الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: صالح مخلص رضا
التقريظ والانتقاد [*]
(كتاب البنين)
تأليف: يول دومر
وتعريب: عبد الغني العريسي
تمهيد
توجد في غريزة الإنسان والحيوان عاطفة الحنو والرفق بصغار النسل ما
وجدت الحاجة إليها، وكلما اشتد ساعد الوليد اشتدادًا يمكنه من الاعتماد على نفسه
نقص من تلك العاطفة بقدر ذلك النمو حتى إذا ما بلغ الوليد أشده واستغنى عن
معونة والديه باستعداده للقيام بشئونه انفصل عنهما واتخذ لنفسه منهجًا يسلكه في
حياته معتمدًا على نفسه محافظًا على ذريته بمثل ما حوفظ عليه، وعلى هذه السُّنَّة
تسلسلت أنواع الحيوان وعقبت وكثرت وملأت البر والبحر.
كذلك نرى في طبيعة النبات وتركيب جسمه من المواد المختلفة الطعم
والخاصية لقتل الهوام والحشرات التي تسطو على أزهاره وبذوره وتحاول
استئصال نوعه - ومن الألياف والأشواك والحراشيف والزغب والخمل ما يمنع
هجوم الطير والحشرات عن تلك البذور والأزهار ويخفف وطأة فواعل الطبيعة
عنها - وبهذا حفظت أنواع النبات التي نراها وننتفع بها إلى اليوم.
حب البقاء موجود في غريزة كل كائن ومساور لطبيعة كل موجود وإذا لم
يمكن بقاء الذات فقد أمكن بقاء النوع بحكم الغريزة لا يعمل بعمله المخلوق مختارًا.
هذا هو المشاهد في هذه الكائنات الواقعة تحت حواسنا بحكم طبيعتها، ولكن
المخلوق العجيب (الإنسان) أبى إلا مساعدة الطبيعة فكون البيوت (العائلات) في
العصور الخالية واختص كل بزوج يكون عونًا له على إنمائها وتسلسلها - هذا هو
مبدأ تكون العائلات واتخاذ الوطن لها بالطبع.
ثم لما كان لا بد لكل عمل من روح مدبرة حافظة كيانه توجهت النفوس للعبادة
بإلهام حرك ما هو مغروس في الجِبِلَّة من الخضوع لقوة هي فوق القوى ووراء عالم
الحس - ولما كانت تلك القوة لم تظهر له إلا بآثارها ولم تكن قد استعدت عقول
البشر للبحث فيما وراء الحس أو تعقل ما ليس بمدرك بالحواس الظاهرة - اتخذت
كل عائلة معبودًا لها تلتف حوله ويكون مظهر خضوعها لتلك السلطة غير المدركة
وهذا هو مبدأ تكون الأديان.
فيظهر من هذا أن الدين والوطن هما كالروح والجسم في كيان المجتمع الذي هو
البيوت لا حياة كاملة لأحدهما بدون الآخر وبهذا يتجلى معنى (حب الوطن من
الإيمان) .
الحب لذة روحية انفرد بالتمتع بها الإنسان عن أنواع تشاركه في الحيوانية [1]
وهو قوام كل عمل أدبي أو مادي - فهو روح كل فضيلة وملاكها؛ ولذلك قال
بعضهم وقد سأله تلاميذه عن حقيقة الله تعالى - وقد عجز عن أن يحده -: الله
محبة هو:
حب الإنسان للبقاء هو الذي أوجد له أسبابه، وهيأ له طلابه، فتعاقب وتناسل
ولكنه لما لم يكن قد توغل في الحياة العقلية - كما مر - ما كان له أن يقدر الفضيلة
قدرها ولا أن يعرف معنى لمقابلة الإحسان بالإحسان - الذي هو ثمرة أدبية مهبطها
السماء ومقرها قلب الإنسان بعد استعداده لتلقيها.
