله.
هو من كلام العامة كما قاله القاري.
893-
البرد عدو الدين.
قال القاري: ليس بحديث، بل هو من كلام سعيد بن عبد العزيز الدمشقي الإمام الكبير.
وقال النجم: ليس بحديث، ولكن أخرجه أبو نعيم عن سعيد بن عبد العزيز.
894-
البرد أساس كل علة.
ليس بحديث.
895-
"البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه"1.
رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح عن ابن عباس رفعه.
896-
البركة في البنات.
قال القاري: روي عن ابن عباس أن رجلًا دعا على بناته بالموت، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تدعُ، فإن البركة في البنات، وفي سنده من اتهم بالوضع وهو لا ينافي ما صح من أن موت البنات من المكرمات، فإن الحالات تختلف بتفاوت المقامات انتهى، وسيأتي لذلك مزيد في حديث: دفن البنات.
897-
"البركة في نواصي الخيل".
الشيخان وأحمد والنسائي عن أنس.
1 صحيح: رقم "1591".
898-
البركة عند تزاحم الأقدام.
ليس بحديث.
899-
البركة مع الجماعة1.
كذا نقله ابن الغرس عن الفائق للزمخشري.
وعن النهاية لابن الأثير بزيادة: عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الفسطاط.
900-
بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم2.
رواه الطبراني عن ابن عمر، وله وللحاكم عن جابر: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا عن النساء تعف نساؤكم، ومن تنصل له فلم يقبل فلن يرد علي الحوض.
901-
"البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس".
أحمد والبخاري في "الأدب"3 المفرد، ومسلم والترمذي عن النواس بن سمعان.
902-
البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، فكما تدين تدان4.
أبو نعيم وابن عدي والديلمي عن ابن عمر ورواه عبد الرزاق في الزهد عن أبي قلابة مرسلًا، وأحمد عن أبي الدرداء موقوفا بلفظ: البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت فكما تدين تدان.
903-
"البركة مع أكابركم"5.
رواه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما عن ابن عباس مرفوعًا.
1 ورد بنحوه بلفظ: "البركة في ثلاثة: في الجماعة
…
" رواه الطبراني، وفيه أبو عبد الله البصري، قال الذهبى: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات، كما في المجمع "151/ 3".
الفسطاط -بضم الفاء وكسرها-: المدينة التي فيها يجتمع الناس.
2 ضعيف: رقم "2328"، "2329".
3 سقطت من النسخ.
4 ضعيف: رقم "2368".
5 صحيح: رقم "2884".
ورواه الطبراني في الأوسط والديلمي وغيرهما عن ابن المبارك.
قال ابن حبان: وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعًا، ولم يحدث به بخراسان، إنما حدث به بطريق الروم، فسمعه منه أهل الشام.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وتبعه ابن دقيق العيد في الاقتراح، وفي صحته نظر كما في اللآلئ؛ لإعلاله بمثل ما تقدم عن ابن حبان.
نعم قال فيها: وله شواهد، منها حديث الصحيح أنه قال:"كبر كبر" أي ليتكلم الأكبر، وحديث:"فإن استويا في القرآن والسنة والهجرة، فليؤمهم أكبرهم سنًّا".
ورواه البزار عن ابن المبارك بلفظ: الخير مع أكابركم.
ورواه هشام بن عمار عن خالد مرفوعًا، وله شاهد رواه ابن عدي عن أنس مرفوعًا، وكذا أبو نعيم عن ابن مسعود رفعه:"لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا".
وللبيهقي في الشعب عن الحسن قال: "لا يزال الناس بخير ما تباينوا، فإذا استوَوْا فذلك هلاكهم". ورواه الطبراني عن أبي أمامة بلفظ: البركة في أكابرنا، فمن لم يرحم صغيرنا، ويجل كبيرنا، فليس منا.
904-
باسم الله خير الأسماء1.
رواه أبو الشيخ عن ابن عمر.
905-
باسم الله في أول التشهد.
رواه الديلمي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل أن يتشهد: باسم الله خير الأسماء، وكان ابن عمر يقوله، وفي سنده ثابت ضعفه ابن عدي، وله طريق أخرى عن عائشة، ورواه النسائي وابن ماجه والترمذي في العلل، والحاكم، وصححه عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: باسم الله وبالله، التحيات لله
…
الحديث، ورجاله ثقات.
