المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الحلقة الثانية فضل مكة والحرم] - ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه

[عبد الله الخياط]

الفصل: ‌[الحلقة الثانية فضل مكة والحرم]

[الحلقة الثانية فضل مكة والحرم]

الحلقة الثانية: فضل مكة والحرم أيها الحاج إلى بيت الله المشرف:

إنك في جوار بيت الله المعظم، البيت الذي بناه خليل الله إبراهيم عليه السلام بأمر من الله تعالى، وأمره الله أن يؤذن للناس بحجه وأن يطهره للطائفين والقائمين والركع السجود.

كما قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26]

وأنت في حرم الله المقدس الآمن، الذي تأمن فيه على نفسك وأهلك ومالك، وتأمن فيه حين تقبل على عبادة ربك لا يصدك صاد ولا يصرفك صارف تأمن فيه أمنا مطلقا، أمنا نفسيا وروحيا لا مثيل له ولا يشبهه أمن

ص: 8

في أي بلد من البلدان. كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67] وقال أيضا: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} [القصص: 57]

أيها الحاج الوافد على الله:

أنت في بلد الله مكة، التي سماها الله (أم القرى) كما قال تعالى - مخاطبا رسوله المصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7]

وأشاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بها وأوضح فضلها حيث يقول: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» . وفي رواية أخرى: «وما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» .

أيها الحاج الوافد على الله:

إن زيارتك لهذه البقاع المقدسة هي فرصة العمر وإذا ذهبت الفرصة فقد لا تعود.

ص: 9

الصلاة في المسجد الحرام يضاعف أجرها إلى مائة ألف صلاة، وصوم رمضان في البلد الحرام يعدل صيام ألف شهر رمضان فيما سواه.

كما جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: «من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام ما تيسر كتب الله له ألف شهر رمضان فيما سواه» .

والأعمال الصالحة يضاعف أجرها لشرف الزمان والمكان، غير أن الواجب المفروض في أدائها - الذي يترتب عليه القبول ونيل الأجر العظيم والثواب الجزيل -: الإخلاص، كما قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]

ص: 10