المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في بيان دقائقالمسائل العلمية الفلكية - مجلة المنار - جـ ١٤

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد رقم (14)

- ‌المحرم - 1329ه

- ‌فاتحة المجلد الرابع عشر

- ‌الاشتراك في المنار

- ‌فتاوى المنار

- ‌جمعية الدعوة والإرشاد

- ‌المقالة الأولى لجريدة العلم

- ‌المقالة الأولى التي كتبتردًّا على جريدة العلم

- ‌نهضة التعليم الإسلامي في سملك دابل

- ‌أعظم رجل في العالم

- ‌اعتصام الفئتين الكبريين من المسلمين

- ‌البابية البهائية

- ‌الماسون في الدولة العثمانية

- ‌صفر - 1329ه

- ‌الذكر بالأسماء المفردة

- ‌أسئلة من الهند

- ‌جماعة الدعوة والإرشاد

- ‌أقوال الجرائد

- ‌حال المسلمين والمصلحين

- ‌الباطنية وآخر فرقهم البابية البهائية [

- ‌تقرير مرفوع إلى جناب صاحب الدولةالأمير أحمد باشا فؤاد حضرتلري

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌الأخبار والآراء

- ‌ربيع أول - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌جماعة الدعوة والإرشاد

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌الأخبار والآراء

- ‌ربيع الآخر - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌أمير الألاي صادق بك

- ‌المسلمون والقبط(النبذة السادسة)

- ‌اقتراح صاحب المنار على المؤتمر المصري

- ‌كيف خلق الإنسان [*]

- ‌النسائيات [*]

- ‌مذكرة عن أعمالالمبشرين المسيحيين

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌جماعة الدعوة والإرشاد

- ‌مقدمة مقالات المسلمون والقبط

- ‌جمادى الأولى - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌العالم الإسلاميوالاستعمار الأوربي(1)

- ‌آراء أديسونفي مستقبل البشر

- ‌بيان أمير الألاي صادق بك

- ‌شيء من مناقب صادق بك

- ‌بيان هادي باشا الفاروقي

- ‌ألمانيا والعالم الإسلامي

- ‌(المؤتمر المصري)

- ‌اتفاق الدولوالمانع لها من قبول دولتنا فيه

- ‌احتلال فرنسة لمملكة المغرب الأقصى

- ‌جمادى الآخرة - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌العالم الإسلاميوالاستعمار الأوربي(2)

- ‌عليكم باللغة العربيةسيدة اللغات

- ‌المؤتمر المصري [*]

- ‌ملكة بهوبال الهندية في إنكلترة [

- ‌بلاغ محمود شوكت باشا

- ‌رأي الأمير صباح الدين

- ‌سياحة السلطانوالاستفادة من منصبه الديني

- ‌جماعة الدعوة والإرشاد

- ‌رجب - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌بحث الاجتهاد والتقليد

- ‌كلمة في السياحة المفيدة

- ‌قانون الجامع الأزهروالمعاهد الدينية العلمية الإسلامية

- ‌هل للقول من مستمع؟وهل للداعي من مجيب

- ‌ حضرموت

- ‌الدعاء للسلاطينفي الخطب وحكمه شرعًا

- ‌الإلحاد في المدارس العلمانية [*]

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌فقيد مصرمصطفى رياض باشا(2)

- ‌جمعية الاتحادومشروع العلم والإرشاد

- ‌شعبان - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌علم الفلك والقرآن

- ‌فصل في بيان دقائقالمسائل العلمية الفلكية

- ‌كلمات علمية عربيةأسوقها إلى المترجمين والمعربين [1]

- ‌الانتقاد على المنار

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌فقيد مصرمصطفى رياض باشا(3)

- ‌مشروع المنتدى الأدبي في التعليم العربي

- ‌الحريق في الآستانة

- ‌استدراك [

- ‌مخاطبات المنار

- ‌رمضان - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌كلمات علمية عربيةأسوقها إلى المترجمين والمعربين [*](2)

- ‌ملحق بقانون الجامع الأزهروالمعاهد الدينية العلمية الإسلامية

- ‌الكوليرا [*]

- ‌الإسعافات الطبية الوقتيةللمصابين بالكوليرا

- ‌أرباب الأقلام في بلاد الشامومشروع الأصفر

- ‌شوال - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌بحث الاجتهاد والتقليد

- ‌المسألة الشرقية [*]

- ‌حالة المسلمين في جاوه والإصلاح

- ‌الانتقاد على المنار

- ‌رد المنار

- ‌نظام مدرسة دار الدعوة والإرشاد

- ‌ذو القعدة - 1329ه

- ‌العلوم والفنونالتي تدرس في دار الدعوة والإرشاد

- ‌فتاوى المنار

- ‌المسألة الشرقية

- ‌مقدمات الحربفي طرابلس الغرب

- ‌عِبَرُ الحرب في طرابلس الغرب

- ‌ذو الحجة - 1329ه

- ‌فتاوى المنار

- ‌مناظرة عالم مسلملدعاة البروتستانت في بغداد

- ‌المسألة الشرقية

- ‌منشورات إيطالية الخداعية

- ‌إعانة أمير أفغانستان وكبراء قومهلأهل طرابلس الغرب

- ‌عريضة الشكرمن العثمانيين المستخدمين في أفغانستان إلى أميرها

- ‌تقريظ المطبوعات

- ‌كتابٌ رصيفٌ ورأيٌ حصيفٌفي المساعدة على الحرب بطرابلس الغرب

- ‌الخطر الأكبر على بلاد العربوالرأي في تلافيه

- ‌الانتقاد على المنار

الفصل: ‌فصل في بيان دقائقالمسائل العلمية الفلكية

الكاتب: محمد توفيق صدقي

‌فصل في بيان دقائق

المسائل العلمية الفلكية

الواردة في القرآن

يلاحظ القارئ مما تقدم أن القرآن الشريف قد أتى في هذا الباب بمسائل علمية

دقيقة لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المسائل تعتبر من

معجزات القرآن الخالدة وهاكها ملخصة:

1 -

الأرض كوكب كباقي الكواكب السيارة {وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (الطلاق:

12) وهما من مادة واحدة {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} (الأنبياء: 30) وهي

تدور حول الشمس {وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ

الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (النمل: 88)[*] .

