الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الكاف:
1911-
"كبر كبر".
رواه الشيخان عن سهل بن أبي حثمة قال: "انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر -وهي يومئذ صلح- فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلًا؛ فدفنه، ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل -يعني أخا المقتول- وحويصة ومحيصة ابنا مسعود -وهما ابنا عمهما- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم -وهو أحدث القوم- فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "كبر كبر فسكت فتكلما"، هذا لفظ البخاري. وأما لفظ مسلم فهو: "ثم أقبل محيصة وأخوه حويصة -وهو أكبر منه- وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم -وهو الذي كان بخيبر- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: "كبر كبر" يريد السن؛ فتكلم حويصة" الحديث.
والأحاديث في فضل الكبير كثيرة كحديث "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا"، وفي لفظ "ويجل كبيرنا"، وفي آخر "ويوقر كبيرنا"، وكحديث "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم"، وكحديث "ما أكرم شاب شيخًا لسنه؛ إلا قيض الله له في سنه من يكرمه".
وأوصى قيس بن عاصم عند موته بنيه: فقال: "اتقوا الله وسودوا أكبركم فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا آباءهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم ذلك في أكفائهم". إلى غير ذلك.
ويحكى عن الليث بن أبي سليم أنه قال: "كنت أمشي مع طلحة بن مصرف؛ فتقدمني، وقال: لو علمت أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك".
وترجم البخاري في "الأدب المفرد" بلفظ "إذا لم يتكلم الأكبر؛ هل للأصغر أن يتكلم"، وساق حديث ابن عمر:"اخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم"، وأنه منعه من الإعلام بما وقع في نفسه من كونها النخلة وجود أبي بكر وعمر وسكوتهما وقال له أبوه: "لو
قلتها كان أحب إلى.. من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت".
وكل هذا لا يمنع التنويه بفضيلة الصغير؛ ففي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن علمتم، فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم" وذكر الحديث في "إذا جاء نصر الله والفتح"، وفي النجم، وروى الحاكم عن جابر قال: قدم وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم فقام غلام ليتكلم، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم "مه فأين الكبير؟! ".
وروى الحكيم الترمذي، عن زيد بن ربيع قال:"دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وميكائيل وهو يستاك، فناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل السواك فقال جبريل: كبر" أي: ناول السواك ميكائيل فإنه أكبر.
1912-
"الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما ألقيته في النار".
رواه مسلم وابن حبان وأبو داود وابن ماجه، عن أبي هريرة مرفوعًا "يقول الله: الكبرياء" الحديث، لكن لفظ ابن ماجه في جهنم وأبي داود: "قذفته في النار"، ومسلم: "عذبته"، ورواه الحاكم بلفظ: "الكبرياء ردائي؛ فمن نازعني ردائي قصمته"، وقال: صحيح على شرط مسلم، وممن أخرجه بلفظ الترجمة القضاعي، عن أبي هريرة بزيادة "يقول الله"، وللحكيم الترمذي عن أنس رفعه بلفظ "يقول الله عز وجل: لي العظمة والكبرياء والفخر والقدر سري؛ فمن نازعني واحدة منهن كببته في النار"،
وروى ابن ماجه بلفظ: "الكبرياء ردائي والعز إزاري؛ من نازعني في شيء منهما عذبته".
1913-
كبرت الملائكة على آدم أربعًا1.
رواه الحاكم عن أنس، وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
1 ضعيف: رقم "4164".
1914-
"كتاب الله القصاص".
رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله تعالى عنه.
1915-
"كثرة الضحك تميت القلب"1.
رواه القضاعي عن أبي هريرة مرفوعًا، وللعسكري عن أبي هريرة رفعه "اتق المحارم؛ تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك؛ تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك؛ تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك؛ تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب"، ورواه ابن ماجه، عن أبي هريرة بلفظ "لا تكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب"،
وللديلمي عن ابن عمرو مرفوعًا "عليك بصلاة الليل ولو ركعة واحدة؛ فإن صلاة الليل منهاة عن الإثم، وتطفئ غضب الرب تبارك وتعالى، وتدفع عن أهلها حر النار يوم القيامة، وإن أبغض الخلق إلى الله تعالى ثلاثة: الرجل يكثر النوم بالنهار ولم يصل من الليل شيئًا، والرجل يكثر الأكل ولا يسمي الله على طعامه، ولا يحمده، والرجل يكثر الضحك من غير عجب؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب وتورث الفقر"، وللطبراني وابن لال عن أبي ذر:"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا ذر أوصيك بتقوى الله".. الحديث الطويل، وفيه "وإياك وكثرة الضحك، وعليك بالصمت"، زاد في رواية لغيرهما قول جبريل: "ما ضحكت منذ خلقت جهنم" وسبق في " أكثروا ذكر هادم اللذات": أنه صلى الله عليه وسلم قاله لقوم مر بهم وهم يضحكون ويمزحون. وسيأتي قول عمر: "من كثر ضحكه قلت هيبته"، وقال عبد الله بن ثعلبة: "أتضحك ولعل كفنك قد خرج من عند القصار وأنت لا تدري"، وقال يحيى بن أبي كثير: "قال سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام لابنه: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك؛ فترمي بالشر من أجلك وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تسخف فؤاد الرجل الحليم، وعليك بالخشية؛ فإنها غاية كل شيء"، وعن بشر الحافي أنه قال لرجل ضحك عنده: "احذر يا ابن أخي لا يؤاخذك الله على هذا"، وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] ، قال: "الصغيرة الضحك"، وأوردها كلها البيهقي، ومن كلماتهم "الضحك بلا سبب من قلة الأدب"، ولبعضهم:
1 لفظ العسكري عن أبي هريرة، حسن: رقم "100".
كلما أبديته مباحثة
…
قابلني بالضحك والقهقهة
إن كان المرء من فقهه
…
فالذئب في الصحراء ما أفقهه
1916-
كخ كخ.
رواه الشيخان عن أبي هريرة بزيادة "ارم بها أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة". والله أعلم.
1917-
كاد الحسد أن يغلب القدر1.
رواه الطبراني عن أنس وسيأتي قريبًا.
1918-
كاد الحكيم أن يكون نبيًا2.
رواه الخطيب بسند ضعيف، والديلمي عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
1919-
كاد الفقر أن يكون كفرًا3.
رواه أحمد بن منيع عن الحسن أو أنس مرفوعًا بزيادة: "وكاد الحسد أن يسبق القدر"، وهو عند أبي نعيم في "الحلية" وابن السكن في "مصنفة" والبيهقي في "الشعب" وابن عدي في "الكامل" عن الحسن بلا شك، وفي لفظ عند أكثرهم "أن يغلب" بدل "أن يسبق"، وفي سنده يزيد الرقاشي ضعيف، ورواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن أنس مرفوعًا بلفظ:"كاد الحسد أن يسبق القدر، وكادت الحاجة أن تكون كفرًا".
وفي "الحلية" في ترجمة عكرمة: "أن لقمان قال لابنه: قد ذقت المرار؛ فليس شيء أمر من الفقر"، وللنسائي وصححه ابن حبان، عن أبي سعيد مرفوعًا:"أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ من الكفر والفقر فقال رجل: ويعتدلان؟! قال: نعم"، وهذا أصحهما، وما قبله من المرفوع ضعيف الإسناد.
1920-
الكذب يسود الوجه4.
رواه البيهقي وأبو يعلى عن أبي برزة، زاد "والنميمة عذاب القبر". وهو بتمامه عند أبي نعيم والطبراني وابن حبان والبيهقي بلفظ:"ألا إن الكذب يسود الوجه". ومعنى
1 في معناه بزيادة: ضعيف: رقم "4152".
2 ضعيف: رقم "4151".،
3 ضعيف بزيادة أنس: رقم "4152".
4 بزيادة أبي برزة، موضوع: رقم "4302".
الحديث شائع في الناس حتى في عوامهم؛ بحيث أن الطفل يزجر عن الكذب ويخوف بسواد الوجه، والمراد به في الآخرة كما قال تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} 1 ويجوز أن يكون في الدنيا لأن الكاذب يظهر كذبه في الغالب فينفضح؛ فيعبر عن الخجل والفضوح بسواد الوجه.
1921-
الكذب مجانب للإيمان2.
رواه ابن عدي عن أبي بكر مرفوعًا بلفظ "إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان"، وهو ضعيف، قال الدارقطني في "العلل": رفعه بعضهم ووقفه آخرون، وهو أصح، ولمالك في "الموطأ" عن صفوان بن سليم مرسلًا -أو معضلًا- "قيل يا رسول الله: المؤمن يكون جبانًا؟ قال: نعم قيل يكون بخيلًا؟ قال: نعم قيل يكون كذابًا؟ قال: لا"، ولابن عبد البر في "التمهيد" عن عبد الله بن حراد: "أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك، قال هل يكذب؟ قال لا"، ورواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" مقتصرًا على الكذب، وجعل السائل أبا الدرداء. ولابن أبي الدنيا -في الصمت أيضًا- عن حسان بن عطية قال: "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تجد المؤمن كذابًا". وللبزار وأبي يعلى، عن سعد بن أبي وقاص رفعه: "يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب". وفي الباب، عن ابن عمر وابن مسعود وأبي أمامة وغيرهم، وأمثلها حديث سعد لكن ضعف البيهقي رفعه،
وقال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب؛ لكن حكمه الرفع على الصحيح؛ لأنه لا مجال للرأي فيه، كذا في "المقاصد"، وقال النجم بعد أن ذكر فيه روايات: وروى ابن أبي الدنيا: "عن عمر قال: لا يكون المؤمن كذابًا". وفي التنزيل {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} 3.
