المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الطاء المهملة: - كشف الخفاء ت هنداوي - جـ ٢

[العجلوني]

الفصل: ‌حرف الطاء المهملة:

‌حرف الطاء المهملة:

1647-

طاب حمامكما1.

قاله لأبي بكر وعمر -الحديث، ورواه الديلمي بلا سند عن ابن عمر مرفوعًا، لكن قال أبو سعيد المتولي: التحية عند الخروج من الحمام بأن يقول: "له طاب حمامك" لا أصل له، نعم روي أن عليًا قال لرجل خرج من الحمام:"طهرت فلا نجست"، وقال النووي في "الأذكار": هذا المحل لم يصح فيه شيء، ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودة والمؤانسة واستجلاب الوداد:"أدام الله لك النعيم"، ونحو ذلك من الدعاء فلا بأس به، ومما يضعف هذا الخبر -كما قال السخاوي- أنه لم يكن إذ ذاك حمام، وكل ما جاء فيه ذكر الحمام محمول على الماء المسخن خاصة من عين أو غيرها.

1648-

طاعة النساء ندامة2.

وفيه ضعيف كما تقدم في "شاوروهن"، وذكر صاحب "تحفة العروس" عن الحسن البصري أنه قال:"ما أطاع رجل امرأة فيما تهواه إلا أكبه الله في النار"، وهو محمول على طاعتها فيما تهواه من المحرمات، وقيل فيما تهواه ولو من المباحات؛ لأنها تجره إلى المنكرات.

1649-

طالب القوت ما تعدى.

قال في "التمييز": بيض له شيخنا، فلم يتكلم عليه، قلت: وليس هو بحديث، بل من الأمثال السائرة. انتهى. قال ابن الغرس في المعنى:

يا من غدا ما حبه غذائي

فهو غذائي إذا تغدى

جد لي بوصل فذاك قوتي

وطالب القوت ما تعدى

150-

الطبيخ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بينه وبين الرطب فيأكله به3.

رواه الحميدي على ما وقع في أصل من مسنده.

1 قال ابن الديبع نقلًا عن النووي: "هذا المحل لم يصح فيه شيء"، التمييز 801".

2 ضعيف: رقم "3609".

3 صحيح، انظر الصحيحة "58".

ص: 41

ووقع في أصل آخر قديم بتقديم الباء على الطاء أي "البطيخ" كالجادة.

كما رواه إسحاق بن أبي إسرائيل وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهما عن ابن عيينة.

ورواه ابن حبان في صحيحه عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطبيخ أو البطيخ بالرطب. بكسر أوله فيهما.

ورواه أبو نعيم وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات "الطبيخ" بدون شك.

ورواه الديلمي عن سهل بن سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسل- كان يأكل الطبيخ بالرطب.

وفي "التمييز" قال شيخنا -يعني السخاوي- بعد إيراد كلام كثير عليه: وبالجملة فقد ثبت الحديث بتقديم الطاء على الباء لغة في البطيخ، وحكماها صاحب المحكم.

وأما كيفية ما كان يفعل، فيروى في حديث أنس أنه "كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه"، أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الأخلاق النبوية"، وأبو عمر النوقاني في البطيخ، وعن عبد الله بن جعفر قال:"رأيت في يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم قثاء، وفي شماله رطبات، وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة" رواه الطبراني في "الأوسط"، وهما ضعيفان. انتهى.

1651-

الطرق ولو دارت والبكر ولو بارت.

ليس بحديث، قال في "المقاصد"، معناه صحيح، ويشهد للأول {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] ، وللثاني أحاديث كثيرة: منها في قصة جابر: "هلا بكرًا"، وأورد السلفي في "معجم السفر" عن أبي القاسم الدمشقي قال:"الطرق ولو دارت، والمدن ولو جارت"، وقال: لا أعرفه أهو من كلامه أو كلام غيره؟ قال ابن الغرس: ويدور الشق الثاني على ألسنة الناس بلفظ: وبنت الأجواد أي الأخيار ولو بارت، قال: وهذا أيضًا له شواهد: كحديث "تخيروا لنطفكم" ونحوه، وقال النجم: ويدور على ألسنة الناس بلفظ: "اتبع الطرق ولو دارت، وخذ -أو تزوج- البكر ولو بارت"، وليس بحديث.

