الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان من أحسن الناس وهو الذي حلق رأسه عمر بن الخطّاب ونفاه إلى البصرة وكان من حديثه أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه سمع فارعة بنت همّام تنشد:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها
…
أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج
فلمّا أصبح أحضر المتمنّى فلمّا رآه بهره جماله، فقال له: أنت الذي تتمنّاك الغانيات في خدورهنّ والله لازيلنّ عنك رداء الجمال، ثمّ دعا بحجّام فحلق رأسه، وكانت له جمّة فينانة، فقال: أنت محلوقا أحسن، فقال: أيّ ذنب لي وذاك، فقال:
صدقت، الذنب لي إن تركتك في دار الهجرة. فنفاه إلى البصرة وكتب إلى مجاشع بن مسعود (1) أنّي سيّرت نصر المتمنّى ابن حجاج إلى البصرة، فاستلب نساء البصرة لفظة عمر فضرب بها المثل، ولمّا قدم البصرة أنزله مجاشع منزله لقرابته وأخدمه امرأته شميلة.
3962 - المتنبّي أبو الطيب أحمد بن الحسين بن [الحسن بن عبد الصمد، ابن]
عبدان الكنديّ الكوفيّ الشاعر المجيد
. (2)
= أسد الغابة 456/ 1، والوفيات. وفارعة بنت همام هي أم الحجاج بن يوسف الثقفي وكانت زوجة المغيرة بن شعبة ولذلك كتب عبد الملك بن مروان للحجاج في بعض كتبه «يا ابن المتمنّية» ، ذكرها ابن خلّكان في الوفيات 29/ 2 - 31 وذكر القصة الواردة في المتن نقلا عن ابن الجوزي في كتابه تلقيح فهوم أهل الأثر وبتلخيص والمتمنّى هنا بصيغة اسم المفعول كما هو واضح.
(1)
مجاشع مترجم في التهذيب وتاريخ أصبهان والأنساب للسمعاني في: السمالي.
(2)
اليتيمة 139 - 277 تحت الرقم 15 ونقل المصنف هنا بتغيير وتلخيص كثير وفي اليتيمة: ما مقامي بأرض نخلة
…
ونفر من غلمانه. هذا وهو أشهر من أن يذكر ويعرّف وديوانه مطبوع وبعض شروح ديوانه مطبوع أيضا وانظر تاريخ بغداد 102/ 4، وتاريخ دمشق، -
ذكره الثعالبيّ في شعراء الشام وقال: هو كوفيّ المولد، شاميّ المنشأ، نادرة الفلك، وواسطة عقد الدّهر في صناعة الشعر، ولد بالكوفة في كندة سنة ثلاث وثلاثمائة، وبلغ من كبر نفسه أن دعا إلى بيعته قوما على حداثة سنّه وعرف به والي البلدة فحبسه؛ وقال أبو الفتح عثمان بن جنّيّ إنّما سمّي المتنبّي بقوله:
أنا في أمّة تداركها الل
…
هـ غريب كصالح في ثمود
ما مقامي بدار نخلة إلاّ
…
كمقام المسيح بين اليهود (1)
وكان قبل اتّصاله بسيف الدولة مدح جماعة، ويقال: إنّ عليّ بن منصور الحاجب لمّا مدحه بقصيدته التي أوّلها:
بأبي الشموس الجانحات غواربا
…
[اللابسات من الحرير جلاببا](2)
أعطاه دينارا واحدا، فسمّيت الديناريّة.
وأخباره وأشعاره قد ذكرها أفاضل العلماء والأدباء، وسارت مسير الشمس في الشرق والغرب، وصنّفوا في شعره أكثر من مائة مصنّف، وكان قد مضى إلى فارس ومدح عضد الدولة، وارتحل عن شيراز بحسن حال ووفور مال ولم يقبل ما أشير عليه من الاحتياط باستصحاب الخفراء والمبذرقين فخرج عليه سريّة من الأعراب فقتل مع ابنه محسّد ونفر منه غلمانه وفاز الأعراب بأمواله وذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بالقرب من جبّل. (3)
= ووفيات الأعيان 400/ 1 و 452، والوافي 336/ 6، والمنتظم وفيات 354 وتاريخ الاسلام ص 102 وسير أعلام النبلاء 199/ 16، والأنساب للسمعاني: المتنبي، ولسان الميزان.
(1)
الديوان ص 50 من قصيدة طويلة قالها في صباه والبيت الأول هو في نهاية القصيدة وأما الثاني ففي أواسطها. وفي الهامش: وروي «دار نحلة» وهو الأصح مكان بالشام. وفي نسخة: بأرض نحلة.
(2)
الديوان ص 112 - 115.
(3)
(وجبّل بليدة بين النعمانية وواسط).