كان الإنسان مع ما هو مغروس فيه من الاستعداد للكمال النفسي أشبه بمادي
محض - لذلك لم يخاطبه المصلحون من الأنبياء والحكماء إلا بما استعد لفهمه
والعمل به، ولما كانت المحافظة على البيت (العائلة) هي التي يتجلى فيها حب
الوطن، ولا قوام لها إلا بنبل الأخلاق - وأجلى تلك المظاهر إنما هو الرابطة
الحبية الموجودة بين الوالدين وأولادهم - وكان الإنسان إلى انتشار أعمِّ دين قبل
دين الإسلام لا يعلم شيئًا أعظم لديه من حب البقاء على وجه هذا البسيط - قالت له
التوراة: (أكرم أباك وأمك لتطول أيامك على الأرض) وهذه الوصية هي أعظم
أساس لما يتلوها مما هو أعلى منها وأسمى في دين عمومي يأتي بعد ذلك (دين
الإسلام) حيث يقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً
وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} (الأحقاف: 15) - إلخ الآيات وقوله: - {أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا
تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (لقمان: 14-
15) إلخ الآية.
أوضحت الأديان سابقها ولاحقها طرق التربية بحسب الزمان والمكان،
واستعداد الإنسان، وكلها كانت توطئة لذلك الدين العمومي الذي هو دين الفطرة
وخاتمة الأديان، فجاء الناس بواضح التبيان، وشرع لهم طريق التربية ووضع لهم
أساس الرقي الأدبي على أوثق بنيان، ولم يدع من فضيلة إلا تهيع مهايعها،
وأوضح سُبلها. وبعث نبيه ليتمم مكارم الأخلاق، فأدب الناس بالتربية العملية.
وعندما جاء دور تدوين الكتب وتحديد المسائل العملية كتب علماء الإسلام في
التربية والأخلاق ما لم يغادروا بعده صغيرة ولا كبيرة إلا أحصوها، ونشأ في الأمة
رجال هم مثال الفضيلة وعنوان الكمال النفسي، ثم خلف من بعدهم خلف تنكبوا
طريقتهم، وخالفوا سيرهم فتقطعت بهم الأسباب - أسباب الرقي والسير إلى ذروات
الكمال الممكن للإنسان نواله - ولم يبق من تلك الكتب وسيرة مؤلفيها إلا الذماء،
فتأخر المسلمون وتأخر بتأخرهم الشرق، وهب الغرب من سُباته بما أزعجه من
حركة الإسلام التي قلبت وجه البسيطة ودكت عروش الجبابرة وفتحت للعقل طرقًا
يسير فيها إلى نوال المنافع الدنيوية والأخروية - هب هبوب المذعور وأخذ يتلمس
الأسباب إلى الخروج من تلك الظلمات التي وقفت به حينًا من الدهر بين الإنسان
المطلق والحيوان الأعجم - حتى كاد أن يكون هو الحلقة المفقودة كما يقولون -
وعكف على الدراسة وقرن العلم بالعمل فأخذ حظه من التربية المادية وفوق حظه
ونال قسطًا من الرقي الأدبي ، وأصبحنا بحاجة إلى تتبع حركاته، وتأثر خطواته،
ونقل صناعة وترجمة مؤلفاته، ولكن مخدَّري الأعصاب معطلي الشعور منا لاهون
عما نحن في أشد الحاجة إليه - اللهم إلا أفرادًا منا تنبهوا أو نبهوا لتعريب شيء من
الكتب النافعة في التربية البيتية (العائلية) والقومية (الاجتماعية) مثل كتاب
(التربية الاستقلالية) أو إميل القرن التاسع عشر وكتاب (سر تقدم الإنكليز
السكسونيين) وأصول الشرائع لبنتام ومونتسكيو وروح الاجتماع وروح الأقوام
والدولة والجماعة وغيرها، ولكن بقيت الحاجة ماسة إلى تعريب شيء من كتب
الأخلاق فسد هذه الخلة عبد الغني أفندي العريسي (أحد صاحبي جريدة) المفيد
(بتعريب كتاب البنين) .
(الكتاب)
يوجد في أطواء كتاب (البنين) أربعة أبواب:
1 -
الرجل.
2 -
البيت أو الأسرة (العائلة) .
3 -
ابن الوطن.
