الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الثاني
حرف الشين المعجمة:
1526-
الشام صفوة الله من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه1.
رواه الطبراني وغيره عن أبي أمامة مرفوعًا، وفي فضل الشام عمومًا، ودمشق خصوصًا أحاديث مرفوعة، وغيرها أفردت بالتأليف:
فمنها ما أخرجه أبو الحسن بن شجاع الربغي في فضل الشام، عن أبي ذر بلفظ "الشام أرض المحشر والمنشر" قال ابن الغرس، قال شيخنا، والحديث حسن لغيره، ومنها ما للترمذي، عن زيد بن ثابت رفعه "طوبى للشام" الحديث، وفيه: ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها، وعن ابن عمر مرفوعًا في حديث "عليكم بالشام"، ولأحمد وأبي داود والبغوي والطبراني وآخرين، عن عبد الله بن حوالة رفعه "عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، إن الله قد توكل لي بالشام وأهله"، ونحوه عن واثلة وابن عباس وغيرهما، وعزاه في الجامع الصغير للطبراني والحاكم، عن أبي أمامة بلفظ "الشام صفوة الله من بلاده إليها يجتبي صفوته من عباده؛ فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه، ومن دخلها من غيرها فبرحمته"، ورواه الطبراني عن واثلة بلفظ "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه؛ فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله"، وروى البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رفعه "الخلافة بالمدينة والملك بالشام"، وروي عن كعب الأحبار أنه قال "أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم من عصاه"، وعن عروة قال "قرأت في بعض ما أنزل الله عز وجل على بعض أنبيائه أن الله يقول: الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهمي".
1527-
"الشاهد يرى ما لا يرى الغائب"2.
رواه أحمد عن علي قال: قلت يا رسول الله "إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب" فذكره، ورواه الضياء في المختار والعسكري في الأمثال، وأبو نعيم عن علي، ورواه العسكري أيضًا عن ابن مسعود، ورواه القضاعي بسند فيه ابن لهيعة عن أنس مرفوعًا.
1 ضعيف: رقم "3425" وفيه زيادة.
2 صحيح: رقم "3728".
1528-
الشام شامة الله في أرضه.
لم أقف عليه، ولعله بمعنى ما قبله فليتأمل والله أعلم.
1529-
شاوروهن وخالفوهن1.
قال في المقاصد لم أره مرفوعًا؛ ولكن عند العسكري، عن عمر أنه قال "خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة"، نعم، أخرج ابن لال ومن طريقه الديلمي بسند فيه ضعيف جدًا مع انقطاع، عن أنس مرفوعًا "لا يفعلن أحدكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد من يشيره؛ فليستشير امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة"، وروى العسكري عن معاوية أنه قال "عودوا النساء لا فإنها ضعيفة إن أطعتها أهلكتك"، وقال بعض الشعراء: وترك خلافهن من الخلاف.
وروى القضاعي والعسكري والديلمي وغيرهم بسند ضعيف عن عائشة مرفوعًا "طاعة النساء ندامة"، وأخرج ابن عدي عن زيد بن ثابت مرفوعًا "طاعة النساء ندامة"، وأخرج أحمد العسكري وغيرهما عن أبي بكرة مرفوعًا "هلكت الرجال حين أطاعت النساء"؛ فإدخال ابن الجوزي لحديث عائشة في الموضوعات ليس بجيد، كيف وقد استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية فصار دليلًا لاستشارة المرأة الفاضلة، ولفضل أم سلمة ووفور عقلها، حتى قال إمام الحرمين "لا يعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة"، لكن اعترض عليه بابنه شعيب في أمر موسى عليهما الصلاة والسلام، وقال الرضى الغزي في "المراج في الزواج" قال عمر رضي الله عنه "خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة"، وقد قيل: شاوروهن وخالفوهن، وقال صلى الله عليه وسلم "تعس عبد الزوجة"؛ وذلك لأن الله تعالى ملكه الزوجة فملكها نفسه، وسمى الرجال قوامين وسمى الزوج سيدًا فقد خالف مقتضى ذلك وبدل نعمة الله كفرًا.
1530-
الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان2.
وفي رواية "حبائل" جمع حبالة بالكسر، وهي ما يصاد به من أي شيء كان، رواه أبو نعيم، عن ابن مسعود والديلمي، عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر في حديث طويل، والتيمي في ترغيبه عن زيد بن خالد الجهني، كلهم مرفوعًا، ولا ينافيه ما جاء عن سفيان الثوري من قوله "يا معشر الشباب عليكم بقيام الليل، فإنما الخير في الشباب"،
1 لا أصل له مرفوعًا، انظر الضعيفة "430".