1922-
كراهة السفر في المحاق.
ذكر ابن معين في جواب سؤالات الجنيد له بسنده إلى علي: أنه كان يكره أن يتزوج أو يسافر إذا نزل القمر في العقرب،
وأخرجه الصولي في كتاب الأوراد، عن المأمون عن آبائه، عن ابن عباس "عن علي رضي الله عنهم أنه قال لا تسافروا في محاق الشهر، ولا
1 الزمر: 60.
2 بزيادة أبي بكر، ضعيف: رقم "2209".
3 النحل: 105.
إذا كان القمر في العقرب". قال في الدرر: وهو إسناد صحيح إن احتج بالخلفاء منهم، وهم أربعة.
1923-
كرم الكتاب ختمه1.
رواه القضاعي عن ابن عباس مرفوعًا بزيادة "إني ألقي إلي كتاب كريم".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"، عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضًا بسند فيه متروك.
1924-
كرم المرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه2.
رواه أبو يعلى والعسكري والقضاعي عن أبي هريرة مرفوعًا.
وأورده الحافظ ابن حجر في زوائد تلخيصه لمسند "الفردوس" بلفظ: "حسب المرء دينه ومروءته خلقه"، ولم يذكر صحابيه ولا عزاه،
وهو في "الموطأ" عن عمر من قوله.
ورواه العسكري عن عمر بلفظ: "الكرم التقوى والحسب المال، لست بخير من فارسي ولا نبطي إلا بتقوى". وعنده وعند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث محمد بن سلام أنه قال: "بينما عمر بن الخطاب يمشي ورجل يخطر بين يديه: أنا ابن بطحاء مكة كديها وكداها3، فقال عمر: إن يكن لك دين فلك كرم، وإن يكن لك عقل فلك مروءة، وإن يكن لك مال فلك شرف؛ وإلا فأنت والحمار سواء".
ولابن أبي الدنيا في العقل "عن عمر بن الخطاب، أنه ذكر عنده الحسب فقال: حسب بالمرء دينه وأصله عقله ومروءته خلقة".
1925-
الكريم إذا قدر عفا.
قال في "المقاصد": رواه البيهقي في "الشعب"، عن أبي هريرة قال:"قال أعرابي: يا رسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: الله، قال: الله؟ قال: الله، قال: نجونا ورب الكعبة، قال: وكيف؟ قال لأن الكريم إذا قدر عفا".
1 ضعيف: رقم "4172" بلفظ: "كرامة الكتاب ختمه".
2 ضعيف: رقم "4173".
3 كدي بالتصغير موضع بأسفل مكة. القاموس.
ثم قال البيهقي: وفيه محمد بن زكريا الغلابي متروك. ويشبه أن يكون موضوعًا؛ ولكنه مشهور -يعني بين الزهاد ونحوهم- وأنا أبرأ من عهدته؛ يعني لا أقول بوضعه ولا بثبوته.
وأسند عن أبي سيف الزاهد أنه قال: "ما أحب أن يلي حسابنا غير الله لأن الكريم يجاوز". ومن طريق الثوري قال: "ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي؛ ربي خير لي من والدي".
وقال النجم: روى ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" عن الحسن مرسلًا قال: "أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ قال: "الله"، قال: أفلحت ورب الكعبة إذًا لا يأخذ حقه".
1926-
الكريم حبيب الله ولو كان فاسقًا1.
تقدم في "السخي" وأنه لا أصل له، وقال القاري: حديث "الكريم حبيب الله ولو كان فاسقًا، والبخيل عدو الله ولو كان راهبًا" لا أصل له؛ بل الفقرة الأولى موضوعة لمعارضتها لنص قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222]{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57] أو {الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32] . انتهى فليتأمل.
1927-
"كسب الحجام خبيث"2.
رواه أحمد والترمذي عن رافع بن خديج، وخبثه لا يقتضي حرمته؛ فقد احتجم عليه الصلاة والسلام وأعطى الحجام أجرته.
1928-
كسب المغنيات حرام.
أبو يعلى عن علي رضي الله عنه.
1929-
كسب الحلال فريضة بعد الفريضة3.
رواه الطبراني والبيهقي في "الشعب" والقضاعي عن ابن مسعود مرفوعًا، وقال البيهقي: تفرد به عباد وهو ضعيف؛ لكن له شواهد كثيرة؛ منها ما رواه الطبراني في "الأوسط" عن أنس رفعه، والديلمي بلفظ "طلب الحلال واجب على كل مسلم". ورواه
1 سبق في حديث "886".
2 أخرجه مسلم في "المساقاة".
3 ضعيف، بنحوه في ضعيف الجامع "ح3622".
القضاعي عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: "طلب الحلال جهاد"، ورواه أبو نعيم في "الحلية"، ومن طريقه الديلمي عن ابن عمر.
1930-
"كسر عظم الميت ككسر عظم الحي"1.
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وللبيهقي عن عائشة مرفوعًا وحسنه ابن القطان، وقال ابن دقيق العيد: على شرط مسلم، ورواه الدارقطني عنها، وزاد "في الإثم"، وذكره مالك في "الموطأ" بلاغًا عن عائشة موقوفًا، ورواه ابن ماجه من حديث أم سلمة.
1931-
كفارة الذنب الندامة2.
رواه الطبراني والقضاعي عن ابن عباس مرفوعًا وكذا أسنده الديلمي من جهة الحاكم، قال النجم وتمامه:"ولو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون ليغفر لهم"، ومن شواهده ما عند الحاكم، عن عائشة "ما علم الله تعالى من عبد ندامة على ذنب؛ إلا غفر له قبل أن يستغفر منه". قال: وعند الطبراني والبيهقي عن ابن مسعود "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبًا ثم ندم فهو كفارته". والله أعلم.
1932-
كفارة من اغتبته أن تستغفر له3.
رواه الخرائطي في "المساوي"، والبيهقي في "الشعب" والدينوري في "المجالسة" وابن أبي الدنيا وغيرهم عن أنس مرفوعًا ولفظ بعضهم "كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته"، وفي سنده عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف جدًا، كما في "المقاصد"، ورواه الخرائطي من وجه آخر عن أنس مرفوعًا بلفظ "إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته، تقول: اللهم اغفر لنا وله"،
وهو ضعيف أيضًا لكن له شواهد: فعند أبي نعيم وابن عدي في "الكامل" عن سهل بن سعد مرفوعًا بلفظ "من اغتاب أخاه فاستغفر له؛ فهو كفارة له"، وفي سنده سليمان بن عمرو النخعي اتهم بالوضع، وعند الدارقطني بسند فيه حفص الأيلي ضعيف، عن جابر رفعه "من اغتاب رجلًا ثم استغفر له من بعد ذلك غفرت له غيبته". ورواه البيهقي عن أبي هريرة بلفظ "الغيبة تخرق الصوم، والاستغفار يرفعه؛ فمن استطاع منكم أن يجيء غدًا بصومه مرقعًا فليفعل". قال عقبة: موقوف وسنده
1 بنحوه، صحيح: رقم "4478"، وبزيادة "في الإثم"، ضعيف: رقم "4175".
2 بعض حديث، ضعيف، رقم "4194".
3 موضوع: رقم "4195".
ضعيف. وعن ابن المبارك: "إذا اغتاب رجل رجلًا فلا يخبره؛ ولكن يستغفر له"، وعن محبوب قال:"سألت علي بن بكار عن رجل اغتبته ثم ندمت، قال لا تخبره فتغري قلبه؛ ولكن ادع له واثن عليه حتى تمحو السيئة بالحسنة".
وللحاكم وصححه والبيهقي، وقال: إنه أصح مما قبله عن حذيفة قال: "كان في لساني ذرب1 على أهلي لم يعدهم إلى غيرهم، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أين أنت عن الاستغفار يا حذيفة؟ إني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة"،
قال في "المقاصد": وهو عند البيهقي بنحوه من حديث أبي موسى. وبمجموع هذه يبعد الحكم عليه بالوضع؛ وإن كان أصح منه حديث أبي هريرة رفعه: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليستحله منها". نعم روي: "عن ابن سيرين أنه قيل له: إن رجلًا قد اغتابك فتحله؟ قال ما كنت لأحل شيئًا حرمه الله تعالى"، وقال في "التمييز": حديث الترجمة ضعيف وله شواهد ضعيفة.
1933-
كفى بالدهر واعظًا وبالموت مفرقًا2.
رواه العسكري بسند فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف عن أنس قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال إن فلانًا جاري يؤذيني، فقال: اصبر على أذاه وكف عنه أذاك، قال: فما لبث إلا يسيرًا إذ جاء فقال: يا رسول الله إن جاري ذاك مات". فذكره.
ورواه الطبراني والبيهقي والقضاعي والعسكري أيضًا عن عمار بن ياسر رفعه بلفظ "كفى بالموت واعظًا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلًا".
ولابن أبي الدنيا مرسلًا "كفى بالموت مفرقًا".
وللطبراني والبيهقي بسند ضعيف، عن عمار بن ياسر، رفعه:"كفى بالموت واعظًا". وهو مشهور من قول الفضيل بن عياض قاله البيهقي في الزهد.
خاتمة:
نقش خاتم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كفى بالموت واعظًا يا عمر. انتهى.
1 الذرب بالتحريك: فساد اللسان وبذاءته. انظر القاموس.