4 -
الوطن (وقد تفصلت في ثمانية وعشرين فصلاً، تسطر في غضونها
من الحكم العملية التي تنشأ عن إعمال الروية ما يدل على علو همة المؤلف وكبر
نفسه وقوة إرادته ووفرة تجاربه ، ولو كانت الحكمة وحدها كافية لتقويم الأخلاق
وتربية الإرادة لضمنت لك بأنها تخرج الحي من الميت وتوجد - حتى بين ظهرانينا
- رجالاً خير أُساة لأدوائنا التي جعلتنا حرَضًا، وكادت تقضي على هذا الذماء الذي
بقي لنا من الثروة والاستقلال بانشغال الأمم الحية عنا، وأول فصل من فصول
الكتاب هو:
(الإرادة والملكة)
الإرادة: - قصدك إلى شيء تعمله بعزيمة ونفاذ، وقوة الإرادة هي الدأب بثبات
لا هوادة فيه على تحقيق ما عزمت عليه (ولا يتم ملاك ذلك بالرغبة، بل
بالهمة والإرادة والقوة والإمرة على النفس) (كما قال المؤلف) .
يقال: فلان حَسَنُ الإرادة، كما يقال: فلان سيئ الإرادة، وحُسن الإرادة أن
تتوجه النفس لتقويم ما اعوج من الملكات، وما ازورَّ من الأخلاق، فتنكب بصاحبه
سبل الهداية وصراط الصواب، وسوء الإرادة هو سوق الهمة إلى ما يحط من قدر
صاحبها وينزل به إلى مهاوي الضلال، وحُفر الدمار، {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا
فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} (البقرة: 148) .
ابتدأ المؤلف هذا الفصل بالكلام على الإرادة وابتدأ الفصل الذي يليه بالكلام
على عمل الواجب فجعلهما المبدأين اللذين تدور على محورهما جميع مبادئ الحياة
الطيبة، ولا مشاحة بأن من ارتقت به همته إلى الإحساس بعمل الواجب وكان ذا
إرادة قوية وأخلاق قويمة وعقل رَصين ورأي حَصيف، دَمِثًا هينًا لينًا فقد
انتهى إلى باب الحياة الطيبة والعيشة الراضية، إن لم يدخله اليوم فغدًا، وإذا كان
من المتسلحين بسلاح العلم وقوة اليقين فقد خلص من أوشاب هذه الحياة إلى السعادة
فكان قرة عين لذويه وأمته، باعثًا روح حياة جديدة في قومه، وبمثل هذا تنهض
الأمم وتحيا بعد موتها) .
(للمقال بقية)
(البرهان)
جريدة نصف أسبوعية سياسية يصدرها في طرابلس الشام الشيخ عبد القادر
المغربي الشهير - غرضها تأييد جمعية الاتحاد والترقي في المملكة العثمانية ومناوأة
من عداها وقيمة اشتراكها ريالان مجيديان ونصف في البلاد العثمانية. و 13 فرنكًا
في جميع الممالك.
(البيان)
مجلة دينية علمية عمرانية تاريخية أدبية لمنشئها الشيخ مصطفى وهيب
البارودي من علماء طرابلس الشام ومديرها المسئول جميل أفندي عدره.
تبحث في بعض تفسير آي القرآن الكريم، وفي الأخلاق والآداب والتاريخ
ولكنها دينية في كل مواضيعها ومباحثها.
وسعة اطلاع منشئها وغيرته الدينية يكفلان نجاحها والانتفاع بها سيما والبلاد
الشامية في حاجة لمثل هذه المجلة إذ لا يوجد فيها مجلة دينية إسلامية، وهذه نبذة
من العدد الأول منها وبودنا لو اقتصر على نعتها بالدينية فقط لكان أدعى لانطباق
الاسم على المسمى.
(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) .
…
...
…
...
…
...
…
...