1652-

"الطعام الحار لا بركة فيه"1.

تقدم في: أبردوا الطعام.

1 سبق: انظر حديث "36".

ص: 42

1653-

طعام البخيل داء، وطعام الجواد دواء1.

رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في المؤتلف، والديلمي في مسنده، وأبو علي الصدفي في عواليه، وابن عدي في كامله، عن ابن عمر مرفوعًا ولفظ الخطيب "طعام السخي دواء -أو قال شفاء- وطعام الشحيح داء"، ولفظ بعضهم:"طعام الكريم" بدل "السخي" وعزاه في الدرر لابن عدي عن ابن عمر وقال: لا يثبت، ورواه في "اللآلئ" عن عائشة بلفظ:"طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء"، ذكره عبد الحلق في "أحكامه" عن مالك -يعني في غرائبه لا في موطئه- فرواه ابو علي الصدفي، عن أبي العباس العذري، عن محمد بن نوح الأصبهاني، عن سليمان بن أيوب الطبراني، عن المقدام بن داود، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، قال أبو علي: حديث غريب عجيب، ورجاله كلهم ثقات أئمة، وقال ابن القطان: رجاله مشاهير ثقات؛ إلا المقدام؛ لكن نقل السخاوي في "المقاصد" عن شيخه الحافظ ابن حجر أنه قال: حديث منكر.

وقال الذهبي: كذب، وقال ابن عدي: باطل عن مالك، فيه مجاهيل وضعفاء ولا يثبت، ورواه في المواهب عن ابن عمر بلفظ "طعام البخيل داء، وطعام الأسخياء شفاء".

قال ابن الغرس: ضعيف. ثم قال: وقد ذكره أبو الحجاج يوسف البلوي في كتابه بلفظ "طعام البخيل داء، وطعام السخي شفاء"، ثم قال أنشدني الحافظ السلفي لنفسه في هذا الخبر:

لا تجب دعوة البخيل لأكل

فطعام البخيل في الجوف داء

وإذا ما دعاك شخص سخي

فأجبه وكله فهو شفاء

154-

طعام أول يوم حق -أي واجب يعني في الوليمة- وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة، ومن سمع، سمع الله به2.

رواه الترمذي، عن ابن مسعود، وقد ضعفه الترمذي، ورواه الطبراني عن ابن عباس بلفظ:"طعام يوم في العرس سنة، وطعام يومين فضل، وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة".

1 لفظة رواية ابن عدي عن ابن عمر، موضوع: رقم "3616".

2 ضعيف: رقم "3618".

ص: 43

1655-

"طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الإربعة".

متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا بدون الجملة الأولى، ولكن ترجم البخاري بها، قيل: إشارة لرواية ليست على شرطه، ورواه مسلم فقط عن جابر مرفوعًا بلفظ:"طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية"، وفي لفظ لابن ماجه عن عمر:"طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة"، وفي لفظ:"طعام الرجل يكفي رجلين، وطعام رجلين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية"، وروى البزار عن سمرة نحوه، وزاد في آخره:"ويد الله على الجماعة" ووقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام لأربعة فليذهب بخامس أو سادس"، وروى الطبراني عن ابن عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك، وأوله:"كلوا جميعا ولا تفرقوا؛ فإن طعام الواحد يكفي الاثنين"، ورواه الطبراني أيضًا عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه.

1656-

"الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر"1.

رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، ورواه أحمد وابن ماجه، عن سنان بن أبي شيبة بلفظ:"الطاعم الشاكر له بمثل أجر الصائم الصابر".

1657-

الطاعون شهادة لكل مسلم.

رواه أحمد والبخاري ومسلم عن أنس.

1658-

"الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة"2.

رواه الحاكم عن أبي هريرة، واشتهر على الألسنة:"وخز إخوانكم من الجن"، وأورده الهروي في "الغريب" كذلك، وابن الأثير في "النهاية"، ونسبه الزركشي لرواية أحمد، وأنكره الحافظ ابن حجر، وقال:"قد تطلبته في كتب الحديث فلم أجده"، وورد حديث الطاعون

1 صحيح: رقم "3942".

2 صحيح: رقم "3951" لكن برواية الحاكم عن أبي موسى.

