المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الكيسانية] الكيسانية الكيسانية: هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب. - مذكرة التوحيد

[عبد الرزاق عفيفي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة في تعريف التوحيد وبيان الحكم وأقسامه]

- ‌[مسائل المسألة الأولى إثبات أن العالم ممكن]

- ‌[المسألة الثانية الممكن محتاج إلى موجد ومؤثر]

- ‌[المسألة الثالثة في إثبات وجوب الوجود لله سبحانه وتعالى]

- ‌[المسألة الرابعة في أنواع التوحيد]

- ‌[توحيد الربوبية]

- ‌[توحيد الأسماء والصفات]

- ‌[توحيد الإلهية]

- ‌[المسألة الخامسة في الفرق بين النبي والرسول وبيان النسبة بينهما]

- ‌[المسألة السادسة في إمكان الوحي والرسالة]

- ‌[المسألة السابعة في حاجة البشر إلى الرسالة]

- ‌[المسألة الثامنة في المعجزة الفرق بينها وبين السحر]

- ‌[المسألة التاسعة في أنواع المعجزة]

- ‌[قصة يوسف عليه السلام]

- ‌[قصة موسى عليه السلام]

- ‌[خاتمة وتشتمل على أمرين]

- ‌[الأمر الأول الطريقة المثلى للدعوة إلى الله]

- ‌[الأمر الثاني الطريقة المثلى للدعوة إلى الله]

- ‌[الفرق الإسلامية]

- ‌[تمهيد]

- ‌[المقدمة الثانية]

- ‌[كبار الفرق الإسلامية أربع]

- ‌[الفرق وتشعبها]

- ‌[الشيعة]

- ‌[الزيدية]

- ‌[الإمامية]

- ‌[الكيسانية]

- ‌[أسئلة منثورة من سنوات عدة]

الفصل: ‌ ‌[الكيسانية] الكيسانية الكيسانية: هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب.

[الكيسانية]

الكيسانية الكيسانية: هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب. ويقال: إنه تتلمذ على محمد بن الحنفية. وقد زعم أتباعه أنه جمع العلوم كلها، وجمع أسرار علوم علي وابنه محمد، ويجمعهم القول بأن الدين طاعة رجل، ومن أجل ذلك ضل منهم كثير، وجاءوا بالكفر: كإنكار أركان الإسلام، والشك في البعث، والقول بالتناسخ، والحلول، والرجعة بعد الموت. ومن فرق الكيسانية:

المختارية: وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي كان خارجيًّا، ثم زبيريّا، ثم شيعيًّا كيسانيا، ومن مقالته القول: بإمامة محمد بن الحنفية بعد علِي، أو بعد الحسن والحسين. وقد تبين خيبته لمحمد بن الحنفية، فأعلن براءته منه، والذي ساعد على ظهور أمره انتسابه إلى محمد بن الحنفية، وقيامه بثأر الحسين، واشتغاله بقتل الظلمة. ومن مذهبه جواز البداء على الله علمًا، وإرادة، وأمرًا ليبرر بذلك رجوعه فيما أبرمه مع دعواه أنه يوحى إليه. ومن المختارية من قال: بأن محمد بن الحنفية لم

ص: 136

يزل، وأنه المهدي، ومن هؤلاء: كثير عزة، وإسماعيل بن محمد الحميري الشاعران. ومنهم من قال: بموته، وانتقال الإمامة إلى غيره.

الهاشمية: قالوا بسوق الإمامة من محمد بن الحنفية إلى ابنه أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأن والده أفضى إليه بالأسرار التي أفضى بها علي إلى ولده محمد بن الحنفية.

البيانية: هم أتباع بيان بن سمعان التميمي النهدي، قالوا بسوق الإمامة من أبي هاشم إلى بيان، ومن مقالتهم: أن عليّا حل فيه جزء من الله، واتحد بجسده، فكان به إلها، وعلم به الغيب، وانتصر به في الحروب. . إلخ!! ثم ادّعى النبوة.

