المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌لمحة تاريخية عن التأليف في معاني القرآن وغريبه قبل الراغب الأصفهاني

- ‌مفردات الراغب معلم بارز في معاجم المفردات القرآنية

- ‌ميزات مفردات الراغب:

- ‌كشف جذر الكلمة:

- ‌تتبع المعاني المستعارة:

- ‌تحرّي المعاني الصحيحة:

- ‌الكلمات الجامعة لمعنيين:

- ‌نفي معان موهومة:

- ‌تعريفات جامعة

- ‌قواعد كلية:

- ‌قواعد أكثرية:

- ‌ردود وانتقادات:

- ‌مكملات مفردات الراغب:

- ‌من كتاب الذريعة:

- ‌من تفسيره المخطوط:

- ‌موازنات بين المفردات وأربعة معاجم قرآنية

- ‌مدخل

- ‌الطبعات المعتمدة في الموازنة:

- ‌موازنات بين مقدمات الكتب الخمسة:

- ‌ومن خلال النظر في المقدمات السابقة نخرج بالنتائج التالية:

- ‌مواضع الوهم من الكلمة والكلام:

- ‌موازنة بين المعاجم الخمسة في دراسة بعض المفردات:

- ‌كلمة آلاء:

- ‌كلمة درس:

- ‌كلمة صغو

- ‌كلمة الطوفان:

- ‌أصل كلمة صلى:

- ‌كلمة العصر

- ‌ملاحظات على المعاجم السابقة:

- ‌مقترحات:

- ‌للكلمة والكلام وجوه ولابد من تعيين المراد في كل موضع وهي:

- ‌خاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌أصل كلمة صلى:

- وأما ما ذكره الفراهي من أن الطوفان: إعصار مستدير يصحبه المطر وفوران الماء، فقد أكده بما ورد في عدة لغات من أن " الريح المدورة" أو " الريح الدوارة " أو " دائرة الريح" أو " طائفون " وكذلك من خلال وصف طوفان نوح عليه السلام في القرآن والتوراة وبذلك يكون قد وضع أيدينا على جذر المعنى وأصل الاشتقاق، الذي يفسر لنا هذا النوع الخاص من العذاب الذي عذب الله به قوم نوح، والذي لم يرد في القرآن إلا لقوم نوح عليه السلام بخلاف ما ذكره غير الفراهي من أنواع العذاب الأخرى فقد عذب بها أقوام عديدون، ومن ثم وصف عذاب قوم نوح بـ " الطوفان دون غيره لابد أن يكون خاصاً بنوع من العذاب اقتضى التعبير عنه بلفظ " الطوفان " كما أكد هذا المعنى بما رآه واقعاً من الطوفان الذي قدم لنا وصفه حينما كان في مدينة كراجي والذي جاء من مشرق بحر الهند إلى مغربه.

- وبهذا يكون الفراهي أكثر تحقيقاً في هذه الكلمة كل الذين عرضوا لها قبله.

- ويكون ما قاله الراغب: " وصار الطوفان – متعارفاً في الماء المتناهي في الكثرة لأجل أن الحادثة التي نالت قوم نوح كانت ماءً. انتقال من الحقيقة اللغوية إلى الحقيقة العرفية ولايمكن أن يحمَّل هذا المعنى إلى الحقيقة اللغوية بحيث تصبح جزءاً منه تفهم بمجرد التلفظ بـ " الطوفان "

ص: 51

‌أصل كلمة صلى:

قال الراغب: أصل " الصلي " إلايقاد بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بُلِيَ بها، واصطلى بها وصَلَيْتُ الشاة: شويتها، وهي مصليّة.قال تعالى:

ص: 51

{اصْلَوْهَا الْيَوْمَ} وقال: {يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} {تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} {وَيَصْلَى سَعِيراً} .قال الخليل:

صَلِي الكافر النار: قاسى حرَّها وقيل: صَلِي النار: دخل فيها. وأصلاها غيره، قال:

فسوف نصليه ناراً والصلاة.قال كثير من أهل اللغة هي: الدعاء والتبريك والتمجيد. يقال: صليت عليه: أي: دعوت له وزكيت. وقال عليه السلام: " إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائماً فليصلِّ"، أي: ليدعُ لأهله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} وصلوات الرسول".