2 -

السيارات الأخرى مسكونة بالحيوانات {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ} (الشورى: 29)، {يُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} (الإسراء:

44) ، {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} (الرحمن: 29) ومجموع هذه

الآيات يدل على أن في السموات حيوانات عاقلة كالإنسان.

3 -

ليس القمر خاصًّا بالأرض، بل للسيارات الأخرى أقمار {وَجَعَلَ

القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} (نوح: 16) .

4 -

ليست السيارات مضيئة بذاتها، بل إن الشمس هي مصباحها جميعًا

{وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} (نوح: 16) أي لهن كما يدل عليه السياق، فالنور الذي

نشاهده فيها منعكس عليها من الشمس.

5 -

السماوات والسيارات السبع شيء، والشمس والقمر شيء آخر،

فهما ليسا من السيارات كما كان يتوهم القدماء {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ

السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} (العنكبوت: 61) الآية وغيرها

كثير.

6 -

العوالم المتعددة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} (الفاتحة: 2) والعوالم

هي منظومات من الكواكب المتجاذبة {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ} (الذاريات:

7) .

7 -

ليست جميع العوالم مخلوقة لأجل هذا الإنسان {لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} (غافر: 57) أي الناس المعهودين على وجه

الأرض، والإنسان الأرضي أفضل من بعض المخلوقات لا كلها {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى

كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء: 70) ولا ينافي ذلك قوله: {وَسَخَّرَ

لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} (الجاثية: 13) إذ لا يلزم من هذا القول

أنها غير مسخرة لغيرنا من الأحياء، فالبحر مثلاً قال الله تعالى فيه: {سَخَّرَ لَكُمُ

البَحْرَ} (الجاثية: 12) مع أنه مسخر لغيرنا من الحيوانات البحرية تسخيرًا أتم

وأعم، فمنه تأكل وتشرب وتتنفس، وفيه تسكن وتحيا وتموت. فما هو

مسخر لبعض الحيوانات تسخيرًا جزئيًّا قد يكون مسخرًا لغيرها تسخيرًا كليًّا،

فكذلك النجوم مسخرة لنا لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر، مع أنها لغيرنا

شموس عليها قوام حياتهم، كما أن شمسنا عليها قوام حياتنا، وهي بالنسبة لهم

نجم من نجومهم الثوابت، وبالجملة فإن جميع العوالم بما بينها من الارتباط العام

والتجاذب الذي بينها مسخرة بعضها لبعض بالنفع الكلي أو الجزئي.

8 -

كان القدماء يعتقدون أن جميع الثوابت مركوزة في كرة مجوفة يسمونها كرة

الثوابت أو فلك الثوابت، وبحركة هذه الكرة تتحرك هذه الكواكب كما تقدم، ومعنى

ذلك أن الكواكب لا حركة لها بذاتها، وأن فلك جميع الثوابت واحد، وأنه جسم

صلب. والحقيقة خلاف ذلك؛ فإن لكل كوكب فلكًا يجري فيه وحده، وكل كوكب

يتحرك بذاته لا بحركة غيره، والكواكب جميعًا سابحة في الفضاء، أو بعبارة أصح

في الأثير (مادة العالم الأصلية) غير مركوزة فيه في شيء مما يتوهمون، وبهذه

الحقائق، جاء الكتاب الحكيم والناس في الظلمات والأوهام يتخبطون. قال الله

تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 40) والتنوين في لفظ (كل) عوض

عن الإضافة، والمعنى كل واحد من الكواكب في فلك خاص به يسبح بذاته. وفي

قوله يسبحون إشارة إلى مادة العالم الأصلية (الأثير) التي تسبح فيها الكواكب

كما تسبح الأسماك في الماء، فليست الأفلاك أجسامًا صلبة تدور بالكواكب كما كانوا

يزعمون.

9 -

نص الكتاب العزيز على وجود الجذب العام للكواكب كافة من جميع

جهاتها فقال: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ} (الذاريات: 7)، {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} (النازعات: 27) ، {هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} (الملك: 3) راجع تفسير

هذه الآيات فيما تقدم، فالكون كله كالجسم الواحد الكبير محكم البناء لا خلل فيه،

كما قال: {وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} (ق: 6) ، ويتخلله الأثير كما يتخلل ذرات

الجسم الصغير {فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون: 14) .

10 -

كان الناس في سالف الأزمان لا يدرون من أين يأتي ماء المطر،

ولهم في السحاب أوهام عجيبة، كما كانت لهم في كل شيء سخافات وخرافات،

ولكن القرآن الشريف تنزه عن الجهل والخطأ فقال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي

سَحَاباً} (النور: 43) إلى قوله: {فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} (النور:

43) وقال: {فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} (النور: 43) ومقتضى القولين

أن الماء العذب الذي نشربه ونسقي به الأرض سواء كان من الينابيع أو من الأنهار

هو من الأمطار الناشئة من السحاب، ومن أين يأتي السحاب؟ هو بخار من

بحار هذه الأرض أي: أن السحاب هو من الأرض، وهو عين قوله تعالى:

{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} (النازعات: 31) أي أن الماء جميعه أصله من

الأرض، وإن شوهد أنه ينزل من السحاب.

