الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما الفراهي فقد رجع إلى الشعر الجاهلي يستنطقه، كما رجع إلى العبرية أخت العربية ليتبين له الأصل الذي ترجع إليه الكلمة، ومن ثم وصل إلى حقيقة المعنى، على حين وقف السابقون عند المجاز ولم يجاوزوه.
وأما عمدة الحفاظ فلم يعرض للكلمة أصلاً، علماً أن يأخذ على الراغب عدم ذكره بعض الكلمات.
كلمة صغو
قال الراغب: الصغو: الميل، يقال: صغت النجوم والشمس صغواً: مالت للغروب. وصغيت الإناء، وأصغيته، وأصغيت إلى فلان: ملت بسمعي نحوه، قال تعالى:{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} (الأنعام: 113) وحكي: صغوت إليه أصغو، وأصغى صَغْياً وصُغياً. وقيل: صَغَيْتُ أصغى، وأَصْغَيتُ أُصْغِي. وصاغية الرجل: الذين يميلون إليه وفلان مُصْغىً إناؤه: أي: منقوص حظه وقد يكنى به عن الهلاك. وعينه صغواء إلى كذا والصغى: مَيْل في الحنك والعين.
وقال السمين: قوله تعالى {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ} أي: ولتميل إليه قلوب والصغو: الميل، يقال: صغت الشمس والنجوم صغواً: مالت للغروب وصغيت الإناء وأصغيته: أملته وقد أصغيت إلى فلان بسمعي نحوه، وحكي صغواً وصغيت أيضاً وأصغيت أصغي وصاغية الرجل: الذين يميلون إليه، ويكنى بذلك عن قلة الحظ، فيقال: فلان مصغي إناؤه. وقد يكنى به عن الهلاك أيضاً. وفي الحديث " يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة " أي: خاصته والمائلون إليه. وعين صغواء إلى كذا أي: مائلة
والصغي: ميل في الحنك والعين. وفيه أيضاً " وكان يصغي لها الإناء" أي: يميله ويقال: صغى يصغي، وصغى يصغي. فالمادة يجوز أن تكون من الواو ومن الياء، لأنه قد سمع فيها الحرفان وقد ذكر الراغب اللغتين. ولم يذكرهما الهروي إلا في مادة الياء.
وقال الفيروزأبادي: صغوت إلى فلان. وصغا فؤادي إليه: مال. وصغوي معه. وصغت النجوم للغروب، وهنّ صواغٍ. وأصغى الإناء للهرة. وأصغى إلى حديثه: مال بسمعه إليه. ورجل أصغى، وقد صغي. وهو ميل في الحنك وإحدى الشفتين. وأقام صغاه: ميله. ويقال: من عرض له فلّ صغاه وأقام صغاه. ويقال: الصغا في الأديان أقبح من الشفا في الأسنان وصاغية الرجل: قومه لما يميلون إليه.
وقال في معجم المجمع: صغت القلوب أو الأفئدة: مالت {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (التحريم: 4) لتصغى {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ} .
وقال الفراهي: " الصغو" في جميع الألسنة ولا سيما في لغة العرب ألفاظ خاصة لأفراد خاصة تحت معنى كلِّي. والذهول عن هذه الخصوصيات مبعد عن فهم اللسان.
مثلاً: الميل: معنى كلي. ثم تحته: الزيغ، والجور، والارعواء، والحيادة، والتنحي، والانحراف. كلها للميل عن الشيء والفيء والتوبة، والالتفات والصغو كلها للميل إلى الشيء؛ فمن خبط بينهما ضل وأضل.