2 ضعيف: رقم "3427".
لكونه محلا للقوة والنشاط غالبًا، ومن شواهد هذا الحديث حديث "عجب ربك من شاب ليست له صبوة"، وقال ابن الغرس "الحديث حسن"، وإنما جعله شعبة من الجنون لأن الجنون يزيل العقل، وكذلك الشباب قد يسرع إلى قلة العقل؛ لما فيه من الميل إلى الشهوات والإقدام على المضار؛ ولذا أنشدوا:
سكرات خمس إذا سكر المر
…
ء بها صار ضحكة للزمان
سكرة الحرص والحداثة والعشـ
…
ـق وسكر الشراب والسلطان
1531-
شبيه الشيء منجذب إليه - وفي لفظ شبه.
ليس بحديث، وقال السخاوي هو بمعنى "الأرواح جنود مجندة" وهو كقولهم "الجنس إلى الجنس أميل"، وفي لفظ "يميل"، وكقولهم "الجنسية علة الضم"، وقال النجم: هو من كلام الغزالي، وقال في الإحياء "قد تستحكم المودة بين اثنين من غير ملاحة في صورة وحسن في خلق وخلق، ولكن المناسبة باطنة توجب الألفة والموافقة، فإن شبه الشيء منجذب إليه بالطبع، والأشباه الباطنية خفية ولها أسباب دقيقة، ليس في قوة البشر الاطلاع عليها، وعنها عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تنكر منها اختلف. فالتناكر نتيجة التباين، والائتلاف نتيجة التناسب" انتهى. وعن الديلمي عن أنس رفعه "أن لله ملكًا موكلًا بتأليف الأشكال". وهو ضعيف، انتهى.
1532-
الشريعة أقوالي، والطريقة أفعالي، والحقيقة حالي، والمعرفة رأس مالي.
لم أر من ذكره فضلًا عن بيان حاله، نعم ذكره بعضهم أنه رآه في كتب بعض الصوفية فليراجع.
1533-
الشتاء ربيع المؤمن: طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه1.
رواه أبو يعلى والعسكري بتمامه، وأحمد وأبو نعيم بالاقتصار على "الشتاء ربيع المؤمن"، كلهم رووه عن أبي سعيد مرفوعًا، وفي سنده أبو الهيثم، ضعفه جماعة ووثقه آخرون كابن معين وأضرابه؛ على أن لهذا الحديث شواهد فيصير حسنا لغيره:
منها ما رواه الطبراني وغيره بسند فيه سعيد بن بشير، ضعيف، عن أنس مرفوعًا "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"، وأخرجه البيهقي وأبو نعيم وعبد الله بن أحمد عن أبي
1 ضعيف: رقم "3429".
هريرة موقوفًا "هو أصح"، ومنها ما أخرجه أحمد والترمذي وابن خزيمة والطبراني والقضاعي عن عامر بن مسعود رفعه بلفظ حديث أنس، كما أوضح ذلك السخاوي في أماليه، وعزاه في الجامع الصغير للبيهقي، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه بلفظ "الشتاء ربيع المؤمن: قصر نهاره فصام وطال ليله فقام"، وفي رواية كما قال المناوي رحمه الله "فصامه وقامه"، وروى الديلمي عن ابن مسعود مرفوعًا "مرحبا بالشتاء، فيه تنزل الرحمة، أما ليله فطويل للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم"، وللدينوري، عن قتادة "لم ينزل عذاب قط من السماء على قوم إلا عند انسلاخ الشتاء".
1534-
الشح لا يأتي بخير:
لم أر من خرجه بهذا اللفظ، ولكن معناه يفهم مما صح بلفظ "إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا"، وبما صح "إياكم والشح فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعاهم فاستحلوا محارمهم"، وجاء بسند جيد "شر ما في الرج شح هالع وجبن خالع".
1535-
شرار أمتي العلماء الذين يأتون الأمراء، وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء1.
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: رواه ابن ماجه بالشطر الأول نحوه من حديث أبي هريرة بسند ضعيف.
1536-
شرار أمتي من يلي القضاء إن اشتبه عليه لم يشاور، وإن أصاب بطر، وإن غضب عنف، وكاتب السوء كالعامل به2.
رواه الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونقل ابن الغرس عن شيخه حجازي أن الحديث حسن لغيره.