…
... قرآن كريم
لا بد للإنسان من رابطة تربطه ببني نوعه تكون فيها المصلحة العامة وينقاد
لها بحكم النفس وهذه لا تتم إلا بنظام كلي تعلم النفس أنه جاء لأجل سعادتها وهناء
عيشتها ممن أوجدها وتصرف فيها بقدرته وهو الأعلم بصالحها فتذعن له وتلقي
زمامها إليه، وحيث حصل لها هذا النظام وتمت منه المصلحة فلا بد أن يصحبه
مذكر دائم وواعظ مستمر يهديها إلى قصد السبيل وجادة المحجة؛ لأن الإنسان
موضع للسهو ومحل للنسيان ومورد للأهواء والشهوات التي باتباعها يدخل الخلل
ويقع الفساد فمن ذلك أوجب تعالى أن لا يخلو زمان من طائفة صلحت أفهامهم
وصدقت عزائمهم وعرفوا أجناس الخير وأحاطوا به علمًا وميزوا أنواعه من
الشرور المشتبهة به تكون وظيفتهم دعاء الناس للخير وصرفهم عن ناحية الشر
وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتلاحظهم في جميع حركاتهم لترد الجاهل
منهم وتذكر الغافل فيهم فلا نلبث إلا وقد ساد شأن الناس بحصولهم على ثمرات ذلك
النظام الذي فيه المصلحة العامة وحصلت الرابطة الحقة ثم يسري القبول إلى
النظامات الجزئية والمصالح الخاصية وأولى شيء من الخير بالتقديم في الدعوة هو
إثبات ذات الله وصفاته وتقديسه عن مشابهة الممكنات وفي هذا الخير كله؛ ولذلك
فسره بعضهم بالإسلام ويقويه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي} (يوسف: 108)[2] ثم الأمر بالمعروف لما فيه من الترغيب على فعل
ما ينبغي. ثم النهي عن المنكر لما فيه من الترهيب مما لا ينبغي فالآية الشريفة
أوجبت هذه الأشياء الثلاثة على المسلمين لتنظم لهم سعادة الدنيا والآخرة وأمرت
بوجود طائفة منهم تفرغ أنفسها لتحصيل الطريق السهل سلوكها في الناس فيمتثلون
ما أمروا به ويجتنبون ما نُهوا عنه بعد إحاطتهم بالعلم النافع والضار في هذا
الطريق والعلم بالمتجددات الزمانية لتكون أعمال تلك الطائفة مطابقة للحكمة فتنجح
في قصدها وتبلغ بالناس سبيل رشدها اهـ.
وصفحات المجلة 32 صفحة بقطع المنار وتصدر في طرابلس الشام في الشهر
مرة واحدة وقيمة الاشتراك فيها ثمة ريال مجيدي واحد وفي عموم المملكة
العثمانية ريال وربع ريال و7 فرنكات في سائر الممالك.
(تاريخ حرب فرنسة وألمانية)
من الكتب التاريخية ما يقرأ لمجرد الفكاهة واللذة ومنها ما يقرأ للعظة
والاعتبار، والانتفاع بقصص الماضين وأنباء السابقين، وكتاب (تاريخ حرب
فرنسة وألمانية) الذي كتبه المؤرخ الشهير جرجي أفندي صاحب مجلة المباحث
المعروف من قراء العربية بعلمه وأبحاثه فيه من العبر والحكم ما يفيد العظة ويبعث
العبرة، سيما وأن هذه الحرب كانت خاتمة تاريخ وفاتحة تاريخ آخر في أوربة.
وقد استخلصه من مجلة الجنان يوسف توما أفندي البستاني بإذن من الكاتب
وطبعه على حدة فجاء كتابًا حافلاً تبلغ صفحاته 215 صفحة مزينًا برسوم قوَّاد
ورجال هذه الحرب، وجعل ثمنه عشرة قروش صحيحة عدا أجرة البريد ويطلب
من مكتبة المنار بشارع عبد العزيز ومن طابعه.
كنا نتمنى أن يعرض الكتاب على المؤلف قبل الطبع فقد جاء فيه أغلاط كثيرة
منها ما هو بديهي متسامح فيه ومنها ما لا يغتفر على أنه قلما يخلو كتاب من
غلط.
(البصائر)
مجلة علمية فنية اجتماعية لمنشئها ومحررها جميل بك العظم تصدر في
بيروت مرة واحدة في الشهر. ولمنشئها شغف بالعلم وميل إلى البحث والتدقيق
فالمرجو أن ينفع الأمة بمجلته، وإليك فهرس الجزء الثاني منها: التربية، تنازع
البقاء، البدع، السكوت على المنكرات، التجارة - تاريخها ومبدؤها، الخط
والخطاطون، خواطر وسوانح، مسألتان، المثمن والمربع، وصف حكيم للبلاد ،
ثم التقريظ والانتقاد.
ولعلي أوفق لمطالعتها واقتباس شيء منها وهي مطبوعة على ورق نظيف وتبلغ صفحاتها 40 صفحة بقطع المنار وقيمة الاشتراك فيها ريال ونصف ريال مجيدي في بيروت وريالان في الجهات.