2 ضعيف: رقم "4176".
1934-
"كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت"1.
عزاه صاحب الأصل لصحيح مسلم. واعترضه في "التمييز"؛ فقال الذي في صحيح مسلم "كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته".
وأما لفظ الترجمة فرواه النسائي وأبو داود بسند صحيح. انتهى.
وأقول: والمشهور بمعناه على الألسنة: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول". بل هي رواية الحاكم رضي الله عنه كما في النجم.
1935-
كفى بالشيب واعظًا.
رواه الديلمي عن ابن عباس، ويشير إليه قوله تعالى {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} 2 وما أحسن ما قيل:
"كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيًا".
1936-
"كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع"3.
رواه مسلم في مقدمة "صحيحه" عن أبي هريرة مرفوعًا، وعن عمر "بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع"،
وأخرجه القضاعي عن أبي أمامة رفعه بلفظ "كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع". وكذلك العسكري، عن أبي أمامة بهذا اللفظ. وزاد "وكفى بالمرء من الشح أن يقول آخذ حقي لا أترك منه شيئًا".
وفي معناه ما رواه العسكري عن الأصمعي قال: "أتى أعرابي قومًا فقال لهم: هل لكم في الحق أو فيما هو خير منه؟ قالوا: وما خير من الحق؟ قال: التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله".
وقال الأصمعي تقول العرب: "خذ حقك في عفاف وافيا أو غير واف".
قال وأنشدني عمي بهذا الأثر:
وقومي إن جهلت فسائليهم
…
كفى قومي بصاحبهم خبيرا
هل أعفو عن أصول الحق فيهم
…
إذا عثرت وأقتطع الصدورا
1 حسن: رقم "4481".
2 فاطر: 37.
3 بنحوه، صحيح: رقم "4480"، وفيه "إثمًا" بدلا من "كذبًا".
بل روي بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعًا: "خذ حقك في عفاف وافيًا، وغير وافٍ"، وعن أنس مثله. وأوله "مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يتقاضى دينه رجلًا، وقد ألح عليه في الطلب؛ فقاله النبي صلى الله عليه وسلم للطالب". وأخرجهما العسكري والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم بلفظ "من طلب حقًا فليطلبه في عفاف وافيًا أو غير وافٍ". والله أعلم.
1937-
كفى بالمرء نصرة أن يرى عدوه يعصي الله.
قال السيوطي: هو من كلام جعفر الأحمر. كما رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق.
1938-
كفى بالمرء نصرًا أن ينظر إلى عدوه في معاصي الله عز وجل1.
رواه في "مسند الفردوس" عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
1939-
كفى بالمرء إثمًا أن يشار إليه بالأصابع2.
رواه البيهقي عن عمران بن حصين بزيادة "إن كان خيرا، فهي مذلة -إلا من رحم الله- وإن كان شرًا؛ فهو شر"، وفي سنده ضعيف.
1940-
كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع3.
قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث "مسند الفردوس": أسنده الديلمي عن ابن عمر وعن أنس، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" من حديث عمر أن ابن حصين بلفظ آخر. انتهى.
1941-
كف عن الشر يكف الشر عنك4.
قال القاري: لا يعرف له أصل؛ لكن قال في "المقاصد": ليس في المرفوع، ولكنه في "المجالسة" للدينوري عن عبد الله ابن جعفر الرقي قال: "وشى واشٍ برجل إلى الإسكندر.
1 ضعيف: رقم "4188".
2 ضعيف جدًا، رقم "4180".
3 ضعيف جدًا، رقم "4186".
4 لفظ ابن أبي الدنيا عن أبي ذر، صحيح: رقم "4490".
فقال: أتحب أن نقبل منك ما قلت فيه على أن نقبل منه ما قال فيك؟ فقال: لا، فقال له ذلك".
ورواه ابن أبي الدنيا، عن أبي ذر بلفظ "كف شرك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك". وقال النجم: وفي معناه ما عند الدارقطني والخطيب، عن أبي هريرة والطبراني عن أبي الدرداء:"إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه".
1942-
كل آت قريب1.
رواه ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا ولفظه "ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ألا إن كل ما هو آت قريب، ألا إنما البعيد ما ليس بآت". وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن شهاب مرسلًا: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب: كل ما هو آت قريب، لا بعد لما هو آت، لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يخلف لأمر أحد، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمرًا ويريد الناس أمرًا، وما شاء الله كائن ولو كره الناس، لا مبعد لما قرب الله، ولا مقرب لما بعد الله، ولا يكون شيء إلا بإذن الله". وعزاه في "المقاصد" للقضاعي، عن زيد الجهني قال: تلقنت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرها وفيها: "كل ما هو آت قريب".
1943-
الكلام صفة المتكلم2.
قال في "المقاصد": كلام ليس على إطلاقه؛ فقد يخاطب المرء غيره بما يؤذيه ويستعيبه ويخرجه بما هو متصف به مما هو غير مرتكبه أو بصفة بالحفظ ونحوه مما ليس متلبسًا به؛ على أنه يحتمل أن يكون صفته ذم القبيح ومدح الحسن، ونحوه، كل إناء بما فيه يطفح. انتهى،
وأقول المشهور:
وكل إناء بالذي فيه ينضح
1944-
الكلام على المائدة.
قال في "المقاصد": لا أعلم فيه شيئًا نفيًا ولا إثباتًا، نعم جاءت أحاديث في تعليم أدب الأكل؛ من التسمية؛ والأكل مما يليه؛ والجولان باليد إن كان ألوانًا كالرطب ونحوه،
1 ضعيف، انظر ضعيف ابن ماجه "ح3" مطولًا.
2 ليس بحديث، انظر التمييز "986".
وغير ذلك كإلقاء النوى بين يدي غير آكل ثمره، مما لعله لا يخلو عن كلام، وربما يلتحق به مؤانسة الضيف، سيما بالحض على الأكل؛ ولكن علل عدم استحباب السلام على الأكل بأنه ربما اشتغل بالرد فيحصل له ازورار.
وفي آخر مناقب الشافعي للحاكم من قول الشافعي: إن من الأدب على الطعام قلة الكلام. انتهى كلام "المقاصد".
وفي قوله كإلقاء النوى
…
إلخ سيئ، وحقه أن يقول كعدم إلقاء النوى. فافهم.
1945-
"كلكم حارث وكلكم همام".
قال في "التمييز": ليس بحديث ويقرب منه "أصدق الأسماء حارث وهمام".
وقال النجم تبعًا للمقاصد: ذكره الحريري في صدر مقاماته وجعله مقولة. والوارد ما عند البخاري في "الأدب" وأبي داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة.
قال المنذري وإنما كان حارث وهمام أصدق الأسماء؛ لأن الحارث الكاسب والهمام الذي يهيم مرة بعد أخرى وكل إنسان لا ينفك عن هذين. والله أعلم.
1946-
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا.
1947-
"الكلمة الطيبة صدقة"1.
رواه أحمد وأبو الشيخ والقضاعي وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعًا وهو بعض الحديث، صححه ابن خزيمة وابن حبان.
1948-
كلوا الباذنجان فإنه دواء لا داء فيه2.
تقدم أن أحاديث الباذنجان موضوعة ولم أره في شيء من الكتب بهذا اللفظ سوى رسالة مجهولة ذكره مؤلفها عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير عزو لأحد ولا سند، وتقدم الكلام على ذلك مبسوطًا في الباذنجان، وإن أحاديثه موضوعة فراجعه.
1 جزء من حديث، أخرجه في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
2 سبق في حديث رقم: "874".
1949-
كلوا الزبيب، فإنه ينشف المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويحسن الخلق، وهو يطيب النفس، ويذهب الهم والغباوة.
لم أره إلا في رسالة مجهولة مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيها "أن تميمًا الداري أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبقًا من زبيب، فلما وضع بين يديه قال لأصحابه: كلوا بسم الله، نعم الطعام الزبيب، يطفئ الغضب ويشد العصب ويصفي اللون ويذهب الوصب"، وذكر فيها أيضًا عن علي رضي الله عنه "أنه قال من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده شيئًا يكرهه". انتهى. ولوائح الوضع عليها ظاهرة فليراجع.
1950-
كلوا العنب حبة حبة فإنه أهنأ وأمرأ1.
الديلمي عن علي رضي الله عنه.
1951-
"كلوا الثوم وتداووا به؛ فإن فيه شفاء من سبعين داء" - الحديث2.
رواه أبو نعيم عن علي، وفي "الجامع الصغير":"كلوا الثوم نيئًا فلولا أني أناجي الملك لأكلته"، رواه أبو نعيم وأبو بكر في الغيلانيات عن علي رضي الله تعالى عنه.
1952-
كلوا الخس فإنه يهضم الطعام - الحديث.
الديلمي عن علي.
1953-
"كلوا اليقطين" - الحديث.
وفيه ذكر يونس "وإذا اتخذتم مرقًا فليكثر من الدباء فإنه يزيد في العقل". الديلمي عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما.
1954-
"كلوا النبق فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذا". الحديث.
رواه الديلمي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه.
1 تذكرة الموضوعات "152".
2 بنحوه، صحيح: رقم "4493".
1955-
"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك"1.
أحمد والترمذي وابن ماجه عن عمر، وفي الباب عن غيره، ومنه -كما في "الجامع الصغير" - ما رواه ابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة بلفظ:"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"، ومنه "كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام". رواه أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
1956-
كل ما شئت والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة.
