المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الحلقة الأولى واقع الحاج ووضعه] - ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه

[عبد الله الخياط]

الفصل: ‌[الحلقة الأولى واقع الحاج ووضعه]

[الحلقة الأولى واقع الحاج ووضعه]

الحلقة الأولى: واقع الحاج ووضعه أيها الحاج الكريم:

يا من تركت الدنيا وراءك، ونبذت فتنتها وأطرحت كل متاع ولذة وضحيت بكل غال في سبيل الله - ضحيت بمالك والمال عزيز على النفوس، ولكنك تبذله طيبة به نفسك في سبيل الله، ومن أجل الحج إلى بيت الله الحرام وإقامة ركن الإسلام، ضحيت براحتك فأنت منذ أن فارقت وطنك بدأت تحس بمتاعب السفر وأخذت في الحل والترحال على متن الطائرة أو الباخرة أو على الرواحل (1) والزوامل (2) والسفر مهما كان مريحا لا يسلم من عناء ومشقة وضياع فرص الراحة، ولكنك لم تبال بذلك وضحيت براحتك في سبيل الله ومن أجل الحج إلى بيت الله المشرف.

(1) الرواحل: من الإبل - جمع راحلة، القوي منها على الأحمال والأسفار.

(2)

الزوامل: مؤنث الزامل - الدابة من الإبل وغيرها يحمل عليها.

ص: 6

ضحيت بوطنك الغالي، ولفراق الوطن في النفوس وحشة وألم، ولكنك استعذبت فراقه مقدما حب الله على حب الوطن وأداء فريضة الله وحج بيت الله المعظم على أداء واجباتك.

ضحيت بأهلك وولدك، والأهل والولد زينة الحياة ومتعتها، وفضلت المتعة الروحية والاجتماع بإخوانك المسلمين في رحاب بيت الله والاشتراك معهم في ذكر الله وأداء فريضة الله على المتعة والأهل والولد.

فأنت أيها الحاج في هذه الراحلة، وفي زيارتك بيت الله في هجرة إلى بيت الله، وقد تكفل الله لمن يهاجر في سبيله، إما أن يرجعه إلى بلده سالما غانما أو يدخله الجنة إن توفاه الله في حجه.

ومن حق الضيافة والوفادة أن يعطيك الله سؤالك إذا سألته ويستجيب دعاءك إذا دعوته، ويخلف عليك في النفقة، كما جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله، إن سألوه أعطوا، وإن دعوا أجيبوا، وإن أنفقوا أخلف عليهم» .

ص: 7