المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌موسى بن عمران بن موسى بن هلال

- ‌موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص

- ‌موسى بن عيسى بن موسى بن محمد

- ‌موسى بن عيسى بن موسى أبو عيسى

- ‌موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة

- ‌موسى بن كعب بن عيينة بن عائشة

- ‌موسى بن محمد بن عبد الله بن خالد

- ‌موسى بن محمد بن عطاء بن أيوب

- ‌موسى بن محمد بن عمران

- ‌موسى بن محمد بن أبي عوف

- ‌موسى بن محمد أبو هارون البكاء

- ‌موسى بن مروان

- ‌موسى بن نصير

- ‌موسى بن نضير

- ‌موسى بن وردان

- ‌موسى بن هشام بن أحمد بن العلاء

- ‌موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي

- ‌موسى بن يزيد بن عبد الرحمن

- ‌موسى بن يسار الأردني

- ‌موسى بن يوسف بن موسى بن راشد

- ‌المؤمل بن أحمد بن المؤمل بن أحمد

- ‌مؤمل بن إهاب ويقال ابن يهاب بن قفل بن سدل

- ‌المؤمل بن الفضل بن مجاهد

- ‌المهاجر بن أبي مسلم

- ‌المهاجر بن عبد الله الكلابي

- ‌المهاجر بن أبي المهاجر

- ‌المهاجر بن يزيد

- ‌مهاجر

- ‌مهدي بن إبراهيم

- ‌مهدي بن جعفر بن جبهان بن بهرام

- ‌المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق

- ‌مهلهل بن يموت واسمه محمد بن المزرع

- ‌مهند بن عبد الرحمن بن عبيد

- ‌مهنا بن يحيى

- ‌ميماس بن مهري بن كامل

- ‌ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها

- ‌ميسرة بن مسروق العبسي

- ‌ميسرة مولى فضالة

- ‌ميمون بن أحمد بن عمار بن نصير السلمي

- ‌ميمون بن إبراهيم

- ‌ميمون بن إسماعيل الدمشقي

- ‌ميمون بن الحسن بن سهل البصري الدباس

- ‌ميمون بن علي بن يعقوب

- ‌ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد

- ‌ميمون بن مهران

- ‌أسماء النساء على حرف الميم

- ‌مريم بنت عمران بن ماتان بن أليعازر

- ‌مريّة ويقال مُرّية

- ‌ملكة بنت داود بن محمد بن سعيد القرطكي

- ‌مؤمنة بنت بهلول

- ‌مهدية بنت إبراهيم بن محمد

- ‌ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة

- ‌ميّة مولاة معاوية بن أبي سفيان

- ‌حرف النون

- ‌نابت بن يزيد

- ‌ناتل بن قيس بن زيد بن حباء

- ‌ناشب بن عمرو أبو عمرو الشيباني

- ‌ناشرة بن سمي اليزني المصري

- ‌ناصح أبو عبد الله

- ‌ناصر بن عبد الرحمن بن محمد

- ‌ناصر بن محمد أبو المكارم

- ‌ناصر بن محمود بن علي

- ‌ناعم بن مرثد

- ‌نافع بن جبير بن مطعم بن عدي

- ‌نافع بن دريد ويقال ابن ذؤيب

- ‌نافع بن علقمة النوفلي

- ‌نافع بن كيسان

- ‌نافع بن مالك بن أبي عامر

- ‌نافع أبو عبد الله

- ‌نافع والد المنذر بن نافع

- ‌نبيه بن صوان

- ‌نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب بن نهار

- ‌نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب بن عبد الله

- ‌نجا بن سعيد بن حمزة

- ‌نجبة بن الأسود الغساني

- ‌نجم بن عبد المنعم بن الحسن بن الخضر

- ‌نجيب بن عماد بن أحمد

- ‌نخار بن أوس بن أبيز بن عمرو

- ‌نشبة بن حندج بن الحسن بن عبد الله بن

- ‌نصر الله بن محمد بن عبد القوي

- ‌نصر بن أحمد بن سهل بن الأزهر

- ‌نصر بن أحمد بن الفتح بن هارونان

- ‌نصر بن أحمد بن محمد بن عجل

- ‌نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود

- ‌نصر بن إبراهيم بن نصر

- ‌نصر بن الحجاج بن علاط

