الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار العلم والأدب
جون غولزوارذي
الكتاب المفكرون عند الانكليز في العصر الحاضر كثيرون ولكن يكاد المجمع على تقديمهم خمسة وهم ويلز وبرناردشو وجون غولزوارذي وارنولد بينيت وشسترون ولكل واحد منهم معجبون يقدمونه على أصحابه. وأشياع الثلاثة الأول أكثر. ولقد توفي منذ أكثر من سنتين أرنولد بينيت ولحقه في شباط الماضي جون غولز واذي ولد جون غولز واذي ببلدة كومب في 14 آب سنة 1876 ودرس الحقوق في أكسفورد ولكنه انصرف عن الحقوق إلى الأدب ووقف عليه نفسه. كان يحب السياحة فسافر كثيراً واتفق حينما كان مسافراً إلى إفريقيا الجنوبية سنة 1894 أن تعرف في السفينة إلى جوزيف كونراد الكابت المشهور كان كونراد إذ ذاك بحرياً لم يشتهر بالكتابة فأطلع غولز وارذي على قصة ألفها ولم يكن طبعها فاستحسنها وأشار عليه بطبعها وكان ذلك سبب شهرة كونراد.
أول قصة ألفها غولز وارذي هي (جوسلين) فقد ظهرت سنة 1898 ولكن شهرته عظمت منذ سنة 1904 أما مؤلفاته كثيرة منها قصص ومنها روايات تمثيلية ومنها قصص قصيرة وأشهر قصصه قصة فورسيت وقصة الإخاء وأشهر رواياته التمثيلية رواية العلبة الفضية والكفاح والعدل والحمامة والولد البكر والشارد والغابة والمسرة. ومواضيع رواياته معضلات أخلاقية واجتماعية عالجها بتؤدة وأناة كالخصام المستمر بين العمال وأصاب رؤوس الأموال في رواية الكفاح وكمحاباة الحكام في روايتي العلبة الفضية والبكر فقد صرح فيهمان هناك شريعة للأغنياء وشريعة للفقراء إلى غير من ذك من المعضلات في هذه الحياة فهو طبيب حاذق في تشخيص الدواء ولكنه يمسك عن وصف الدواء لأنه متشائم يائس. ولقد اصطنع في رواياته التمثيلية الأسلوب الطبيعي في الحديث أي اللغة الانكليزية المحكية ولو كانت عامية أو سوقية كما فعل برناردشو، لذلك فرواياته على المسرح إذا المثلين بارعين ألذ منها للقراءة.
تجد في قصة فورستير كثيراً من العطف ولكنه عطف ممزوج بالتشاؤم واليأس وكذلك في قصص الإخاء فإنك تحس شيئاً من يأس القصص الروسية فالرجال فيها ألاعيب عاجزة بيد القدر.
وغولز وارذي على علو منزله في عالم الأدب من رجال القانون في مظهره وتفكير طويل الأناة كثير الحيطة متزمت جليل لا يتهدد ولا يتوعد في انتقاده للأوضاع الاجتماعية، حريص على تفهم الموضوعات والقضايا التي يكرهها وينفر منها شأن القاضي العادل، يعطف على الأشقياء ولا يرتاح لعدم المساواة بين الطبقات.
أكما منزله فهو أديب فني كبير يمتاز بالسمو وصدق اللهجة ونفوذ البصر ودقة التصوير، نال جائزة نوبل الأدبية في سنة 1932.
الفواكه قيمتها الغذائية والطبية
ألقى آخراً أحد أساتذة جامعة (فينا)(كارل فون نوردن) محاضرة عن الفماكه وفوائدها في حالة الصحة والمرض نقتطف منها ما يلي:
إن قوة الفواكه الغذائية وقيمتها الطبية ناشئة عن احتوائها الحوامض العضوية والمواد السكرية ثم على عنصر الحياة (الفيتامين) وأكثر قسم نم (الفيتامين) يوجد في قشور الفواكه وأغشيتها وبعضه في داخله أيضاً. وأكثر ما يوجد (الفيتامين) في البندورة (الإفرنجي) التي تعتبر حداً وسطاً بين الفواكه والخضر.