الرزامية: هم أصحاب رزام من غلاة الشيعة، قالوا: بإمامة علي بن عبد اللهّ بن عباس بعد أبي هاشم بوصية منه، ثم انتقلت منه إلى ابنه محمد، ثم إلى ابنه إبراهيم بن محمد صاحب أبي مسلم الخراساني حتى انتهت إلى أبي جعفر المنصور، ومن مذهبهم: إسقاط التكاليف، والحلول، وتناسخ الأرواح.

الغلاة: هم الذين غلوا في أئمتهم حتى ألهوهم، ويجمعهم القول بتشبيه الأئمة بالله: كالنصارى في عيسى، وغيره، أو تشبيه الله بالأئمة: كاليهود، والقول بالبداء، والرجعة،

ص: 137

والحلول، وتناسخ الأرواح، والإلهية. ومن بحث وأنصف تبين له أن أصول الغلاة دخلت عليهم من تعاليم اليهود، والنصارى، وماني، ومزدك التي انتشرت في العراق، ولهم في كل بلد لقب، فهم يلقبون في أصفهان: بالخرمية، والكردية. وفي الري: بالمزدكية، والسنبادية. وفي أذربيجان: بالذقولية. وفي موضع بالمحمرة، وفيما وراء النهر: بالمبيضة ومن فرقهم ما يأتي:

السبائية: أتباع عبد الله بن سبأ الحميري اليهودي، أظهر الإسلام، وأثار الفتن الدينية والسياسية، فوضع قاعدة حلول الله في علي، ومنه انشعبت فرق الغلاة الذين قالوا: بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي. ومنهم من قال: بحياة علي، وغيبته، ورجعته، وهو الذي أثار الفتن على عثمان، وألّب عليه فريقًا من الأمة، وقد نفاه علي إلى ساباط المدائن لما علمه فيه من الغلو، وإحداث الفتن، ويظهر أن فكرة حياة الإمام، والغيبة، والرجعة أنشأها عبد الله بن سبأ حينما يئس الشيعة من إقامة دولة لهم ليصرفهم بها عن البيعة لخليفة موجود إلى إمام مفقود.

الكاملية: أتباع أبي كامل، ومذهبهم تكفير من لم يبايع عليا، والطعن في علي لعدم قتالهم، والخروج عليهم، ومع ذلك غلا أبو كامل في علي، ورأى أن الإمامة نور ينتقل من شخص

ص: 138

لآخر، ويتفاوت. ففي شخص يقوى حتى يكون نبيا، وفي آخر يكون إمامًا. وقال كغيره من الغلاة بفكرة الحلول الكلي، والجزئي، وتناسخ الأرواح.

العليائية: أتباع العلياء بن ذراع الدوسي الأسدي، زعم أن عليَا أفضل من محمد! ثم منهم من زعم أن عليا هو الذي سمى محمدًا إلهًا! وبعثه ليدعو إليه، فدعا إلى نفسه، وذموه لذلك! فسموا بالذمية. ومنهم من ألّه عليا ومحمدًا، أو فضل عليا! وسموا بالعينية. ومنهم من ألههما، وقدم محمدًا وسموا بالميمية. ومنهم من أله أصحاب الكساء: محمدًا، وعليّا، وفاطمة، وحسنا، وحسيَنَا. وقالوا: هم شيء واحد حلت فيهم الروح بالسوية.

المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد البجلي مولى خالد بن عبد الله القسري، زعم أن الإمام بعد محمد الباقر هو محمد بن عبد الله بن الحسن الذي خرج في المدينة، وزعم أنه حي لم يمت، ثم زعم الإمامة لنفسه، ثم ادعى النبوة. وفي زعمه أن الله صورة، وجسم ذو أعضاء على حروف الهجاء، وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من النور، وله قلب تنبع منه الحكمة إلى غير ذلك من الشناعات.

ص: 139

المنصورية: أتباع أبي منصور العجلي، زعم أنه إمام حين تبرأ منه الباقر وطرده، ثم زعم بعد وفاة الباقر أن روحه انتقلت إليه، وله كثير من المزاعم. منها أنه عرج به إلى السماء. ومنها أن الكِسْف الساقط من السماء هو الله أو علي. ومنها أن الرسالة لا تنقطع. ومنها تسمية الجنة والنار، وأنواع التشريع بأسماء رجال لإسقاط التكاليف، واستحلال الدماء والأموال، وقد أخذه يوسف بن عمر الثقفي والي العراق أيام هشام بن عبد الملك، وصلبه لخبث دعوته، وهم صنف من الحزمية.