- ‌نصر بن الحجاج القرشي

- ‌نصر بن الحسن بن زكريا

- ‌نصر بن الحسن بن أبي القاسم

- ‌‌‌نصر بن الحسين

- ‌نصر بن الحسين

- ‌نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم

- ‌نصر بن زكريا أبو عمرو البلخي

- ‌نصر بن شاكر بن عمار

- ‌نصر بن عبد الله

- ‌نصر بن علي بن المقلد

- ‌نصر بن الفتح أبو القاسم السامري

- ‌نصر بن القاسم بن الحسن

- ‌نصر بن قتيبة

- ‌نصر بن الليث بن سعد

- ‌نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن منصور

- ‌نصر بن محمد بن عبيد الله

- ‌نصر بن مسرور بن محمد

- ‌نصر بن منصور بن بسام

- ‌نصر الشيباني

- ‌نصيب بن رباح

- ‌النضر بن عربي

- ‌النضر بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

- ‌النضر بن عمر المقرائي الحميري

- ‌النضر بن محمد بن خالد

- ‌النضر بن محمد بن بعيث

- ‌نضلة بن عبيد ويقال ابن عمرو

- ‌نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة

- ‌نضير ويقال نصير ويقال بصير

- ‌النعمان بن برزج اليماني

- ‌النعمان بن بشير بن سعد ثعلبة

- ‌النعمان بن جميل بن أحمد

- ‌النعمان بن أبي شمر

- ‌النعمان بن المنذر

- ‌النعمان بن وداع بن عبد الله

- ‌نعمان الزاهد

- ‌نعمة بن هبة الله بن محمد

- ‌نعمة بن الوابشي الطبراني

- ‌نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن

- ‌نعيم بن حماد بن معاوية

- ‌نعيم بن سلامة السبائي

- ‌نعيم بن عبد الله بن أسد بن عبد بن عوف بن

- ‌نعيم بن هبار ويقال ابن هدار

- ‌نفير بن مالك بن عامر

- ‌نفيع بن الحارث ويقال ابن مسروح

- ‌نفيع أبو إسماعيل العبسي

- ‌نمران بن عتبة الذماري

- ‌النمر بن قطبة

- ‌النمر بن محمد بن النمر بن عبد السلام

- ‌نمير بن أوس الأشعري

- ‌نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري

- ‌نوح بن حبيب

- ‌نوح بن عمرو بن حوي بن عمرو بن نافع

- ‌نوح بن لمك بن متوشلخ

- ‌نوح بن نصر بن محمد

- ‌نوفل بن الفرات بن مسلم

- ‌نوفل بن مساحق بن عبد الله

- ‌نوف بن فضالة

- ‌نهار بن توسعة بن أبي عينان

- ‌نهيك بن صريم

- ‌نهيك بن عمرو القيسي البصري

- ‌نهيك بن بريم الأوزاعي

- ‌أسماء النساء على حرف النون

- ‌نائلة بنت عمارة الكلبية

- ‌نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص

- ‌نوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك

- ‌حرف الواو

- ‌وابصة بن معبد بن عتبة

- ‌واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل

- ‌واثلة بن الحسن

- ‌واثلة بن الخطاب القرشي العدوي

- ‌واثلة بن الخطاب بن واثلة بن الأسقع

- ‌وادع بن ذوللة الكلبي

- ‌واصل بن أبي جميل

- ‌واصل بن عبد الله السلامي

- ‌واصل

- ‌وائل بن حجر بن سعد بن مسروق

- ‌وائل بن رياب بن حذيفة

- ‌وثيق بن أحمد بن عثمان

- ‌وجيه بن عبد الله بن مسعر

- ‌وحشي بن حرب

- ‌وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب

- ‌وراد أبو الورد

- ‌وراد بن جهير بن عبد الرزاق

- ‌وردان أبو عبيد ويقال أبو عثمان

- ‌وردان بن صالح بن كثير

- ‌ورقة بن نوفل بن أسد

- ‌وريزة بن محمد بن وريزة

- ‌وزير بن صبيح

- ‌وزبر بن القاسم بن وزير

- ‌وزير بن محمد بن الحكم

- ‌وزير بن مسافر الجرشي

- ‌وصيف بن عبد الله

- ‌وضاح بن خيثمة

- ‌الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد الله بن مصدع

