المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سُورَة الرّوم قَالَ تَعَالَى {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ - ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

[محمود شكري الألوسي]

الفصل: ‌ ‌سُورَة الرّوم قَالَ تَعَالَى {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ

‌سُورَة الرّوم

قَالَ تَعَالَى {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)} [الروم: 24 - 26]

تَفْسِير هَذِه الْآيَة قد مر مرَارًا فِي تَفْسِير مثلهَا فَقَوله {وَينزل من السَّمَاء مَاء} أَرَادَ بالسماء المظلة أَو السَّحَاب وَالله سبحانه وتعالى ينزل الْمَطَر من السَّحَاب المتكون من الأبخرة المتصاعدة كَمَا ذكر الطبيعيون وعَلى ذَلِك قَول الْهُذلِيّ

(شربن بِمَاء الْبَحْر ثمَّ ترفعت

مَتى لجج خضر لَهُم تئيج)

وَمعنى {أَن تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض بأَمْره} أَي بقوله تَعَالَى قوما وبإرادته عز وجل.

وَالتَّعْبِير عَنْهَا الْأَمر للدلالة على كَمَال الْقُدْرَة والغنى عَن المبادئ والأسباب وَلَيْسَ المُرَاد فإقامتهما إنشاؤهما لِأَنَّهُ قد بَين حَاله بقوله تَعَالَى {وَمن آيَاته خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَلَا إقامتهما بِغَيْر مُقيم محسوس.

فَإِن ذَلِك من متممات إنشائهما وَإِن لم يُصَرح بِهِ تعويلا على مَا ذكر فِي مَوضِع آخر من قَوْله تَعَالَى {خلق السَّمَاوَات بِغَيْر عمد ترونها} .

ص: 115

وَلَا قيامهما وبقاؤهما على مَا هما عَلَيْهِ إِلَى أجلهما الَّذِي أُشير إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى {مَا خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأجل مُسَمّى}

وَذهب الرَّازِيّ إِلَى:

أَن الْقيام بِمَعْنى الْوُقُوف وَعدم النُّزُول إِلَى آخر مَا قَالَ

وَمَا ذهب إِلَيْهِ أهل الْهَيْئَة الْمُتَأَخّرُونَ من أَن قيام الْعَالم الْعلوِي والسفلي بالجاذبية لَا يُخَالف الْآيَة الْكَرِيمَة.

فَالله سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي أودع تِلْكَ الجاذبية وبأمره كَانَت.

ص: 116