1537-
"شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون بالكلام"3.
رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، والبيهقي عن فاطمة الزهراء بسند ضعيف.
1 انظر الفوائد المجموعة "371/ 2".
2 ضعيف جدًا: رقم "3383".
3 حسن: رقم "3705" وانظر في معناه ضعيف الجامع: رقم "3382".
1528-
شراركم عزابكم1.
رواه أبو يعلى والطبراني بسند فيه خالد المخزومي متروك عن أبي هريرة أنه قال "لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد للقيت الله بزوجة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شراركم عزابكم"، ولهما أيضا بسند فيه ضعيف، عن عطية بن بشر المازني مرفوعًا في حديث "إن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل أمواتكم عزابكم"، إلى غير ذلك من الأحاديث التي لا تخلو عن ضعف واضطرب لكن لا يبلغ الحكم عليه بالوضع، وقال في الدرر: رواه أحمد، عن أبي ذر، والطبراني عن عطية بن بشر، وابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأبو نعيم عن جابر، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ. انتهى، وأورده الصغاني بلفظ "شرار أمتي عزابها"، وعقد الحديث ابن العماد في منظومته المؤلفة في ذلك بقوله:
شراركم عزابكم جاء الخبر
…
أراذل الأموات عزاب البشر
وللحفاظ ابن حجر العسقلاني من أبيات:
أراذل الأموات عزابكم
…
شراركم عزابكم يا رجال
أخرجه أحمد والموصلي
…
والطبراني والثقات الرجال
من طرق فيها اضطراب ولا
…
تخلو من الضعف على كل حال
1539-
الشتاء شدة ولو كان رخاء.
قال النجم: ليس بحديث، وظاهره يعارض الحديث قبله، وفي معناه "القر بؤس" كما سيأتي في حرف القاف.
"والقر" بضم القاف وتشديد الراء: أي البرد. و"بؤس" بضم الموحدة وسكون الهمزة وبالسين المهملة: الشدة.
1540-
شددوا فشدد الله عليهم.
يعني بني إسرائيل في قولهم لموسى عليه الصلاة والسلام "ادعوا لنا ربك يبين لنا"، ورواه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رفعه بلفظ "لولا أن بني إسرائيل قالوا {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 70] ما أعطوا أبدًا، ولو أنهم اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم"، وورد مثل هذا المعنى في رهبان النصارى فعند أبي
1 ضعيف: رقم "3385".
يعلى عن أنس "لا تشددوا على أنفسكم يشدد الله عليكم؛ فإن قومًا شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم؛ فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات: رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"، لكن يفرق بين التشديدين فإن تشديد اليهود كان تعنتا على موسى عليه الصلاة والسلام، وتشديد النصارى كان تشديدًا في العبادة والاجتهاد، وكلاهما مذموم في شريعتنا، قاله النجم رضي الله عنه.
1541-
"شر الأمور محدثاتها"1.
أسنده الديلمي عن عقبة بن عامر بزيادة "وشر العمى عمى القلب"، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، وشر المأكل مال اليتيم، وشر المكاسب الربا.
1542-
شراركم معلمو صبيانكم، أقلهم رحمة على اليتيم، وأغلظهم على المسكين.
قال في اللآلئ: موضوع. وأقول: ويشهد لوضعه ما رواه البخاري والترمذي عن علي رفعه "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
1543-
"شر البقاع الأسواق"2.
تقدم في أحب البقاع.
1544-
شر الحياة ولا الممات.
هو كما قال الحافظ ابن حجر من كلام بعض الحكماء المتقدمين، ثم قال: والمراد بشر الحياة ما يقع من الأعراض الدنيوية في المال والجسد والأهل وما أشبه ذلك، وحينئذ فهو كلام صحيح، فإن فرض أن القائل يقصد بشر الحياة أعم من ذلك حتى يشمل أمر الدين فهو مردود عليه، ويخشى في بعض صوره الكفر وفي بعضها الإثم، وما ورد في المسند من النهي عن تمني الموت علل بأنه إما أن يقلع وإما أن يعمل من الخير ما يقابل ذلك الشر" انتهى.
وقال النجم "يصح معناه إذا حمل على حذف مضاف أي: ولا شر الممات" انتهى.
وذكره في فتح الباري في كتاب المرضى ما يدل على أن قصر العمر قد يكون خيرًا للمؤمن؛ فمن ذلك حديث أنس الذي فيه الصحيح "اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا
1 جزء من حديث أخرجه مسلم وغيره.