- ‌وقاص بن ربيعة

- ‌وكيع بن الجراح بن مليح

- ‌الوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد

- ‌الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد

- ‌الوليد بن جميل بن قيس

- ‌الوليد بن الحارث السيكسكي

- ‌الوليد بن حماد بن جابر

- ‌الوليد بن حنيفة

- ‌الوليد بن سريع المخزومي الكوفي

- ‌الوليد بن سريع المحاربي

- ‌الوليد بن سليمان بن أبي السائب

- ‌الوليد بن سليمان بن عبد الصمد بن ثابت

- ‌الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس

- ‌الوليد بن صالح الدمشقي

- ‌الوليد بن صبح

- ‌الوليد بن أبي عائشة الرقي

- ‌الوليد بن العباس

- ‌الوليد بن عبد الرحمن بن هانئ وهو أبو مالك

- ‌الوليد بن عبد الرحمن الجرشي

- ‌الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

- ‌الوليد بن عبيد بن يحي بن عبيد بن شملال

- ‌الوليد بن عبيد الدمشقي

- ‌الوليد بن عتبة بن صخر بن حرب

- ‌الوليد بن عتبة أبو العباس الأشجعي

- ‌الوليد بن عقبة بن أبي معيط

- ‌الوليد بن عمر بن الدرفس الغساني

- ‌الوليد بن القعقاع بن خليد العبسي

- ‌الوليد بن كامل بن معاذ بن محمد بن أبي أمية

- ‌الوليد بن محمد أبو بشر القرشي

- ‌الوليد بن محمد بن العباس

- ‌الوليد بن مروان بن عبد الله

- ‌الوليد بن مزيد العذؤي البيروتي

- ‌الوليد بن مسلم

- ‌الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك

- ‌الوليد بن موسى القرشي

- ‌الوليد بن النضر

- ‌الوليد بن نمير بن أوس الأشعري

- ‌الوليد بن الوليد بن زيد

- ‌الوليد بن الوليد بن سمرة

- ‌الوليد بن هاشم أبو العباس

- ‌الوليد بن هشام بن معاوية

- ‌الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغساني

- ‌الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

- ‌الوليد بن يزيد الخزاعي

- ‌وهب بن الأسود

- ‌وهب بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق

- ‌وهب بن جابر الهمداني الحيواني الكوفي

- ‌وهب بن زمعة بن أسيد

- ‌وهب بن سعد بن أبي سرح

- ‌وهب بن سلمان بن أحمد

- ‌وهب بن منبه بن كامل بن سيج

- ‌وهب بن وهب بن كبير

- ‌وهيب بن حامد بن إبراهيم بن الوليد

- ‌أسماء النساء على حرف الواو

- ‌ولادة بنت العباس بن جزي

- ‌حرف الهاء

- ‌هابيل بن آدم صلى الله عليه وسلم

- ‌هارون بن إبراهيم

- ‌هارون بن سعيد

- ‌هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان

- ‌هارون بن عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل القرشي

- ‌هارون بن عمر بن يزيد بن زياد

- ‌هارون بن محمد بن بكار بن بلال

الفصل: ‌موسى بن نصير

‌موسى بن نصير

أبو عبد الرحمن مولى امرأة من لخم، وقيل: إنه مولى لبني أمية، وأصله من عين التمر. ويقال: هو من إراشة من بلي، سبي أبوه من جبل الخليل من الشام في زمن أبي بكر، واسمه نصر، فصغر، وأعتقه بعض بني أمية، فرجع إلى الشام، وولد له موسى بقرية يقال لها: كفر مثرى.

وهو صاحب فتوح الأندلس، وكان أعرج، وولاه معاوية البحر، وشهد مرج راهط، وغزا قبرس. وبنى هنالك حصوناً ومثابات منها حسن " يابس وال

عوصه ".

وقيل: إن موسى كان يقرأ الكتب، فوجد أمر بني أمية، فانقطع إلى مروان بالمدينة، وترقت أحواله حتى ولي الأندلس.

وقدم دمشق على الوليد بن عبد الملك، وقدم معه بمائدة سليمان بن داود التي أصابها بالأندلس.