1 في إسناده ثابت بن زهير، ضعفه ابن عدي كما في التمييز "388".
قال في المقاصد: ويروى في البسملة في التشهد غير ذلك، ولكن صرح غير واحد بعدم صحته كما أوضحه شيخنا في تخريج الرافعي انتهى، فلا تسن البسملة أولًا كما أوضحه شيخنا في تخريج الرافعي.
906-
البشاشة خير من القِرَى.
قال في المقاصد: لا أعرفه، وقال النجم: مَثَلٌ وليس بحديث، ونظمه عبد العزيز الديريني في أبيات:
بشاشة وجه المرء خير من القرى
…
فكيف الذي يأتي به وهو ضاحك
وفي لفظ: فكيف إذا جاء القرى وهو يضحك، ولبعض العصريين مبينًا أنه لا أصل له، فقال:
بشاشة وجه المرء خير من القرى
…
حديث كما قال السيوطي مفترَى
فقد أخطأ المختوم قلبًا بجهله
…
فلا تستمع منه كلامًا مزورَا
907-
بشر القاتل بالقتل.
قال في المقاصد: لا أعرفه، انتهى، والمشهور على الألسنة بزيادة: والزاني بالفقر ولو بعد حين، ولا صحة لها أيضا وإن كان الواقع يشهد لذلك، ثم رأيته في الشهاب القضاعي بلفظ: الزناء يورث الفقر، وسيأتي في حرف الزاي، وقال النجم: وأحفظه بزيادة: والزاني بالفقر، وليس بحديث، ولكن يدل على معناه حديث ابن عمر: كما تدين تدان.
وأخرجه ابن عدي والقضاعي، ولابن المبارك في الزهد عن وهب بن منبه قال: إني لأجد فيما أنزل تعالى في الكتاب أن الله تعالى يقول: لا تعجبن برحب اليدين بسفك الدماء، فإن له عند الله قاتلًا لا يموت، ولا تعجبن بامرئ أصاب مالًا من غير حله، فإن ما أنفق منه لم يبارك فيه، وما تصدق منه لم يقبله الله منه، وجعله زاده إلى النار، ولا تعجبن لصاحب نعمة بنعمة، فإنك لا تدري إلى ما يصير بعد الموت.
ولأحمد في الزهد عن عبيد بن عمير: أن لقمان قال لابنه: يا بني لا تغبطن امرَأً رحب الذراعين بسفك دماء المؤمنين، فإن له عند الله قاتلًا لا يموت.
وأخرج ابن عساكر من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أوحى الله إلى موسى عليه السلام: يا موسى، إني قاتل القاتلين، ومفقر الزناة.
908-
البطالة.
تقدم في "إن الله يكره الرجل البطال" وقال ابن الغرس: حديث البطالة رواه البيهقي في الشعب من طريق عروة بن الزبير، قال: ما شر شيء؟ قال: البطالة في العالم -بفتح اللام- وهو ضعيف. 909- البَطْنَةُ تذهب الفطنة1.
قال في المقاصد: هو بمعناه عن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة فمن بعدهم، كما مر في "إن الله يكره الحبر السمين".
910-
البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلًا، ويذهب بالداء أصلًا2.
ابن عساكر عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال: شاذ لا يصلح.
911-
البطيخ وفضائله.
قال في المقاصد: صنف فيه أبو عمر النُّوقَاتِيّ3 جزءًا، وأحاديثه باطلة، وكذا قال الزركشي وقال القاري، أما فضائله فكذلك، وأما ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم أكله فثابت، لا سيما مع الرطب كما في الشمائل للترمذي وغيره.
وقال أبو القاسم التيمي فيما أجاب به أبا موسى المديني: لا تزيده كثرة الطرق إلا ضعفًا.
قال النووي: حديث أكل البطيخ والباقلاء والعدس والأرز ليس شيء منها بصحيح، وقال في الدرر: أحاديث البطيخ وفضائله، والباقلاء، والأرز ليس منها شيء ثابت.
1 لا يصح، انظر الأسرار المرفوعة "153".
2 موضوع: رقم "2373".
3 بضم أوله ومثناة قبل ياء النسب، نسبة إلى نُوقَات، قرية من سجستان منها: الحافظ أبو عمر محمد بن أحمد بن عمر بن سليمان السّجزى النوقاتي، روى عن عبد المؤمن بن خلف النسفي وطبقته، وله تصانيف. تبصير المنتبه 143/ 1.