وللفواكه أهمية عظمى في تغذية الأطفال بصورة خاصة. ويمكن أن تعتبر بعض الفواكه التي تشتمل على كمية كبيرة من المواد السكرية معادلة في قيمتها الغذائية لأحسن أنواع الحليب.
ثم أن للفواكه اليوم ميزة أخرى هي تقوية أمعاء الأطفال وزيادة مقاومتها ولذلك فإن الأطباء أصبحوا الآن، خلافاً للرأي الذي كان سائد سابقاً، ينصحون باقتصار غذاء الأطفال على الفواكه عند حدوث أمراض تسبب الإسهال.
وجميع أنواع الغذاء الأخرى لا تضاهي الفواكه، ولو قليلاً في التأثير على قوة العضلات وزيادة نشاطها.
وعدا ذلك فإن قلة الأملاح وقلة الزلال في الفواكه مما يدعو الأطباء إلى استعمالها في كثير من الأمراض التي تتطلب الابتعاد عن الأملاح القلوية مثل أمراض الكليتين ثم الأمراض التي يستحسن فيها الاحتراز من الشحوم مثل أمراض الكبد. ويرى الأستاذ (نوردون) أن من المفيد جداً للصحة أن يخصص الإنسان يومياً معيناً في كل مدة يقتصر فيها غذاءه
وحدها فإن عمل أعضاء الهضم يتجه بذلك إلى ناحية أخرى ويمكنها أن تستريح قليلاً من الجهد الدائمي.
وقد أجريت تجارب متعددة للتحقق من فائدة الفواكه أثبتت جميعها بأن التغذي بالفواكه من أهم المسائل للمحافظة على الصحة وتقوية الجسم ومقاومة الأمراض. على أنه من الضروري أن يجري انتخاب الفواكه وتعيين كمياتها بعد استشارة الأطباء الأخصائيين. . . .
المرأة الشرطية
نشرت الآنسة (جرمنبرنهارين) في مجلة (مر كور دوفرانس) مقالاً وصفت فيه حال المرأة الألمانية التي انخرطت بالفعل في مهنة الشرطة بعد الحرب العامة، وذكرت بعض الإصلاحات الاجتماعية التي نجمت عن ذلك.
فمن هذه النتائج أن بوسع المرأة الشرطية أن تؤثر في الأسرة تأثير وبإمكانها أنه تتخذ التدابير المانعة المانعة من وقوع الجرائم فتعنى بالمرضى والمجانين، وتعمل على تطبيق أحكام المادة 218 من القانون الألماني الذي يعاقب من يرتكب جريمة الإجهاض عقاباً صارماً وقد كان للمرأة الشرطية أثر حسن في منع النساء من الإجهاض وإسعافهن بدلاً من الاقتصار على معاقبتهن بعد وقوع الفعل. وهكذا فقد خففت المرأة قسوة القانون وحافظت مع ذلك على الحق العام.
وتعزو الآنسة (جرمنبرنهارين) نجاح المرأة الشرطية في عملها إلى معرفتها بأحوال النساء النفسية وسهولة تفهمها لها. ولم يحدث في ألمانيا من تنظيم هذه الفرقة من النساء أقل حادث يخشى منه على النظام العام، بل دل حسن نظامها على فائدة التعاون بين الرجل والمرأة وضرورة هذا الوضع الاجتماعي للتطور في عصرنا هذا.
