المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة ‌ ‌مفهوم الفلسفة ‌ ‌مدخل … المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة مفهوم الفلسفة: الدلالة اللغوية - مصطلح فلسفة التربية في ضوء المنهج الإسلامي (دراسة نقدية)

[خالد بن حامد الحازمي]

الفصل: ‌ ‌المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة ‌ ‌مفهوم الفلسفة ‌ ‌مدخل … المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة مفهوم الفلسفة: الدلالة اللغوية

‌المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة

‌مفهوم الفلسفة

‌مدخل

المبحث الثالث: حقيقة الفلسفة

مفهوم الفلسفة:

الدلالة اللغوية للفلسفة:

قال ابن منظور: الفلسفة الحكمة، أعجمي، وهو الفيلسوف1. والفيلسوف: يونانية، أي محب الحكمة، أصله (فيلا) وهو المحب و (سوفا) ، وهو الحكمة2.

وجاء في المعجم الوسيط أن الفلسفة هي “دراسة المبادئ الأولى، وتفسير المعرفة تفسيراً عقلياً” 3.

الدلالة الاصطلاحية للفلسفة:

هي مجموعة من الأفكار المترابطة في صورة مذاهب فكرية تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونية، وظواهر الطبيعة البشرية 4.

وتعرف بأنها “الوصول عن طريق العقل إلى فهم المجهول، والإجابة عن الأسئلة التي يعجز العلم عن بحثها والفصل فيها”5.

وحيث إن الفلسفة تتخذ من العقل مرتكزاً لها ومحوراً تدور في حدوده، فإنها “لا تبدأ الفلسفة بمسلمات مهما كان مصدرها، فإذا كان الدين يرتكز على الإيمان، فالفلسفة لا تجعل الإيمان سنداً لما يوصف بأنه حق”6.

1 ابن منظور، لسان العرب، جاء مادة الحكم، ص (4/98) .

2 الطاهر أحمد الزواوي، ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، (1/98) .

3 مجمع اللغة العربية المعجم الوسيط (2/700) .

4 منير المرسي سرحان، في اجتماعيات التربية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط (3) ، 1420هـ 2982م، القاهرة، ص (39) .

5 أنور الجندي، معلمة الإسلام، المكتب الإسلامي، ط (2) ، عام 1402? - 1982م، (2/35) .

6 الموسوعة العربية الميسرة، مادة فلسفة، ص (1310) .

ص: 312

بالإضافة إلى أن الفلسفة تعني الحكمة أو محب الحكمة، الأمر الذي يتطلب إيضاح المعنى الاصطلاحي واللغوي للحكمة، ومن ثم التعرف على الفارق بين مدلول الحكمة عند المسلمين وعند غيرهم.

الحكمة في الدلالة اللغوية:

الحكمة: “بالكسر العدل والعلم والحلم والنبوة والقرآن والإنجيل، وأحكمه أتقنه فاستحكم، ومنعه عن الفساد” 1.

والحكمة “عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ويقال لمن يحسن دقائق الصناعات ويتقنها: حكيم”2.

الحكمة في الدلالة الاصطلاحية:

أولاً: في المفهوم الإسلامي:

ورد في معنى الحكمة أقوال متعددة 3 تفسيراً لما جاء في الآيات القرآنية

1 الفيروز آبادي، القاموس المحيط، (4/98) ، دار الفكر، بيروت (د. ت) .

2 ابن منظور، لسان العرب (12/140) .

3 وذكر ابن الجوزي، أحد عشر قولاً في معنى الحكمة:

1-

إنها القرآن، قاله ابن مسعود ومجاهد والضحاك ومقاتل.

2-

ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره، ونحو ذلك، رواه علي ابن أبي طلحة عن ابن العباس.

3-

النبوة، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

4-

الفهم في القرآن، قاله أبو العالية، وقتادة، وإبراهيم.

5-

العلم والفقه، رواه الليث عن مجاهد.

6-

الإصابة في القول، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد.

7-

الورع في دين الله، قاله الحسن.

8-

الخشية لله، قاله الربيع بن أنس.

9-

العقل في الدين، قاله أبو زيد.

10-

الفهم، قاله شريك.