ص: 44

بروايات أخر ذكرها في الجامع وغيره: منها ما رواه أحمد والبخاري عن عائشة بلفظ "الطاعون كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، إن الله تعالى جعله رحمة للمؤمنين، فليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد".

1659-

"الطلاق لمن أخذ بالساق"1.

عزاه في الدرر لابن ماجه عن ابن عباس بلفظ: "الطلاق بيد من أخذ بالساق"، وتقدم في:"إنما الطلاق".

160-

الطلاق يمين الفساق2.

قال في "التمييز": وقع في عدة من كتب المالكية، قال شيخنا: لم أقف عليه، وقال القاري: قال السخاوي: لم أقف عليه مرفوعًا، جازمًا به بلفظ:"لا تحلفوا بالطلاق، ولا بالعتاق، فإنهما من أيمان الفساق"؛ لكن نازع السخاوي في وروده فضلًا عن ثبوته، وأظنه مدرجًا، قلت: ويؤيده معنى حديث ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف به إلا منافق، رواه ابن عساكر مروفوعًا. انتهى.

1661-

طلب الاستقادة من النبي صل الله عليه وسلم3.

رواه أبو داود والنسائي عن أبي سعيد قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شيئا أقبل رجل، فأكب عليه، فطعنه بعرجون فجرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعال فاستقد، فقال: بل عفوت يا رسول الله، وللبيهقي في "الجنايات" من "سننه" عن أبي النضر وغيره: أنهم أخبروه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا متخلفا، فطعنه بقدح كان في يده، ثم قال: ألم أنهكم عن مثل هذا؟ فقال الرجل: يا رسول الله إن الله بعثك بالحق، وإنك قد عقرتني، فألقى إليه القداح وقال: استقد، فقال الرجل: إنك طعنتني وليس علي ثوب، وعليك قميص، فكشف له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، فأكب عليه فقلبه، وهو منقطع.

1 لفظ ابن عباس، حسن: رقم "3958".

2 بمعناه في ضعيف الجامع "5057".

3 "ضعيف" أخرجه أبو داود "4536".

ص: 45

وعنده أيضًا بإسناد قوي كما قال الذهبي عن أبي ليلى قال كان أسيد بن حضير رجلًا ضاحكًا مليحًا، فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم يضحكهم فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني قال: فاقتض، قال يا رسول الله إن عليك قميصًا ولم يكن علي قميص، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، قال فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحه، وقال بأبي وأمي يا رسول الله ثم أردت هذا، وروى ابن إسحاق عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل الصفوف يوم بدر، وفي يده قدح فمر سواد بن عزية، فطعن في بطنه، فقال: أوجعتني، فأقدني، فكشف عن بطنه فاعتنقه وقبل بطنه، فدعا له بخير". قال ابن عبد البر: ووجدت هذه القصة لسواد بن عمرو. انتهى. وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحضر بعرجون فأصاب به سواد بن غزية"، وأخرجه البغوي عن سواد بن عمرو كان يصيب من الخلوق، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم ولقيه يومًا ومعه جويردة1، فطعنه في بطنه قال أقدني يا رسول الله فكشف عن بطنه، فقال له اقتص وألقى الجريدة، فطفق يقبله. قال الحسن حجزه الإسلام.

1662-

طلب الحق غربة2.

أخرجه الهروي في ذم الكلام، ومنازل السائرين له بسند صوفي إلى علي رفعه، وكذا الديلمي. وقال في "اللآلئ": رواه شيخ الإسلام الأنصاري في خطبه "منازل السائرين" من جهة الجنيد، عن السري، عن معروف الكرخي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب يرفعه، وقال: هذا حديث غريب، وأخرجه ابن عساكر به في تاريخه مسلسلًا بالصوفية أيضًا. وقال المناوي: ورواه أيضا من هذا الوجه الديلمي والهروي في "ذم الكلام"، و"منازل السائرين". وفي "الميزان": علام بن زيد الصوفي لعله واضع هذا الحديث. انتهى. لكن قال ابن الغرس: أورده في "الجامع الصغير" من حديث علي وعزاه لابن عساكر، قال شارحه: بإسناد ضعيف. انتهى.

1 لعلها تصغير جريدة، وهي قضيب النخل.