(الدولة والجماعة)
رسالة في علم الاجتماع البشري تأليف أحمد شعيب بك الكاتب الاجتماعي
العثماني وقد عربها محب الدين أفندي الخطيب المحرر بجريدة المؤيد وطبعها
فجاءت صفحاتها 67 بقطع تفسير سورة الفاتحة ومشكلات القرآن.
والرسالة مصدرة بمقدمة لرفيق بك العظم تبحث في (علم الجماعة في
الشرق) وناهيك برفيق بك العظم إذا أطلق لقلمه العَنان في المباحث التاريخية
والاجتماعية، ويليها مقدمة أخرى للمعرب في ترجمة (الأستاذ أحمد شعيب والحالة
العلمية والاجتماعية في القسطنطينية) ولو لم تشتمل هذه الرسالة إلا على هاتين
المقدمتين لكانت جديرة بالاهتمام، كبيرة الفائدة في هذا العلم ولأن تكون موضوع
رغبة الراغبين خصوصًا مع قلة الكاتبين منا في هذا العلم الذي هو زبدة العلوم وما
ذاك إلا لقلة المستعدين بعلمهم وتجاربهم وإخلاصهم لخوض غِماره، ونكتفي الآن
بكتابة مجمل مواضيعها وهي:
الفرد والجماعة، نظام الأمة وأوضاعها، لا طفرة في الارتقاء، نشأة الدول،
الفطرة البشرية، تأثير الإقليم في تكوين الدول، سبب وجود الجماعات، سلطة
الفرد، تأثير الحرب والصناعة والسلطة الدينية في تعيين شكل الحكومات،
الحكومة السياسية وتأثير التضامن في تكوين الأمة، حياة الجماعة، توزيع
الوظائف، الأجهزة الحيوية في الدولة، سنن الاجتماع في المحافظة والتجديد،
جمود الأمم، اهتداء الإنكليز إلى مركز التوازن، الارتقاء، ثم ثورة الألمان على
نابليون وإيطالية على النمسة ، ثم الكلام في طبيعة الثورة وفي الشيوخ والشبان
وصعود الآراء الجديدة ودور النهضة وروح الزمان.
فنحث التلاميذ والمفكرين على قراءة هذه الرسالة على اختصارها فإنها تدل
على فكر ثاقب وعقل كبير وعلم غزير وجرأة أدبية. ومن لنا بمثل أحمد شعيب
الاجتماعي الكبير ونحن في حاجة لأمثاله من فلاسفة الاجتماع لتكوين دعائم الأمة
على أساس ثابت ، هذا ويحق لكل عثماني أن يأسف على ذلك الشاب الذي توفي في
باكورة عمله وبداية النفع بعلمه الغزير وعقله الكبير.
ثمن الرسالة 15 مليمًا وتطلب من مكتبة المنار بمصر وأجرة البريد مع
التسجيل (السوكارتاه) 7 مليمات في القطر المصري و12 مليمًا في الخارج.
(العلم الكافي، لطلاب العروض والقوافي)
كتاب يدل اسمه على مسماه وهو مرتب على طريقة السؤال والجواب مما
يسهل الفن على طالبه تأليف السيد حسني عبد القادر قاسم كاتب (رواق الشوام)
في الأزهر المعمور يبلغ عدد صفحاته 119 صفحة بقطع سورة الفاتحة وثمنه
خمسة ملاليم ويطلب من مكتبة المنار بشارع عبد العزيز وأجرة البريد كأجرة رسالة
الدولة والجماعة.
((يتبع بمقال تالٍ))
_________
(*) ما يكتب في هذا الباب بهذا الجزء إنما هو بقلم السيد صالح مخلص رضا.
(1)
إن ميل بعض الحيوان لبعض أو للإنسان أو للبيئة لا يعد مما نريده من معنى الحب ولا يخرج عن ألفة بعض العناصر إلى البعض الآخر في تكون أشخاص الموجودات.
(2)
ليست الدعوة إلى الله تعالى بالدعوة إلى مسمى علم التوحيد أو الكلام وإنما الدعوة إلى الله هي تلك الطريقة التي سنها القرآن وسار النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه عليها وفيها من إثبات عظمة الله تعالى وقدرته إلخ ما لا يوجد في تلك العلوم.