هذا من كلام ابن عباس كما قال البيضاوي وغيره.
وقال الخفاجي في حواشيه: حديث صحيح أخرجه ابن أبي شيبة وغيره. وقوله "كل ما شئت" أي: ما هو حلال،
وهذا لا ينافي ما ذكره الثعالبي، وغيره من الأدباء، أنه ينبغي للإنسان أن يأكل ما يشتهي، ويلبس ما يشتهيه الناس كما قيل:
نصيحة نصيحة قالت بها الأكياس
كل ما اشتهيت والبسن ما تشتهيه الناس
فإنه لترك ما لم يعتد بين الناس، وهذا لإباحة ترك ما اعتادوه. انتهى.
1957-
كل ما أصميت ودع ما أنميت2.
رواه الطبراني عن ابن عباس، وهو حديث حسن والمعنى: كل الصيد الذي رميته بسهم؛ فمات في مكانه، قبل أن يغيب عنك، واترك ما رميت بسهم؛ فأصابه، ثم غاب فمات.
1958-
كل الناس أفقه منك يا عمر3.
قاله رضي الله عنه موبخًا لنفسه تواضعًا، وسيأتي قريبًا لذلك حكاية في: كل أحد أفقه من عمر.
1 لفظ الحاكم عن أبي هريرة، صحيح: رقم "4498"، وبزيادة "فإن فيه شفاء من سبعين داء، منها الجذام"، ضعيف: رقم "4207".
2 ضعيف جدًا، رقم "4201".
3 سيأتي، انظر الحديث "1960".
1959-
"كل من يدخل الجنة على صورة آدم عليه السلام وطوله ستون ذراعًا".
رواه الشيخان عن أبي هريرة، وروى الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه:"يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا بيضًا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم طوله ستون ذراعًا في عرض سبعة أذرع"، وفي رواية للترمذي وغيره:"من مات من أهل الدنيا من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاث وثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدًا، وكذلك أهل النار". انتهى فتأمل.
1960-
كل أحد أعلم -أو أفقه- من عمر1.
قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن خطب ناهيًا عن المغالاة في أصداق النساء، وأن لا يزدن على أربعمائة درهم؛ فقالت له امرأة من قريش: أما سمعت الله تعالى يقول: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} 2.
رواه أبو يعلى في "مسنده الكبير" عن مسروق قال: "ركب عمر منبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أيها الناس ما إكثاركم في صدق النساء؟! كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الصداق بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، فلو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها؛ فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق على أربعمائة درهم، ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً} ؟! 3
قال: فقال: اللهم عفوًا، كل الناس أفقه من عمر!.
1 صح قول عمر رضي الله عنه: "لا تغالوا في صدقات النساء"، وأما اعتراض المرأة عليه بقولها:"نهيت الناس آنفًا أن يغالوا في صداق النساء، والله تعالى يقول في كتابه: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ} "؛ فهو ضعيف منكر، انظر الإرواء "347/ 6، 348".
2 النساء: 20.
3 النساء: 20.
ثم رجع فركب المنبر؛ فقال: يا أيها الناس، إني كنت نهيت أن تزيدوا النساء في صدقهن على أربعمائة درهم؛ فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب".
قال أبو يعلى: وأظنه قال فمن طابت نفسه فليفعل. وسنده جيد.
ورواه البيهقي في سننه بدون مسروق، وقال: إنه منقطع ولفظه:
"خطب عمر الناس فحمد الله، وأثنى عليه فقال: ألا لا تغالوا في صدق النساء؛ فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه؛ إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال. ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله، فما ذاك؟ قالت: نهيت الرجال آنفًا أن يتغالوا في صدق النساء والله يقول في كتابه {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} ، فقال عمر: كل أحد أفقه من عمر -مرتين أو ثلاثا-، ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له".
وأخرجه عبد الرزاق عن أبي العجفاء السلمي قال: "خطبنا عمر -فذكر نحوه- فقامت امرأة؛ فقالت له: ليس ذلك لك يا عمر، إن الله يقول {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} 1. فقال: إن امرأة خاصمت عمر فخصمته".
ورواه ابن المنذر بزيادة "قنطارًا من ذهب" وهي قراءة ابن مسعود.
ورواه الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله عن جده قال: "قال عمر: لا تزيدوا في مهور النساء فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال". وذكر نحوه بلفظ "فقال عمر: امرأة أصابت ورجل أخطأ".
وللبيهقي بسند جيد، لكنه مرسل عن بكير قال:"قال عمر: لقد خرجت وأنا أريد أن أنهى عن كثرة مهور النساء؛ حتى نزلت {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} ". وقال: مرسل جيد.
وتقدم أصل الحديث في "خيركن أيسركن صداقًا"،
وكذا تقدم آنفًا بلفظ: "كل الناس أفقه منك يا عمر".
1 سورة النساء: 20.
1961-
كل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.
هو من قول مالك؛ بل في الطبراني عن ابن عباس رفعه: "ما من أحد إلا يؤخذ من قوله أو يدع"، وذكره في "الإحياء" بلفظ:"ما من أحد إلا يؤخذ من عمله ويترك؛ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ومعناه صحيح كذا في "المقاصد". والله أعلم.
1962-
كل أخوة ليست في الله تنقطع وتصير عداوة.
الديلمي عن ابن عباس.
1963-
كل الأعمال فيها المقبول والمردود إلا الصلاة علي فإنها مقبولة غير مردودة.
قال في "المقاصد" قال شيخنا: إنه ضعيف جدًا. وقد سلف في الصاد أن الصلاة عليه مقبولة.
1964-
"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع"2.
رواه أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعًا.
وفي رواية لابن ماجه "بالحمد لله فهو أقطع". وألف فيه السخاوي جزءًا، وقال النجم: رواه عبد القادر الرهاوي باللفظ الأول. وزاد "الصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة". ورواه أبو داود عن أبي هريرة بلفظ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم؛ فهو أبتر". وفي لفظ "فهو أقطع". وفي لفظ "فهو أجذم"، والحديث حسن.
1965-
"كل امرئ حسيب نفسه يشرب كل قوم فيما بدا لهم"3.
رواه أبو يعلى والقضاعي، عن أبي هريرة: أنه صلى الله عليه وسلم قاله لعبد القيس لما سألوه عن الأوعية.
1 أي: حرف الصاد.
2 برواياته ضعيف: رقم "4221"، "4222"، "4223".
3 صحيح، انظر تعليق الشيخ شاكر على "المسند"، "ح8038".
1966-
"كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستر الله عليه، فيقول يا فلان: عملت كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، وهو يصبح يكشف ستر الله عليه".
رواه الشيخان عن أبي هريرة.
1967-
كل إناء بما فيه يطفح1.
مضى في الكاف قريبًا. وقال القاري: وفي المشهور "كل إناء يترشح بما فيه".
1968-
كل بني آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم؛ إلا ولد فاطمة؛ فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم2.
رواه الطبراني في "الكبير"، عن فاطمة الزهراء مرفوعًا، وأخرجه أبو يعلى، ومن طريقه الديلمي عن عثمان بن أبي شيبة بلفظ "لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه إلا ولدا فاطمة؛ فأنا وليهما وعصبتهما"، ورواه الخطيب في "تاريخه" عن جرير بلفظ:"كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة؛ فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم". وفي سنده ضعف وإرسال؛ لكن له شواهد عند الطبراني عن جابر مرفوعًا "أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله جعل ذريتي في صلب علي ".
قال في "المقاصد": ويروي أيضًا عن ابن عباس كما كتبته في ارتقاء الغرف وبعضها يقوي بعضًا. وقول ابن الجوزي في "العلل": لا يصح. ليس بجيد. وفيه دليل لاختصاصه صلى الله عليه وسلم بذلك كما أوضحته في بعض الأجوبة، وفي مصنفي في أهل البيت. انتهى.
ورده أيضًا القاري فقال: ويرد عليه أنه رواه أبو يعلى بسند ضعيف، والحديث مرسل، وله شواهد عند الطبراني. وغايته: أنه ضعيف لا موضوع. انتهى.
1969-
"كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"3.
قال في "التمييز": أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قوي، وقال: ابن الغرس صحيح، وقيل: ضعيف.
1 ليس بحديث: انظر التمييز "997".
2 بنحوه ضعيف: رقم "4228"، "4229".
3 حسن: رقم "4515".
1970-
"كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب؛ منه خلق، ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة، ورواه عن أبي سعيد بلفظ:"يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال مثل حبة خردل منه ينشؤون".
1971-
"كل بدعة ضلالة"1.
رواه أبو داود والترمذي وصححه من حديث العرباض بن سارية مرفوعًا، وأما ما روي بلفظ:"كل بدعة ضلالة إلا بدعة في عبادة"؛ فقال القاري: في سنده كذاب ومتهم. انتهى.
وأقول: ذكره الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث "مسند الفردوس"، ولم يتعقبه؛ لكن بلفظ "كل بدعة ضلالة إلا في عبادة".
1972-
كل ثانٍ لا بد له من ثالث.
قال في "التمييز": ولم يتكلم عليه شيخنا بعد أن ترجم له وكأنه سقط على الناسخ، وليس بحديث، زاد النجم: وكذا قولهم ما ثني شيء إلا وثلث.
1973-
"كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به"2.
رواه البيهقي وأبو نعيم عن أبي بكر، قال المناوي: وسنده ضعيف، والمشهور على الألسنة "كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به".
1974-
كل ذي نعمة محسود3.
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا وابن عساكر عن معاذ، وتقدم في "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان".