2 موضوع: رقم "3620".

ص: 46

163-

طلب خاتمة الخير.

قال الشهاب بن أرسلان: لم أزل أسمع على ألسنة الناس "طلب خاتمة الخير"، ولم أجد له أصلًا يستند إليه، حتى ظفرت به في الحلية عن وهب بن منبه قال: "لما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: يا آدم هلا أعلمك شيئًا تنتفع به في الدنيا والآخرة؟ قال بلى، قال: قل اللهم أدم لي النعمة حتى تهنئني المعيشة، اللهم اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول في القيامة، حتى تدخلني الجنة.

قال في المقاصد: بل روي عن نبينا عليه الصلاة والسلام الدعاء بخاتمة الخير، وقد سلف عنه وعن أبي بكر بعض ذلك في: الأعمال بالخواتيم، منها ما أخرجه الطبراني عن أنس بلفظ:"اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك"، ويروى أن أبا بكر الصديق كان يقوله، ورأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال يا رسول الله ادع الله لي، قال: فحسر عن ذراعيه ثم دعا كثيرًا، ثم قال ليكن جل ما تدعو به اللهم اختم لنا بخير، ومما حكي بعض السادات أنه ينفع في ذلك قول: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أربعين مرة، ختم الله لنا بالوفاة على دين الإسلام1.

وقال ابن الغرس: وقد رأيت في شرح ابن قيم الجوزية لمنازل السائرين لأبي عبد الله الهروي الأنصاري الحنبلي أن الإمام ابن تيمية كان يلازم على ذلك، ويزيد:"برحمتك أستغيث". والمشهور بين الصالحين أن محل هذا الذكر الشريف بين سنة الفجر وصلاة الفجر.

وقال النجم: بعد ذكر حديث الترجمة وما يتعلق به: وروى أحمد والبخاري في "تاريخه"، وابن حبان والحاكم وصححاه عن بسر بن أرطاة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

والطبراني عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والدرجات العلا من الجنة.

1 ذكر الله بيا حي يا قيوم مع كلمة التوحيد ونحوه لا بأس به، وإنما الممنوع هو التزام عدد بعينه بغير دليل شرعي.

ص: 47

وابن عساكر عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم عافني بقدرتك، وأدخلني في رحمتك، واقض أجلي في طاعتك، واختم بالخير عملي، واجعل ثوابه الجنة"، وأحمد في الزهد عن الحسن قال: بلغني أن أبا بكر كان يقول في دعائه: "اللهم إني أسألك الخير في عافية، اللهم اجعل الآخر ما تعطيني الخير، ورضوانك، والدرجات العلا من جنات النعيم"، ومما يناسب إيراده هنا ما نسب لبعضهم:

قرب الرحيل إلى ديار الآخرة

فاجعل إلهي خير عمري آخره

فلئن رحمت فأنت أكرم راحم

وبحار جودك يا إلهي زاخرة

آنس مبيتي في القبور ووحدتي

وارحم عظامي حين تبقى ناخرة

فأنا المسكين الذي أيامه

ولت بأوزار غدت متواترة

يا رب فارحمني بجاه المصطفى1

كنز الوجود وذي الهبات الباهرة

وبخير خلقك لم أزل متوسلًا1

ذي المعجزات وذي العلوم الفاخرة

1664-

طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات2.

رواه الديلمي عن حسان بن أبي جابر، وعبارة الجامع الصغير: رواه العسكري في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسلًا، فتأمل، قال المناوي: حسان أحد زهاد التابعين ثقة.

1665-

"طلب العلم فريضة على كل مسلم"3.

رواه بن ماجه وابن عبد البر في العلم له في حديث حفص بن سليمان عن أنس مرفوعًا بزيادة "وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب"، قال في "المقاصد": وحفص ضعيف جدًا، بل اتهمه بعضهم بالوضع والكذب، لكن نقل عن أحمد أنه صالح، وله شاهد عن ابن شاهين وقال إنه غريب.

1 الراجح في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وجاهه ونحو ذلك أنه لا يجوز، ولكن التوسل بمحبته واتباعه ونحو ذلك لأنه من كسب العبد الترسل.

2 ضعيف: رقم "3610".

3 صحيح: رقم "3913".

