الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسماء النساء على حرف النون
نائلة بنت عمارة الكلبية
زوج معاوية بن أبي سفيان
لما تزوج معاوية نائلة قال لميسون: انطلقي فانظري إلى ابنة عمك، فنظرت إليها، فقال: كيف رأيتها؟ فقالت: جميلة كاملة، وكلن رأيت تحت سرتها خالاً، ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها حبيب بن مسلمة الفهري، ثم خلف عليها لعد حبيب النعمان لن بشير الأنصاري، فقتل ووضع رأسه في حجرها.
نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص
ابن عمرو، ويقال: عفير بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنه قدمت على معاوية بعد قتل عثمان، فخطبها، فأبت أن تنكحه.
قالت نائلة: لما حصر عثمان ظل اليوم الذي كان قبل قتله بيوم صائماً، فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه، وقالوا: دونك الركي - وركي في الدار: التي يلقى فيها النتن - قالت: فلم يفطر. فأتيت جارات لنا على أجاجير متواصلة، وذلك في
السحر، فسألتهم الماء العذب، فأعطوني كوزاً من ماء، فأتيته فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، قالت: فنظر، فإذا الفجر طلع، فقال: إني أصبحت صائماً.
فقلت: من أين، ولم أر أحداً أتاك بطعام ولا شراب؟! فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء، فقال: اشرب، يا عثمان، فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد، فشربت حتى ثملت أو نهلت. ثم قال: إن القوم سيبكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا، فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.
وضب أخو نائلة هو الذي حملها إلى عثمان، وكان ضب مسلماً، وكان أبوها نصرانياً، فأمر ابنه ضباً بذلك، وفي ذلك تقول نائلة لأخيها ضب: من الطويل
أحقاً تراه اليوم يا ضب أنني
…
مرافقة نحو المدينة أركبا
لقد كان فتيان حصن بن ضمضمٍ
…
وجدك ما يغني الخباء المحجبا
وكل اسم في العرب فرافصة فهو مضموم الفاء إلا الفرافصة بن الأحوص، فإنه بفتح الفاء الأولى.
وكان سعيد بن العاص تزوج أخت نائلة بنت الفرافصة، وهو أمير على الكوفة، فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فكتب إليه: بلغني أنك تزوجت امرأة فأخبرني عن حسبها وجمالها.
فكتب إليه: إن كان لها أخت فزوجنيها.
فدعا الفرافصة فقال له: زوج أمير المؤمنين، فقال الفرافصة لابنه ضب -
وكان مسلماً، والفرافصة نصراني -: زوج أختك أمير المؤمنين، فزوجه نائلة، وحملها إليه.
فلما دخلت على عثمان وضع القلنسوة عن رأسه، وبدا الصلع، فقال: لا يغمنك ما ترين، فإن من ورائه ما تحبين، قالت له: أما ما ذكرت من صلعك فإني من نسوة أحب أزواجهن إليهن السادة الصلع.
ثم قال لها: إما أن تتحولي إلي أو أتحول إليك، قالت: ما قطعت من جنبات السماوة أبعد مما بيني وبينك.
فتحولت إليه، فكانت من أحظى نسائه عنده.
قالوا: وتزوجها وهي نصرانية على نسائه، ثم أسلمت على يديه.
ولما قتل عثمان قالت نائلة فيه: من الطويل
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة
…
قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
ومالي لا أبكي وأبكي قرابتي
…
وقد غيبت عني فضول أبي عمرو
قال: وكانت كلب كلهم يومئذٍ نصارى.
قال عثمان: فدخلت إلى جارية مثل الخلفة، فقلت: سلام عليك، قالت: وعليك السلام ورحمة الله، ونساء كلب ذلك الزمان لا يكلمن أزواجهن سنة، أو كما قال، ثم قالت: أين
أنت من شيخ أثرم هرم؟ فقالت: إني من قوم يحبون الكهولة، فسررت بذلك.
قالوا: لما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره، ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان والغافقي، فضربه الغافقي بجريدة معه، وضرب المصحف برجله، واستدار المصحف وانتشر، فاستقر بين يديه، وسالت عليه الدماء، وجاء سودان بن حمران ليضربه، فأكبت عليه نائلة، واتقت السيف بيدها، فتعمدها ونفح أصابعها، فأطن أصابع يدها، وولت، فغمز أوراكها، وقال: إنها لكيدة العكيزة، وتضرب عثمان فقتله.
وقد دخل مع القوم غلمة لعثمان لينصروه، وقد كان عثمان أعتق من كف منهم، فلما رأى سودان قد ضربه أهوى إليه فضرب عنقه، ووثب قتيرة على الغلام فقتله.
وانتهبوا ما في البيت، وأخرجوا من فيه، ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى.
فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه، فقتله.
ودار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء، وأخذ رجل ملاءة نائلة، اسمه كلثوم من تجيب، فتنحت نائلة، فقال: ويح أمك من عكيزة، ما آثمك، وبصر به غلام آخر لعثمان، فقتله.
نظرت نائلة امرأة عثمان في المرآة، فأعجبها ثغرها، فأخذت فهراً فكسرت
ثناياها، وقالت: والله، لا يجليكن أحد بعد عثمان، ثم خطبها معاوية، فأبت عليه، وأنشدت: من الطويل
أبى الله إلا أن تكوني غريبة
…
بيثرب لا تلقين أماً ولا أبا
وقيل: إنها خطبها قوم من قريش، فدعت بمرآة، فنظرت فيها، وكانت من أحسن الناس ثغراً، فأخذت فهراً فدقت به أسنانها، فسال الدم على صدرها، فبكى جواريها، وقلن لها: ما صنعت بنفسك؟ قالت: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وإني خفت أن يبلى حزني على عثمان، فيطلع مني رجل على ما اطلع عليه عثمان، وذلك ما لا يكون أبداً.
وخرجت نائلة ليلة دفن عثمان ومعها السراج، وقد شقت جيبها، وهي تصيح: واعثماناه، واأمير المؤمنيناه، فقال لها جبير بن مطعم: أطفئي السراج فقد ترين من بالباب، فأطفأت السراج.
وانتهوا إلى البقيع، فصلى عليه جبير وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم ونيار بن مكرم، ونائلة، وأم البنين بنت عيينة بن حصن امرأته، ونزل في حفرته نيار وأبو جهم وجبير، وكان حكيم والمرأتان يدلونه على الرجال حتى قبر وبني عليه، وغموا قبره، وتفرقوا.
حدث بعض مشايخ بني راسب قال: كنت أطوف بالبيت فإذا رجل أعمى يطوف بالبيت وهو يقول: اللهم اغفر لي، وما أراك تفعل. فقلت: أما تتقي الله؟ قال: إن لي شأناً، آليت أنا وصاحب لي لئن قتل عثمان لنلطمن حر وجهه، فدخلنا عليه ورأسه في حجر امرأته نائلة، فقال لها صاحبي: اكشفي وجهه، قالت: لم؟ قال: ألطم حر وجهه، فقالت: أما ترضى ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فيه: كذا، وقال فيه: كذا. قال: فاستحيا صاحبي، فرجع.
فقلت لها: اكشفي عن وجهه، قال: فذهبت تعدد علي، فلطمت وجهه، فقالت: مالك؟! يبس الله يدك، وأعمى بصرك، ولا غفر لك ذنبك.