فهذه كلها آيات بينات ومعجزات باهرات دالة على صدق النبي وصحة القرآن.

* * *

(الخاتمة في بيان الغاية من هذا الوجود)

قد علمنا مما تقدم أن العوالم متعددة، وأنها كلها مسكونة بالأحياء العاقلة وغير

العاقلة، فهل كلها مخلوقة عبثًا؟ ؟ وهل لهذا الوجود غاية؟ ؟ أم كل هذه العوالم

سائرة للفناء؟ وخلقت لا لشيء؟ شموس وسيارات وأقمار تجري في أفلاكها

بانتظام ونواميس وسنن وهي مملوءة بالأحياء، وتظهر فيها جلائل أعمال الطبيعة

والمخلوقات، أتنقرض هذه كلها وتنتهي إلى الفناء المحض والعدم الصِّرف؟ كلا ثم

كلا.

{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ

لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ} (المؤمنون: 115-116)

الحياة وخصوصًا حياة الحيوانات العاقلة، هي كما نشاهد غاية الغايات في

هذا الوجود، وإلا كان العالم كله كالقصر المشيد الذي لا سكان فيه، أو كالملعب

الجميل الذي لا يرى فيه ممثلون أو لاعبون.

وإذا كانت الحياة هي غاية هذا الوجود، فهل لهذه الحياة غاية؟ ؟ وإذا كانت

المادة وقوتها في هذا العالم غير قابلة للعدم والفناء كما يقولون، فلم تكون الحياة

فانية؟ وإذا كانت المادة وقوتها تتشكل بأشكال مختلفة، وتظهر بصور وأطوار

متنوعة ومع ذلك نقول ببقائهما؟ فلماذا نقول بفناء الحياة إذا تغير شكلها أو صورتها؟

أليس من العجيب أن القائلين بعدم فناء المادة والقوة هم المنكرون لبقاء الأرواح

البشرية إذا غيرت المادة المنظورة شكلها؟ مع أن الأرواح قد لا تكون شيئًا آخر

سوى نوع مخصوص بسيط لطيف من أنواع المادة التي لا نعرفها، كالأثير الذي

يقولون بوجوده وأنه مالئ للعالم كله وأنه يتخلل ذرات المادة الكثيفة: {وَمَا أُوتِيتُم

مِّنَ العِلْمِ إِلَاّ قَلِيلاً} (الإسراء: 85) .

وإذا سلم أن النفوس أو الأرواح لا تفنى إذا كانت من نوع هذه المادة، فهل

أعمال هذه النفوس تفنى، وأنتم القائلون بعدم فناء القوة، سواء كانت كامنة أو

عاملة؟ ! (Potential & Kinctic Energy) .

هذا، ولا يخفى أن لكل عمل أثرًا في النفس [1] وإذا سلم أن النفس وعملها

(قوتها) وأثر عملها لا تفنى كان من السهل علينا أن نسلم أن الأعمال السيئة تطبع

في النفوس آثارًا سيئة (impressions - Bad) لا تمحى. ولا تزال تلك

الأعمال تطبع آثارًا من جنسها في النفس كلما زادت، حتى تجعل النفس شريرة أو

صالحة، كأنها جبلت على الشر أو الخير.

وإذا كان من المشاهد أن الجزاء في هذه الحياة هو النتيجة الطبيعية للأعمال

إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، والنفوس بما انطبعت عليه باقية كما بينا، أفلا تلقى

جزاءها الأوفى في الدار الآخرة، كما كانت تلقى ذلك في الدنيا، وتكون النفس

الشريرة هناك دنيئة غير صالحة إلا للسكنى مع الأشرار الذين هم مثلها في دار

تناسبها أحوالها، كما أن النفوس الصالحة تكون في عكس ذلك {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا

* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (الشمس: 9-10) .

وإذا سلم أن النفوس كما هي بشرها أو خيرها باقية، أفلا يكون الجحيم

والنعيم لهما باقيين كذلك غير فانيين؟ فالدنيا مزرعة الآخرة أو المدرسة لتربية

النفوس، فمن ربيت نفسه على الخير حتى صارت صالحة، كان جزاؤها النعيم

المقيم في الآخرة، ومن ربيت نفسه على الشر حتى صارت شريرة فاسدة، كان لها

الجحيم لا يناسبها غيره لأنها مجرمة {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي

جَحِيمٍ} (الانفطار: 13-14) فالجزاء باق لأن النفوس بما طبعت عليه في الدنيا

باقية، قال تعالى:{كَلَاّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:

14) ، وقال: {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ

فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 81) فدوام العذاب هو للنفوس الشريرة التي

فسدت، حتى صارت لا تصلح للخير مهما بقيت في الدنيا {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا

نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} (الأنعام: 28-29){وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الأحقاف: 19) .

...

...

... الدكتور محمد توفيق صدقي

...

...

...