912-
الباقلاء.
قال في التمييز: ليس بثابت، وقال الزركشي: أحاديث الباقلاء والعدس باطلة، وقال النجم: لم يصح في الباقلاء شيء.
913-
بُعِثْتُ بجوامع الكَلِمِ، واختُصِرَ لِيَ الكلامُ اختصارًا1.
رواه البيهقي في الشعب وأبو يعلى عن عمر بن الخطاب، ومضى بأبسط في "أوتيت جوامع الكلم".
وقال ابن شهاب فيما نقله البخاري في صحيحه: بلغني في جوامع الكلم أن الله يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله؛ الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك.
وقال سليمان النوفلي: كان يتكلم بالكلام القليل، يجمع به المعاني الكثيرة.
وقال بعضهم: يعني القرآن، بقرينة قوله:"بعثت"، والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ واتساع المعنى.
وقال آخرون: هو القرآن وغيره مما أُوتِيه في منطقه بتبين من غيره، بالإيجاز والإبلاغ والسداد، بدليل: كان يعلمنا جوامع الكلم وفواتحه.
914-
بعثت بالحنيفية السمحة2.
رواه الخطيب عن جابر بزيادة: ومن خالف سنتي فليس مني، ومر في: إني بعثت
…
إلخ.
915-
بعثت في زمن الملك العادل.
قال النجم: باطل، وسيأتي في: إني ولدت في زمن الملك العادل.
916-
"بعثت لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق"3.
مر في: إنما بعثت.
1 سبق في "أوتيت جوامع الكلم" برقم "819".
2 ضعيف: رقم "2335" بزيادة: الخطيب عن جابر.
3 سبق في "إنما بعثت" برقم "638".
917-
بعثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا، حتى كنت في القرن الذي كنت فيه.
رواه البخاري عن أبي هريرة.
918-
بعثت بمداراة الناس1.
البيهقي عن جابر، والمشهور على الألسنة: أمرت بالمداراة.
919-
البغض في الأهل، والحسد في الجيران.
لم أقف عليه.
920-
"بعثت أنا والساعة كهاتين".
رواه الشيخان وأحمد عن أنس.
921-
"بلوا أرحامكم ولو بالسلام"2.
رواه البزار والعسكري عن أنس رفعه، وعند الطبراني وابن لال عن أبي الطفيل وعن سويد بن عامر، وله طرق بعضها يقوي بعضًا.
922-
بُنِيَ الدينُ على النظافة3.
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: لم أجده.
وخرجه ابن حبان في الضعفاء عن عائشة بلفظ: تنظفوا؛ فإن الإسلام نظيف.
والطبراني في الأوسط والدارقطني في الأفراد بلفظ: الإسلام نظيف، فتنظفوا؛ فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف.
وعزاه الديلمي إلى الطبراني عن ابن مسعود رفعه بزيادة: والنظافة تدعو إلى الإيمان. قال العراقي: وسنده ضعيف جدًّا.
ورواه الترمذي بسند فيه خالد بن إياس أو إلياس ضعيف عن سعد بن أبي وقاص بلفظ: إن الله نظيف يحب النظافة، قال: وهو غريب.
1 موضوع: رقم "2336".
2 حسن: رقم "2838".
3 الأسرار المرفوعة "153".
وقال في الدرر: وأقرب منه ما أخرجه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: إن الله نظيف يحب النظافة، فنظفوا أفنيتكم، انتهى.
وروى الطبراني وأبو نعيم عن ابن عمر مرفوعًا: إن من كرامة المؤمن على الله عز وجل نقاء ثوبه، ورضاه باليسير.
ولأبي نعيم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا وسخةً ثيابُهُ، فقال:"أما وجد هذا شيئًا ينقي به ثيابه؟ " ورأى رجلًا أشعث الرأس، فقال:"أما وجد هذا شيئًا يسكن به شعره؟ وفي لفظ "رأسه".
وروي في المرفوع: "نظفوا أفنيتكم، ولا تَشَبَّهوا باليهود: تجمع الأكباء في دورها"1.
وروى الديلمي عن أنس رفعه: نظفوا أفواهكم؛ فإنها طرق القرآن.
وأخرجه الرافعي عن أبي هريرة بلفظ: تنظفوا بكل ما استطعتم؛ فإن الله بنى الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا نظيف.
ورواه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكريم، جواد يحب الجواد، فنظفوا" -أراه قال- "أفنيتكم"، وفي رواية:"أخبيتكم، ولا تشبهوا باليهود".
وفي رواية الدارقطني عن جابر: إن الله يحب الناسك النظيف.
923-
"بُورِكَ لأمتي في بكورها"2.
رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة، والمشهور على الألسنة: بورك لأمتي في بكورها؛ سبتها وخميسها، لا أصل له على ما مر بأبسط في: اللهم بارك لأمتي في بكورها.
924-
البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فأي موضع رأيتَ فيه رفقًا فأقم3.
رواه الطبراني عن الزبير بسند ضعيف، وعزاه النجم أيضًا لأحمد والطبراني عن الزبير بسند ضعيف بلفظ: البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبتَ خيرًا فأقم.
1 أي: الكناسة.
2 صحيح: رقم "2841".
3 ضعيف بنحوه: رقم "2380".
925-
"البينة على المدعي، واليمين على من أنكر"1.
قال النووي في أربعينه: حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين، وأخرجه الدارقطني بلفظ: البينة على المدعي، واليمين على من أنكر إلا في القسامة، وفيه ضعف مع أنه مرسل، وفي رواية له: المدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينة، وله عدة طرق متعددة لكنها ضعيفة.
ورواه الإسماعيلي في صحيحه بلفظ: لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال دماء قوم وأموالهم، ولكن البينة على الطالب واليمين على المطلوب، كذا في شرح أربعين النووي لابن حجر المكي فاعرفه.
وقال النجم: رواه ابن ماجه عن ابن عمر، وكذا ابن عساكر عنه بلفظ: واليمين على المدعى عليه بدل: اليمين على من أنكر، وأسقط إلا في القسامة.
ورواه ابن ماجه عن ابن عباس بلفظ: لو يعطى الناس بدعواهم لادعى أناس دماء رجال وأموالهم، ولكن البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه، وهو عند الشيخين لكن زعم الأصيلي أن قوله: "لكن البينة
…
إلخ" مدرج في الخبر من قول ابن عباس كما حكاه عياض.
وقال ابن حجر المكي في شرح الأربعين: وقول الأصيلي: "لا يصح مرفوعا" مردود بتصريحهما بالرفع فيه من رواية ابن جريج، ورفعه أبو داود والترمذي وغيرهما.
قال النووي: وإذا صح رفعه بشهادة البخاري ومسلم وغيرهما لم يضره من وقفه، ولا يكون ذلك تعارضًا ولا اضطرابًا، فإن الراوي قد يعرض له ما يوجب السكوت عن الرفع من نحو نسيان أو اكتفاء بعلم السامع، والرافع: عدل ثبت، فلا يلتفت إلى الواقف إلا في الترجيح عند التعارض كما هو مبين في الأصول، انتهى فتأمله.
926-
البلاء موكل بالقول -وفي لفظ: "بالمنطق"2.
رواه القضاعي عن حذيفة وعن علي مرفوعًا، ورواه ابن لال عن ابن عباس رفعه، وأوله: ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء
…
إلخ.
وذكره البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في حديث عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، من قول الصديق لما قال له علي: "لقد وقعت من الأعراب
1 بنحوه في الصحيح: "واليمين على المدعى عليه": رقم "2897".
2 باللفظين، ضعيف: رقم "2376"، "2378".
على باقعة"1-، يعني الذي دقق عليه في سؤاله عن نسبه بعد أن كان دقق في سؤال واحد منهم عن نسبه- بلفظ: أجل يا أبا الحسن، ما من طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء موكل بالقول.
ورواه الديلمي عن ابن مسعود رفعه بلفظ الترجمة، وزاد: فلو أن رجلًا عَيَّر رجلًا برضاع كلبة، لرضعها.
ورواه ابن أبي شيبة في الأدب المفرد عن ابن مسعود بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبًا.
وعند الخرائطي في المكارم عن ابن مسعود من قوله: ولا تستشرفوا البلية؛ فإنها مولعة بمن يشرف لها، إن البلاء مولع بالكلم، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم.
ورواه الديلمي عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء "والله لا أفعله" إلا ترك الشيطان كل شيء وولع به حتى يؤثمه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبْتَلَى به.
وأورده الصغاني بلفظ: البلاء موكل بالمنطق أو بالقول، وحكم عليه بالوضع، وأورده ابن الجوزي من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود في الموضوعات.