ص: 48

قال ورويناه في ثاني السمعونيات بسند رجاله ثقات عن أنس، بل يروي عن نحو عشرين تابعيًا كالنخعي وإسحاق بن أبي طلحة وسلام الطويل وقتادة والمثنى بن دينار والزهري وحميد -كلهم- عن أنس، ولفظ حميد عنه:"طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم"، ورواه زياد عنه، وزاد:"والله يحب إغاثة اللهفان"، ولأبي عاتكة في أوله:"اطلبوا العلم ولو في الصين". وفي كل منها مقال، وكذا قال ابن عبد البر: إنه يروي عن أنس من وجوه كثيرة، كلها معلولة لا حجة في شيء منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد.

وقال البزار إنه روي عن أنس بأسانيد واهية، قال وأحسنها ما رواه إبراهيم بن سلام بسنده عن أنس مرفوعًا، ومع ذلك فإبراهيم بن سلام لا يعلم روي عنه إلا أبو عاصم.

وفي الباب عن أبي وجابر وحذيفة والحسين بن علي وابن عباس وابن عمر وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وأم هانئ وآخرين.

وبسط الكلام في ذلك العراقي في "تخريجه الكبير" على الإحياء. ومع ذلك كله قال البيهقي: متنه مشهور، وإسناده ضعيف، وروي من أوجه كلها ضعيفة.

وسبقه إلى ذلك الإمام أحمد على ما نقله عنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" إذا قال: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء، وكذا قال إسحاق بن راهويه وأبو علي النيسابوري.

ومثل به ابن الصلاح للمشهور الذي ليس بصحيح. وتبع في ذلك الحاكم لكن قال العراقي: قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه كما بينته في تخريج "الإحياء".

وقال المزي: إن طرقه تبلغ رتبة الحسن. كذا في المقاصد.

لكن قال الحافظ ابن حجر في "اللآلئ" بعد أن ذكر روايته عن علي وابن مسعود وأنس وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي سعيد، من طرق فيها مقال، ورواه ابن ماجه في "سننه" عن أنس مرفوعًا بلفظ:"طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب". وهو حسن.

وقال المزي: روي من طرق تبلغ رتبة الحسن، وأخرجه ابن الجوزي في "منهاج القاصدين" من جهة أبي بكر بن داود، وقال: ليس في حديث طلب العلم فريضة أصح من هذا، انتهى. أي: كلام ابن حجر.

ص: 49

ومعنى الحديث كما قال البيهقي في "المدخل": "العلم العام الذي لا يسع البالغ العاقل جهله، أو علم يطرأ له خاصة، أو المراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه الكفاية"، ثم أخرج عن ابن المبارك أنه سئل عن تفسيره، فقال:"ليس هو الذي يظنون، إنما طلب العلم فريضة أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه، فيسأل عنه حتى يعلمه"، ثم قال في "المقاصد": وقد ألحق بعض المحققين: "ومسلمة" بعد قوله "مسلم"، وليس لها ذكر في شيء من طرقه، وإن كانت صحيحة المعنى. ونقل في الدرر عن المزي أنه قال: هذا الحديث روي من طرق تبلغ رتبة الحسن، وأطال الكلام على ذلك، ثم قال وقد بينت مخارجها في الأحاديث المتواترة.

1666-

الطنطنة.

قال النجم: رواه ابن المبارك، ومن طريقه أحمد في الزهد، عن عبيد بن أم كلاب: أنه سمع عمر وهو يخطب الناس وهو يقول لا يعجبنكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل.

1667-

طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله1.

رواه البخاري في "التاريخ" والبغوي وابن قانع وغيرهم، ورمز السيوطي لحسنه، واعترضه المناوي فقال: وليس بحسن كما قال الذهبي، وقال في "الإصابة": حديث سنده ضعيف.

"تتمة": قال الغزالي: "تمسك به الفقهاء فقلما ينفك أحدهم عن التكبر، ويتعلل بأنه ينبغي صيانة العلم وأن المؤمن منهي عن إذلال نفسه، فيعبر عن التواضع الذي أثنى عليه الله بالذل، وعن التكبر الممقوت المنهي عنه بغيرة الدين؛ تحريفًا للاسم، وإضلالًا للخلق".

1 ضعيف: رقم "3644".