طبيب ليمان طره

_________

(*) لا يمكن أن يكون المراد بهذه الآية تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة حينما يبيد الله تعالى العوالم كما قال [وَسُيِّرَتِ الجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً](النبأ: 20)، وكما قال:[وَإِذَا الجِبَالُ نُسِفَتْ](المرسلات: 10) لعدة أسباب:

1-

إن قوله تعالى فيها [وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً](النمل: 88) لا يناسب مقام الإهلاك والإبادة على أن حمل هذه الآية على المستقبل مع أنها صريحة في إرادة الحال شيء لا موجب له وهو خلاف الظاهر منها 2- إن سير الجبال للفناء يوم القيام يحصل عند خراب العالم وإهلاك جميع الخلائق وهذا شيء لا يراه أحد من البشر كما قال: [وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلَاّ مَن شَاءَ اللَّهُ](الزمر: 68) أي من الملائكة فما معنى قوله إذَا [وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً](النمل: 88) 3- إن تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة إذا رآه أحد شعر به لأن مادام وضعها يتغير بالنسبة للإنسان فيحس بحركتها وهذا ينافي قوله تعالى (تحسبها جامدة) أي ثابتة أما في الدنيا فلا نشعر بحركتها لأننا نتحرك معها ولا يتغير وضعنا بالنسبة لها وهذا بخلاف ما يحصل يوم القيامة فإن الجبال تنفصل عن الأرض وتنسف نسفا وهذا شيء يراه كل واقف عندها 4- أما ورود هذه الآية في سياق الكلام على يوم القيامة فهو كورود آية: [أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً](النمل: 86) المذكورة قبلها في نفس هذا السياق والمراد بهما ذكر شيء من دلائل قدرة الله تعالى المشاهدة آثارها في هذا العالم الآن من حركة الأرض وحدوث الليل والنهار ليكون ذلك دليلاً على قدرته على البعث والنشور يوم القيامة فإن القادر على ضبط حركات هذه الأجرام العظيمة لا يصعب عليه أن يعيد الإنسان وأن يضبط حركاته وأعماله ويحصيها عليه ولذلك ختم هذه الآية التي نحن بصدد الكلام عليها بقوله: [إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ] فذكر هذه الأشياء في هذا السياق هو كذكر الدليل مع المدلول أو الحجة مع الدعوى وهي عادة القرآن الشريف فإنك تجد الدلائل منبثة بين دعاويه دائمًا حتى لا يحتاج الإنسان لدليل آخر خارج عنها كقوله تعالى: [مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ](المائدة: 75) وذلك شيء مشاهد في القرآن من أوله إلى آخره وهو من أكبر آيات البلاغة العليا ومن عجيب أمر هذا القرآن أن يذكر أمثال هذه الدقائق العلمية العالية التي كانت جميع الأمم تجهلها بطريقة لا تقف عثرة في سبيل إيمان أحد به في أي زمن كان مهما كانت معلوماته فالناس قديمًا فهموا أمثال هذه الآية بما يوافق علومهم حتى إذا كشف العلم الصحيح عن حقائق الأشياء علمنا أنهم كانوا واهمين وفهمنا معناها الصحيح فكأن هذه الآيات جعلت في القرآن معجزات للمتأخرين تظهر لهم كلما تقدمت علومهم وأما المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم فمعجزته لهم إتيانه بأخبار الأولين وبالشرائع التي أتى بها وبالمغيبات التي تحققت في زمنه وغير ذلك مع علمهم بصدقه وحاله وبعده عن العلم والتعلم بالمشاهدة والعيان فآيات القرآن بالنسبة لهم بعضها معناه صريح لا يقبل التأويل وفيها بيان كل شيء مما يحتاجون إليه والبعض الآخر يقبل التأويل وتتشابه عليهم معانيه لنقص علومهم وهذا القسم لا يهمهم كثيرًا فإنه خاص بعلوم لم يكونوا وصلوا إليها وهو معجزات للمتأخرين يشاهدونها وتتجلى لهم كلما تقدموا في العلم الصحيح، قال تعالى:[هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ](آل عمران: 7) أي لها معان كثيرة يشبه بعضها بعضا وتتشابه عليهم في ذلك الزمن فلا يمكنهم الجزم بالصحيح منها -[فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ]- بتشكيك الناس في دينهم بسببه -[وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلَهُ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ] ، في زمنهم لنقص علمهم، [وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلَاّ قَلِيلاً] (الإسراء: 85) -[وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ](آل عمران: 7) 000إلخ، فإذا جعل قوله تعالى:[وَالرَّاسِخُونَ] معطوفًا على لفظ الجلالة كان المعنى أن تأويله لا يعلمه أحد في جميع الأزمنة إلا الله والراسخون في العلم يعلمونه وإذا كان لفظ (والراسخون) مستأنفًا كان المعنى أن الراسخين في العلم في زمنهم لا يعلمون تأويله كما قلنا وإنما يؤمنون به لظهور الدلائل الأخرى لهم على صدق النبي ويفوضون علم هذه الأشياء إلى المستقبل من الزمان كما نفوض الآن نحن مسألة رجم الشياطين بالشهب للمستقبل ونؤمن بالقرآن لثبوت صدقه بالدلائل الأخرى القطعية. (1) روى علماء الطب الشرعي عن كثير من الغرقى الذين أنقذوا من الموت بعد أن كادوا يقعون فيه أنهم رأوا جميع أعمالهم شرها وخيرها كبيرها وصغيرها حتى ما كانوا نسوه منها ممثلة أمام أعينهم وتمر عليهم واحدة فواحدة كما تمر الصور المتحركة أمام الناظرين وهذا يدل على انطباع جميع الأعمال في النفوس وأنهم سيرونها مصداقًا لقوله تعالى: [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراًّ وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ](آل عمران: 30) الآية وقوله:

[وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً](الكهف: 49) ولعل ذلك يفسر لنا قوله تعالى: [مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ](ق: 18) وقوله: [وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ](الانفطار: 10-11) وتكون هاتان الآيتان واردتين على سبيل التمثيل كقوله تعالى: [قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ](فصلت: 11) وقوله: [إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا](الأحزاب: 72) الآية وقوله: [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ](الأعراف: 172) .

ص: 594

الكاتب: محمد سعيد

قانون في الطلبة

والمدرسين والموظفين [1]

الباب الرابع

في الطلبة والمدرسين والموظفين

(الفصل الأول)

في قبول الطلبة وواجباتهم

(المادة الحادية والستون)

يشترط في قبول الطالب في الجامع الأزهر والمعاهد الأخرى ما يأتي:

أولاً - أن لا ينقص سنه عن عشر سنوات، ولا يزيد عن سبع عشرة سنة.