وكان أميراً بإفريقية والمغرب، وليها سنة تسع وسبعين.

وكان معاوية بعث لابتناء يابس من قبرس رجلين من الموالي أحدهما: موسى بن

ص: 13

نصير، والآخر المهاجر بن دعلج مولى خولان، وولى أبا الأعور السلمي البعث، فلما قدما عليه رأى موسى أجسم من المهاجر، فقال: ما ينبغي للسلطان أن يستعين إلا بالجسيم لهيبته.

كان موسى بن نصير ممن بايع لابن الزبير، وحضر يوم المرج مع الضحاك، فلما قتل الضحاك لحق موسى بفلسطين، فكان مع نائل بن قيس يدعو إلى ابن الزبير، فأهدر مروان دمه، فاستجار موسى بعبد العزيز بن مروان، فوهبه له مروان وخرج به معه إلى مصر، وهم في طاعة ابن الزبير، وعليهم ابن جحدم، فلما بلغ أهل مصر مسير مروان خندقوا على الفسطاط خندقاً واستعدوا لحربه، وواجهوا مراكب مصر إلى سواحل الشام لتخالف إلى ذراريهم وعيالهم، وكان على تلك المراكب الأكدر بن حمام اللخمي، فبلغ مروان في العريش أن مراكب أهل مصر سارت إلى عيالات أهل الشام؛ فراعه ذلك، واستشار موسى بن نصير فقال له موسى: إن كان قد خرجوا في هذه الأيام فقد كفيتهم، فقال مروان: أزبيرية هذه يا موسى؟ قال: سيعلم أمير المؤمنين، أزبيرية هي أم مروانية، إني عالم بهذا البحر.

فعقد له مروان على خيل ووجهه، فسار حتى إذا كان ببعض الأيام رأى تكدراً من النجوم ليلة، فقال: لا يبقى الله في البحر مركب إلا تكسر وذهب، فأجاز إلى عكا ويافا، فألفى مراكب أهل مصر ألقاها الريح وتكسرت، فأخذهم موسى أسرى، وهي ست مئة رجل من لخم.

وجعل مروان يتلبث انتظاراً لما يأتيه من قبل موسى، وأقبل موسى بالقوم يغذ السير، فأدرك مروان بخربة القتيل بين الفرما والجفار، وأتاه بالأسرى، فأجازه مروان بألف دينار.

وسار مروان، فلما كان بجرجير بلغه ما استعد به أهل مصر، فبعث إلى وجوه من

ص: 14

معه من أهل الشام وأهل بيته: أشيروا علي في هؤلاء الأسرى، فقال كل برأيه وموسى ساكت، فقال له مروان: ما لك يا بن نصير لا تتكلم؟! قال: أخاف يا أمير المؤمنين من الكلمة التي كانت بالأمس، قال: قل، فلست عندنا ظنيناً اليوم، قال: أرى أن تفك عانيهم، وتحسن صفادهم، وتبلغهم مأمنهم، وأن تعف عنهم، فيأتي الرجل قومه فيقول قيل ما لا يستطيعون رده من النبأ عليك، فقبل مروان مشورة موسى وفك عنهم، فقال رجل من مصر من مراد:" من الوافر "

جزاك الله يا بن نصير خيراً

فقد أحييت من قتل وأسر

عشية قال مروان أشيروا

علي برأيكم في أهل مصر

فقلت بما تراه الحط نصحاً

ولم تك مثل نعمان وعمرو

فمن يكن كافراً نعماك يوماً

فإني شاكر لك طول دهري

ثم صالح مروان أهل مصر، ودخلها صلحاً سنة خمس وستين، وخرج مروان راجعاً إلى الشام، واستخلف على مصر ابنه عبد العزيز وخلف معه بشر بن مروان.

وتوفي مروان بالشام، واستخلف عبد الملك، فكتب إلى أخيه بشر بن مروان وهو بمصر يوليه العراق، وكتب عبد الملك إلى أخيه عبد العزيز أن أشخص مع بشر موسى بن نصير وزيراً.

فخرج بشر ومعه موسى، فكان موسى على أمره كله إلى أن توفي بشر بن مروان، ورجع موسى بن نصير إلى مصر، فكان من آثر الناس عند عبد العزيز بن مروان.