11-

العلم بالعمل، لا يسمى الرجل حكيماً إلا إذا جمعها، قاله ابن قتيبه، انظر زاد المسير في علم التفسير، دار الفكر، ط (1) ، عام 1407هـ، بيروت، (1/280) .

ص: 313

الكريمة التي ذكرت فيها الحكمة، كقوله تعالى ـ إخباراً عن دعوة إبراهيم لأهل الحرم ـ قال تعالى:{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 1. أي “يعلمهم الخير فيفعلوه، والشر فيتقوه”2. وكقوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} 3.

فالحكمة الإصابة في القول، وقيل العلم والفقه والقرآن. وقال أبو العالية: الحكمة خشية الله، فإن خشية الله رأس كل حكمة. وقال إبراهيم النخعي: الحكمة الفهم. وقال أبو مالك: الحكمة السنة 4.

ويقسم ابن قيم الجوزية الحكمة إلى قسمين: قولية: وهي قول الحق، وفعلية: وهي فعل الصواب، وكل طائفة لهم حكمة يتقيدون بها، وأصح الحكم من كانت حكمته أقرب إلى حكمة الرسل التي جاءوا بها من الله 5.

ثانياً: في المفهوم الغربي:

يقول فيليب، هـ. فينكس أحد فلاسفة الغرب عن الحكمة في فلسفتهم “إنّ الفلسفة ليست الحكمة ذاتها، ولكنها حب الحكمة، فالفرد الجاهل عند بحثه

1 سورة البقرة، آية رقم (129) .

2 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (1/190) .

3 سورة البقر، آية رقم (269) .

4 ابن كثير، تفسير القرآن، ج (1) ، ص (329) .

5 ابن القيم: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، النور الإسلامية (د. ت) ، بيروت، (2/256) .

ص: 314

عن الحكمة يكون أقرب إلى الفيلسوف منه إلى العالم القانع بمعرفته” 1.

إن الفرق متباين وواضح وجلي بين مدلول حب الحكمة في المفهوم الإسلامي والمفهوم الغربي كوضوح الشمس في كبد السماء، ومتباين كتباين الحق والباطل، فهي في الإسلام قول وعمل، قول الحق وفعل الصواب، وفي المذهب الغربي هي البحث وليس العلم ونتيجته، وسواء كان هذا البحث صادراً من عالم أو جاهل، وسواء كان موضوع البحث في الحق أو الباطل، وشتان ما بين نتائج بحث الجاهل والعالم. قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} 2.

فالجاهل “قد يمرض قلبه ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، وعلاقة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته”3.

ويقول فيليب ?. فينكس: إن الفلسفة عمل أي فرد وكل فرد وليست وقفاً على الأكاديمي أو العبقري، فمن حق كل فرد ومن واجبه أن يسأل أسئلة أساسية، وأن يوضح عن طريق المناقشة والتأمل والفروض التي يقوم عليها السلوك والاعتقاد4. وهي السير في الحكمة دون الحصول عليها بالفعل، وأنها تشتمل على أسئلة مفتوحة أكثر من اشتمالها على أجوبة منتهية مقفلة كقوانين العلم5.

1 فيلب، هـ. فينكس فلسفة التربية، ترجمة، محمد لبيب النجيحي، دار النهضة العربية، عام 1965هـ، القاهرة، ص (27) .

2 سورة الزمر، آية رقم (9) .

3 ابن قيم الجوزية، إغاثة اللهفان، من مصايد الشيطان، مرجع سابق (1/83ـ84) .

4 فيليب هـ. فينكس، فلسفة التربية، مرجع سابق، ص (31) .

5 محمد ثابت الفندي، مع الفيلسوف، دار النهضة العربية، القاهرة، 1980، ص (28) .

ص: 315

وبهذا تكون أدوات البحث عن الحكمة إثارة السؤال والمناقشة والجدل ووضع الفروض بحسب الاعتقاد، ومن أي شخص كان، وهذا مرفوض لعدم اتفاقه مع العلم الصحيح لأسباب عدة، منها ما يلي:

أولاً: أنه لا يفرق بين بحث العالم والجاهل، قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} 1.

ثانياً: هذا يترك للجاهل المجال في البحث عن الحكمة دون استعداد مسبق بسلاح العلم.