ثانيًا - أن يكون عارفًا بالقراءة والكتابة بدرجة تؤهله للمطالعة في الكتب.

ثالثًا - أن يكون حافظًا لنصف القرآن الكريم على الأقل، وعليه حفظ القرآن

كله عملاً بنص المادة الثالثة والخمسين.

رابعًا - أن يكون خاليًا من الأمراض.

خامسًا - أن يقدم شهادة بحسن سيرته، إذا كان قد بلغ عمره أربعة عشر عاما

كاملة.

* * *

(المادة الثانية والستون)

يجوز قبول العميان ضمن طلبة جامعة الأزهر والمعاهد الأخرى، ويتلقون

من العلوم ما يناسب حالتهم، بحسب ما يقرره مجلس الأزهر الأعلى.

ويجب أن تستوفى فيهم بقية شروط القبول، وأن يكونوا حافظين للقرآن كله.

* * *

(المادة الثالثة والستون)

شروط انتساب الغرباء في الجامع الأزهر يقررها مجلس الإدارة، وكذلك

الامتحانات التي يجب عليهم أن يؤدوها، ونوع الشهادة التي يُمْنَحوها.

* * *

(المادة الرابعة والستون)

يجوز قبول الطالب في غير السنة الأولى من القسم الأول بالشروط الآتية:

أولاً - أن يجوز الطالب الامتحان في جميع مقرر السنين السابقة على السنة

التي يطلب الدخول فيها أمام لجنة يعينها مجلس الإدارة من المدرسين.

ثانيًا - أن يكون حافظًا لنصف القرآن.

* * *

(المادة الخامسة والستون)

لا يسوغ لأحد أن يدخل في القسم الثانوي إلا إذا كان حائزًا للشهادة الأولية،

وأدى الامتحان في علوم السنة أو السنوات السابقة على التي يريد الدخول فيها.

ولا يسوغ لأحد أن يدخل في القسم العالي إلا إذا كان حائزًا للشهادة الثانوية،

وأدى الامتحان في علوم السنة أو السنوات على التي يريد الدخول فيها.

* * *

(المادة السادسة والستون)

لا يجوز قبول أي طالب في سنة من السنوات طبقًا لما هو مقرر في المادتين

السابقتين، إذا كان سنه زائدة عن السن المقرر للسنة التي يريد الدخول فيها باعتبار

نهاية السن المقرر لها [2] .

* * *

(المادة السابعة والستون)

الطلبة مكلفون بمراعاة النظام والمحافظة على ما هو مقرر في هذا القانون،

وما يتقرر في اللائحة الداخلية، وقرارات مجلس الأزهر الأعلى، ومجالس الإدارة

وأوامر المشيخة.

* * *

(المادة الثامنة والستون)

الطلبة ممنوعون منعًا باتًّا من الاشتراك في أية مظاهرة، ومن كل اجتماع

يوجب التشويش على الدروس أو الإخلال بالنظام.

وأما الاحتفالات المألوفة عادة فلا تعد من المظاهرات.

وهم ممنوعون أيضًا من إعطاء أخبار للجرائد، ومن إبداء ملاحظات

بواسطتها، ومن أن يكونوا مكاتبين أو وكلاء لأية جريدة كانت، ولا يجوز لهم

مكاتبتها إلا في المسائل الدينية والعملية.

* * *

(الفصل الثاني)

في المدرسين والموظفين

(المادة التاسعة والستون)

يجب أن يكون المدرس تحت تصرف مجلس الإدارة في جميع ما يكلفه به من

الدروس أو الأعمال الأخرى المتعلقة بالتعليم.

فإذا امتنع بغير عذر مقبول عن أداء عمل كلف به بعد إنذاره من قبل المشيخة

رفت وقطعت مرتباته.

* * *

(المادة السبعون)

كل عالم من غير المتقاعدين انتخب للتدريس في علم من العلوم المقررة في

الجامع الأزهر والمعاهد الأخرى المبينة في المادة الخامسة والعشرين، ولم يقبل،

ولم يكن له عذر مقبول لدى مجلس الإدارة، يمحى اسمه من سجل المدرسين وتقطع

جميع مرتباته.

* * *

(المادة الحادية السبعون)

المدرس أو الموظف الذي جاء دور ترقيته في معهد غير الذي هو فيه، ولا

يقبل النقل، يفقد حق الترقية في الدور الذي طلب نقله فيه [3] .

* * *

(المادة الثانية والسبعون)

المدرسون والموظفون ممنوعون منعًا قطعيًّا من الاحتراف بأية حرفة في

الخارج غير حرفتهم التي هم فيها.

ولا يجوز لهم أن يشتغلوا بالتعليم في الخارج، ولا أن يقبلوا وظيفة كذلك إلا

بإذن خاص من مجلس الإدارة.

ولا يرخص مجلس الإدارة بما ذكر إلا في حالة الضرورة الشديدة بشرط بيان

ذلك في المحضر.

وكل مدرس أو موظف لدى الحكومة في أية وظيفة، يرفت حتمًا من المعهد

الذي كان يدرس فيه، وتقطع مرتباته ولا يجوز تكليفه بدروس في نظير مكافأة أو

بدونها، إلا بقرار من مجلس الإدارة وبشرط قبول الجهة التي صار الموظف تابعًا

لها.

ويجب تصديق مجلس الأزهر على ما ذكر.