قال في المقاصد: ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بالوضع، ويشهد لمعناه قوله صلى الله عليه وسلم:"هلم" للأعرابي الذي دخل عليه يعوده وقال له: "لا بأس"، فقال له الأعرابي: "بل حمى تفور
…
" الحديث، قال: "فنعم إذا".
وأنشد ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما
…
عبث اللسان بحادث فيكون
ويروى: لا تعبثن بحادث فلربما، وأنشد غيره:
لا تمزحن بما كرهت فربما
…
ضرب المزاح عليك بالتحقيق
927-
"بول الغلام ينضخ، وبول الجارية يغسل"2.
رواه ابن ماجه عن أم كرز.
1 الباقعة: الداهية، ومنه الحديث: ففاتحته فإذا باقعة، أي: ذكي عارف لا يفوته شيء. النهاية.
2 صحيح: رقم "2842".
ورواه أحمد بن علي، وأبو يعلى عن أم سلمة بلفظ: بول الغلام يصب عليه الماء صَبًّا ما لم يطعم.
928-
"بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان".
رواه الشيخان والترمذي والنسائي عن ابن عمر.
929-
بيت المقدس أرض المحشر والمنشر1.
رواه ابن ماجه عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال:"أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه؛ فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره" الحديث.
ورواه أيضا أبو علي بن السكن، وأبو داود، ومعاوية بن صالح.
أقول: إن الصحيح: الصلاة فيه كخمسمائة صلاة في غيره.
وقال ابن الغرس: ورأيت في كتاب خلاصة البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي، لسراج الدين بن الملقن ما صورته: حديث "صلاة في مسجد إيليا تعدل ألف صلاة في غيره" رواه ابن ماجه من رواية ميمونة بإسناد حسن. فاستفدنا منه أن حديث الترجمة حسن، والله أعلم.
930-
بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب2.
ذكره في أنس الجليل بلفظ: وما يقال من أن بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب وأنه كأجمة الأسد، فداخله إما أن يسلم وإما أن يدركه العطب، فقد حمل ذلك على زمن بني إسرائيل الذين كانوا يعملون فيه بمعاصي الله، فإن اللفظ المذكور قيل: إنه مكتوب في التوراة، قال بعض العلماء: وظاهر الخطاب يدل على أنها -يعني العقارب- كانت موجودة في ذلك الوقت، ولو أراد أقوامًا من هذه الأمة لقال: املأوها عقارب حتى تكون للمستقبل، وأما اليوم فإنما فيه الطائفة المنصورة، انتهى.
1 أوله ضعيف: برقم "2344".
2 ليس بحديث، انظر التمييز "404".
ورواه إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمير، بلفظ: مكتوب في التوراة: بيت المقدس كأس بدل طست، وليس بحديث بل منسوب إلى التوراة، وقد عضده ابن الغرس في منظومته بقوله:
ما جاء أن القدس طست من ذهب
…
قد قيل في التوراة ثم لا عجب
إن صح ذا وإن شككت فاسكن
…
فيه تجد عقاربًا لم تسكن
931-
"البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهما لصاحبه: اختر".
رواه البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن ابن عمر، ورواه أيضا أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه أيضا ابن ماجه والحاكم عن سمرة مقتصرين على قوله: ما لم يتفرقا، والنسائي والحاكم والبيهقي بلفظ: حتى يتفرقا، ويأخذ كل منهما من البيع ما هوى ويتخايران ثلاث مرات.
وعند أحمد والترمذي عن ابن عمر: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا أن تكون صفقة خيار، ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله".
وعند الشيخين وأحمد وأبي داود والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحِيت بركة بيعهما.
932-
"بئس مطية الرجل: زعموا"1.
وفي رواية: "المؤمن" بدل "الرجل"، رواه الطحاوي عن أبي عبد الله، ومن طريقه القضاعي بسند صحيح عن أبي عبد الله أيضا رفعه بهذا.
ورواه أحمد عن أبي مسعود.
ورواه أبو داود وأحمد أيضا عن أبي قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ فذكره -وأبو عبد الله المذكور هو حذيفة بن اليمان كما جزم به القضاعي- وقال: إنه كان مع أبي مسعود بالكوفة، وكانا يتجالسان ويسأل أحدهما الأخر؛ لكن نظر فيه الحافظ ابن حجر بأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة مع أن أبا قلابة صرح بتحديث حذيفة له.