ثالثاً: أنّ هذا مدعاة إلى الجنوح في الخيال والتأمل وإثارة أسئلة لا يمكن لحواسنا أن تدرك أو تتوصل إلى الإجابة عنها مثل: “الأسئلة في الروح” وقد يؤدي ذلك بالإنسان إلى الضياع، ومن الخيال ما يقتل ويهدر الوقت والجهد. قال تعالى:{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} 2.

رابعاً: هذا يترك المجال للجاهل أن يبني أسئلة على الفروض النابعة من اعتقاده، واعتقاد الجاهل إلى الخطأ أقرب، وعن الصواب أبعد.

وبالرغم من هذا الاختلاف إلا أن هناك من يؤيد هذه التعريفات، فيقول أحدهم: “أخذ الناس ينظرون إلى الفلسفة على أنها المنظم المستمر من جانب الرجل العادي، والرجل المتعلم لكي يجعل من الحياة شيئاً له معنى، ويقوم الذكاء بتوجيهه كلما أمكن، وأن هذا المفهوم للفلسفة يحظى باعتراف بين معظم طبقات الشعب، وأن هذا التعريف يوضح ماهية الفلسفة ووظيفتها بصفة عامة من وجهة نظرنا” 3. ويضيف بأن الفلسفة نشاط عقلي يرمي إلى فحص نقدي

1 سورة الزمر، آية رقم (9) .

2 سورة الإسراء، آية رقم (85) .

3 محمد لبيب النجيحي، مقدمة في فلسفة التربية، الطبعة الثانية، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، عام1967، ص (23) .

ص: 316

منظم للمعتقدات والمبادئ حتى يجعل لهذه المعتقدات والمبادئ أساساً تقوم عليه، وتقف به في وجه أنواع الصراع المختلفة وأنواع القيم المختلفة، التي قد نواجهها 1.

وبهذا فإن هذا المفهوم يجعل من الفلسفة منظماً للعقيدة، وأنها المحك الذي تعرض عليه المعتقدات، فما يوافقها يقبل: وما ينافرها يجتنب، وكل هذا لسبب واحد كما يقول: حتى يجعل للمعتقدات والمبادئ أساساً تقف به في وجه أنواع الصراع المختلفة، والقيم المختلفة التي نواجهها. وبالتّالي جعلت الفلسفة أكبر وأهم من العقيدة بل إنها مشرعة للعقيدة.

وآخر يعرف الفلسفة بقوله: “هي بحر على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه والأمان والإيمان في لججه وأعماقه” 2.

وفي هذا التعريف الذي ذكره نديم الجسر، دعوة إلى التعمق في الفلسفة وإحالة كل شيء إليها لمعرفة كنهه، وأنها مصدر الإيمان والأمان؛ وبذلك وضعت في درجة الشريعة.

ويقول: “إن التوسع في الفلسفة غير ممكن وغير ضروري بالنسبة لكافة الطلاب، ولكنه أصبح ضرورياً بالنسبة لعلماء الدين، بل واجباً أصيلاً عليهم، ليستطيعوا القيام بما هو مطلوب منهم من الإرشاد إلى الحق والدعوة إلى الله”3.

وهذه جرأة طاعنة في الدين، تصفه بالقصور وعدم قدرته الوصول إلى الناس إلا عن طريق الفلسفة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلغ الدعوة وأدى الأمانة وجاهد في الله

1 المرجع السابق، ص (24) .

2 نديم الجسر، قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن، ص (18) .

3 المرجع السابق، ص (19) .

ص: 317

حق جهاده، وجاء من بعده أصحابه رضوان الله عليهم ثم التابعون فاللاحقون إلى يومنا هذا وهم يقومون بواجبهم تجاه الدعوة خير قيام؛ لأنهم تَحَلّواً بالصبر واليقين، وهما سلاح المؤمن لتبليغ الرسالة، قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} 1. بل إن الخطأ والزلل كان من نصيب من اتبع طريق الفلاسفة كابن سينا، وغيره كما يقول ابن تيميّة: “وابن سينا أحدث فلسفة ركبها من كلام سلفه اليوناني، ومما أخذه من كلام المبتدعين الجهمية ونحوهم، وسلك طريق الملاحدة الإسماعيلية في كثير من أمورهم العلمية والعملية”2.