2 انظر حديث "120" في معناه.
لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"، وهو لا ينافي حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم وأحمد "إن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرًا" إذا حمل حديث أبي هريرة على الأغلب، ومقابله على النادر.
وذكر أيضًا أنه استشكل حديث مسلم وأحمد: بأن الإنسان قد يعمل السيئات فيزيد عمره شرًا، وأجبت بأجوبة: منها أن المؤمن بصدد أنه يفعل ما يكفر ذنوبه، ومنها أن يقيد ما أطلق في هذه الرواية، فتلخص من كلامه أن الحياة تكون تارة حميدة، وتارة بضدها، وعليه ما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم "طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، وويل لمن طال عمره وساء عمله"، وفي هذا المعنى قلت:
طول الحياة حميدة
…
إن راقب الرحمن عبده
وبضدها فالموت خير
…
والسعيد أتاه رشده
1545-
"شر الطعام طعام الوليمة: يدعى إليها الأغنياء وتترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
متفق عليه، عن أبي هريرة موقوفًا، ورواه مسلم أيضًا مرفوعًا لكن بلفظ "يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها"، ومن يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله. وللطبراني عن ابن عباس بلفظ "شر الطعام طعام الوليمة: يدعى إليها الشبعان ويحبس عنها الجائع"، ورواه الطبراني عن ابن عباس بلفظ "يدعى إليه الشبعان، ويحبس عنه الجائع"، وعبارة التحفة لابن حجر المكي والنهاية لخبر مسلم أي: عن أبي هريرة بلفظ "شر الطعام طعام الوليمة تدعى إليها الأغنياء، وتترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله" انتهى، قال الشبراملسي في حواشي الرملي، نقلا عن شرح ألفية السيوطي ناقلًا عن الحافظ ابن حجر في نكته عن ابن الصلاح أن قوله "ومن لم يجب الدعوة.. إلخ" من كلام أبي هريرة، لا من الحديث فاعرفه.
1546-
شر الحمير الأسود القصير1.
رواه العقيلي عن ابن عمر، أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه السيوطي.
1 موضوع: رقم "3389".
1547-
"شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف للسانه أو يخاف شره"1.
رواه ابن أبي الدنيا عن أنس، وهو حسن لغيره كما قال حجازي في الوعظ.
1548-
شر الإنسان من اللسان.
1549-
شر الناس ذو الوجهين2.
تقدم في "تجدون" وهو متفق عليه.
1550-
"شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"3.
قال الصغاني: موضوع. انتهى.
لكن ذكر في الجامع الصغير أنه رواه العقيلي والخطيب، عن أبي هريرة بلفظ "شرف المؤمن صلاته" وفي رواية "قيامه بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس".
وعزاه الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الديلمي باللفظ الثاني لأبي الشيخ وأبي نعيم عن سهل بن سعد، قال: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس.
فالحكم عليه بالوضع لا يخلو عن شيء فليتأمل وسيأتي في: المؤمن.
1551-
شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر4.
رواه الديلمي عن عائشة مرفوعًا، قال ابن الغرس، قال شيخنا حجازي: ضعيف، ورواه أيضا الديلمي عن أبي سعيد الخدري رفعه بلفظ "شهر رمضان شهر أمتي يرمض5 فيه ذنوبهم، فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب، وفطره طيب خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها"، وتقدم بعض ما يتعلق به في: رجب شهر الله- الحديث.
1552-
الشعر أحد الجمالين6.
رواه الديلمي عن علي بلفظ "إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن جمالها فإن الشعر أحد الجمالين"، قال النجم: وروى زاهر بن طاهر في خماسياته عن أنس رضي الله عنه "الشعر الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم".
1 ضعيف: رقم "3394".
2 انظر حديث "950".
3 حسن: رقم "3710" برواية العقيلي والخطيب عن أبي هريرة.
4 بعض موضوع: رقم "3401".
5 يرمض: تحترق.
6 لفظ زاهر عن أنس، ضعيف: رقم "3435".
1553-
"الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام"1.
رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن ابن عمر وأبو يعلى عن عائشة.
قال الهيثمي: إسناده حسن.
وقال الحافظ ابن حجر بعدما عزاه للبخاري في الأدب المفرد: سنده ضعيف.
1554-
"شفاء أمتي في ثلاث: شطرة محجم، أو شربة عسل، أو كية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي".