وفي سنة تسع وسبعين غزا موسى بن نصير المغرب فقتل وسبى، حتى انتهى إلى طبنة وطنجة، فبلغ سبيهم عشرين ألفاً، وذلك سنة إحدى وثمانين، وفي سنة اثنتين وثمانين أغزى موسى بن نصير المغيرة بن أبي بردة العبدري إلى صنهاجة.

ص: 15

وفي سنة ست وثمانين وجه موسى المغيرة في مراكب فافتتح أولية، وهي أول مدائن سقلية من الغرب.

وفي سنة سبع وثمانين أغزى موسى ابنه عبد الله بن موسى سردانية فافتتح، وأغزى أيضاً عبد الله بن حذيفة سردانية فأصاب سبياً وغنائم، وأغزى ابن أخيه أيوب، وهو ابن حبيب، ممطورة فبلغ سبيهم ثلاثين ألفاً.

وفي سنة تسع وثمانين أغزى موسى ابنه عبد الله ميورقة وسورانية، جزيرتين بين سقلية والأندلس، ففتحهما الله تعالى.

وهذه الغزو تسمى غزوة الأشراف، كان معه أشراف الناس، وفيها أغزى موسى ابنه مروان السوس الأقصى فبلغ السبي أربعين ألفاً.

وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بلاد المغرب، فأتى طنجة، وسار لا يأتي على مدينة فيبرحها حتى يفتحها أو ينزلون على حكمه، وسار إلى قرطبة وغرب فافتتح مدينة باجة مما يلي البحر، وافتتح مدينة البيضاء، ووجه الجيوش فجعلوا يفتحون ويغنمون.

وقدم من الأندلس سنة أربع وتسعين، وأوفد وفداً إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بما فتح الله على يديه، وما معه من الأموال والتيجان، وبعث إليه بالخمس. وفي سنة تسع وسبعين أمر موسى بن نصير على إفريقية قال الليث: ولما غزا موسى بن نصير المغرب بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مئة ألف، وبعث ابن أخيه أيوب في جيش فأصاب مئة ألف،

ص: 16

قيل لليث: من هم؟ قال: البربر، فلما جاء كتابه بذلك قال الناس: ابن نصير أحمق، من أين له عشرون ألفاً يبعثهم إلى أمير المؤمنين مع الخمس؟ فبلغ ذلك موسى بن نصير، فقال: ابتعثوا من يقبض لهم عشرين ألفاً.

فلما فتحوا الأندلس جاء إنسان فقال: ابعث معي أدلكم على كنز فبعث معه فقال انزعوا ههنا؟ فنزعوا فسال عليهم من الزبرجد والياقوت شيء لم يروا مثله قط، فلما رأوه بهتوا وقالوا: لا يصدقنا موسى بن نصير أبداً، فأرسلوا إليه فجاء، ونظر إليه، وكانت الطنفسة توجد منسوجة بقضبان الذهب، تنظم السلسلة من الذهب باللؤلؤ والياقوت والزبرجد، فكان البربريان ربما وجداها فلا يستطيعان حملها، حتى يأتيا بالفأس فيضربان وسطها، فيأخذ أحدهما نصفها، والآخر نصفها.

قال الليث: وسمع يومئذ مناد ينادي لا يعرفونه ولا يرونه: أيها الناس إنه قد فتح عليكم باب من أبواب جهنم.

ولما دخل موسى إفريقية أقام بها أشهراً يغزو أطرافها، فلما كان من عامه ذاك في رمضان ودنا العيد، لم يشعر الناس به إلا وقد صعد المنبر، فأمر بالأبواب فأخذت على الناس فارتاعوا لذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد: أيها الناس فإنكم قد أصبحتم في نحور عدوكم، وبأقصى ثغر من ثغوركم، أبعده شقة، وأشده انتياطاً بدار قد شحطت عن دياركم، ومصر قد نأى عن أمصاركم، بين عدو كلب عليكم، قد قربت داره منكم. وأنتم منه بمرأى ومسمع، وكفى بالله نصيراً، وقد رأيت ضعفاً من قوتكم، ورثاثة من عدوكم، وقد عزمت على قسم فيئكم بينكم، فأن يمضه أمير المؤمنين فحقكم، وإن يكن له رأي غير ذلك أكن لديه كفيلاً، وقد أمرت لكم من مال بمعونة وهي مني لكم في كل عام، إن شاء الله.