الخطابية: أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، انتسب أبو الخطاب إلى جعفر الصادق أولا، فلما تبرأ منه جعفر وطرده، زعم الإمامة لنفسه، ومن مزاعمه: أن الأئمة أنبياء، ثم آلهة! وأن جعفرا إله ظهر في صورة جسم، أو لبس جسمًا فرآه الناس! ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة، وقد افترق أصحاب أبي الخطاب بعده إلى فرق، منها: المعمرية، أتباع معمر بن خيثم زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب معمر، وهؤلاء ينكرون فناء الدنيا، ويرون أن ما يصيب العالم فيها، من خير وشر هو الجزاء. ومنها: البزيغية أتباع بزيغ بن موسى، زعموا أنه

ص: 140

الإمام بعد أبي الخطاب، وهؤلاء ينكرون الموت لمن بلغ من الناس النهاية في الكمال، ويزعمون أن من مات فارق فقط، ورفع، ويزعمون أن المؤمن يوحى إليه. ومنها العجلية، زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب عمير أو عمرو بن بيان العجلي. ومنها: أتباع مفضل الصيرفي الذي قال بربوبية جعفر دون نبوته ورسالته. وقد تبرأ جعفر الصادق بن محمد الباقر من هؤلاء كلهم، فإنهم كلهم حيارى ضالون جاهلون بحال الأئمة.

الكيالية: أتباع أحمد بن الكيال، كان له مزاعم لا أساس لها من العقل، ولا مستند لها من السمع، فتركه من انخدع به، ادعى أنه إمام، ثم ادعى أنه القائم وله تأويلات لنصوص الدين. منها: حملة الميزان على العالمين، والصراط على نفسه، والجنة على الوصول إلى علمه من البصائر، والنار على الوصول إلى ما يضاده.

الهشامية: أتباع هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، وكلاهما من أهل التشبيه، فأما هشام بن الحكم، فقال فيما نقل عنه: إن الله- تعالى- جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار، ولكن لا يشبه شيئًا من المخلوقات. ولا يشبهه شيء منها. ونقل عنه أنه قال: إنه شبر بشبر نفسه، إلى آخر شناعاته.

ص: 141

وغلا في عليّ حتى جعله إلهًا واجب الطاعة. وأما هشام الجواليقي، فقال: إن الله- تعالى- على صورة إنسان أعلاه مجوف، وأسفله مصمت، إلى آخر شناعاته، وأجاز المعصية على الأنبياء دون الأئمة لعصمتهم.

النعمانية: هم أتباع محمد بن علي بن النعمان أبي جعفر الأحول الملقب بشيطان الطاق، ومذهبه في حدوث علم الله: كمذهب هشام بن الحكم، وكذلك مذهبه في ذات الله، إلا أنه يقول: إنها نور على صورة إنسان.

اليونسية: هم أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين، وهو من المشبهة، يزعم أن الملائكة تحمل العرش، وأن العرش يحمل الله. وأن أطيط الملائكة من وطأة عظمة الله على العرش.

النصيرية والإسحاقية: النصيرية أتباع محمد بن نصير النميري، والإسحاقية ينسبون إلى إسحاق بن الحارث، وكلاهما من غلاة الشيعة يرون ظهور الروحانيات في صور جسمية خيرة أو خبيثة، ويزعمون أن الله يظهر في صورة إنسان، وأن جزء منه حلّ في عليّ به يعلم الغيب، ويفعل ما لا طاقة لأحد به من البشر، إلا أن النصيرية أميل إلى مشاركة علي لله في الألوهية.

ص: 142

والإسحاقية أميل إلى مشاركة علي لمحمد في النبوة، وكلاهما يرى - أيضًا- إباحة المحارم، وإسقاط التكاليف.

ومن الرافضة- أيضا- جماعة يقولون: بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأنه لم يزل حيا، وينتظرون خروجه، مع أن جيش أبي جعفر المنصور قد قتله بالمدينة، وأقر بذلك فرقة من أتباع إمامهم محمد.

ص: 143