الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(جرول) ثم يدخل المسجد الحرام من جهة المعلاة لو تيسر لك ذلك، وإلا فلا حرج عليه أن يدخل من أي ناحية تيسر له الدخول منها. ويدخل من باب السلام وباب بني شيبة في خشوع وخضوع، ودعاء وتضرع، فإذا وقع نظره على البيت، بيت الله رفع يديه إلى السماء قائلا: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا، اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام.
[الحلقة الثالثة عشرة الطواف]
نقطة البدء في الطواف: ثم يقصد الحجر الأسود فيقبله إن تيسر، وإلا استلمه بيده، فإن عجز عن ذلك أيضا أشار إليه بيده.
والحجر الأسود نقطة البدء في الطواف، ثم يستقبله ويجعل البيت عن يساره. فإذا أخذ في الطواف استحب له أن يرمل في الثلاثة الأشواط الأول، أي يسرع في المشي ويقارب بين خطاه - ويمشى مشيا كالمعتاد في بقية الأشواط الأربعة.
فإذا لم يتمكن من الرمل لكثرة الزحام فليطف كيفما تيسر ولو بعيدا عن البيت، ويستحب له أن يستلم الركن اليماني بيده، ويقبل الحجر الأسود أو يشير إليه في كل شوط، ويكثر من الدعاء والتضرع إلى الله وسؤاله من خيري الدنيا والآخرة، إذ ليس للطواف دعاء مخصوص يلزم الطائف أن يدعو به ونقل من الدعاء المأثور بين الركنين: الركن اليماني والحجر الأسود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]
فإذا فرغ من الأشواط السبعة - يبدأ كل شوط من الحجر الأسود وينتهي إليه - أتى المقام مقام إبراهيم وصلى خلفه ركعتين (1) لقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وهذا الطواف يسمى طواف القدوم للمفرد والقارن وطواف العمرة للمتمتع، ويشترط للطواف الطهارة من
(1) إن تيسر له ذلك وإن لم يتيسر له صلى في أي مكان من الحرم.
الحدث الأصغر.
الاضطباع والرمل في الطواف: والاضطباع هو جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن، وطرفيه على الكتف الأيسر. وهو سنة في طواف العمرة، وفي كل طواف يعقبه سعي في الحج. والاضطباع والرمل خاص بالرجال دون النساء.
الشرب من ماء زمزم: فإذا فرغ الحاج من طوافه استحب له أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه، لما ثبت في الصحيحين «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وقال: " خير الطعم وشفاء السقم» . رواه الطبراني.
السعي بين الصفا والمروة: فإذا فرغ الحاج أو المعتمر من طوافه خرج إلى الصفا لأداء السعي، ولا يشترط الصعود على جبل الصفا بل يجب أن يتأكد الساعي أنه في طرف الجبل بصعود بعض أجزاء من المدرج الموضوع عليه. فإذا خرج من باب الصفا ودنا من المشعر قرأ:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]
أبدأ بما بدأ الله به، فإن تيسر له صعود المدرج حتى يرى البيت ويتجه إليه فهو أفضل، ثم يوحد الله ويكبر ويهلل ويدعو، ويفعل ذلك ثلاث مرات، ثم يهبط إلى الوادي ويمشي فيه داعيا الله تعالى. وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في السعي:«رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم» . فإذا حاذى الميلين المنصوبين بعد أن تنصب قدماه في الوادي قليلا هرول. أي أسرع في مشيه قليلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمل حتى أن مئزره ليدور من شدة السعي. والرمل خاص بالرجال دون النساء. ويحتسب الذهاب من الصفا إلى المروة بشوط واحد ومن المروة إلى الصفا كذلك، فإذا تم السعي على هذا المنوال سبعة أشواط فقد فرغ الحاج والمعتمر من أعمال النسك، ويتحلل من إحرامه بالحلق أو التقصير إن كان متمتعا ويبقى على إحرامه إن كان قارنا أو مفردا. ولا يحل إلا يوم النحر. ويكفيه هذا السعي عن السعي بعد طواف الإفاضة بعد الحج إن كان قارنا أو مفردا، ويسعى مرة أخرى للحج إن كان متمتعا ثم يبقى بمكة
إلى يوم التروية مشتغلا بالعبادة، والطواف وعمل القرب إلى الله، ويحرص على الصلاة جماعة في المسجد الحرام لمضاعفة الأجر ولانتهاز الفرصة التي قد لا تتاح له مرة أخرى.
الخروج إلى منى يوم التروية: يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، يسن للوافدين من حجاج بيت الله أن يقصدوا منى في ضحوة اليوم الثامن، القارن والمفرد يتوجه بإحرامه. والمتمتع يحرم بالحج من الموضع الذي هو نازل فيه، ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية عند التوجه إلى منى، بل في كل أوقات الحج، وعند أداء المناسك يستحب الذكر والتضرع إلى الله لقبول الحج وجعله مبرورا. فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
والحج المبرور هو الحج البعيد عن المآخذ والمحظورات، والبعيد عن الرياء والسمعة، الذي أخلص فيه الحاج لله طلبا للجزاء الكريم الذي وعد به الرب جل جلاله المخلصين في عبادتهم الذين قصدوا وجهه بأعمالهم، ويصلي الحاج بمنى الصلاة الرباعية قصرا، الظهر والعصر
والمغرب والعشاء يوم التروية ويصلي أيضا بها الفجر يوم عرفة، ولا يخرج من منى إلا بعد طلوع الشمس في اليوم التاسع، ولو خرج الحاج من مكة قبل أو بعد يوم التروية إلى منى أو قصد عرفة دون أن يلبث بمنى فلا حرج عليه في ذلك. فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تخرج من مكة يوم التروية حتى دخل الليل ومضى ثلثه.
التوجه إلى عرفات: ويقصد الحاج صباح اليوم التاسع عرفة، يقطع الطريق في التلبية والتهليل والتكبير. «سئل أنس بن مالك رضي الله عنه وهو مع رفاقه في الحج، كيف كنتم تصنعون مع النبي صلى الله عليه وسلم أي في ارتحالكم من منى إلى عرفات؟ قال: كان يلبي الملبي فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه، ويهلل المهلل فلا ينكر عليه» . رواه البخاري وغيره. ويستحب النزول (بنمرة) والاغتسال عندها للوقوف بعرفة ودخول الحاج عرفة بعد الزوال وبعد صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا مع الإمام.