الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الحلقة الرابعة أركان الإسلام]
الحلقة الرابعة: أركان الإسلام أيها الحاج المتطلع لمعرفة دينه:
كل بناء لا يرتفع ولا يستقيم إلا إذا اعتمد على أسس ثابتة وأركان راسخة تحفظه من السقوط، والإسلام هو ذلك البناء الشامخ والدين القويم، الذي رضيه الرب جل جلاله لعباده، وأكمله لخلقه، كما قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
فالركن الأول من أركان الإسلام:
شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
وشهادة أن لا إله إلا الله تتطلب:
الإخلاص في توحيد الله جل جلاله وذلك بأن يتجه المسلم في العبادات كلها على مختلف ألوانها لله وحده.
وشهادة أن محمدا رسول الله تتطلب:
الإخلاص في الإقرار للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وذلك بالاعتقاد الجازم أنه رسول الله إلى الناس كافة، كما قال تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]
ومحبته صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة الوالد لولده والولد لوالده كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» .
وطاعته صلى الله عليه وسلم في كل أمر واجتناب كل ما نهى عنه كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]
والإيمان بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي ولا رسول بعده، كما قال تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]
الركن الثاني:
والركن الثاني من أركان الإسلام: إقام الصلاة. ويتطلب الإخلاص في إقام الصلاة أن يؤديها المسلم على
الوجه الأكمل المشروع، وأن يحافظ عليها في الحضر والسفر وفي المرض أيضا، لا يتهاون بها ولا يكسل عن أدائها في أوقاتها ولا يرائي بها ولا يترك الخشوع فيها.
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103] وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ - الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1 - 2] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف» اهـ. أي: أنه مع أئمة الكفر في نار جهنم، وكفى بذلك وعيدا يحفز إلى إقام الصلاة والعناية بها وعدم التشاغل عنها.
منزلة الصلاة من الدين: منزلة الصلاة من الدين منزلة رفيعة لا تعدلها أية عبادة أخرى، فهي عمود الدين، أي كمثل العمود للخيمة وهل تبقى الخيمة قائمة بدون عمود؟ فكذلك
لا يستقيم الإسلام بدون صلاة، وهي أول فريضة فرضها الله على العباد بعد التوحيد، وأول ما يحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة الصلاة، كما جاء في الحديث:«أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت - أي قبلت - صلح سائر عمله وإن فسدت - أي لم تقبل - فسد سائر عمله» . رواه الطبراني.
وهى آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا حيث أخذ يقول وهو في آخر مرحلة الحياة: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» ، أي احرصوا على الصلاة والزموها ولا تفرطوا فيها. وقد بلغ من عناية الإسلام أن أمر بالمحافظة عليها حتى في أحرج المواقف عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو. قال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ - فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 238 - 239] أي: في حالة اشتداد الخوف صلوا راجلين أو راكبين، وشدد الله النكير على من يفرط فيها أو يضيعها فقال:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]
أي خسارة.
وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ - الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4 - 5] أي لاهون غافلون.