المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الفرق وتشعبها] (الفرق وتشعبها) الأزارقة: هم جماعة من الخوارج ينسبون إلى - مذكرة التوحيد

[عبد الرزاق عفيفي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة في تعريف التوحيد وبيان الحكم وأقسامه]

- ‌[مسائل المسألة الأولى إثبات أن العالم ممكن]

- ‌[المسألة الثانية الممكن محتاج إلى موجد ومؤثر]

- ‌[المسألة الثالثة في إثبات وجوب الوجود لله سبحانه وتعالى]

- ‌[المسألة الرابعة في أنواع التوحيد]

- ‌[توحيد الربوبية]

- ‌[توحيد الأسماء والصفات]

- ‌[توحيد الإلهية]

- ‌[المسألة الخامسة في الفرق بين النبي والرسول وبيان النسبة بينهما]

- ‌[المسألة السادسة في إمكان الوحي والرسالة]

- ‌[المسألة السابعة في حاجة البشر إلى الرسالة]

- ‌[المسألة الثامنة في المعجزة الفرق بينها وبين السحر]

- ‌[المسألة التاسعة في أنواع المعجزة]

- ‌[قصة يوسف عليه السلام]

- ‌[قصة موسى عليه السلام]

- ‌[خاتمة وتشتمل على أمرين]

- ‌[الأمر الأول الطريقة المثلى للدعوة إلى الله]

- ‌[الأمر الثاني الطريقة المثلى للدعوة إلى الله]

- ‌[الفرق الإسلامية]

- ‌[تمهيد]

- ‌[المقدمة الثانية]

- ‌[كبار الفرق الإسلامية أربع]

- ‌[الفرق وتشعبها]

- ‌[الشيعة]

- ‌[الزيدية]

- ‌[الإمامية]

- ‌[الكيسانية]

- ‌[أسئلة منثورة من سنوات عدة]

الفصل: ‌ ‌[الفرق وتشعبها] (الفرق وتشعبها) الأزارقة: هم جماعة من الخوارج ينسبون إلى

[الفرق وتشعبها]

(الفرق وتشعبها) الأزارقة: هم جماعة من الخوارج ينسبون إلى أبي راشد نافع بن الأزرق، خرج آخر أيام يزيد بن معاوية، ومات 65 هـ. وبايع الأزارقة من بعد موته قطري بن الفجاءة، وسموه بأمير المؤمنين، ومن بدعهم تصويب قاتل عليّ عبد الله بن ملجم. وفي ذلك يقول عمران بن حطان مفتي الخوارج:

يا ضربة من منيب ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانًا

إني لأذكره يومًا فأحسبه

أو في البرية عند الله ميزانًا

ومنها تكفير من قعد عن الجهاد معهم، وتكفير من لم يهاجر إليهم، وإسقاط الرجم لعدم وجوده في القرآن، وإسقاط الحد عمن قذف المحصنين دون المحصنات، وعدم جواز التُقية في قول أو عمل، وإباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم، وعدم أداء الأمانة لمن خالفهم.

ص: 121

النجدات العاذرية: ينسبون إلى نجدة بن عامر الحنفي، وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسكره يريد اللحاق بالأزارقة، فاستقبله أبو فديك، وعطية بن الأسود الحنفي في الجماعة الذين أنكروا على نافع الأزرق بدعه، فأخبروه بما أحدثه من تكفير القعدة عن القتال معه، وغير ذلك من بدعه، فكتب إليه، ينصح له، فلما أبى نافع أن يرجع، بايعه على الإمامة أبو فديك، وعطية، ومن معهما، وسموه بأمير المؤمنين.

ومن بدعهم: جواز التقية في القول والعمل، وتناصفهم فيما بينهم بلا إمام، فإن عجزوا عن ذلك إلا بإمام جاز لهم أن يقيموه.

وسموا بالعاذرية لأنهم يعذرون من أخطأ في أحكام الفروع لجهالته دون من أخطأ في الأصول: كمعرفة الله، ورسله، والإقرار بما جاء به محمد، صلى الله عليه وسلم، من عند الله جملة. ولم يلبث أبو فديك وعطية أن اختلفا عليه، وقتله أبو فديك، ثم اختلف أبو فديك وعطية، وبرئ كل منهما من الآخر، وصار لكل منهما أتباع. وسمي أتباع أبو فديك: فدكية، وأتباع عطية: العطوية، وقد أرسل عبد الملك بن مروان، عثمان بن

ص: 122

عبيد الله بن معمر إلى أبي فديك، فحاربه أيامًا، وقتله، وفر عطية إلى أرض سجستان.

العجاردة: هم طائفة من الخوارج ينسبون إلى عبد الكريم بن عجرد، وهم من أصحاب عطية بن الأسود الحنفي ومن بدعهم: البراءة من الأطفال حتى يدعوا إلى الإسلام عند بلوغهم، ومن بدعهم - أيَضَا-: أن سورة يوسف ليست من القرآن، وأنهم يتولون القعدة، ويرون الهجرة فضلة لا فرضًا.