1 أخرجه مسلم وغيره من حديث جابر، وانظر الإرواء "ح608".
2 صحيح: رقم "4519".
3 تقدم بعضه، انظر حديث "341".
1975-
"كل شيء بقدر حتى العجز والكيس".
رواه مسلم وأحمد عن ابن عمر مرفوعًا، ورواه غيره بلفظ:"كل شيء بقضاء وقدر؛ حتى العجز والكيس"، وفي "العجز والكيس" الرفع بالعطف على "كل" أو بالابتداء، والخبر محذوف، والجر على شيء، أو يجعل حتى جارة بمعنى: إلى، ورجح بأن المعنى يقتضي الغاية؛ لأن ظاهره أن إكساب العباد كلها بتقدير من خالقهم؛ حتى العجز المتأخر بصاحبه إلى عدم إدراك البغية، والكيس البالغ بصاحبه إليها.
1976-
كل شيء يغيض؛ إلا الشر فإنه يزاد فيه1.
رواه أحمد بن منيع والطبراني والعسكري، عن أبي الدرداء مرفوعًا، وهو حسن، كما قاله ابن الغرس، ويغيض -بفتح التحتية وبالغين والضاد المعجمتين- أي: ينقص قال تعالى: {وَغِيضَ الْمَاءُ} [هود: 44]، وقال النجم: ورواه أحمد والطبراني بلفظ "ينقص" وهو الدائر على الألسنة، وكذا أورده السيوطي في الجامع الصغير.
1977-
كل الصيد في جوف الفرا2.
رواه الرامهرمزي في "الأمثال" عن نصر بن عاصم الليثي قال: "أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش وأخر أبا سفيان، ثم أذن له فقال: ما كدت أن تأذن لي حتى كدت أن تأذن لحجارة الجلهمتين3 قبلي! فقال: وما أنت وذاك يا أبا سفيان؟ إنما أنت كما قال الأول"..وذكره. وسنده جيد لكنه مرسل، ونحوه عند العسكري، وقال: في جوف أو جنب، قال في "المقاصد"، وقد أفردت فيه جزءًا فيه نفائس. انتهى. قال في القاموس في باب الهمزة: الفرأ: كجبل وسحاب حمار الوحش وفتيه، والجمع فراء وإفراء، ثم قال: كل الصيد في جوف الفرا أي: كله دونه. وقال في الصحاح: الجمع فراء مثل جبل وجبال، ثم قال: وقد أبدلوا من الهمزة ألفًا فقالوا: نكحنا الفرا فسترى. انتهى.
والجلهمتان تثنية الجلهمة بضم الجيم وفتحها حافة الوادي وناحيته، وقال الدميري في حياة الحيوان: الفرا الحمار الوحش، والجمع الفراء مثل جبل والجبال وفي المثل كل الصيد
1 ضعيف بلفظ "ينقص": رقم "4243".
2 سنده جيد؛ لكنه مرسل، كما في "التمييز".
3 قالوا أبو عبيد: أراد جانبي الوداع والمعروف الجلهتان. انظر الصحاح للرازي.
في جوف الفرا؛ قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بن الحارث، وقيل لأبي سفيان بن حرب، وقال السهيلي الصحيح أنه قاله لأبي سفيان بن حرب يتألفه به؛ وذلك لأنه "استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فحجب قليلًا، ثم أذن له، فلما دخل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كدت أن تأذن لي حتى كدت أن تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان أنت كما قيل: كل الصيد في جوف الفرا"، ثم قال: وأصل هذا المثل أن جماعة ذهبوا للصيد فصاد أحدهم ظبيًا والآخر أرنبًا والآخر حمار وحش فاستبشر الأولان بما نالا فقاله الثالث، يعني أن ما رزقته يشتمل على ما عندنا. كما لأنه أعظم ثم اشتهر هذا المثل في كل شيء كان جامعًا لغيره، كما قال القائل:
يقولون كافات الشتاء كثيرة
…
وما هي إلا واحد غير مفترى
إذا صح كاف الكيس فالكل حاصل
…
لديك وكل الصيد في جوف الفرا
انتهى.
1978-
كل طويل اللحية قليل العقل1.
قال النجم: ليس بحديث وتقدم في: طويل اللحية. والله أعلم.
1979-
كل عام ترذلون.
هو من كلام الحسن البصري، ومعناه في حديث رواه البخاري في "صحيحه" عن أنس مرفوعًا بلفظ:"لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم"، وفي لفظ له عن أنس:"اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، وجعل ابن علان كل عام ترذلون حديثًا وأنشدوا:
يا زمان بكيت منه فلما
…
صرت في غيره بكيت عليه
رواه المالقي في أربعينه عن أنس بلفظ: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزداد الأمر إلا شدة والدنيا إلا إدبارًا والناس إلا شحًا، لا مهدي إلا عيسى بن مريم، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"، وفي لفظ لغيره "لا يأتيكم عام" بدل "زمان"، ورواه الطبراني بسند جيد بهذا اللفظ، عن ابن مسعود من قوله: "ليس عام إلا والذي بعده شر منه". ورواه أيضًا بسند صحيح: "أمس خير من اليوم واليوم خير من غد،
1 سبق بنحوه، انظر حديث "1677".
وكذلك حتى تقوم الساعة". ورواه أيضًا في الكبير عن أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من عام إلا ينقص الخير فيه، ويزيد الشر"، ورواه الطبراني أيضًا عن أنس بلفظ "ما من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم".
وليعقوب بن أبي شيبة عن ابن مسعود يقول: "لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش، ولا ما لا يفيده؛ ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله؛ فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر؛ فعند ذلك يهلكون".
وليعقوب المذكور أيضًا من طريق الشعبي عن ابن مسعود أيضًا بلفظ: "لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر مما كان قبله، أما أني لا أعني أميرًا خيرًا من أمير ولا عامًا خيرًا من عام ولكن علماؤكم أو فقهاؤكم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفًا، ويجيء قوم يفتنون برأيهم". وفي لفظ عنه من هذا الطريق "وما ذاك لكثرة الأمطار وقلتها؛ ولكن بذهاب العلماء، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه".
وأخرجه الدارمي من طريق الشعبي بلفظ: "لست أعني عامًا أخصب من عام، والباقي مثله، وزاد "وخياركم" قبل قوله "وفقهاؤكم". ورواه الطبراني في معجمه وسننه عن ابن عباس قال: "ما من عام إلا ويحدث الناس بدعة ويميتون سنة حتى تمات السنن وتحيا البدع".
قال في "المقاصد": وقد سئل شيخنا عن لفظ الترجمة، وأن عائشة قالت:"لولا كلمة سبقت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت: كل يوم ترذلون فقال إنه لا أصل له". بهذا اللفظ.
وجاء عن ابن عباس أنه فسر قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} 1 حيث قال: "موت علمائها وفقهائها"، وعن أبي جعفر:"موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدًا"، ويقويه ما رواه الطبراني وابن عبد البر، عن أبي الدرداء:"لموت قبيلة أيسر من موت عالم".
1 الرعد: 41.
1980-
كل علم وبال على صاحبه إلا من عمل به1.
رواه الديلمي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
1981-
كل ما هو آت قريب2.
رواه القضاعي عن زيد بن خالد الجهني قال: "تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكرها، وفيها هذا، وتقدم بلفظ "كل آت قريب".
1982-
كل شيء أخرجته الأرض فيه شفاء وداء إلا الأرز فإنه شفاء لا داء فيه.
قال ابن حجر المكي نقلًا عن السيوطي كذب موضوع.
1983-
كل شاة معلقة بعرقوبها.
قال النجم: هو مثل، وفي معناه قوله تعالى {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} 3 {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} 4 {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} 5.
وروى ابن أبي الدنيا في العقوبات: "عن أبي هريرة أنه سمع رجلًا يقول: كل شاة معلقة برجلها فقال: لا والله، إن الطير لتهلك هزلًا في جو السماء بظلم ابن آدم نفسه"؛ فيه إشارة إلى أن الإنسان أو الدابة قد يستضران بظلم العبد، أو بقحط الأرض بسبب بعض الذنوب؛ فيعم الضرر الجميع في الدنيا، وأما في الدار الآخرة؛ فكل إنسان مطالب بعمله مجازى به؛ وإنما يحمل بعض أوزار بعض من يحمل أوزارهم؛ لكونه كان إمامًا لهم في الدنيا في سواد وداعية لهم إلى ضلالة، أو لظلمه إياهم؛ فلا يكون له حسنة يستوفونها فيؤخذ من سيئاتهم فيلقى عليه؛ فهو ما حمل إلا وزر نفسه في نفس الأمر. انتهى.
1 رواه الطبراني في "الكبير"، من حديث واثلة، وفيه هانئ بن المتوكل، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. انظر المجمع "164/ 1".
2 سبق بنحوه، انظر حديث "1942".
3 الإسراء: 13.
4 الأنعام: 164.
5 النجم: 39.
1984-
كل فرج وناكحه، كل رجل وصنيعته.
ليس بحديث؛ بل هو من كلام العرب، والواو للمعية، والخبر محذوف.
1985-
كل قصير فتنة.
قال النجم: ليس بحديث، ولا هو مطرد. انتهى.
1986-
"كل معروف صدقة".
رواه البخاري عن جابر، ومسلم عن حذيفة مرفوعًا، زاد ابن عدي والدارقطني في "المستجاد" والبيهقي في "الشعب" في حديث جابر "وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له صدقة"، وزاد أبو يعلى في حديث جابر أيضًا "يصنعه أحدكم إلى غني أو فقير". وفي الباب عن جماعة كابن عمر وابن مسعود وغيرهم -كما بينها السخاوي في "الجواهر المجموعة في النوادر المسموعة".