أما في فرنسة فأن المرأة قد دخلت بعد الحرب العامة جميع الدوائر الرسمية فصار لحاكمية السين والمحاكم ودائرة الشرطة نصيب من عملها. ويسمى النساء المنتسبات إلى هذه الدوائر المركزية بالمسعفات وإسعهافهن محصور بإعانة الأطفال والمرضى والمجانين، إلا أنه لا يوجد في فرنسة شرطيات عاملات بالفعل كما في ألمانيا. وترجو الآنسة (برنهاين) أن يوسع نطاق هذه التنظيمات في فرنسة أيضاً لتكون المرأة معينة للرجل لا في الإسعاف
فقط بل في حفظ الأمن وتطبيق الحق العام.
أمراض الأمس وأمراض اليوم
نشر السير (ويليام 01 - لأن) مقالا في مجلة الشهر يبين فيه رأيه في أمراض الأمس وأمراض اليوم فقد ذكر أن بعض اكتشافات العلماء دلت على أن بعض الحيوانات القديمة التي سبقت ظهور الإنسان على وجه الأرض بآلاف من السنين كانت مصابة ببعض الأمراض العصبية التي يصاب بها الإنسان اليوم. وقد فند في هذا المقال آراء الذين يقولون أن هذه الأمراض لم تتغير بل زعم أن كل الأمراض خاضعة لقانون التطور وخصوصاً ما كان منها ناشئاً عن الجراثيم ولا يزال الأطباء يهتمون اليوم بتطور الأمراض الحاضرة حتى لقد تغلبوا في أوربا على بعضها فأزالو تماماً. ومن هذه الأمراض مرض الطاعون فقد ذكر المؤرخون انتشار هذا الوباء في أثينا قديماً وفي لوندره في القرن السابع عشر مثلاً ولكنه لا يوجد اليوم في أطباء العصر من يخشى هذا المرض. وقد ثبت اليوم أن لأكل اللحوم وشرب الخمر تأثيراً عظيماً في تولد بعض الأمراض فالمدينة الحديثة لم تزل بعض الأمراض إلا لتستبدل بها غيرها وقد ذكر السير (ويليام 01 - لأن) من هذه الأمراض الخاصة بعصرنا مرض السرطان وأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية والجملة العصبية. وسمى هذه الأمراض بأمراض المدينة الحديثة.
ولا تزال بعض الأمراض مثل الكوليرا والملاريا والتيفوئيد ومرض النوم والسكارلاتين والأنفلونزا تفتك في الممالك الحارة والمستعمرات إلا أن أثر هذه الأمراض في الممالك الباردة خفيف جداً. وقد استخلص السير (ويليام 01 - لأن) من هذه الملاحظات قانوناً عاماً يقول فيه أن بين حياة الجسد والمحيط صلة قوية وإن كل تغير في المحيط لا بد من أن يحدث بالضرورة تغيراً في البدن فالقانون الطبيعي الأعلى هو قانون المؤالفة ولا بد لكل حيوان من مؤالفة البيئة. وقد تغيرت شروط الحياة في العصر وتغيرت مها استعدادات البدن ومقاومته. فمن ذلك أن الهيكل العظمي في أبدان الحمالين أصبح مختلفاً عنه في الحالة الطبيعية ولعل أكبر سبب في تولد أمراض التمدن الحديثة راجع إلى سوء الغذاء وانتشار بعض العادات الفاسدة.
ثورة العناصر
يقصد من كلمة ثورة العناصر الانقلاب العظيم الذي حدث في السنين المتأخرة في صنع كثير من المواد واستعمالها وقد كان من الصعب قبل سنوات قصيرة إقناع الناس بأنه في الإمكان استحصال السكر من الخشب والبنزين من الفحم والحرير من القطن. وهذا كله أصبح مستطاعاً في أيامنا. . .
فإن الصناعة الحديثة أخذت الآن تصنع من الهواء كثيراً من المواد المفرقعة المخيفة وتقلب الإحراج حسب مشيئتها إلى حرير اصطناعي أو إلى سكر أو غير ذلك.