رواه البخاري وابن ماجه عن ابن عباس بلفظ "الشفاء في ثلاث" الحديث.
1555-
الشهرة في قصر الثياب.
قال في التمييز ليس بحديث، وقال القاري في "الموضوعات": لا يصح حديثًا؛ لأن قصر الثياب من جملة أسباب الشهرة إذا كان يقصدها دون إرادة اتباع السنة، وقال الشعراني في "البدر المنير": هن من كلام أيوب السختياني كان يقول: الشهرة اليوم في تشمير الثياب.
1556-
"شفاء العي السؤال"2.
رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما وتقدم في: إنما شفاء العي السؤال.
1557-
"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي "3.
رواه الترمذي والبيهقي عن أنس مرفوعًا، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال البيهقي: إسناده صحيح، وأخرجه هو وأحمد وأبو داود وابن خزيمة عن أنس من وجه آخر، وهو وابن خزيمة من طريق آخر عن أنس أيضًا بلفظ الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي، وهو وحده عن مالك بن دينار عن أنس بزيادة وتلا هذه الآية {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} [النساء: 31] .
وعن يزيد الرقاشي عن أنس بلفظ "قلنا يا رسول الله لمن تشفع؟ قال لأهل الكبائر من أمتي، وأهل العظائم، وأهل الدماء"، وعن زيادة النميري عن أنس بلفظ إن شفاعتي أو إن
1 صحيح: رقم "3733".
2 انظر حديث "646".
3 صحيح: رقم "3714".
الشفاعة لأهل الكبائر، وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي، عن جابر مرفوعًا بلفظ الترجمة، زاد محمد بن ثابت في رواية الطيالسي فقال جابر "فمن لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة؟ " وزاد الوليد بن مسلم في روايته عن زهير فقلت: ما هذا يا جابر؟ قال: نعم يا محمد، إنه من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، وأما الذي قد استوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابًا يسيرًا ثم يدخل الجنة، وإنما الشفاعة شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأغلق ظهره1، وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق الشعبي عن كعب بن عجرة قال قلت: يا رسول الله الشفاعة قال "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"، ورواه عبد الرزاق، عن طاووس رفعه كالترجمة بزيادة "يوم القيامة"، وقال هذا مرسل حسن، يشهد لكون هذه اللفظة شائعة بين التابعين، ثم روي عن حذيفة بن اليمان أنه سمع رجلًا يقول "اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم" قال: إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الشفاعة للمذنبين المؤمنين أو المسلمين، ورواه الخطيب عن أبي الدرداء بلفظ:"شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي وإن زنى وإن سرق على رغم أبي الدرداء".
1558-
الشفقة على خلق الله تعظيم لأمر الله - وفي لفظ لوجه الله.
قال في المقاصد لا أعرفه بهذا اللفظ، ولكن معناه صحيح، وقال القاري هو من كلام بعض المشايخ؛ حيث قال: مدار الأمر على شيئين: التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله. انتهى. وقال النجم: ليس بحديث. انتهى.
1559-
الشقي من شقي في بطن أمه2.
تقدم في السعيد.
1560-
الشكوى لغير الله مذلة.
لم أقف على أنه حديث وليس على إطلاقه.
1 وأغلق ظهره: غلق ظهر البعير إذا أدبر وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يدبر، شبه الذنوب التي أثقلت ظهر الإنسان بذلك ا. هـ. نهاية
2 سبق تخريجه انظر حديث "1475".
1561-
شموا النرجس، فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص، لا يقطعها إلا شم النرجس1.
رواه الطبراني
…
قال السيوطي في مقاماته الريحانية: حديث راويه غير معل ولا مفلس.
1562-
الشكر في الوجه مذمة.
قال في "التمييز": ليس بحديث، وقال في "المقاصد": كلام وليس على إطلاقه بصحيح؛ بل محمول على ما إذا لم يكن المشكور متصفًا به، أو كان يحصل له به زهو أو إعجاب، كما يشير إليه حديث:"ويحك قطعت عنق صاحبك"، وحديث "إذا مدح الفاسق اهتز له العرش"، وقال النجم: ليس بحديث، لكنه ليس على إطلاقه، ففي الحديث:"إذا مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه"، أخرجه الطبراني والحاكم عن أسامة بن زيد. انتهى، واشتهر على الألسنة "الشكران في الوجه مذمة"، واشتهر أيضا "شكران الإنسان في وجهه مذمة".
1563-
الشؤم سوء الخلق2.