* * *

(المادة الثالثة والسبعون)

المدرسون والموظفون ممنوعون من الاشتراك في أية مظاهرة، ومن مكاتبة

الجرائد في غير المسائل العلمية والدينية، ومن إعطاء أخبار إليها مباشرة أو

بالواسطة.

وأما الاحتفالات المألوفة عادة فلا تعد من المظاهرات.

* * *

(المادة الرابعة والسبعون)

على المدرسين والموظفين أن يكونوا خاضعين لجميع اللوائح والقرارات

والأوامر المختصة بالتعليم وبالنظام.

* * *

(الباب الخامس)

في الإجازات

(الفصل الأول)

في إجازات الطلبة

(المادة الخامسة والسبعون)

لا يسوغ لأحد من الطلبة أن يتغيب عن المعهد الذي يتلقى العلم فيه، في غير

أوقات المسامحات المقررة إلا بإذن كتابيّ من المشيخة التابع لها.

* * *

(المادة السادسة والسبعون)

إذا تغيب الطالب بغير إذن أو تأخر عن الحضور للدرس بعد انقضاء أيام

المسامحات أو بعد انقضاء المدة المرخص له بها، ولم يكن له عذر مقبول،

فللمشيخة عقوبته بإحدى العقوبات الأربع الأولى المنصوص عليها في الفقرة

الأخيرة من المادة الثامنة والثمانين.

* * *

(المادة السابعة والسبعون)

إذا بلغت مدة الغيبة شهرًا، ولم يكن للطالب عذر مقبول، ولم يكن قد أخبر

المشيخة بسبب الغيبة، يرفت، وتقطع مرتباته في سنة الغيبة، وإذا انتسب في

السنة التالية يعتبر معيدًا لدروسه.

وكذلك يرفت وتقطع مرتباته إذا تكررت غيبته بدون إذن وبغير عذر مقبول

ثلاث مرات فأكثر في السنة الواحدة، وبلغ مجموع مدة التأخير في المرات الثلاث

شهرًا، فإذا تكرر ذلك منه مرة ثانية في سنة أخرى بعد قبول انتسابه رفت، ولا

يجوز قبوله في الجامع الأزهر والمعاهد الأخرى.

* * *

(المادة الثامنة والسبعون)

إذا مرض أحد الطلبة، وكانت حالته تستلزم الراحة أو المعالجة في الخارج،

جاز لشيخ المعهد أن يرخص له بإجازة مرضية لا تتجاوز ثلاثة أشهر؛ بناء على

شهادة طبية من طبيب المشيخة التابع لها الطالب أو من طبيبه الخاص؛ بشرط

تصديق طبيب المشيخة عليها.

ويصح تمديد مدتها بالشروط المذكورة.

فإن زادت مدة الإجازة عن ستة أشهر، قطعت مرتبات الطالب وبقي منتسبًا.

* * *

(المادة التاسعة والسبعون)

لشيخ المعهد أن يرخص كتابة للطالب بإجازة استثنائية، لا تتجاوز مدتها

خمسة عشر يومًا بناء على طلب بالكتابة من الطالب أو ولي أمره، إن كان له ولي

أمر، متى تبين أن الأسباب الداعية لذلك قوية.

(الفصل الثاني)

في إجازة المدرسين والموظفين

(المادة الثمانون)

يجوز للمدرسين والموظفين الحصول على إجازات استثنائية لمدة لا تتجاوز

أسبوعًا واحد؛ بشرط أن لا يتكرر ذلك أكثر من مرتين في السنة.

* * *

(المادة الحادية والثمانون)

ويجوز لهم أن ينالوا إجازة مرضية لمدة أكثرها ثلاثة أشهر؛ بمراعاة

الشروط المنصوص عليها في المادة الثامنة والسبعين.

ويصح تمديد مدتها بالشروط عينها.

* * *

(المادة الثانية والثمانون)

كل مدرس أو موظف تأخر عن العود إلى العمل المكلف به بعد انتهاء

المسامحة أو الإجازة المرضية أو الاستثنائية المرخص له بها، يحرم من مرتبه

ابتداء من اليوم الخامس لانقضاء المسامحة أو الإجازة إذا قدم عذرًا مقبولاً وإلا فمن

اليوم التالي.

فإذا بلغت مدة التأخير شهرًا من دون إخطار وعذر مقبول، يرفت وتقطع

مرتباته.

* * *

(المادة الثالثة والثمانون)

يكون الترخيص بالإجازات لمدرسي وموظفي الجامع الأزهر والمعاهد

الأخرى فيما زاد عن أسبوع؛ بأمر من شيخ الجامع الأزهر بصفته رئيس مجلس

الأزهر الأعلى.

ولا يرخص لأحد مدرسي المعاهد الأخرى أو موظفيها بإجازة؛ إلا بعد أخذ

رأي شيخ المعهد التابع له المدرس أو الموظف.

* * *

(المادة الرابعة والثمانون)

يراعى في الترخيص للمدرسين والموظفين بإجازات استثنائية أن لا يتغيب

منهم في آن واحد عدد تستلزم غيبته تعطيل سير الدروس أو الأعمال الأخرى، أو

الاستعانة بمن يقوم مقامهم في وظائفهم من غير المدرسين.

* * *

(المادة الخامسة والثمانون)

يقرر مجلس الأزهر الأعلى مدة الإجازة الاعتيادية التي يجوز الترخيص بها

للموظفين والكتبة، مع مراعاة القواعد المدونة في هذا الباب.

وكذلك يقرر مدة الإجازات المرضية التي يسوغ الترخيص بها بمرتب كامل

أو بنصف مرتب أو بدون مرتب، كما يقرر المدة التي يجب بعدها رفت المدرس

أو الموظف.

