الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عنه بأن ذلك من لفظ " الجبر" المروي في قوله: "لا جبْرَ ولاتفويض" لا من لفظ الإجبار. وأنكر جماعة من المعتزلة ذلك من حيث المعنى فقالوا: يتعالى الله عن ذلك وليس ذلك بمنكر فإن الله تعالى قد أجبر الناس على أشياء لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية، لا على ما تتوهمه الغواة والجهلة وذلك كإكراههم على المرض والموت والبعث، وسخر كلاً منهم لصناعة يتعاطاها، وطريقة من الأخلاق والأعمال يتحراها..".
- في مادة " ختم " أورد قوله {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وأمثالها من الآيات ثم قال: قال الجبائي: يجعل الله ختماً على قلوب الكفار، ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يَدْعون لهم، وليس ذلك بشيء، فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة، فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال"
وهكذا يناقش القول على الاحتمالين ليبين ضعفه وعدم صحته.
مكملات مفردات الراغب:
تعتبر كتب الراغب الأصفهاني منظومة متكاملة، وبخاصة ذات الصلة بالقرآن، ومن هذه الكتب التي وصلتنا " تفصيل النشأتين وتحقيق السعادتين " ورسالة في الاعتقاد " وقد طبعت باسم " الاعتقادات " وكتاب " الذريعة إلى مكارم الشريعة" وجزء من تفسيره المخطوط يبدأ بفصول في أصول التفسير وينتهي بتفسير سورة المائدة ويمكن أن يجد القارئ في بعض هذه الكتب ما لم يجده
في كتاب " المفردات " وبذلك تكون هذه الكتب مكملة لكتاب " المفردات " ويمكن أن نمثل لذلك بموضوع " تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة " والذي لم يوله العناية الكافية في كتابه " المفردات" لأنه كان ينوي أن يؤلف فيه كتاباً مستقلاً كما جاء في مقدمة " المفردات " حيث قال:
"وأتبع هذا الكتاب – إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل – بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته، نحو ذكر " القلب" مرة، والفؤاد مرة" والصدر مرة ونحو ذكره تعالى في عقب قصة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} وفي أخرى {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وفي أخرى {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي أخرى {لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} وفي أخرى {لأُولِي الأَبْصَارِ} وفي أخرى {لِذِي حِجْرٍ} وفي أخرى {لأُولِي النُّهَى} ونحو ذلك مما يعده من لا يحق الحق ولا يبطل الباطل أنه باب واحد، فيقدر أنه إذا فسر {الْحَمْدُ لِلَّهِ} بقوله: الشكر لله، و {لا رَيْبَ فِيهِ} بـ " لا شك فيه"، فقد فسر القرآن ووفاه التبيان.
ومن المعلوم – حتى الآن – أن هذا الكتاب لم يصل إلينا (1) ولاشك بأنه كتاب في غاية الأهمية، ولكن الراغب أشار في بعض كتبه الأخرى إلى شيء
(1) سبق ان ادعى الدكتور السّاريسي أن هذا الكتاب وصلنا باسم آخر وهو " درة التنزيل وغرة التأويل " وقد رددْنا على الدكتور الساريسي ببحث خاص أثبتنا فيه أن كتاب " درة التنزيل.." ليس للراغب، كما أنه ليس للخطيب الإسكافي، ويمكن الاطلاع على هذا البحث في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الكويتية: العدد الخامس عشر – السنة السادسة – 1410هـ – 1989م.