رواه أحمد بسند ضعيف عن عائشة مرفوعًا، وقال ابن الغرس: رواه أحمد عن عائشة، وكذا الطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" من حديث جابر، ورواه الدراقطني في "الأفراد" عن جابر، قال:"سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الشؤم؟ فذكره"، وقال شيخنا حجازي:"حديث صحيح لغيره". انتهى ملخصًا، لكن في الجامع الصغير عزو رواية أبي نعيم لعائشة، وقال المناوي: الحديث ضعيف.
1564-
"الشؤم في ثلاث: المرأة، والدار، والفرس".
رواه البخاري في صحيحه عن ابن عمر، لكن بإسقاط "في ثلاث"، ورواه أيضًا عن سهل بن سعد الساعدي بلفظ "إن كان -أي: الشؤم- في شيء؛ ففي الدار والمرأة والفرس، ورواه السيوطي في ذيل الجامع الصغير بلفظ الشؤم في ثلاث: في المرأة والمسكن والدار، وعزاه الترمذي والنسائي، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال العسقلاني ونقل
1 له طرق وألفاظ - راجعها في تنزيه الشريعة 276/ 2، والموضوعات لابن الجوزي 61/ 3.
2 ضعيف: رقم "3425".
أبو ذر الهروي عن البخاري "إن شؤم الفرس أن تكون حرونًا، وشؤم المرأة سوء خلقها، وشؤم الدار سوء جارها"، وقال غيره "شؤم الفرس أن لا يغزي عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد، وشؤم الدار ضيقها"، وقيل "شؤم المرأة غلاء مهره ا"، وللطبراني من حديث أسماء:"إن من شفاء المرء في الدنيا سوء الدار، والمرأة، والدابة"، وفيه "سوء الدار ضيق ساحتها وخبث جيرانها، وسوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وشؤم المرأة عقم رحمها وسوء خلقها"، وفي حديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد مرفوعًا، وصححه ابن حبان والحاكم "من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء"، وفي رواية لابن حبان "المركب الهنيء والمسكن الواسع"، وفي رواية الحاكم "وثلاث من الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، والدابة تكون قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك أصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق". انتهى.
1565-
شهادة المرء على نفسه بشهادتين.
قال القاري: ليس بحديث، ولكنه صحيح المعنى بالنظر إلى الإقرار ومثله في النجم، وزاد: أقر رجل عند شريح ثم أنكر فقضى عليه، فقال من شهد علي؟ قال ابن أخت خالتك، ومثله:"شهادة المرء على نفسه بسبعين" لا أصل له، ويصح حمله على المبالغة.
156-
شهادة البقاع للمصلى.
أخرجه أبو الشيخ في الثواب، عن أبي الدرداء وغيره من الصحابة والتابعين، فقال أبو الدرداء اذكروا الله عند كل حجيرة وشجيرة؛ لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكم، وقال ابن عمر:"ما من مسلم يأتي روماة من الأرض أو مسجدًا بني بأحجار فيصلي فيه إلا قالت الأرض: سل الله في أرضه تشهد لك يوم تلقاه".
ولابن المبارك عن عمر أنه قال: من سجد في موضع عند شجر أو حجر شهد له يوم القيامة عند الله.
وقال النجم بعد ذكر أكثر ما مر: قلت في الحديث المرفوع ما هو أعم من ذلك، فروى أحمد والترمذي وصححه، والنسائي والحاكم وصححه، وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال:"قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزرلزلة: 4] فقال عليه السلام: "أتدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها؛ تقول عمل
كذا وكذا فذلكم أخبارها"، وروى الطبراني عن ربيعة الجرشي: "تحفظوا من الأرض؛ فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عمل عليها خيرًا أنو شرًا إلا وهي مخبرة"، وقال عطاء الخراساني: "ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت"، وقال ثور بن زيد عن مولى الهذيل: "ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدًا إلا شهدت له يوم القيامة، وإلا بكت عليه يوم يموت"، والله أعلم.
1567-
"شهادة خزيمة بشهادة رجلين"1.
رواه أبو داود وابن خزيمة عن عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم "ابتاع فرسًا من أعرابي" الحديث، وفيه "فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين"، ورواه أحمد وأبو داود عن النعمان بن بشير، ورواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى في مسنديهما، عن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسًا من سوار بن الحارث، فجحده، فشهد له خزيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرًا؟ " قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه"، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والطبراني عن محمد بن زرارة ورواه ابن أبي عمر العدني في مسنده عن خزيمة بلفظ:"فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته رجلين حتى مات".