ص: 17

وفي ذلك يقول زائدة بن الصلت الغساني من فرسان العرب المعدودين من أبيات: " من الرجز "

قد سن موسى سنة وأثرا

مآثراً محمودة لن تنكرا

بالقيروان فاق فيها البشرا

ما سنه من قبله فيؤثرا

في سالف الدهر ولا من غبرا

من كان ذا ملك ومن تأمرا

إلا أبا بكر وإلا عمرا

سن الذي شأى وقص الأثرا

أعطى الغني حظه والأفقرا

وسن أخرى بعدها ليذكرا

سن لنا في عيده إذ أفطرا

في كل عام سنة لن تكفرا

معونة أطابها وأكثرا

لما علا في العيد منا المنبرا

كأنه البدر إذا ما أبدرا

واحتضر الناس فجاؤوا زمرا

أنهب فينا بدراً فبدرا

فوارد أنهله وأصدرا

وصادر يحمد منه الخبرا

وفي سنة أربع وثمانين غزا موسى بن نصير سلوما من أرض إفريقية، فنزل على أوربة، فقاتلوه، ثم فتح الله عليه، فقتل وسبى، وبلغ السبي خمسين ومئة ألف رأس.

وفي سنة خمس وتسعين، قفل موسى من إفريقية، واستخلف ابنه عبد الله، وحمل الأموال على العجل والظهر، ومعه ثلاثون ألف رأس " و" قدم على الوليد.

ولما سار موسى إلى طنجة وافتتح الأندلس وأصاب فيها المائدة التي يتحدث أهل الكتاب أنها مائدة سليمان بن داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

قيل: إنه أخذ مع المائدة التاج الذي نزل من السماء!

ص: 18

وأوغل موسى في بلاد الأندلس، لم يزل يفتح مدينة حتى سرقسطة فعظم على الجند مبلغه وخافوا أن يجاوز إلى غرة، فمشوا إلى حنش بن عبد الله السبئي، فشكوا إليه أنهم يخافون أن يجتمع العدو عليهم فيهلكهم، فقام إليه حنش بعد صلاة الصبح فقال: أيها الأمير، أتأذن لي في الكلام؟ قال: تكلم أبا رشدين، قال: كنت سمعتك بإفريقية تذكر عقبة بن نافع وتقول: لقد غرر بنفسه إذ وغل في بلاد البربر حتى قتل، وتقول: أما كان له ناصح؟ وأنا ناصحك اليوم أيها الأمير، أتلتمس غنيمة افضل مما غنمت؟ أو تريد أن تطأ من أرض المشركين أكثر مما قد وطئت؟، لقد بلغك الله أن جعلك أبعد المسلمين أثراً في الجهاد، وفتح عليك ما لم يفتحه على أحد من المسلمين، وقد أحب جندك السلامة واشتاقوا إلى الأهل والولد، فانصرف راشداً أيها الأمير.

فقال موسى: قد قبلت النصيحة وشكرت عليها، فأمر بالتجهز للرجوع، ورجع من هناك إلى الأندلس.

سأل عمر بن عبد العزيز موسى بن نصير - وكانت بنو أمية تبعثه على الجيوش - عن أعجب شيء رآه في البحر. قال:

انتهينا مرة إلى جزيرة فيها ست عشرة جرة خضراء مختومة بخاتم سليمان بن داود، فأمرت بأربعة منها فأخرجت، وأمرت بواحدة منها فثقبت، فإذا شيطان رأسه وهو يقول: والذي أكرمك بالنبوة لا أعود بعدها افسد في الأرض، ثم نظر فقال: ما أرى بها سليمان وملكه، فانساح في الأرض فذهب، فأمرت بالثلاث البواقي فردت إلى مكانها.

وفي سنة ثلاث وتسعين أجدب أهل إفريقية جدباً شديداً، فخرج موسى بن نصير بالناس، وأمرهم بالصيام، وأمر بالولدان فجعلوا على حدة، والنساء على حدة، وأخرج الإبل والبقر والغنم، وخرج بأهل الذمة على حدة، ودعا يومئذ حتى انتصف النهار، وخطب الناس، فلما أراد أن ينزل قيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ قال: ليس هذا يوم ذاك، فسقوا سقياً كفاهم حيناً.

ص: 19