الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اندفاعات
للشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهراوي
اهدي إليك
يا موطناً قد ذبت فيه غراما
…
أهدي إليك تحية وسلاما
لولاك لم اك في الوجود ولم أشم
…
بلج الصباح واسمع الأنغاما
أفديك من وطن نشأت بأرضه
…
ومرحت فيه يافعاً وغلاما
ما كنت إلا روضة مطلولة
…
تعطي الورود وتفتق الأكماما
غازلت منها في الغدو بنفسجاً
…
وشممت منها في الأصيل خزاما
وسعدت ألعب فوق أرضك ناشئاً
…
وشقيت شيخاً لا يطيق قياما
لك قد غضبت وفي رضاك حملت أن
…
تنتابني نوب الزمان جساما
وسمعت من ناس شريرٍ طبعهم
…
كلماً على نفسي وقعن سهاما
لي فيك يا وطني الذي قد ملني
…
حب يواري في الرماد ضراما
أما المنى فقد انتهت ومضاتها
…
إلا بصيصاً لا يزيل ظلاما
لا نفع في أحلامكم
من ثقفّته الحادثات ملمة
…
يلقى الخطوب بصدره بساما
كبر الألى من طيب أعراق لهم
…
كانوا إذا لؤم السفيه كراما
أنا للأفاعي غير مكترث وإن
…
تركت بنفسي نابها آلامها
بالذل لا أرضى وإن سلمت به
…
روحي وأرضي بالحمام زؤاما
حيّ الذين إذا الهوان أصابهم
…
تخذوا الآباء من الهوان عصاما
يا حامل الصمصام لا يحمى به
…
حقاً لماذا تحمل الصمصاما
ما في المساواة التي تشدو بها
…
إن الوهاد تطاول الآكاما
ياقومنا لا نفع في أحلامكم
…
فخذوا الحقائق وانبذوا الأحلاما
أخشى عليكم في الحياة تدهورا
…
فيه الرؤوس تقبل الأقداما
جهل الذين على قديم عوَّلوا
…
فيه أن الزمان يغير الأحكاما
وأشد خلق الله جهلاً أمة
…
نقضت فظنت نقضها إبراما
يغالي في آرائه
إني لا ربأ أن أكون مجنّة
…
في الحادثات ولا أكون حساما
ولقد يريد الظالمون لنفسهم
…
بالظلم من شر يلمُّ سلاما
وتشذ آراءٌ فكم من مجرم
…
ما أن يرى إجرامه إجراما
ولقد يغالي المرء في آرائه
…
حتى يثير عداوة وخصاما
ولربما أطرى أفاعيلاً له
…
كانت إذا استقرأتها آثاما
لا يستطيع بناء مجد صادق
…
من لا يكون لكاذب هداما
هل يخرق العادات فيما جاءه
…
إلا جريءٌ لا يخاف ملاما
أإذا نجحت حمدت نفسك مطرياً
…
وإذا فشلت تعاتب الأياما
دمَّ التعصّب
إن الحياة وغىً وقد يبنو بها
…
سيف الشجاع ولا يكون كهاما
ذم التعصب في الجدال فأنه
…
سقم يجر وراءه أسقاما
ولرب داء فيك إن أهملته
…
يبقى على طول الزمان عقاما
ما أنت إلا ذرة منسية
…
في بقعة من عالم يترامى
كون تحركه نواميس له
…
كانت له منذ القديم لزاما
تشكو به الأيام مثلك أسرها
…
فمن لسخافة لومك الأياما
فيه الشموس كثيرة فمن الذي
…
في البدء إضرام نارها إضراما
الأوهام والحقائق
من يحسب الأوهام منه حقائقا
…
يجد الحقائق كلها أوهاما
أو كان من داء به يصدى فقد
…
يرد الخضم ولا يبل أواما
لا ينكر الحق المبين سوى امرئ
…
يعمى وشر منه من يتعامى
ولقد يكون الفوز حلفاً للألى
…
غمدوا السيوف وجردوا الأقلاما
كم ريشة في كف أروع بددت
…
جيشاً تدجّج بالحديد لهاما
ابن آوى
ظن ابن آوى أنه أسد الشرى
…
حتى إذا لقي الهزبر تحامى
لا تسخرنَّ فلابن آوى عذره
…
أن لا يكون القسور الضرغاما
جعلت الطبيعة قدوة
ولقد جعلت لي الطبيعة قدوةً
…
وتخذت منها في الحياة أماما
ما أن أروم وإن زجتني رغبة
…
ما ليس يمكن أن يكون مراما
السيل إما عبَّ مندفعا فلا
…
يدع الوهاد ويغمر الآكاما
ما أردن فطاما
ولقد أقول الشعر منفعلاً به
…
ولقد أنبّهُ بالقريض نياما
بسمت بنات الشعر حين شببن لي
…
ففطمتهن فما أردن فطاما
أسفي على الأدب الذي يبغون أن
…
يكسوه من عصر خلا أهداما
أخذت تنغص راحتي ضوضاءهم
…
من غير أن يلقي الجدال نظاما
فوددت لو أن الذين تجادلوا
…
جعلوا الوفاق على الصواب ختاما
أنا لا أحب سوى مكان هادئ
…
أما الزحام فلا أريد زحاما
بغداد: 10 شباط 1933
جميل صدقي الزهاوي