وفي البخاري عن زيد بن ثابت أنه وجد آية من القرآن مع خزيمة الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين.
وفي لفظ عن زيد: "وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين، ولأبي يعلى عن أنس أنه افتخر الأوس والخزرج، فقالت الأوس منا من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، وروى ابن أبي أسامة في مسنده عن النعمان بن بشير "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرسًا، فجحده الأعرابي، فجاء خزيمة، فقال يا أعرابي أتجحد؟ أنا أشهد عليك أنك بعته، فقال الأعرابي: إن تشهد عليَّ خزيمة فأعطني الثمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا خزيمة إنا لم نشهدك، كيف تشهد؟ " قال أنا أصدقك على خبر السماء، ألا أصدقك على ذا الأعرابي؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، فلم يكن في
1 صحيح.
الإسلام من تجوز شهادته شهادة رجلين غير خزيمة"، قال في "المقاصد": وللدارقطني من طريق أبي حنيفة، عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته شهادة رجلين.
ثم قال: ومما يستظرف قول بعض المحققين من شيوخنا: حديث خزيمة أخرجه ابن خزيمة، وروى حديث خزيمة أيضا عمر بن الخطاب.
1568-
شاهد الزور مع العشار في النار1.
رواه الديلمي عن المغيرة، ورواه أبو نعيم والحاكم عن ابن عمر بلفظ "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار".
1569-
"شاهت الوجوه".
رواه مسلم عن سلمة بن الأكوع، والحاكم عن ابن عباس.
1570-
شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجال2.
قال النجم: لا يعرف بهذا اللفظ، لكن عند الطبراني في الأوسط والبيهقي عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة، ولكن الله ألقى عليهن الحياء.
وقال النجم أيضًا، وعند الطبراني عن ابن عمرو: فضل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل كأثر المخيط في الطين؛ إلا أن الله يسترهن بالحياء.
1571-
شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة، ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لأنهم حسد3.
قال في "اللآلئ": ليس بحديث، وإسناده فاسد من وجوه كثيرة، وقال القاري: وعلى تقدير صحته فالمراد علماء الدنيا التاركون طريق العقبى، كما يشير إليه التعليل بقوله: فإنهم حسد؛ إذ المتبادر من الحسد ما ذمه الشارع، وروي هذا الحديث في الجامع الصغير عن الحاكم في تاريخه عن جبير بن مطعم.
1 موضوع: رقم "3378".
2 لفظ الطبراني والبيهقي عن ابن عمر، ضعيف جدا: رقم "3985".
3 موضوع: رقم "3409".
قال المناوي في شرحه: وقضية كلام المصنف أن مخرجه الحاكم أخرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه؛ بل قال عقبه: ليس هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسناده فاسد من أوجه كثيرة: منها أن في إسناده مجاهيل، وضعفاء منهم: أبو هارون، فهو موضوع. انتهى.
1572-
"شيبتني هود وأخواتها"1.
رواه ابن مردويه في تفسيره عن عمران بن حصين بلفظ "قيل يا رسول الله أسرع إليك الشيب! قال: "شيبتني هود والواقعة وأخواتها"، وقال في الدرر: رواه البزار عن ابن عباس، وصححه في "الاقتراح"، وأعله الدراقطني، وأنكره موسى بن هارون، وقال فيه: إنه موضوع، والصواب تحسينه، وقد استوفيت طرقه في التفسيره المسند. انتهى، وفي الترمذي و"الحلية" عن ابن عباس قال: "قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت! قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"، وصححه الحاكم، وقال الترمذي: حسن غريب".
وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده عن الأحوص، ورواه أبو يعلى عن عكرمة قال: قال أبو بكر "سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما شيبك؟ قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"، وهو مرسل صحيح؛ لكنه موصوف بالاضطراب، وقد أطال الدراقطني في ذكر علله واختلاف طرقه أوائل كتاب "العلل". وقال "ابن دقيق العيد" في أواخر "الاقتراح": إسناده على شرط البخاري.
ورواه البيهقي في الدلائل عن أبي سعيد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، لقد أسرع إليك الشيب! فقال:"شيبتني هود، وأخواتها: وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت".
وأخرجه ابن سعد وابن عدي عن أنس وفيه الواقعة والقارعة وسأل سائل، وإذا الشمس كورت. ورواه الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح عن عقبة بن عامر "أن رجلا قال يا رسول الله قد شبت! قال:"شيبتني هود وأخواتها".