وإليك بعض الأمثلة عن هذا الانقلاب في استخدام العناصر:
1 -
زجاج لا ينكسر
إن استعمال الزجاج قديماً جداً ونحن نجده اليوم في قبور المصريين القدماء التي يرجع عهدها إلى أربعة آلاف عام. ورغم التحسينات الكثيرة التي تمت في صنع هذه المادة واستخدامها فإن صفة الإنكسار ظلت ملازمة لها طول هذه المدة. ولكن اليوم يمكن صنع زجاج غير قبل للإنكسار ولا شك في أن رجال الصناعة والفن قد وجهوا اهتماماً زائداً للزجاج في المدة الأخيرة لكثرة الحاجة إليه في البناء وفي وسائط المسير. وقد أصبح الزجاج اليوم من أهم المواد التي يستخدمها الفن المعماري إذ أن الأبنية الحديثة إنما تقوم على الحديد والبلور.
ولأجل الاحتراز من حوادث الاصطدام التي كثرت اليوم بين السيارات وغيرها من الوسائط النقلية التي ترجع أسباب الأخطار فيها إلى انكسار الزجاج قطعاً جارحة أخذت المعامل تصنع زجاجاً لا يتطاير في الهواء إذا انكسر وذلك بوضع طبقة نباتية ف تركيب الزجاج.
وفي المدة الأخيرة اكتشفت طريقة جديدة تستغني عن المادة النباتية وتعامل الزجاج عند صنعه بصورة خاصة يصبح معها غير قابل للإنكسار. وإذا وضعت أثقال كبيرة على هذا الزجاج فأنه لا ينكسر بل يلتوي وذلك غريب جداص في مادة مثل الزجاج.
2 -
البنزين من السكر
لم نكن قبل سنوات قصيرة نفهم من السكر إلا أنه مادة ذات طعم حلو تستخرج من قصب
السكر أو (الشمندر) ولكن في المدة الأخيرة قد تطورت هذه المادة أيضاً بصورة غريبة فأصبحت تستعمل في أمريكا الجنوبية لتسيير السيارات فإن الأزمة الاقتصادية العامة قد خففت من استهلاك السكر فتراكمت منه كميات كبيرة دفعت البعض للتفكير في استخراج مواد للوقود منه وذلك بتخمير السكر وقلبه إلى كحول يصلح لتحريك السيارات.
وانقلاب آخر ف استعمال السكر هو الاستفادة منه في البناء وذلك بإضافته إلى (المؤونة) التي تكتسب قوة وصلابة تفوق النفقات اللازمة للسكر. ويظهر بأن المعماريين كانوا يستعملون في الأزمنة الغابرة عصير العنب لهذه الغاية. وهذا هو السبب في متانة الأبنية القديمة.
3 -
الخشب ينقلب سكراً
يحتوي الخشب حسب تركيبه الكيميائي على مواد سكرية غذائية. ومن الوجهة النظرية فإننا لا نحتاج إلا لمعاملة الخشب ببعض الحوامض لأجل قلب المادة النباتية إلى مادة سكرية.
ولكن الصعوبة في الطريقة العلمية لاستحصال كمية كافة من السكر تضاهي النفقات اللازمة. فأنه يجب أن يستخرج من (100) غرام من الخشب أكثر من خمسين غراماً من السكر حتى يكون لهذه العلمية قيمة اقتصادية.
وقد قام العالم الألماني الأستاذ (برغيوس) الذي نال جائزة نوبل أخيراً بتجارب لأستحصال مادة غذائية للحيوانات من الخشب بنفقات قليلة. ثم أخذ الآن يسعى لتخمير هذه المادة الغذائية وقبله إلى سكر فنجح في ذلك نجاحاً كبيراً. وقد أصبحنا اليوم نستطيع استخراج (24) ليتراً من (الأسبرتو) من (100) كيلوغرام من الخشب بينما كانت المعامل في أيام الحرب لا تستخرج من هذا المقدار سوى (6) ليترات. . .
ولا يزال هذا التطور في أول أمره ولا نعرف إلى أي حد يصل في المستقبل.