المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الظاء المعجمة: - كشف الخفاء ت هنداوي - جـ ٢

[العجلوني]

الفصل: ‌حرف الظاء المعجمة:

‌حرف الظاء المعجمة:

1687-

الظالم عدل الله في الأرض، ينتقم به ثم ينتقم منه1.

رواه الطبراني في "الأوسط" عن جابر رفعه بلفظ: "إن الله يقول: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وساقه الديلمي بلا إسناد عن جابر رفعه بلفظ: يقول الله عز وجل: "أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصيرهما إلى النار"، وهو في "المجالسة" للدينوري عن ابن المنكدر أنه قال: يقول الله عز وجل: "أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وقال الزركشي: حديث "الظالم عدل الله في الأرض، ينتقم من الناس، ثم ينتقم الله منه"، لم أجده. قال في "الدرر" عقبه: قلت في معناه ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن جابر مرفوعًا: "إن الله يقول أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وسنده ضعيف.

وذكر في الحلية في ترجمتة مالك بن دينار أنه قال: قرأت في الزبور "إني لأنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعًا"، ونظير ذلك في كتاب الله تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129] .

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر من ترجمة علي بن غنام أنه قال: كان يقال: "ما انتقم الله من قوم إلا بشر منهم"، قال في "المقاصد": وقرأت بخط شيخنا -يعني الحافظ ابن حجر- في بعض فتاويه هذا الحديث لا أستحضره الآن؛ ومعناه دائر على الألسنة، من الرواية بلفظ:"الظالم عدل الله" وأما قول القائل: كيف يجوز وصفه بالظلم وننسبه إلى أنه عدل من الله تعالى؛ فجوابه: أن المراد بالعدل هنا ما يقابل بالفضل، والعدل أن يعامل كل أحد بفعله إن خيرًا فخير، إن شرًا فشر، والفضل أن يعفو مثلًا عن المسيء. وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف المعتزلة فإنهم يوجبون عقوبة المسيء، ويدعون أن ذلك هو العدل، ومن ثم سموا أنفسهم أهل العدل والعدلية. وإلى ما ذهب إليه أهل السنة يشير قوله تعالى {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} [الأنبياء: 111] أي لا تمهل الظالم ولا تتجاوز عنه، بل عقوبته، لكن الله يمهل من يشاء، ويتجاوز عمن يشاء، ويعطي من يشاء،

1 ضعيف، الأسرار المرفوعة "241".

ص: 57

لا يسأل عما يفعل. وسبقه إلى نفي وجوده أيضًا الزركشي؛ فقال: لم أجده لكن معناه مركب من حديثين صحيحين: أحدهما: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، وفي رواية النسائي:"بقوم لا خلاق لهم"، وثانيهما:"إن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".

وفي "حادي الأرواح" لابن القيم ما نصه: "وفي الأثر: أن الله عز وجل خلق خلقًا من غضبه، وأسكنهم بالمشرق، ينتقم بهم ممن عصاه". انتهى.

زاد النجم: وفي المعنى ما هو دائر على الألسنة: "إن الله لينتقم بالظالم من الظالم، ثم يكب الجميع في النار"، ولم أقف عليه.

قال وعند ابن أبي شيبة عن منصور بن أبي الأسود: سألت الأعمش عن قوله تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً} [الأنعام: 129] ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال سمعتهم يقولون: "إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم، انتهى ملخصًا".

1688-

"الظلم ظلمات يوم القيامة".

متفق عليه عن ابن عمر مرفوعًا. ورواه مسلم وغيره عن جابر بلفظ: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". والله أعلم.

1689-

الظلم كمين في النفس؛ والعجز يخفيه، والقدرة تبديه -أو القوة تظهره- والعجز يخفيه.

تقدم في: الجبروت في القلب، أنه ليس بحديث.

وقال النجم لم أقف عليه، ولعله من كلام بعض الحكماء. ولعل منزعة من قوله تعالى {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} 1 وقوله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34] ، انتهى. وفي الانتزاع خفاء فتدبر.

1690-

الظلمة وأعوانهم في النار2.

رواه الديلمي عن حذيفة بإسناد ضعيف.

1 تحرفت الآية في النسخ إلى "وكان الإنسان ظلوما جهولا".

2 موضوع: رقم "3669".

ص: 58

1691-

ظلم دون ظلم1.

رواه أحمد في "الإيمان" له، والقاضي إسماعيل في "أحكام القرآن" له، عن عطاء في تفسير {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 44] قال: "كفر، دون كفر وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".

ورواه أحمد أيضًا، عن ابن عباس بمعناه: وبه ترجم البخاري في "صحيحه"

ثم روي عن ابن مسعود أنه قال: لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم؟ فأنزل الله {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] .

1692-

الظهور يقطع الظهور.

ليس بحديث بل هو من كلام بعض الصوفية.

1693-

الظلم وضع الشيء في غير موضعه.

قال النجم: هو تفسير معنى الظلم ليس بحديث.

1694-

ظهر المؤمن قبلة2.

قال في "المقاصد": لا أعرفه، ومعناه صحيح بالنظر للاكتفاء به في السترة، كالاكتفاء بالصلاة إلى الراحلة، على ما صح به الخبر، وفعله ابن عمر. ونحوه حديث:"سترة الإمام سترة من خلفه". وروى العسكري عن عائشة بلفظ: "ظهر المؤمن حمى، إلا في حد من حدود الله، نظير المعاصي حمى الله تعالى". والمعنى لا يضرب ظهره إلا في حد من الحدود.

ورواه كما في الجامع عن الطبراني عن عصمة بن مالك بلفظ ظهر المؤمن حمى إلا بحقه وهو ضعيف. والله أعلم.

1 ليس بحديث. الدرر المنتثرة "111".

2 حديث عصمة بن مالك "ظهر المؤمن حمى إلا بحقه". ضعيف جدًا: رقم "3667".

ص: 59