ص: 50

1668-

"ظهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب"1.

رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه وتقدم في: "إذا ولغ الكلب"، بروايات.

1669-

"الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله وبحمده تملآن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".

رواه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي مالك الأشعري.

1670-

"الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير"2.

رواه الطبراني وأبو نعيم والحاكم، والبيهقي عن ابن عباس، وورد بألفاظ أخر من طرق:

منها ما رواه الترمذي وابن حبان والحاكم واللفظ له، عن ابن عباس أيضا بلفظ:"الصلاة طواف إلا أن الله قد أحل لكم فيه الكلام، فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير"، ومنها ما رواه الترمذي والحاكم، واللفظ له عن ابن عباس:"الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة، إلا أن الله أحل فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير".

1671-

طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة.

رواه البيهقي عن ابن مسعود وضعفه، الطبراني عن أنس، وسيأتي في:"كسب الحلال"، كما قال النجم، كذا أورده الزركشي والسخاوي، والوارد "طلب الحلال" كما مر، "وكسب الحلال" كما سيأتي. انتهى.

1 انظر حديث "302".

2 صحيح: رقم "3954".

ص: 51

1672-

"طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله".

رواه البخاري في تاريخه، والعسكري والبغوي والبارودي، والطبراني وآخرون بسند ضعيف؛ حتى قال ابن حبان: لا يعتمد عليه؛ وإن قال ابن عبد البر: إنه حديث حسن فيه آداب لاشتماله على فوائد جليلة، والظاهر أنه قصد الحسن اللغوي، ورواه العسكري عن ركب المصري والله أعلم.

1673-

"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"1.

رواه الديلمي عن أنس مرفوعًا. قال النجم: وتمامه "وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعدل عنها إلى البدعة"، وفي الباب عن الحسن بن علي وأبي هريرة، قال في "التمييز": وأخرجه البزار عن أنس مرفوعًا بإسناد حسن.

1674-

"طوبى لمن طال عمره وحسن عمله"2.

رواه الطبراني بسند فيه بقية عن عبد الله بن بشر مرفوعًا، وأخرجه الترمذي عن أبي بكر بلفظ:"خير الناس من طال عمره وحسن عمله"، وقال حسن صحيح. ومفهوم الحديث: أن شر الناس من طال عمره وقبح عمله، وهو كذلك، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في كتاب المرضى أحاديث تدل للأمرين، وجمع بينهما باختلاف الحالين. وقلت في ذلك:

طول الحياة حميدة

إن راقب الرحمن عبده

وبضده فالموت خير

والسعيد أتاه رشده

1675-

"طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته"3.

رواه الطبراني في "الأوسط" عن ثوبان، وإسناده حسن، ومن ثم رمز السيوطي لحسنه.

1 بعض حديث، ضعيف جدًا: رقم "3646".

2 صحيح: رقم "3928".

3 حسن: رقم "3929".

ص: 52

1676-

طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعدل عنها إلى البدعة1.

رواه البخاري في "التاريخ"، والبغوي وابن قانع وغيره، ورمز والسيوطي لحسنه، واعترضه المناوي، فقال: وليس بحسن كما قال الذهبي، في "الإصابة": حديث سنده ضعيف.

1677-

طول اللحية دليل قلة العقل2.

أسنده الديلمي عن عمرو بن العاص رفعه. وقال في التمييز أسنده الديلمي بسند واه بلفظ "اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش خاتمه". وما أحسن ما قيل:

إن كان بطول اللحى

يستوجبون القضا

فالتيس عدل مرتضى

وفي لفظ:

ليس بطول اللحى

يستوجبون القضا

إن كان هذا كذا

فالتيس عدل رضا

وروي: مكتبوب في التوراة "لا يغرنك طول اللحية، فإن التيس له لحية".

وروي عن أبي دوس الأشعري أنه قال: كنا عند معاوية جلوسًا إذ أقبل رجل طويل اللحية، فقال معاوية: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول اللحية، فسكت القوم، فقال معاوية: لكني أحفظه، فلما جلس الرجل قال: له معاوية أما اللحية فلسنا نسأل عنها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته، ونقش خاتمه وكنيته"، فما كنيتك؟ قال أبو كوكب، قال فما نقش خاتمك؟ فقال:{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل: 20]، فقال معاوية: وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا. وسيأتي في باب الميم بلفظ: "من سعادة المري خفة لحيته".

