الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقترحات:
بعد الذي قدمناه من مقارنات وملاحظات على المعاجم التي عرضنا لها، يحسن بنا أن نقترح بعض المقترحات التي يمكن أن تفيد في مستقبل التأليف المعجمي لمفردات القرآن فنقول:
- إن الحاجة إلى تأليف معجمات تعنى بتحقيق معاني المفردات القرآنية أمر متجدد، والمجال فيه واسع ومفتوح، بل هو واجب لمن آنس من نفسه أهلية ورشداً، وآتاه الله من فضله علماً وحكماً.
- إن الذي يتصدّى لمثل هذه المهمة العظيمة لا ينبغي له أن يسلك الطريق السهل، وإنما عليه أن يركب الصعب، وأن يكدّ الذهن في التأمل والدراسة. وألا يقف على الشواطئ القريبة وإنما عليه أن يغوص في الأعماق البعيدة، باحثاً عن الدر المصون وطامعاً في اللؤلؤ المكنون.
- لا يكفي لمن يريد ارتياد هذه الآفاق، أن يحمل شهادة في الأدب العربي، أو الدراسات الإسلامية دون أن يكون عاكفاً على كتاب الله تلاوة وفهماً، تذوقاً وتدبراً، يجيل الطرف في آياته، ويجدّ في البحث عن أسرار حروفه وكلماته.
- لابد من تأكيد منهج الراغب الأصفهاني في بيان الفروق بين ما يظن فيه الترادف، والتوسع في ذلك في المعجمات القادمة – طبقاً للأمثلة التي سقناها من تفسيره المخطوط، وكتاب " الذريعة إلى مكارم الشريعة".
- ويمكن الاستفادة في ذلك أيضاً من كتب الفروق اللغوية ككتاب أبي هلال العسكري، وفروق اللغات لنور الدين الجزائري، وغيرهما من الكتب التي اعتنت بهذا الجانب سواء أكان ذلك مباشراً أم غير مباشر.
- من العلماء المحققين الذين عنوا بدراسات متخصصة في جانب الفروق الحكيم الترمذي في كتابه " بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب " من علماء القرن الثالث – ويعتبر خطوة متقدمة جداً في هذا الجانب الهام.
- ومن العلماء الذين يرون أن الترادف في القرآن إما نادر أو معدوم الإمام ابن تيمية وذلك في رسالته في أصول التفسير.
- كذلك اهتم ابن القيم بهذا الجانب، بل إنه أيضاً اهتم بالفروق الاصطلاحية، وجمع منها مادة كبيرة أودع كثيراً منها في كتاب " الروح" – القسم الأخير من الكتاب- كما تفرقت دراساته للفروق في كتبه الكثيرة، وقد عمد يوسف الصالح إلى جمع وترتيب عدد كبير منها في جزء أصدره باسم " الفروق لابن قيم الجوزية " منتزع من أغلب كتبه.
- كما أن هناك دراسة بعنوان " الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم" للدكتور محمد عبد الرحمن الشائع – يمكن الرجوع إليها والاستفادة منها، وهي مفتاح لكثير من الدراسات التي تناولت هذا الجانب الهام.
أيضاً لايمكن إهمال جانب المعاني الاصطلاحية وملاحظة الفروق الغامضة فيما يظن فيه التقارب بينها، وهناك كتب كثيرة ودراسات عنيت بذلك، وقد أشرنا إلى طرف منها فيما سبق ويمكن أن نضيف إلى ذلك كتاب
"الكليات " لأبي البقاء الكفوي – وهو يعنى بالفروق اللغوية والاصطلاحية.
- لشيخ الإسلام ابن تيمية دراسات قيمة في مجال الدلالة اللغوية توزعت كتبه الكثيرة ورسائله المتعددة، وعلى سبيل المثال كتابه " جامع الرسائل" فيه دراسات تناولت" قنوت الأشياء كلها لله " و " سنة الله " و " معنى النزول " وأمثال ذلك كثير.
- لابن القيم أيضاً دراسات قيمة لعدد كبير من الألفاظ تناول فيها الدلالة اللغوية بغاية من التحقيق والتدقيق جمع منها أربعاً وخمسين كلمة الدكتور أحمد ماهر البقري في كتابه " ابن القيم اللغوي " استقاها من مجموع كتب ابن القيم، وهي مما يمكن الاستفادة منها في ضبط معاني المفردات القرآنية في التأليف المعجمي مستقبلاً.
- لابد من التأكيد أيضاً على منهج الفراهي في دراسة الكلمة القرآنية، والاستفادة منه في معالجة الكلمات التي يشك في معناها الدقيق، وذلك بالرجوع إلى الشعر الجاهلي، واللغات السامية التي تشارك العربية في جذورها الأصلية – كما لاحظنا ذلك من الأمثلة التي سقناها عن الفراهي – والتي وصل بها إلى نتائج هامة تثلج الصدر وتطمئن النفس.
- أيضاً لابد من الالتزام بالقواعد التي ذكرناها سابقاً من مقدمات " مفردات القرآن" للفراهي، فهي أصول لايستغنى عنها في دراسة المفردة القرآنية ويمكن أن نضيف إليها هنا نقاطاً أخرى أشار إليها الفراهي في كتابه " التكميل في أصول التأويل " وذلك تحت عنوان " جامع لأبواب الإجمال".