وهذا أبو المعالي الجويني يقول: “يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن فإن لم يدركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور” 3.

ويقول آخر عن الفلسفة الغربية بأنها: “الوصول عن طريق العقل إلى فهم المجهول والإجابة عن الأسئلة التي يعجز العلم التجريبي عن بحثها والفصل فيها”4.

وبذلك فهي تبحث في الأمور النظرية وما وراء الطبيعة محكمة للعقل في ذلك، ويعلّق أنور الجندي على هذا التعريف بقوله: “وقد كانت الفلسفة بمثابة الأسلوب البشري في مواجهة الأديان من السماء، ويقول أيضاً: “إن الأديان قد

1 سورة السجدة، آية رقم (24) .

2 ابن تيمية، مجموعة الرسائل الكبر، ج (3) ، دار الفكر للنشر والطباعة، 1980، ص (350) .

3 ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية، ط (8) ، الإسلامي، بيروت، 1984م، ص (209) .

4 أنور الجندي، معلمة الإسلام، الطبعة الثانية، المكتب الإسلامي، دمشق، عام 1982م، ص (35) .

ص: 318

عملت منذ نزولها أن توضح للإنسان مفهوماً كاملاً عن مهمته وخلقه، وعن العالم الغائب عن نظره سواء عالم ما وراء الطبيعة، أو بعد الموت، وأن الإنسان أجرى هذه المحاولات للوصول وحده إلى ذلك 1.

ويعرفها آخر بأنها مجموعة من الأفكار المترابطة في صورة مذاهب فكرية تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونية، وظواهر الطبيعة البشرية 2.

ومن تلك التعريفات يتبين: أن الفلسفة أسلوب يعتمد على العقل عند البحث في الكون وما وراء الطبيعة وفي العقائد، من خلال إثارة الأسئلة المتتابعة دون الوقوف عند جواب محدد.

والاعتماد على العقل فقط يؤدي بالإنسان إلى التردي بين أمواج الضلال العاتية، وبالتالي يغرق فلا يعرف كيف السبيل إلى الخروج؛ لأن للعقل حدوداً في الإدراك. وقد أوضح الله تعالى بعض الأمور الغيبية التي يحتاج الإنسان لمعرفتها مثل وجود البعث والحساب. قال تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} 3. وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} 4. وقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} 5.

وعن الحياة الآخرة. قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ

1 المرجع السابق، ص (2/35) .

2 منير المرسي سرحان، في اجتماعيات التربية، الطبيعة الثالثة. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، عام1982م، ص (39) .

3 سورة الانشقاق، آية رقم (7-8) .

4 سورة المؤمنون، آية رقم (117) .

5 سورة التغابن، آية رقم (7) .

ص: 319

خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} 1. وأن الله خالق كل شيء، قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 2.

وأما الساعة فإن علمها عند الله، وهي نهاية الحياة الدنيا، قال تعالى:{يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا. فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا. إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا. كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا.} 3.

وأن الروح أيضاً علمها عند الله، ولا مجال للبحث فيها قال تعالى:{وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} 4.

ولكن أمر الإنسان أن يتفكر ويتأمل في مخلوقات الله جل وعلا: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} 5.

إلا أن البعض عتى عن أمر ربه، وترك لنفسه هواها واستحدثت بذلك الفلسفة، فتعددت اتجاهاتها وتباينت تعريفاتها مع عدم وحدتها، فأصبحت تمخر في أمواج الضلال: أما القرآن الكريم فهو ثابت في مبادئه وتعليماته لا تناقض فيه، قال تعالى:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراًً} 6.

وقد أخذ بهذه الفلسفة بعض المسلمين فاستخدموها كمصطلح في مناهجهم

1 سورة الأنعام، آية رقم (32) .

2 سورة الأنعام، آية رقم (101) .

3 سورة النازعات، آية رقم (43ـ46) .

4 سورة الإسراء، آية رقم (85) .

5 سورة الغاشية، آية رقم (17ـ20) .

6 سورة النساء، آية رقم (82) .

ص: 320