1 العلل المتناهية "344/ 2.

2 سنده واه، كما في التمييز "819".

ص: 53

1678-

طينة المعتق من طينة المعتق1.

رواه ابن لال والديلمي عن ابن عباس مرفوعًا، ورواه ابن شاهين، عن ابن عباس سمعت العباس، فذكره. وسنده منقطع كما قال الذهبي.

قال الحافظ ابن حجر: فلعل المهدي أو المنصور الواقعين في نسده سمعه من شيخ كذاب فأرسله. وقال المناوي: سنده ضعيف وقيل باطل.

وقال ابن الغرس: لكن الدائر على الألسنة "طينة العبد من طينة مولاه". انتهى. وأقول هو بمعنى المشهور على الألسنة "العبد من طينة مولاه".

1679-

طي القماش يزيد في زيه2.

رواه الديلمي عن جابر مرفوعًا "طي الثواب راحته". وفي لفظ له بلا سند: "إذا خلعتم ثيابكم فاطووها ترجع إليها أنفاسها"، ورواه الطبراني في "الأوسط" عن جابر رفعه بلفظ "اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها، فإن الشيطان إذا وجد ثوبا مطويا لم يلبسه، وإذا وجده منشور لبسه". وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.

وله في الأوسط أيضًا عن عائشة قالت: "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان يلبسهما في جمعته، فإذا انصرف طويناهما إلى مثله". وجميعها واهية، وكذا ما اشتهر على بعض الألسنة "اطووا ثيابكم بالليل لا يلبسها الجن تتوسخ"، بل قال في "المقاصد": لم أره.

وفي كلام بعضهم "اطوني ليلًا أجملك نهارًا"، وفي رابع "المجالسة" من حديث بكر العابد قال: كان لسفيان الثوري عباءة يلبسها بالنهار ويرتدي بها؛ فكان إذا جاء الليل طواها، وجعلها تحت رأسه، وقال: بلغني أن الثوب إذا طوي رجع ماؤه إليه.

1680-

"طوبى لمن رآني، وآمن بي مرة، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات"3.

رواه الطيالسي وعبد بن حميد، عن ابن عمر، ورواه أحمد عن أبي أمامة، وعن أنس بلفظ:" طوبى لمن رآني وآمن بي مرة، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات"، وورد

1 موضوع: رقم "3654".

2 لفظ رواية الديلمي عن جابر ضعيف: رقم "3655".

3 صحيح: رقم "3925".

ص: 54

بألفاظ أخر كما في "الجامع الصغير"، منها ما رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن بسر بلفظ:"طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي، طوبى لهم وحسن مآب".

1681-

"طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافًا، وقنع به"1.

رواه الترمذي والطبراني والحاكم عن فضالة بن عبيد. قال الحاكم، على شرط مسلم.

1682-

"طوبى لمن وجد فقي صحيفته استغفارًا كثيرًا"2.

رواه ابن ماجه عن عبد الله بن بسر، وأبو نعيم في "الحلية" عن عائشة، وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء مرفوعًا، قال النووي: سنده جيد.

1683-

"طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"3.

رواه أحمد وابن حبان عن أبي سعيد، وورد بألفاظ أخرى: منها ما رواه ابن جرير عن قرة بن إياس بلفظ: "طوبى شجرة في الجنة، غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت بالحلي والحلل، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة". والله أعلم.

1684-

طوبى لمن رزقه الله الكفاف وصبر عليه4.

رواه الديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن حنطب، وفيه ضعف.

1685-

الطيب لا يرد.

لم أقف عليه حديثًا؛ لكنه بمعنى حديث: "من عرض عليه طيب فلا يرده؛ فإنه خفيف الحمل، طيب الرائحة"، وقد رواه مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه.

1 صحيح: رقم "3931".

2 صحيح: رقم "3930".

3 حسن: رقم "3918".

4 ضعيف جدًا: رقم "3645".

ص: 55

1686-

"طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"1.

الطبراني والضياء عن أنس رضي الله عنه.

1 صحيح: رقم "3937".

ص: 56