الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان دواتيّ الأمير المستنصر بالله وأخصّ خواصّه، بلغ من التقدّم ما لم يبلغه أحد من أبناء جنسه، فإنّه لم يزل منذ أشير له إلى أن مات مولاه في رفعة ومنعة وزيادة وسعادة، وكان متيقّظا ملازما لسدّته، وزوّجه بابنة السلطان بدر الدين لؤلؤ سنة اثنتين وثلاثين [وستمائة] وسلطنه وخلع عليه من مفاخر ملابسه وقلّده بسيف بحلية الذهب والجوهر النفيس، ورفع خلفه من السلاح المجوهر والألوية والأعلام، ورتّب أمير الحاجّ في أيّام المستعصم بالله لمّا حجّت والدته سنة إحدى وأربعين، وفي سنة أربع وخمسين كان قد طغى الماء وأغرق دار الخلافة، وكان مجاهد الدين يقصد دار الخلافة في الأحيان مع جماعة من الأمراء فنسب إليه أنّه يريد أن يفتك بالخليفة فأنكر ذلك واستوحش من الوزير ابن العلقميّ وامتنع من الخروج، فتوصّل صاحب الديوان فخر الدين وكان السبب في الصلح، وفي سنة ستّ وخمسين لمّا نزل هولاكو على بغداد أخذ الأموال والجواهر وأراد أن ينحدر في سفينة فاستولى المغول عليها، وكان قد عبر الجانب الغربيّ مع الأمراء وكسر المغول وأشار عليه أهل المعرفة بالرجوع إلى بغداد فلم يلتفت وكانت الكسرة عليهم، وقتل مجاهد [الدين] وانفذ رأسه إلى الموصل، وإليه تنسب المدرسة المجاهديّة ببغداد.
3983 - مجاهد الدين أبو التمام بدر بن عبد الله الحبشيّ
. (1)
كان من الأمراء الأعيان كريم البنان وفارس الشجعان وله في ذلك مقامات مشهورة.
3984 - مجاهد الدين أبو الفوارس بزان بن مامين بن عبد الله الكرديّ
= العسجد المسبوك 633.الحوادث ص 72 و 87.وذكر صاحب الحوادث الوحشة بينه وبين ابن العلقمي. وفخر الدين هو ابن الدامغاني.
(1)
وتقدم مثل هذا الاسم بلقب قطب الدين دون ترجمة فلاحظ رقم 2769.
الأمير. (1)
ذكره الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عساكر الدمشقيّ في تاريخه، وقال: كان أميرا عادلا، وله مدرسة بدمشق تعرف به، وله مسجد كبير خارج باب الفراديس على يمين الخارج، فيه بركة وسقاية، وله إمام ووقف وطاقات إلى النهر وخيرات كثيرة، وهذا الأمير هو الذي [مدحه] حسّان بن نمير الكلبيّ بقصيدة أوّلها:
كحل بعينيه أم ضرب من الكحل
…
ورد بخدّيه أم صبغ من الخجل
فيها:
مجاهد الدين في الأديان قاطبة
…
وصارم الدولة الغرّاء في الدول
ملك له الرأى والرايات غالبة
…
يوم الطراد على العسّالة الذبل
منها:
ما أنت في امراء الدهر مفتخرا
…
[و] انّما تفخر ابن عبد الله في الدول
حويت بالولدين الحمد حين أتى
…
محمّد وترقّيت العلى بعلي
[توفي سنة 555].
(1) الوافي 126/ 10: 4586، ولم ترد ترجمته في مختصر تاريخ دمشق وتهذيبه. وربما أخطأ المصنف في نسبة ذكره إلى ابن عساكر كما وقع ذلك له مرارا، وقد ذكره القلانسي في ذيل تاريخ دمشق في حوادث سنة 539 ص 282 وهي سنة فراغه من بناء المسجد، وسنة 542 ص 296 وهي سنة ولايته على حصن صرخد، وسنة 544 ص 304 و 306 وإمارته لعسكر دمشق في مواجهة الافرنج وانظر ص 311 و 319 و 321 و 329 و 355 وص 359 بداية حوادث سنة 555 وهي سنة وفاته. وفي الهامش: وفي حاشية: قلت: هذا مجاهد الدين أبو الفوارس بزان بن مامين بن علي بن محمد وهو من الأكراد الجلالية وهي طائفة منهم بلادهم في العراق بنواحي دقوقا من أعمال بغداد.