ورواه أيضًا بسند عمرو بن ثابت -متروك- عن ابن مسعود "أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما شيبك يا رسول الله؟ قال: "شيبتني هود، وأخواتها: الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت".
1 صحيح: رقم "3720" من رواية الطبراني عن عقبة بن عامر.
1573-
"الشاة في البيت بركة، والدجاج في البيت بركة"1.
رواه الحاكم في تاريخه، ورواه البخاري في الأدب المفرد بحذف:"والدجاج في البيت بركة "، وزيادة:"والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات".
1574-
"الشيب نور المؤمن"2.
قيل: لا يعرف بهذا اللفظ، ورد بأن الحافظ ابن حجر قال في تخريج أحاديث "مسند الفردوس": رواه ابن منيع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو. انتهى.
وذكره في التخريج المذكور أنه رواه عن أنس بلفظ: "الشيب نور، من خلع الشيب فقد خلع نور الإسلام". انتهى.
وسيأتي في: "من شاب في الإسلام"، وفي:"لا تنتفوا الشيب"، وعزاه في الجامع للبيهقي عن ابن عمرو بلفظ "الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع له بها درجة".
1575-
شيب وعيب.
قال في "المقاصد": يأتي فيمن لم يرعو.
وقال النجم: كلام يقال عند توبيخ الشيب وليس بحديث.
وحكي عن أبي يزيد أنه رأى وجهه في المرآة، فقال: ظهر الشيب، ولم يذهب العيب، ولا أدري ما في الغيب.
1576-
الشيخ في قومه كالنبي في أمته3.
قال في "المقاصد": رواه ابن حبان في "الضعفاء"، وكذا الديلمي عن أبي رافع مرفوعًا، لكن بلفظ "الشيخ في أهله"، ورواه ابن حبان أيضًا في ترجمة عبد الله بن عمر الإفريقي عن ابن عمر، ثم قال: وهو موضوع. وقال الحافظ ابن حجر كابن تيمية: إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما يقوله بعض أهل العلم، وربما أورده بعضهم بلفظ "الشيخ في جماعته كالنبي في قومه، يتعلمون من علمه، ويتأدبون من أدبه"،
1 برواية البخاري في الأدب المفرد، ضعيف جدًا: رقم "3423".
2 برواية البيهقي عن ابن عمر، حسن: رقم "3748".
3 موضوع برواية الديلمي عن أبي رافع، رقم "3451".
وكل ذلك باطل، وروى الديلمي عن أنس مرفوعًا:"بجلوا المشايخ؛ فإن تبجيل المشايخ من إجلال الله عز وجل فمن لم يبجلهم فليس منا".
لكن أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" عن أبي رافع مرفوعًا، وأسنده الديلمي عنه، رواه في "الجامع الصغير" بلفظ:"الشيخ في أهله كالنبي في أمته". ورواه أيضًا بلفظ: "الشيخ في بيته كالنبي في قومه "، ويقويه حديث "العلماء ورثة الأنبياء"؛ وإن كان ضعيفًا، ويؤيده قوله تعالى {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] .
وقال في "المقاصد": وأصح من هذا كله: "ما أكرم شاب شيخًا لسنه إلا قيض الله له في سنه من يكرمه".
1577-
شياطين الإنس تغلب شياطين الجن.
قال القاري: هو من كلام مالك بن دينار، ولعله مقتبس من قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] حيث قدم شياطين الإنس؛ ولأن شيطان الجن تذهب وسوسته بالتعوذ، ولأن قوة تأثير الصحبة في اتحاد الجنس.
1578-
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم - الحديث.
رواه الشيخان عن صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها.
1579-
"الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة، بما قضيا من اللذة"1.
رواه الطبراني وابن مندة في المعرفة عن ابن حنيف عن العجماء، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره، ورواه النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد "المسند"، وصححه ابن حبان والحاكم، عن أبي بن كعب، ورواه أحمد عن زيد بن ثابت، واتفقا عليه عن عمرو، ورواه الشافعي والترمذي وآخرون، عن عمرو عن بعضهم أنه مما كان يتلى، ثم نسخ دون حكمه، وروى السيوطي الحديث في "الإتقان" عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب "كم آي تعد سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية أو ثلاثًا وسبعين آية. قال: إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم. قلت: وما آية الرجم؟ قال: إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم". انتهى.
1 متفق عليه من طريق ابن عباس عن عمر.