1 صحيح: رقم "2846".
وأيده في المقاصد بأن ابن منده جزم بأنه غيره، وقد جزم ابن عساكر بأن أبا قلابة لم يسمع من أبي مسعود أيضا.
ويستأنس له بما رواه الخرائطي في المساوئ عن أبي قلابة عن أبي المهلب، يعني: عمه، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود، ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في "زعموا؟ " قال: سمعته يقول: "بئس مطية الرجل زعموا"، ورجاله موثقون فثبت اتصاله، وتأكد الجزم بأنه عن أبي مسعود.
وفي الباب عن يحيى بن هانئ عن أبيه وهو أحد المخضرمين أنه قال لابنه: هب لي من كلامك كلمتين: "زعم" و "سوف". أخرجه الخرائطي في المساوئ مضافًَا للحديث، وترجم لهما، "كراهة إكثار الرجل من قوله زعموا".
قال الخطابي: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجته والسير إلى بلد، ركب مطية وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقدم الرجل أمام كلامه ويتوصل به إلى حاجته من قولهم "زعموا" بالمطية، وإنما يقال:"زعموا" في حديث لا سند له ولا يثبت، إنما هو شيء محكي على سبيل المبالغة، فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما هذا سبيله وأمر بالتوثيق فيما يحكيه والتثبت فيه، فلا يروي شيئًا حتى يكون معزوًّا إلى ثبت، انتهى.
ويؤيده حديث: كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع، وسيأتي.
933-
بئس البيت الحمام: ترفع فيه الأصوات، وتنكشف فيه العورات1.
رواه ابن عدي عن ابن عباس، ورواه الطبراني عن عائشة بلفظ: البيت الحمام، بيت لا يستر، وماء لا يطهر.
934-
"بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".
رواه مسلم عن جابر بلفظ: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، وفي رواية له عنه: إن بين الرجل
…
إلخ.
ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي الباب ما سيأتي في: من ترك الصلاة، لكن لفظ الترمذي: بين الإيمان والكفر ترك الصلاة.
ورواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن بريدة بلفظ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
1 ضعيف: رقم "2348".
ورواه الطبري عن ثوبان بإسناد صحيح: بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة، فإن تركها فقد أشرك.
935-
"بين كل أذانين صلاة، ثلاثًا لمن شاء".
متفق عليه عن عبد الله بن مغفل مرفوعا، بل رواه عنه بقية الستة كأحمد وزاد النجم، وعند البزار عن بريدة: بين كل أذانين صلاة إلا المغرب.
936-
"بيت لا تمر فيه جياع أهله".
أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها.
937-
البيت الذي فيه البنات ينزل فيه كل يوم ثنتا عشرة رحمة من السماء، ولا تقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت، يكتبون لأبويهن كل يوم وليلة عبادة سنة.
موضوع صرح بذلك السيوطي كما نقل عنه ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية.
ورواه الديلمي كما في تخريج الحافظ له عن سعد بلفظ: البيت الذي فيه البنات، ينزل عليه كل يوم وليلة اثنتا عشرة رحمة
…
الحديث.
938-
بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه1.
رواه أبو الشيخ عن ابن عباس بزيادة: وبيت لا تحل فيه فقار لأهله.
939-
بالداخل دهشة، فتلقوه بـ "مرحبًا".
رواه الديلمي عن [الحسن بن علي] 2 والمشهور على الألسنة: "لكل داخل دهشة".
940-
بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، والعقوق3.
رواه الحاكم في تاريخه عن أنس، والمشهور على الألسنة: ذنبان تعجل عقوبتهما في الدنيا قبل الآخرة: البغي، وعقوق الوالدين.
1 ضعيف: رقم "2345". وزيادة أبي الشيخ عن ابن عباس لم نجدها في غير هذا الكتاب، واختلفت نسخ الكتاب في لفظة "تحل" فقد وردت في بعضها "نحل" بالنون الموحدة، ولا أستبعد أن تكون مصحفة عن "نخل" لحديث:"بيت لا تمر فيه جياع أهله" السابق برقم 936، أما باللفظ المثبت "تحل" فالكلام عائد على الصبيان.
2 ما بين معقوفتين بياض في النسخ المطبوعة، والاستدراك من فردوس الأخبار للديلمى.
3 صحيح، انظر الصحيحة "1120".