الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملاحظات على المعاجم السابقة:
بعد تلك المقارنات التي قمنا بها ومن خلال النماذج التي عرضناها، يمكننا أن نبدي بعض الملاحظات على المعاجم السابقة. وهي كما يلي:
- على الرغم من كل الجهود التي بذلها علماؤنا خلال العصور في بيان معاني المفردات القرآنية، فإنهم لم يقولوا الكلمة الأخيرة ويبقى الأمر مفتوحاً للدراسة والتحقيق والتدقيق.
- على الرغم من أن الراغب الأصفهاني يعتبر إمام الدارسين في مناسبات الألفاظ بعضها لبعض، وفي بيان جذور المعاني الأصلية وانتقالها خطوة خطوة إلى المعاني المستعارة، إلا أنه لم يصب دائماً كبد الحقيقة.
- يعتبر الراغب الأصفهاني العمدة لكل من جاء بعده، ولم يؤخذ عليه ملاحظات ذات قيمة من الذين اعتمدوا كتابه ضمن كتبهم، وذلك كالسمين الحلبي، والفيروز أبادي.
- معظم الإضافات التي أضافها السمين كانت في التوسع في إيراد الشواهد الشعرية، أو ذكر بعض الأقوال التي أغفلها الراغب لضعفها عنده، أو في ذكر الكلمات التي فاته أن يذكرها أو في التوسع في شرح بعض الألفاظ من خلال ورودها في الأحاديث النبوية.
- لم يلتزم السمين دائماً ترتيب المادة العلمية – كما هي عند الراغب- فقد يقدم فيها ويؤخر، ولكنه في الجملة يأتي بكل ما ذكره الراغب.
- ينسب السمين أقوال الراغب إليه في بعض الأحيان، ويغفل ذلك بعض الأحيان. وقد يقول: قال بعضهم: أو قال بعض أهل اللغة – وأمثال هذه العبارات – وعند المقارنة يتبين أنها أقوال الراغب نفسها.
- أما الفيروز أبادي فقد استوعب أيضاً معظم ما جاء في مفردات الراغب. ولم تكن له ملاحظات تذكر على الراغب.
- يمتاز الفيروزأبادي بأنه بعد أن يورد معنى المفردة القرآنية في أصل اشتقاقها مستفيداً في ذلك من الراغب، يعمد إلى ذكر وجوهها في القرآن كأن يقول: " وقد ورد في القرآن على ثلاثة عشر وجهاً. ثم يبدأ بذكر هذه الوجوه واحداً واحداً مستشهداً في ذلك بآية أو أكثر عند كل وجه من هذه الوجوه حتى يستوعب معظم هذه الآيات وهو في ذلك مستفيد من كتب الوجوه والنظائر غالباً.
- يتوسع الفيروز أبادي عند شرحه للمفردات القرآنية بذكر بعض المعاني التي لم يذكرها الراغب، وكثير منها قد يؤخذ من الأحاديث النبوية، وبعضها قد يكون من المعاني اللغوية.
- عند الفيروز أبادي استطرادات عجيبة، فعند كلامه على مادة " برق" ذكر واحداً وثلاثين فعلاً يمكن أن يضاف إلى البرق: يشري، ويومض، ويعنّ، ويعترض، ويوبص
وبعد أن ينتهي من سرد هذه الأفعال المسندة إلى البرق، يقول: ومما يستحسن في وصف البرق وخفائه والرعد في حدائه، والثلج ولألائه، قول بعضهم:
ينبض نبض العرق في استخفاء
…
شرارة تطرف من قصباء
ويذكر تسعة أبيات من هذه القصيدة، ثم يذكر سبعة أبيات لعدي بن الرِّقاع، من أحسن ما قيل في البرق والغيث ثم يتبعها بأربعة عشر بيتاً للعتابي.