الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ميماس بن مهري بن كامل
أبو رافع الصقيل القشيري الأمير والد إبراهيم بن مياس.
وحدث بدمشق عن خلفة بن أحمد بن الفضل الحوفي بسنده إلى أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يريد سفراً، فقال: أوصني، فقال:" اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة، وخالق الناس بخلق حسن ".
فلما ودعه قال: " زودك الله التقوى، وجنبك الردى، وغفر لك ذنبك، ووجهك للخير حيثما توجهت.
توفي بالرحبة وعمره اثنتان وستون سنة، ويظن أنه توفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مئة.
ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها
خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بصرى لما بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة، وليس له بمكة اسم إلا الأمين، فتكاملت فيه خصال الخير.
قال له أبو طالب: أنا رجل لا مالي لي، وقد اشتد الزمان علينا، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث رجلاً من قومك في عيراتها، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك.
وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له فأرسلت إليه في ذلك.
وفي حديث أنها أرسلت إليه، ولم يذكر محاورة عمه له، فقالت:
إنه دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطي رجالاً من قومك.
قال أبو طالب: هذا رزق قد ساقه الله إليك.
فخرج مع غلامها ميسرة، وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام، فنزلا سوق بصرى في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور، فاطلع الراهب إلى ميسرة وكان يعرفه، فقال: يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: رجل من قريش من أهل الحرم. قال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم قال لميسرة: أفي عينيه حمرة؟ قال: نعم، لا تفارقه، قال: هو هو، وهو آخر الأنبياء، فيا ليتني أدركه حين يؤمر بالخروج.
وفي آخر فقال: هو نبي، وهو آخر الأنبياء.
ثم باع سلعته، فوقع بينه وبين رجل تلاح، فقال الرجل: احلف باللات والعزى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حلفت بهما قط، وإني لأمرؤ أعرض عنهما، فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا - والله - نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم.
وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة، واشتد الحريرى ملكين يظللان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس، فوعي ذلك كله ميسرة، وكان الله قد ألقى عليه المحبة من ميسرة، فكان كأنه عبد له.
وباعوا تجارتهم، وربحوا ضعف ما كانوا يربحون، فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال ميسرة: يا محمد، انطلق إلى خديجة، فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك، فإنها تعرف لك ذلك.
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، وخديجة في علية لها، فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعيره وملكان يظلان عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك.