الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعاني التي ذكرت للصلاة دون تكلف، وبهذا يكون هذا المعنى هو الجذر الحقيقي لبقية المعاني الأخر ومن ثم فهو الأصل الراجح.
كلمة العصر
قال الراغب: " العَصْرُ والعِصْر": الدهر. والجمع: العصور. قال: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} والعصر: العشي. وإذا قيل العصران " فقيل: الغداة والعشي وقيل: الليل والنهار، وذلك كالقمرين للشمس والقمر".
وقال السمين: قوله تعالى {وَالْعَصْرِ} أي: ورب العصر والعصر: الزمان. قال الشاعر:
وقد مر للدارين من بعد عصرنا
والجمع: أعصر، وعصور. قال الشاعر:
حَيُوا بعد ما ماتوا من الدهر أعصرا
والعصر أيضاً: وقت هذه الصلاة المعروفة بخصوصها لأنها فُعلت في وقت. واللغة ليست بقياس وتسمى كل صلاة عصراً. والعصران قيل: الليل والنهار. وقيل: الغداة والعشي"
وقال الفيروز أبادي:
((العصر: الدهر والجمع: عصور وأعصار وقد ورد بمعنى الدهر أو صلاة العصر {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} والعصران: صلاة الغداة والعشي. وقيل: الليل والنهار كالقمرين للشمس والقمر.
وقال معجم المجمع: العصر: الدهر {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}
وقال الفراهي: " العصر " الزمان الماضي.
و" العصر" آخر النهار – كما قال الحارث بن حلزة (1) في معلقته:
آنَسَتْ نَبْأَةً وَأَفْزَعَها
…
القُنَّاصُ عَصْراً وقَدْدَنا الإمسَاءُ
والسند على المعنى الأول – الزمان الماضي – كثير:
قال عبيد بن الأبرص:
فذاك عصر وقد أراني
…
يحملني بازل شبوب (2)
وقال امرؤ القيس:
أَلا عِمْ صباحاً أيُّها الطَّللُ البالي
…
وهل يَعمنْ من كان في العصر الخالي (3)
وقال رُبَيع بن ضُبُع بن وهب بن بغيض بن مالك:
أصبح مني الشباب قد حسرا
…
إن ينأ عنِّي فقد ثوى عُصُرا
وقال المتلمس:
عرفت لأصحاب النجائب جدة
…
إذا عرفوا لي في العصور الأوائل
وقال دريد بن الصمة:
فإن لا تتركي عذلي سفاهاً
…
تلُمْكِ عليه نفسُكِ غيرَ عصر
(1) شرح المعلقات العشر: 318.
(2)
شرح المعلقات العشر: 434 – والشطر الثاني كما في الشرح: تحملني نهذةٌ شرحوب – وكذلك في " شعراء النصرانية قبل الإسلام "609.
(3)
شرح ديوان امرئ القيس للشنمري ص: 97-98.
أي: من غير أن يمر بك كثير زمان.
وقال شريح بن هاني بن يزيد بن يهبل بن وريد بن سفيان:
قد عشت بين المشركين أعصرا
…
ثمت أدركت النبي المنذرا
وقال مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم:
قد كنت في عصر لاشيء يعدله
…
فبان مني وهذا بعده عصرا
أي: هذا الزمان بعد ذلك ايضاً ماض ومار.
وقال أبو خرابة الوليد بن ضيفة:
وكنا حسبناهم فوارس كهمس
…
حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصُرا
أي: بعد أن كانوا ميتين حقباً.
وقال ابن هرمة (1) :
أذكرْتَ عَصْرَك أم شَجَتْك ربوع
…
أم أنت مُتَبّل الفؤاد مضوع
أي: ذكرت زمانك الماضي.
وهكذا نرى أن السابقين فسروا " العصر " بالدهر والزمان عموماً، وأن الفراهي رأى أن ذلك التفسير غير دقيق، فانطلق يرتاد رياض الشعر الجاهلي باحثاً عن حقيقة المعنى فانتهى إلى أنه ليس مطلق الزمان وإنما هو الزمان الماضي، وأكد ذلك بالشواهد الشعرية الكثيرة. وهذا يعني أن المعاني الدقيقة يمكن الوصول إليها من خلال استعمال العرب الأقحاح لها في شعرهم.
(1) شعر إبراهيم بن هرمة: 124 – مجمع اللغة العربية بدمشق.