(الباب السادس)

في التأديب

(الفصل الأول)

في تأديب الطلبة والمدرسين والموظفين

(المادة السادسة والثمانون)

تأديب الطلبة والمدرسين والموظفين من خصائص مجالس الإدارة، ويقدمون

للمجلس المختص بتقرير من المشيخة التابعين لها.

ولشيخ الجامع الأزهر بصفته رئيس مجلس الأزهر الأعلى؛ أن يأمر بإحالتهم

في المعاهد الأخرى على مجلس التأديب مباشرة إذا تبين له ما يقتضي ذلك.

* * *

(المادة السابعة والثمانون)

كل واحد ممن ذكروا في المادة السابعة، خالف حكمًا من أحكام هذا القانون،

أو غيره من القوانين واللوائح الخاصة بالجامع الأزهر والمعاهد الأخرى، أو

قرارات مجلس الأزهر الأعلى، أو مجالس الإدارة، أو أوامر المشيخة، أو تعدى

على غيره بالأذى، أو ارتكب أمرًا يخل بالنظام أو بالمروءة وشرف العلم، يعاقب

تأديبيًّا.

* * *

(المادة الثامنة والثمانون)

العقوبات التأديبية التي يجوز الحكم بها على الطلبة هي:

التوبيخ على انفراد أو بحضور الطلبة.

الطرد من الدرس مدة أكثرها أسبوع.

الإنذار.

قطع الجراية مؤبدًا.

الإخراج من المساكن التابعة للمعهد لمدة أكثرها ثلاثة أشهر أو مؤبدًا.

تقليل أو إلغاء اغتفار إعادة الدروس.

(الرفت) محو الاسم من السجلات مدة أقلها سنة، مع الحرمان من الامتحانات.

ولشيخ الأزهر ومشايخ المعاهد الأخرى توقيع العقوبات الأربع الأولى،

وللمدرسين توقيع العقوبتين الأوليين، مع مراعاة أن الطرد من الدرس لا يكون إلا

من الدرس الذي حصلت فيه المخالفة.

* * *

(المادة التاسعة والثمانون)

العقوبات التأديبية التي يحكم بها على المدرسين وبقية الموظفين الداخلين هيئة

العمال هي:

الإنذار.

قطع المرتب لمدة أكثرها خمسة عشر يومًا.

الإيقاف بلا مرتب لمدة أكثرها ثلاثة أشهر.

تنقيص الراتب.

الإنزال من درجة إلى التي دونها.

الرفت.

* * *

(المادة التسعون)

يجوز لشيخ الجامع الأزهر ومشايخ المعاهد الأخرى توقيع العقوبتين

الأوليين.

* * *

(المادة الحادية والتسعون)

تأديب الخدمة الخارجين عن هيئة العمال، يكون بمعرفة شيخ المعهد.

* * *

(المادة الثانية والتسعون)

محو الاسم والرفت يقتضيان عدم قبول المحكوم عليه في أي معهد آخر.

(الفصل الثاني)

في الاستئناف

(المادة الثالثة والتسعون)

يجوز للمدرسين والموظفين دون غيرهم أن يستأنفوا الأحكام الصادرة عليهم

من مجالس الإدارة بالإيقاف، وتنقيص الراتب والإنزال من الدرجة والرفت.

* * *

(المادة الرابعة والتسعون)

يرفع الاستئناف إلى مجلس الأزهر الأعلى بعريضة يقدمها المحكوم عليه،

شاملة لبيان أوجه تظلمه من الحكم بيانًا كافيًا.

* * *

(المادة الخامسة والتسعون)

المدة التي يجوز فيها رفع الاستئناف ثمانية أيام من تاريخ علم المحكوم عليه

بحكم مجلس الإدارة.

* * *

(المادة السادسة والتسعون)

يثبت علم المحكوم عليه بالحكم الصادر في حقه؛ بإخباره وقت النطق به في

جلسة الحكم أو بخطاب رسمي يرسله إليه رئيس المجلس الصادر منه الحكم.

***

(المادة السابعة والتسعون)

يحكم مجلس الأزهر الأعلى في الاستئناف المرفوع إليه بعد اطلاعه على

أوراق الدعوى، وأوجه تظلم المحكوم عليه المبينة في عريضة الاستئناف أو التي

يقدمها بمذكرة خاصة.

وله أن يسمع أقوال المحكوم عليه إذا تراءى له ذلك.

* * *

(المادة الثامنة والتسعون)

يجوز لشيخ الجامع الأزهر بصفته رئيس مجلس الأزهر الأعلى أن يستأنف

الأحكام الصادرة من مجالس التأديب في ظرف شهر من تاريخ صدورها.

(الفصل الثالث)

أحكام تأديبية أخرى

(المادة التاسعة والتسعون)

ينعقد مجلس الأزهر الأعلى بهيئة مجلس تأديب خاص؛ للنظر فيما ينسب

لمشايخ المعاهد الأخرى والوكلاء والحكم عليهم بالنقل أو بإحدى العقوبات

المنصوص عليها في المادة التاسعة والثمانين.

* * *

(المادة المئة)

الموظفون بإرادة سنية يجوز فصلهم كذلك؛ بناء على طلب شيخ الجامع

الأزهر بصفته رئيس مجلس الأزهر الأعلى.

ويجوز لمجلس الأزهر الأعلى أيضًا فصل الموظفين الآخرين والمدرسين؛

بدون إحالتهم على مجلس التأديب إذا وجد ما يقتضي ذلك.

* * *

(المادة الأولى بعد المئة)

إذا وقع من أحد العلماء أيًّا كانت وظيفته أو مهنته ما لا يناسب وصف العالمية

يحكم عليه من شيخ الجامع الأزهر بإجماع تسعة عشر عالمًا معه من هيئة كبار

العلماء المنصوص عليها في الباب السابع من هذا القانون؛ بإخراجه من زمرة

العلماء.