وقد افترقت العجاردة فرقا كثيرة منها: الميمونية أتباع ميموِن بن خالد، وهو على مذهب المعتزلة في القدر. ومن بدعه - أيضَا- جواز نكاح بنات البنات والبنين، وبنات أولاد الإخوة والأخوات. ومنها الحمزية أتباع حمزة بن أدرك ثبتوا على قول ميمون في القدر، وقالوا بجواز إمامين في عصر واحد ما لم تجتمع الكلمة، أو تقهر الأعداء.

ومنها الأطرافية: فرقة من الحمزية رئيسهم غالب بن شاذان السجستاني سموا أطرافية لأنهم يعذرون أصحاب الأطراف في ترك ما لم يعرفوه من الشريعة إذا أتوا بما عرفوه بالعقل، ومذهبهم: كالذرية في تحكيم العقل.

ومنها الشعيبية

ص: 123

أصحاب شعيب بن محمد الذي تبرأ من ميمون لما أظهر القدر. ومنها الجازمية أصحاب جازم بن علي كان على قول شعيب في القدر.

الثعالبة: هم أصحاب ثعلبة بن عامر. كان مع عبد الكريم بن عجرد يدًا واحدة إلى أن اختلفا في أمر الطفل، فقال ثعلبة - بولايته حتى نرى منه إنكار الحق، ورضا بالجور. فتبرأت العجاردة من ثعلبة، ونقل عنه- أيضًا- أنه لا يحكم في الطفل بشيء حتى يبلغ، ويدعى إلى الإسلام، فإن أجاب فبها، وإلا كفر!! وقد افترقت الثعالبة فرقًا كثيرة. منها: الشيبانية، وهم أتباع شيبان بن سلمة، خرج أيام أبي مسلم الخراساني وأعانه على نصر بن سيار والي خراسان من قبل هشام، وقتل أناسا ممن يوافقون في المذهب، وأخذ أموالهم، فبرئت منه الثعالبة، ولما قتل أخبروا بتوبته، فلم يقبلوها، لأنه لم يرد المظالم، ولم ينصف أولياء الدم. ومن بدعهم: تشبيه الله بخلقه، وموافقة جهم في قوله بالجبر، واعتقاد أن الولاية والعداوة من صفات الله الذاتية، لا من صفات الفعل. ومن لم يقبل توبة شيبان يسمون بالزيادية نسبة لرئيسهم زياد بن عبد الرحمن. ومنها: الرشيدية أتباع رشيد

ص: 124

الطوسي. ومن بدعهم: إخراج نصف العشر زكاة لما سقي بالأنهار. ومنها المكرمية أصحاب أبي مكرم بن عبد الله العجلي، ومن مقالته: تكفير تارك الصلاة لجهله بربه، وغفلته عن معرفته، وعدم مبالاته بالتكليف. وقالوا بإيمان الموافاة، بمعنى أن الله يوالي عباده، ويعاديهم على ما يوافونه به عند الموت من خير أو شر لا على أعمالهم قبل ذلك. ومنها المعلومية، والمجهولية: وهما في الأصل من الجازمية. فالمعلومية، قالت: لا يكون العبد مؤمنًا حتى يعرف الله بجميع أسمائه وصفاته. وقالوا فعل العبد مخلوق له، فبرئت منهم الجازمية. والمجهولية قالت: من علم البعض، وجهل البعض كان مؤمنًا.

الأباضية: هم أتباع عبد الله بن أباض التميمي، الذي خرج أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، قال: إن مخالفينا من أصل القبلة كفار غير مشركين، وأباح مناكحتهم، وموارثتهم، وأباح غنيمة أموالهم من السلاح، والكراع عند الحرب لا غير. وحرّم قتلهم، وسبيهم غيلة، وأباح ذلك بعد إقامة الحجة، ونصب القتال. وقال: مرتكب الكبيرة موحد لا مؤمن، وكافر نعمة لا

ص: 125

كفرًا يخرج من الملة، وأنه مخلَد في النار، وأفعال العباد مخلوقة للهّ مكتسبة للعبد.

وهم فرق كثيرة. منها الحفصية أصحاب حفص بن أبي المقدام، تميز عن الأباضية بجعله الفرق بين الشرك والإيمان، معرفة الله وحده، فمن عرفه فهو مؤمن، وإن كفر بالرسل، وما جاءوا به. ومن ارتكب كبيرة، فهو كافر غير مشرك.

ومنها الحارثية: أصحاب الحارث بن مزيد الأباضي، خالف الأباضية في القدر، فقال فيه بقول المعتزلة، ولذا كرهوه. وقال بالاستطاعة قبل الفعل لا معه. وقال بإثبات طاعة لا يُراد بها وجه الله، كما قال أبو الهذيل من المعتزلة.

ص: 126