1987-
كل مدعٍ عاجز.
1988-
كل ممنوع حلو1.
في معناه ما تقدم في الهمزة أن ابن آدم لحريص على ما منع وهو ضعيف، وقال القاري: ليس بحديث، ويدل على صحة معناه ما ابتلي به آدم عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى {وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} 2.
وفي "الإحياء للغزالي": "لو منع الناس من فت البعر لفتوه"، وقال مخرجه: لم أجده.
1989-
"كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى"3.
رواه أحمد وأصحاب السنن عن سمرة مرفوعًا وصححه الترمذي.
1990-
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه.
1 ليس بحديث، انظر التمييز "1019".
2 البقرة: 35.
3 صحيح: رقم "4541"، والرواية فيه "ويحلق رأسه".
1991-
كل قرض جر نفعًا فهو ربًا1.
رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن علي رفعه، قال في "التمييز": وإسناده ساقط، والمشهور على الألسنة "كل قرض جر نفعًا فهو ربًا".
1992-
"كل مسكر خمر وكل مسكر حرام".
رواه مسلم عن ابن عمر بزيادة "ومن شرب الخمر في الدنيا، فمات وهو يدمنها لم يتب؛ لم يشربها في الآخرة". وعزاه النجم لأحمد ومسلم والأربعة، عن ابن عمر بهذا اللفظ؛ لكن بإبدال "وكل خمر حرام" بدل "وكل مسكر حرام"، وورد بألفاظ أخر مذكورة في الجامعين وغيرهما. انتهى.
1993-
"كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".
رواه مسلم عن أبي هريرة قال ابن الغرس: وأورده في الجامع الصغير بلفظ الترجمة من حديث أبي هريرة، وعزاه لأبي داود وابن ماجه، وأورده ابن حجر المكي في شرح الأربعين بلفظ "عرضه وماله ودمه، التقوى ههنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم"، وعزاه للترمذي.
1994-
كل يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله تعالى؛ فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم.
رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية"، وابن عبد البر في "جامع العلم"، وآخرون بسند ضعيف عن عائشة مرفوعًا.
1995-
كلوا الزيت وادهنوا به فإنه مبارك2.
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن عمر، وابن ماجه فقط عن أبي هريرة، وصححه الحاكم على شرطهما، وفي لفظ "فإنه من شجرة مباركة"، وفي الباب عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
1 ضعيف: رقم "4249"، والرواية فيه "جر منفعة".
2 تقدم في حديث "1955".
1996-
" كما تدين تدان"1.
رواه أبو نعيم والديلمي عن ابن عمر، رفعه في حديث بلفظ:"البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت؛ فكن كما شئت فكما تدين تدان". وأورده ابن عدي أيضًا في "الكامل" وفي سنده ضعيف. وقال في "اللآلئ" رواه البيهقي في كتاب "الزهد والأسماء والصفات" عن أبي قلابة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذنب لا ينسى والبر لا يبلى والديان لا يموت، وكما تدين تدان"، ثم قال في "اللآلئ": هذا مرسل. ورواه ابن عدي في الكامل من حديث محمد بن عبد الملك الأنصاري المدني، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ضعف محمد بن عبد الملك. وأخرجه عبد الرزاق في جامعه، عن أبي قلابة رفعه مرسلًا، ووصله أحمد في الزهد؛ لكن جعله من قول أبي الدرداء، ولابن أبي عاصم في السنة بسند فيه وضاع، عن أنس في حديث "أنه قال يا موسى كما تدين تدان".
وفي الحلية عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني "أنه قال: مكتوب في التوراة كما تدين تدان وبالكأس الذي تسقي به تشرب"،
وفي التنزيل {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} 2.
وفي النجم، عن فضالة بن عبيد:"مكتوب في الإنجيل: كما تدين تدان، وبالمكيال الذي تكيل تكال".
1997-
كما تكونوا يولى عليكم، أو يؤمر عليكم3.
قال في الأصل: رواه الحاكم، ومن طريقه الديلمي عن أبي بكرة مرفوعًا، وأخرجه البيهقي بلفظ "يؤمر عليكم" بدون شك، وبحذف أبي بكرة؛ فهو منقطع. وأخرجه ابن جميع في معجمه، والقضاعي عن أبي بكرة بلفظ "يولى عليكم" بدون شك، وفي سنده مجاهيل. ورواه الطبراني بمعناه عن الحسن "أنه سمع رجلًا يدعو على الحجاج؛ فقال له: لا تفعل إنكم من أنفسكم أتيتم، إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة والخنازير؛ فقد روي أن أعمالكم عمالكم، وكما تكونوا يولى عليكم".
1 ضعيف: رقم "4279".
2 النساء: 123.
3 ضعيف: رقم "4280".
وفي فتاوى ابن حجر: وقال النجم: روى ابن أبي شيبة عن منصور بن أبي الأسود قال: "سألت الأعمش عن قوله تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً} 1 ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: سمعتهم: إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم". وروى البيهقي عن كعب قال: "إن لكل زمان ملكًا يبعثه الله على نحو قلوب أهله؛ فإذا أراد صلاحهم؛ بعث عليهم مصلحًا، وإذا أراد هلاكهم؛ بعث عليهم مترفيهم".
وله عن الحسن: "أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه الصلاة والسلام، قالوا: سل لنا ربك يبين لنا علم رضاه عنا، وعلم سخطه؛ فسأله؛ فقال أنبئهم أن رضائي عنهم أن أستعمل عليهم خيارهم، وإن سخطي عليهم أن أستعمل عليهم شرارهم".
وفي فتاوى ابن حجر المكي رواه ابن جميع في معجمه.
وذكر ابن الأنباري أن الرواية: "كما تكونوا" بحذف النون، وكما ناصبة حملًا على أن.
وذكر السيوطي في فتاواه الحديثية أنه رواه البيهقي في "شعبه" وغيره وإن حذف النون على لغة من يحذفها بلا ناصب ولا جازم. وكما في حديث: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا"، أو أن حذفها على رأي الكوفيين الذين ينصبون بـ "كما". أو على أنه من تغيير الرواة؛ لكن هذا بعيد جدًا. انتهى. وأنشد بعضهم في المقام:
بذنوبنا دامت بليتنا
…
والله يكشفها إذا تبنا
وفي المأثور من الدعوات: "اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا".
1998-
كلمة الشح مطاعة.
قال النجم: ليس بحديث، وعند ابن أبي شيبة في "التوبيخ"، والطبراني عن أنس بن مالك:"ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه".
وفي الباب عن ابن عمر وغيره.
1 الأنعام: 129.
1999-
كلمة حق أريد بها باطل.
رواه مسلم عن عبيد الله بن أبي رافع: "أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب قالوا: لا حكم إلا لله، فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل".
قال النجم: ومعنى كلمة حق أريد بها باطل: ما في "الإحياء" في كتاب "عجائب القلب": "أن إبليس تمثل لعيسى عليه الصلاة والسلام فقال: قل لا إله إلا الله، فقال: كلمة حق، ولا أقولها الآن امتثالا لك وإنما أقولها من قبل نفسي عبودية وامتثالًا لربي عز وجل". انتهى.
2000-
كلمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة، وجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة1.
قال القاري نقلًا عن الذيل: هو من كتاب العروس.
2001-
كل ما شغلك عن الله عز وجل من مال أو ولد فهو عليك شؤم.
رواه ابن الجوزي في صفوة الصفوة عن أبي سليمان الداراني من قوله.
2002-
كل ناشف طاهر.
قال النجم ليس بحديث؛ وإنما هو كلام يجري على ألسنة العوام، وليس بصحيح، نعم؛ لو لاصق شيء نجس شيئًا طاهرًا وهما ناشفان لا ينجس به.
2003-
كم من نعمة لله في عرق ساكن.
رواه العسكري عن قتادة مرفوعًا مرسلًا، وذكره في "الحلية" في ترجمة سفيان الثوري أنه بلغه مرفوعًا.
2004-
كأنك بالدنيا ولم تكن وبالآخرة ولم تزل.
قال السيوطي: لم أقف عليه مرفوعًا، وأخرجه أبو نعيم عن عمر بن العزيز رضي الله عنه.
1 لا يصح، انظر تذكرة الموضوعات "20".
2005-
كأنك من أهل بدر وحنين.
قال في "التمييز": هو كلام يقال لمن يتسامح أو يتساهل فيه، وليس بحديث؛ ولكن وقع في سنده ضعف؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:"وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ولم يرد في أهل حنين ذلك مع مزيد من التفاوت بينهما في المسافة فحنين في نواحي عرفة وبدر معروفة. انتهى.
وقال ابن الفارض قدس سره1:
هم أهل بدر فلا يخشون من حرج
2006-
كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث2.
رواه ابن سعد عن قتادة مرسلًا.
2007-
كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث2.
قال في "المقاصد": رواه أبو نعيم في "الدلائل"، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن لال، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعًا، وله شاهد من حديث ميسرة الفخر.
أخرجه أحمد والبخاري في "تاريخه"، والبغوي وابن السكن وأبو نعيم في "الحلية"، وصححه الحاكم بلفظ:"كنت نبيًا وآدم بين الروح والجسد".
وفي الترمذي وغيره، عن أبي هريرة:"أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم متى كنت أو كتبت نبيًا؟ قال: "كنت نبيًا وآدم بين الروح والجسد".
وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضًا. وفي لفظ:"وآدم منجدل 3 في طينته".
وفي صحيحي ابن حبان والحاكم، عن العرباض بن سارية مرفوعًا:"إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته".
وكذا أخرجه أحمد والدارمي وأبو نعيم، ورواه الطبراني عن ابن عباس قال:"قيل يا رسول الله متى كنت نبيًا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد"، ثم قال السخاوي كغيره: وأما الذي يجري على الألسنة بلفظ "كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين"؛ فلم نقف عليه بهذا اللفظ فضلًا عن زيادة
1 سبق التنبيه مرارا على وقوع المصنف في الترضي والثناء والتبجيل لكثير من أئمة التصوف المنحرف الذين قطع الأئمة من أهل السنة بتكفيرهم أو تبديعهم لزيغ عقيدتهم وفسادها، كابن الفارض المذكور هنا، وابن عربي الذي فتن به المصنف وأغدق علبه الثناء مع كونه إمامًا في الزيغ والضلال.
2 ضعيف، راجع الضعيفة "ح661".
3 أي: ملقى على الجندلة: وهي الأرض. انظر النهاية.
"وكنت نبيًا ولا آدم ولا ماء ولا طين". وقال الحافظ ابن حجر في بعض أجوبته عن الزيادة: إنها ضعيفة، والذي قبلها أقوى، وقال الزركشي: لا أصل له بهذا اللفظ. قال السيوطي في "الدرر": وزاد العوام "ولا آدم ولا ماء ولا طين"؛ لا أصل له أيضًا، وقال القاري: يعني بحسب مبناه؛ وإلا فهو صحيح باعتبار معناه. وروى الترمذي أيضًا عن أبي هريرة: "أنهم قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد"، وفي لفظ:"متى كتبت نبيًا؟ قال: كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد". وعن الشعبي قال رجل: يا رسول الله، متى استنبئت؟ قال: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق.
وقال التقي السبكي: فإن قلت: النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجودًا؛ وإنما يكون بعد أربعين سنة فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله؟ قلت: جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد؛ فقد تكون الإشارة بقوله: "كنت نبيًا إلى روحه الشريفة أو حقيقته"، والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها وإنما يعرفها خالفها ومن أمده بنور إلهي.
ونقل العلقمي عن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده مرفوعًا:"أنه قال كنت نورًا بين يدي ربي عزل وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام". انتهى.
2008-
كنت أحتسب أن الرجلين يحملان البطن، وإن البطن يحمل الرجلين.
رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، عن عمر بن سراقة الصحابي، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية، فجاع، فكان لا يستطيع أن يمشي؛ فضيفه حي من العرب؛ فمشى، فقال ذلك. كذا في "الدرر" للسيوطي رحمه الله تعالى.
2009-
كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث1.
رواه ابن سعد عن قتادة مرسلًا. والله أعلم.
2010-
"كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنها تذكر الآخرة".
رواه مسلم عن بريدة، ورواه أيضًا عن أبي هريرة يرفعه بلفظ:"زوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت"، ورواه الحاكم عن أنس رفعه بلفظ:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور؛ ألا فزوروها؛ فإنها ترق القلب، وتدمع العين وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرًا"، ورواه ابن ماجه عن ابن مسعود بلفظ:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور؛ فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة".
1 تقدم برقم "2006".
2011-
"كان الله ولا شيء معه"1.
رواه ابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة عن بريدة، وفي رواية:"ولا شيء غيره"، وفي رواية "ولم يكن شيء قبله". قال القاري: ثابت؛ ولكن الزيادة وهي قوله "وهو الآن على ما عليه كان"؛ من كلام الصوفية. قال: ويشبه أن يكون من مفتريات الوجودية القائلين بالعينية.
قال: وقد نص ابن تيمية كالحافظ العسقلاني على وضعها، أي هذه الزيادة:"وهو الآن على ما عليه كان"، وإن صحت؛ فتأويلها أنه تعالى ما تغير بحسب ذات الكمال وصفات الجلال عما كان عليه بعد خلق الموجودات انتهى ملخصًا.
لكن قال النجم: ذكر ابن العربي في "الفتوحات": أنها مدرجة في الخبر"، ولفظه عن بريدة قال: "دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال رسول الله:"كان الله ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق سبع سماوات". قال: "ثم أتاني آت: هذه ناقتك قد ذهبت، فخرجت والسراب يتقطع دونها، فلوددت أني كنت تركتها". ورواه أحمد والبخاري والترمذي وغيرهم عن عمران بن حصين قال: "قال يا رسول الله: أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: "كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض؛ فنادى منادٍ: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين؛ فانطلقت؛ فإذا هي تقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها". انتهى.
2012-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بيمينه والبطيخ بيساره، ويأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه2.
كذا رأيته في رسالة مجهولة الاسم والمؤلف. وقال فيها: وقال عبد الله بن أوفى: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل الرطب بالخبز، وقال صلى الله عليه وسلم: ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب فإن الله عز وجل قال لمريم بنة عمران {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} 3، قيل: يا رسول الله فإن لم يكن إبان الرطب؟
1 أخرجه البخاري بلفظ: "كان الله ولم يكن شيء قبله". "ح7418".
2 ضعيف: رقم "4519".
3 مريم: 25.
قال: فسبع تمرات فإن الله تعالى قال: "وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلامًا إلا كان حليما، وإن كانت جارية كانت حليمة". وقال عليه السلام: أكل التمر أمان من القولنج".
فلينظر حال هذه الأحاديث والظاهر عدم صحتها. والله أعلم.
2013-
كان عليه الصلاة والسلام لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وسأله عن حاجته؛ فإذا فرغ عاد إلى صلاته.
ذكره القاضي عياض في الشفا. قال الحافظ السيوطي في "الوفا في تخريج أحاديث الشفا"، نقلا عن العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء ": أنه لم يجد له أصلًا.
2014-
كان وضوؤه عليه الصلاة والسلام لا يبل الثرى.
قال في الأصل: رواه أبو داود عن ذي مخبر الحبشي: "أنه صلى الله عليه وسلم توضأ وضوءًا لم يبل منه التراب". وقال في "اللآلئ": أخرجه أبو داود في سننه عن ذي مخبر الحبشي في حديث "نومهم عن صلاة الصبح في الوادي"، قال:"فتوضأ -يعني النبي صلى الله عليه وسلم وضوءًا لم يلت منه التراب، ثم أمر بلالًا فأذن"، وإسناده صحيح. انتهى.
وقال النجم: لا يعرف بهذا اللفظ.
2015-
كيف بكم وبزمان تغربل الناس فيه غربلة؟! 1.
ذكره بعضهم، ولا أعلم حاله، ومعناه: كيف بكم إذا ذهب خياركم وبقي أرذالكم؛ أخذًا من الغربلة -وهي إدارة الحب
في الغربال ليتنقى حبه من وسخه-. ومن كلام العرب: من غربل الناس نخلوه. أي: من فتش عن أصولهم وأحوالهم تركوه،
وكأنهم جعلوه كالنخالة في عدم الالتفات إليه وطرحه. انتهى.
2016-
كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقًا، فعرفتهم بي؛ فعرفوني.
وفي لفظ: "فتعرفت إليهم فبي عرفوني"؛ قال ابن تيمية: ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف.
1 انظر في معناه أول حديث رقم "4594" صحيح الجامع.
وتبعه الزركشي والحافظ ابن حجر في "اللآلئ"، والسيوطي وغيرهم.
وقال القاري: لكن معناه صحيح مستفاد من قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 1 أي ليعرفوني، كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما.
والمشهور على الألسنة: "كنت كنزًا مخفيًا فأحببت أن أعرف فخلقت خلقًا فبي عرفوني". وهو واقع كثيرًا في كلام الصوفية، واعتمدوه وبنوا عليه أصولًا لهم.
2017-
"كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين "2.
تقدم قريبًا: إنه لم يوجد بهذا اللفظ؛ لكن قال العلقمي في "شرح الجامع الصغير": حديث صحيح.
2018-
"كن عالمًا أو متعلمًا"3.
تقدم في "أغد عالما".
2019-
كن من الخيرة منهن على حذر.
يعني النساء، مضى عن علي:"عقولهن في فروجهن"، رواه في التذكرة عن علي في آخر كلام له طويل بلفظ:"استعيذوا بالله من شرارهن وكونوا على حذر من خيارهن".
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"، عن إسماعيل بن عبيد قال:"قال لقمان لابنه: يا بني استعذ بالله من شرار النساء وكن من خيارهن على الحذر"، وفي لفظ:"هن إلى الشر أسرع"،
وذكره النجم عن عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"، عن أسماء بن عبيد الله بلفظ:"قال: قال لقمان لابنه: يا بني استعذ بالله من شرار النساء، وكن من خيارهن على حذر؛ فإنهن لا يسارعن إلى خير بل هن إلى شر أسرع". قال: وحكى القرطبي في التذكرة عن علي أنه قال: "أيها الناس لا تطيعوا النساء أمرًا ولا تدعوهن يدبرن أمر عشير؛ فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين الملك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة؛ فأما صوالحهن ففاجرات وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن
1 الذاريات: 56.
2 تقدم، انظر حديث "2007".
3 تقدم، انظر حديث "437".
المعدومات، وبهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن وهن الظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن؛ راغبات فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن". انتهى.