ولا يقبل الطعن في هذا الحكم.

ويترتب على الحكم المذكور محو اسم المحكوم عليه من سجلات الجامع

الأزهر والمعاهد الأخرى، وطرده من كل وظيفة، وقطع مرتباته في أية جهة

كانت وعدم أهليته للقيام بأية وظيفة عمومية دينية كانت أو غير دينية.

(الباب الرابع)

في هيئة كبار العلماء

(المادة الثانية بعد المائة)

يكون بالجامع الأزهر ثلاثون عالمًا اختصاصيًّا، لكل واحد منهم بالأزهر

كرسي خاص في المحل يخصص للتدريس العام بمعرفة شيخ الجامع الأزهر.

ويجوز أن يوجد البعض منهم في المعاهد الأخرى بصفة شيخ المعهد أو وكيله

* * *

(المادة الثالثة بعد المائة)

يطلق على العلماء الثلاثين المذكورين في المادة السابقة اسم (هيئة كبار

العلماء) .

* * *

(المادة الرابعة بعد المائة)

الفنون التي يختص كل عالم من هيئة كبار العلماء بواحد منها هي الآتية:

1 -

الفقه وأصول اللغة.

2 -

الحديث ومصطلح الحديث.

3 -

تفسير القرآن الكريم.

4 -

علوم اللغة العربية.

5 -

التوحيد والمنطق.

6 -

التاريخ والسيرة النبوية والأخلاق الدينية.

ويجوز أن يختص الواحد بفئتين اثنين، ولا يعتبر بالنسبة للعدد أو المرتب

إلا فن واحد منهما باختيار صاحبهما.

* * *

(المادة الخامسة بعد المائة)

يكون للسادة الحنفية أحد عشر كرسيًّا؛ وللسادة الشافعية تسعة، وللسادة

المالكية تسعة، وللسادة الحنابلة كرسي واحد.

* * *

(المادة السادسة بعد المائة)

يشترط أن يكون للفقه ثلاثة كراسي للحنفية ' واثنان لكل من الشافعية

والمالكية وواحد للحنابلة.

ويجب أن يخصص ثلاثة كراسي لعلوم اللغة العربية، وكرسيان على الأقل

لكل واحدة من المجموعات الأربع الباقية، وهي التفسير ثم الحديث ثم التوحيد

والمنطق، ثم التاريخ والسيرة النبوية والأخلاق الدينية.

* * *

(المادة السابعة بعد المائة)

يشترط فيمن ينتخب ضمن هيئة كبار العلماء:

أولاً - أن لا يكون سنه أقل من خمس وأربعين سنة.

ثانيًا - أن يكون قد مضى عليه وهو مدرس في الجامع الأزهر والمعاهد

الأخرى عشر سنين على الأقل؛ منها أربع على الأقل في القسم العالي.

ثالثًا - أن يكون قد ألف كتابًا في أحد العلوم المذكورة في المادة الرابعة بعد

المائة، وأن يكون قد منح الجائزة العلمية المنصوص عليها في المادة الثانية.

والعشرين بعد المائة من هذا القانون.

رابعًا - أن يكون معروفًا بالورع والتقوى، وليس في ماضية ما يشين سمعته

* * *

(المادة الثامنة بعد المائة)

يكون تعيين كبار العلماء بإرادة سنية بناء على طلب شيخ الجامع الأزهر،

بعد الانتخاب بأغلبية ستة عشر من هيئة كبار العلماء، ويبقون في وظائفهم ما

داموا قادرين على أداء العمل المكلفين به.

* * *

(المادة التاسعة بعد المائة)

يعطى كل عالم دخل ضمن كبار العلماء راتبًا شهريًّا قدره عشرون جنيهًا،

وينعم عليه بكسوة التشريف من الدرجة الأولى إن لم يكن حائزًا لها من قبل.

* * *

(المادة العاشرة بعد المائة)

يجب على كل من حضراتهم أن يلقي في كل أسبوع بالجامع الأزهر أو

بالمعهد الموجود به ثلاثة دروس على الأقل في العلم الخصيص هو به، وأن يكون

إلقاء الدرس في وقت يتمكن فيه العدد الأكبر من العلماء من حضوره وله أن يلقي

درسًا عاليًا آخر في غير العلوم المنصوص عليها في المادة الرابعة بعد المائة.

* * *

(المادة الحادية عشرة بعد المائة)

يضع شيخ الجامع الأزهر مع من يختاره من هيئة كبار العلماء نظام الوعظ

والإرشاد وقواعدهما، ويصدرها إلى الجهة المختصة لتنفيذها.

* * *

(المادة الثانية عشرة بعد المائة)

ترجع هيئة العلماء في نظامها وسيرها وسائر ما يتعلق بها إلى لجنة تؤلف

تحت رياسة شيخ الأزهر من ستة علماء تنتخبهم الهيئة، وما تقرره يجب اتباعه مع

ملاحظة ما هو متعلق بالنظام العام بالأزهر من نصوص هذا القانون.

* * *

(المادة الثالثة عشرة بعد المائة)

تتألف هيئة كبار العلماء أول مرة من العلماء الذين ينتخبهم مجلس الأزهر

الأعلى، مع عدم مراعاة نص المادة الثانية بالنسبة لإكمال العدد ثلاثين، ونص

المادة السابعة بعد المائة بالنسبة لاستيفاء الشروط.

(لها بقية)

((يتبع بمقال تالٍ))

_________

(1)

تابع لما نشر في الجزء السابع (ص 251) .

(2)

المنار: السن مؤنثة.

(3)

المنار: هذا هو نص المادة كما نشرت في الجريدة الرسمية وهي كما ترى.

ص: 601