وصلاة الله للمسلمين – هو في التحقيق -: تزكيته إياهم.وقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} ومن الملائكة: هي الدعاء والاستغفار، كما هي من الناس والصلاة التي هي العبادة المخصوصة: أصلها الدعاء، وسميت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمنه وقال بعضهم: أصل " الصلاة" من " الصَّلَى " قال: ومعنى " صَلَّى الرجل ": أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة " الصَّلَى " – الذي هو نار الله الموقدة – وبناء " صَلَّى " كبناء مرَّضَ لإزالة المرض..".

وقال السمين: (ص ل و) : قوله تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} .

الصلاة لغوية وشرعية: فاللغوية: الدعاء. قال الأعشى:

تقول بنتي وقد قرَّبت مرتحلاً

يا ربّ جنِّب أبي الأوصاب والوجعا

ص: 52

عليك مثل الذي صلّيتِ فاغتمضي

نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا

وقال آخر:

لها حارس لا يبرح الدهر ينهها

وإن ذبحت صلّى عليها وزمزما

وأما الشرعية: فذات الأركان المعلومة. وهي مشتقة من ذلك لأنها مشتملة على الدعاء..

وقيل: هي مشتقة من الصَّلَوين – عرقين – لأن المصلّي يحركهما عند حركته فيها. ومنه المصلِّي في حلبة السباق، لأنه يضع رأسه عند صَلَوي السابق

وقيل: هي مشتقة من الصِّلاء. وهو النار، لأنه إذا فعل هذه العبادة فقد درأ عن نفسه الصِّلاء وهذا مردود بأن تلك مادة أخرى كما سيأتي..

وقال السمين أيضاً: (صَلِيَ) : قوله تعالى: {لا يَصْلاهَا} : أي: لا يدخلها ويلاقي صلاها"

أما الفيروز أبادي: فقد أورد معظم كلام الراغب. وزاد في الاستشهاد بالآيات وبيان معنى الصلاة في كل آية.

وأما معجم المجمع فقال: "صلّى" أدى الصلاة " تُصَلِّ" تؤد صلاة الجنازة، وقيل: تدعو.

وأما الفراهي. فيقول: " الصلاة" – في الأصل -: الإقبال على شيء، ومنه الركوع، ومن التعظيم والتضرع والدعاء. وهي كلمة قديمة بمعنى الصلاة والعبادة: جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرع وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع. ومن هذا الأصل: صَلِيَ النار: أقبل عليها ثم بمعنى: دخل

ص: 53

النار، كما قال تعالى:" {سَيَصْلَى نَاراً} وأيضاً: "{سَيَصْلَى نَاراً} ومنه التصلية، كما قال تعالى:{وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} واستعملت العرب كل ذلك"

ومن كل ما تقدم يبدو لنا أن معظم كلام الراغب قد ورد عند كل من السمين والفيروزأبادي، وأن الإضافات التي أضافها السمين تتصل ببعض الشواهد الشعرية التي أغفلها الراغب، كما أغفل بعض الأصول الاشتقاقية التي ذكرها كل من السمين والفيروزأبادي كالصَّلَوين وغيره.

وكذلك يلاحظ أن السمين ذكر " الصلاة" تحت مادة " ص ل و " وذكر " صَلِيَ النار" و " التَّصْلِيَة" تحت مادة " ص. ل. ي" فقد فرق بين المادتين فجعل الأولى من الواو، والثانية من الياء، وقد انفرد السمين بهذا.

جعل الراغب أصل الكلمة من " الصِّلى " بمعنى: الإيقاد بالنار ن ثم ذهب إلى معنى الدعاء والتبريك والتمجيد، ولكنه لم يبين لنا كيف تم الانتقال من معنى " الإيقاد بالنار" إلى معنى " الدعاء" علماً بأنه بعد أسطر أورد قول بعضهم من أن أصل " الصلاة " من " الصَّلَى" قال: ومعنى صلَّى الرجل: أنه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة " الصَّلَى " الذي هو نار الله الموقدة. وبناء "صلّى" كبناء " مَرَّضَ" لإزالة المرض، ولايبدو هذا التعليل على درجة من القوة تجعله يحظى بالقبول.

وأما ما ذهب إليه الفراهي من أن " الصلاة " – في الأصل -: الإقبال على شيء وأنها كلمة قديمة جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرع، وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع، فإن هذا الأصل الاشتقاقي يدخل تحته كل

ص: 54