2020-
الكندر طيبي، وطيب الملائكة، وإنها مبعدة للشيطان مرضاة للرحمن.
رواه الديلمي عن يزيد بن عبد الله معضلًا، ولا يصح، والكندر: هو اللبان الحاسكي والجاوي، وكان إمامنا الشافعي يكثر من استعماله لأجل الذكاء والفهم، كما نقله البيهقي في مناقبه، وعن ابن عبد الحكم عن الشافعي قال:"دمت على أكل اللبان -وهو الكندر- للفهم فأعقبني صب الدم سنة".
2021-
كن خير آخذ.
قال في الأصل: هو من قول غورث للنبي صلى الله عليه وسلم، ومضى ما يشبهه في "كفى بالمرء كذبًا". وقال ابن الغرس: هو ثابت في الصحيح من قول غورث -وقيل غويرث- للنبي صلى الله عليه وسلم. وقال النجم: رواه الحاكم، وصححه البيهقي عن جابر قال:"قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة ليحل؛ فرأوا من المسلمين غرة؛ فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحرث حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله؛ فسقط من يده السيف، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ؛ فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس".
2022-
كن عبد الله المظلوم، ولا تكن عبد الله الظالم.
ورد بمعناه عند الطبراني، عن خباب بن الأرت في حديث بلفظ:"فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل".
ورواه أحمد والحاكم، عن خالد بن عرفطة بلفظ:"فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل؛ فافعل"، وبعضها يقوي بعضًا، ونحوه ما في مسلم عن حذيفة في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بقوله تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. وعزاه الرافعي في الصيال من الشرح لحذيفة:"كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل"، وقال في "المقاصد":
1 تصحف في النسخ المطبوعة إلى "ليحل"، والمثبت من المستدرك "29/ 3".
وتعقب بأنه لا أصل له من حديث حذيفة؛ وإن زعم إمام الحرمين في النهاية أنه صحيح؛ فقد تعقبه ابن الصلاح، وقال: لم أجده في شيء من الكتب المعتمدة. انتهى.
وقال النجم: لم يرد بهذا اللفظ، وعند ابن سعد والطبراني عن خباب بن الأرت:"أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي؛ قال: "فإن أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل". انتهى.
ثم قال النجم: ومراد ابن الصلاح بقوله: لم أجده في شيء من الكتب المعتمدة؛ أي: بهذا اللفظ؛ وإلا فقد صحح الحاكم عن حذيفة: "أنه قيل له: ما تأمرنا إذا اقتتل المصلون؟ قال: آمرك أن تبصر أقصى بيت في دارك فتلج فيه؛ فإن دخل عليك، فتقول تعال بؤ بإثمي وإثمك فتكون كابن آدم"، وقال قبل ذلك في "كن خير ابني آدم":"كن المقتول ولا تكن القاتل"؛ لم يرد بهذا اللفظ؛ ولكن روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر: "أيعجز أحدكم إذا أتاه الرجل يقتله هكذا، وقال بإحدى يديه على الأخرى؛ فيكون كالخير من ابني آدم وإذا هو في الجنة وإذا قاتله في النار". ورواه البيهقي عن أبي موسى بلفظ: "اكسروا قسيكم -يعني في الفتنة- واقطعوا أوتاركم والزموا أجواف البيوت وكونوا فيها كالخير من ابني آدم". انتهى. وفي الباب غير ذلك.
2023-
"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور"1.
رواه البيهقي في الشعب والعسكري عن ابن عمر مرفوعًا، وأخرج البخاري عنه في صحيحه شطره إلى قوله:"أو عابر سبيل". وزاد أحمد والنسائي أوله: "أعبد الله كأنك تراه". وأخرجه البخاري عن مجاهد، ورواه الترمذي وآخرون، وزاد العسكري:"إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك؛ فإنك لا تدري ما اسمك غدًا". وقال النجم: وفي معناه ما عند الحسن بن سفيان وأبي نعيم، عن الحكم بن عمير:"كونوا في الدنيا أضيافًا، واتخذوا المساجد بيوتًا، وعودوا قلوبكم الرقة، وأكثروا من التفكير والبكاء، ولا تختلفن بكم الأهواء؛ تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون".
1 صحبح: رقم "4579".
2024-
كن من تجار أول سوق.
لم يرد كهذا، ولابن أبي شيبة عن الزهري مرسلًا: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي يبيع شيئًا فقال: عليك بأول سومة أو -بأول السوم- فإن الربح مع السماح.
2025-
كن مع الحق حيث كان، وميز ما اشتبه عليك بعقلك؛ فإن حجة الله عليك وديعة فيك وبركاته عندك.
رواه الديلمي عن علي قال: "قلت يا رسول الله: أخبرني عن الزهد ما هو؟ فقال: يا علي مثل الآخرة في قلبك، وكن مع الحق" الحديث وقال ابن الغرس: ضعيف.
2026-
كن ذنبًا ولا تكن رأسًا.
قال القاري: هو من كلام إبراهيم بن أدهم. وزاد: "فإن الرأس يهلك والذنب يسلم". ويقرب من معناه قول بعضهم: "كن وسطًا وامش جانبًا".
وقال النجم: رواه الدينوري عن إبراهيم بن أدهم، وليس بحديث، وقد أوصى به بعض أصحابه.
2027-
كأنك بالدنيا ولم تكن وبالآخرة ولم تزل.
قال في الدرر: أخرجه أبو نعيم عن عمر بن عبد العزيز من قوله. انتهى.
2028-
"الكواكب أمان لأهل السماء"1.
قال النجم: قلت رواه أبو يعلى عن سلمة بن الأكوع بلفظ: "النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي".
وعند أبي يعلى عن أبي موسى: "النجوم أمنة لأهل السماء؛ فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي؛ فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي؛ فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما توعد".
1 هو في صحيح مسلم بلفظ: "النجوم أمنة للسماء.."، "ح2531".
2029-
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى"1.
رواه أحمد وابن ماجه والحاكم والعسكري والقضاعي والترمذي، وقال: حسن، عن شداد بن أوس مرفوعًا.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري.
وتعقبه الذهبي بأن في سنده ابن أبي مريم واهٍ، وقال سعيد بن جبير:"الاغترار بالله المقام على الذنب ورجاء المغفرة".
وفي الحديث رد على المرجئة وإثبات للوعيد، ورواه البيهقي عن أنس بلفظ:"الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة". انتهى. واشتهر في الرواية الأولى زيادة "الأماني" بعد "وتمنى على الله". بل هي رواية كما في المناوي.
2030-
"كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه"2.
رواه أحمد والطبراني، عن أبي الدرداء والقضاعي، عن أبي أيوب -كلاهما- مرفوعًا، ورواه البزار عن أبي الدرداء بلفظ:"قوتوا"، وسنده ضعيف. وكذا أورده في "النهاية" بلفظ "قوتوا"، وحكي عن الأوزاعي أنه تصغير الأرغفة. وقال غيره: هو مثل "كيلوا" وحكاه البزار عن بعض أهل العلم، وقد أشار إلى ذلك في "فتح الباري" في "البيوع".
2031-
كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن أخي موسى بن عمران ذهب ليقتبس نارًا فكلمه ربه عز وجل.
رواه الديلمي عن ابن عمر وعزاه السيوطي في "الأرج" لعائشة. ولفظه: "أخرج الخطيب وابن عساكر عن عائشة قالت: لما لم ترج أرجى منك لما ترجو؛ فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارًا فرجع بالنبوة". وقال وهب بن ناجية المري:
1 ضعيف: رقم "4310"، وفي آخره "وتمنى على الله الأماني".
2 صحيح: رقم "4600".
كن لما لا ترجو من الأمر أرجى
…
منك يومًا لما له أنت راجي
إن موسى مضى ليقبس نارًا
…
من ضياء رآه والليل داجي
فأتى أهله وقد حكم الله
…
وناداه وهو غير مناجي
وكذا الأمر ربما ضاق بالمرء
…
فيتلوه سرعة الانفراج
2032-
كان جار النبي صلى الله عليه وسلم يهوديًا.
قال النجم: هذا يجري على ألسنة الناس كثيرًا، وقد أخرج التيمي في ترغيبه عن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديًا"، وفي "طبقات ابن سعد"، عن عائشة أنها قالت:"كنت بين شر جارين؛ بين أبي لهب، وعقبة ابن أبي معيط؛ إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي؛ حتى أنهم ليأتون ببعض ما يطرحون من الأذى فيطرحونه على بابي".
2033-
كان عمر أشقر.
قال النجم: هذا مشهور على الألسنة، ولا أصل له، وإنما كان أبيض، في لحيته صهوبة، وقيل آدم. وعند الطبراني بسند حسن عن ذر قال:"كنت بالمدينة؛ فإذا رجل آدم أعسر أشم ضخم، إذا أشرف على الناس؛ كأنه على دابة فإذا هو عمر".
ورواه أحمد عن الأسود بن سريع قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى"، فجعلت أنشده فجاء رجل فاستأذن آدم طوال أصلع أيسر أعسر، قال: فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الرجل فتكلم ساعة ثم خرج، ثم أخذت أنشده أيضًا ثم رجع فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا، فقلت يا رسول الله من ذا الذي استنصتني له؟ قال: "هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب". رضي الله تعالى عنه.
2034-
"كيف وقد قيل".
رواه البخاري عن عقبة بن الحارث، وسببه أنه تزوج فأتته امرأة سوداء فقالت قد أرضعتكما. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم. فذكره.