الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأخبره، ثم قال ابن منبه: إنا لنتحدث أو نجد في الكتاب أنه ما آتى الله عبداً علماً، فعمل به في سبيل الله، فيسلبه عقله حتى يقبضه إليه.
قال الوليد: قلت لأبي عمرو الأوزاعي: كتبت عنك حديثاً كثيراً، فما أقول فيه؟ قال: ما قرأته عليك وحدك فقل فيه: حدثني، وما قرأته على جماعة أنت فيهم، فقل فيه: حدثنا. وما قرأته علي وحدك فقل فيه: أخبرني. وما قرأ علي جماعة أنت فيهم، فقل فيه: أخبرنا. وما أخبرته لك وحدك، فقل فيه: خبرني. وما أخبرته لجماعة أنت فيهم، فقل فيه: خبرنا.
وعن الوليد بن مزيد قال: من أكل شهوة من حلال قسا قلبه.
وقال: ما ابتلي عبد من شيء أضر عليه من إطلاق اللسان.
توفي الوليد سنة ثلاث ومئتين، وكان ثقة. وقيل: سنة سبع ومئتين.
الوليد بن مسلم
أبو العباس القرشي الفقيه، مولى بني أمية حدث عن الأوزاعي بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم مه؟ قال: ثم رجل في شعب من الشعاب يتقي ربه، ويذر الناس من شره.
وحدث عن خالد بن يزيد بسنده إلى عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " ثم قال: ألا إن القوة الرمي.
وحدث عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمح يسمح لك.
وعن ابن جريج قال: رأيت رجلاً على المهراس يغسل فرجه، والماء يرجع فيه، فذكرت ذلك لعطاء، فقال: توضأ منه، فقلت: وقد رأيت ما رأيت؟ فقال: نعم، إن ابن عباس هو الذي أمر به، وقد علم أنه يتوضأ منه الأحمر والأسود، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسمح يسمح لكم.
توفي الوليد بن مسلم سنة أربع وتسعين ومئة.
وقيل: حج في سنة أربع وتسعين، ثم انصرف، فمات في الطريق، قبل أن يصل دمشق في المحرم.
وقيل: توفي سنة خمس وتسعين ومئة، وكان مولده سنة تسع عشرة ومئة.
كان الوليد من الأحماس، فصار لآل مسلمة بن عبد الملك.
فلما قدم بنو هاشم في دولتهم، فصاروا إلى الشام، قبضوا رقيقهم من الأحماس وغيرهم، فصار الوليد بن مسلم وأهل بيته لصالح بن علي، فوهبهم للفضل بن صالح، فأعتقهم الفضل.
فركب الوليد بن مسلم إلى آل مسلمة، فاشترى نفسه منهم.
قال سعيد بن مسلمة بن عبد الملك: جاءني الوليد، فأقر لي بالرق، فأعتقته.
وروي عن سعيد أنه قال: أنا أعتقت الوليد بن مسلم، كان عبدي.
قال يعقوب بن سفيان: سألت هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم، فقال: رحم الله أبا العباس، كان وكان، وجعل يذكر فضله وعلمه، وورعه ومواضعه.
وكان مسلم أبوه من رقيق الإمارة، وتفرقوا على أنهم أحرار.
وكان للوليد أخ جلف متكبر يركب الخيل، ويركب معه غلمان له كثير، وكان صاحب صيد وتنزه، ويخرج إلى الصيد في فوارس ومطابخ.
وحمل الوليد دية فأداه في بيت المال، خرج عن نفسه، إذ اشتبه عليه أمر أبيه، فوقع بينه وبين أخيه في ذلك قطيعة وجفاء، وقال: فضحتنا، وما كان حاجتك إلى ما فعلت؟.
وللوليد سبعون كتاباً، ولما أخذ الوليد في التصنيف أتاه شيخ من شيوخ المسجد، فقال: يا فتى، جد فيما أنت فيه؛ فإني رأيت كأن قناديل مسجد الجامع قد طفئت، فجئت أنت فأسرجتها.
قال الوليد بن مسلم: لا تأخذوا العلم من الصحفيين، ولا تقرؤوا القرآن على الصحفيين إلا ممن سمعه من الرجال، وقرأه على الرجال.
قال الوليد بن مسلم: أكلت مرة فجلاً، فرأيت فيما يرى النائم كأني صرت إلى باب المسجد، فقلت: افتح الباب، فقال: من أنت؟ قلت: أنا الوليد بن مسلم، فقال: ألست أنت آكل الفجل؟ قال: وأبى أن يفتح لي الباب، قال: قلت: افتح لي لا أعود لأكله، قال: ففتح لي، قال الوليد: فما عدت لأكله.
قال أبو زرعة: وكنت معجباً بأكله، إذا رأيته على الخوان لا أصبر، فما أكلته منذ سمعت هذا.