الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(المعلم الثالث: الشيطان وموقفنا منه)
• الملائكة عباد مكرمون يقومون بأمر الله الكوني المحبوب لله عز وجل وهم يعلمون ذلك ولو كان صورة هذا الأمر عذاب وانتقام فهو خير ومحبوب لله فهو جزاء لظلم الناس وما ظلمهم الله ، والملائكة مسخَرون كالشمس والقمر فلا تتأتى منهم المعصية ألبتة والله أعلم ، وهم يأتمرون بأمر الله المباشر سبحانه وتعالى.
• إذا أطلق اسم الشيطان فالمراد به فاسق الجن ، والله لا يجعل للشيطان على العبد سلطاناً حتى يجعل له العبد سبيلاً بطاعته والشرك به فجعل الله حينئذٍ له عليه تسلطاً وقهراً ، فلا سلطان للشيطان على عباد الله الصالحين ، وأما تسليطه على المؤمنين فيكون بسبب ذنوبهم.
• وكَل الله بكل إنسان قريناً من الملائكة وقريناً من الجن والقرين الملكي والقرين الجني يتسابقان على توجيه الإنسان فللملك لمَته وهي إيعاد بالخير وتصديق بالحق ولَمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق.
• للإنسان عدوان: عدو ظاهر وهو شيطان الإنس وعدو باطن وهو شيطان الجن ومحاربة العدو الباطن أولى من العدو الظاهر.
• خواطر القلب السيئة قسمان:
1 -
طارئة (ضرورية) غير مستقرة وهي ما يجري في الصدر من الخواطر ابتداءً ولا يقدر الإنسان على دفعها فهذه مدافعتها تكون بالإعراض عنها وعدم التكلم بها.
2 -
مستقرة (اختيارية) وهي التي أوجبتها شبهة وُجدت فيه فهذه لا تُدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها وتكون بمناقشتها ومعرفة الدليل وإقامة الحجة والبرهان لدحضه.
• المؤاخذة تكون في أعمال القلوب المستقرة.
• الأفكار والخواطر حسنها وسيئها تتوارد على القلب والإنسان يقبل منها ما شاء ويرفض ما شاء فمن فتح أبوابه للملك الكريم وأغلقه عن الشيطان الرجيم فقد أفلح.
• قد يخاف الشيطان ويهرب من بعض عباد الله.
• يدخل كافر الجن النار.
• كل مخالفة للرحمن فهي طاعة للشيطان.
• أساليب الشيطان في إضلال الإنسان: تزيين الباطل، وتشويه الحق، والإفراط والتفريط ولا ينجي من ذلك بعد الله إلا علم راسخ وإيمان قوي، ومن الأساليب أيضاً التسويف والكسل والتثبيط، والوعد والتمنية وهو في الواقع لا حقيقة له، وإظهار النصح للإنسان، والتدرج في الإضلال، وتخويف المؤمنين أولياء الشيطان وهم الكفرة، ودخوله إلى النفس من الباب الذي تحبه وتهواه، وإلقاء الشبهات، وسائر أمراض قلوب بني آدم هي مداخل الشيطان.
• الأذكار والتحصينات الشرعية والرقية وجميع الأوراد لها شروط ولها موانع فمن حقق شرطها واجتنب موانعها حصل على ثمرتها تامة والأوراد والأذكار والاستعاذة تكون بحسب ما يقوم بالقلب والسيف بضاربه.
• كلما كان المؤمن حسن الصلة بالله كان لذكره ودعائه وتعوذه وورده أثر أقوى ، وقيل وإن كان مرجوحاً بأن القول اللساني للأذكار والدعاء والاستعاذة بدون المعارف القلبية عديم الفائدة والأثر.
• ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان إما إلى تفريط وإضاعة وإما إلى إفراط وغلو ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين والوسط بين طرفين دميمين فكما أن الجافي عن الأمر مُضيع له فالغالي فيه مضيع، هذا بتقصيره عن الحد وهذا بتجاوزه الحد.
• الذي يعبد غير الله عز وجل إنما يعبد إبليس في نفس الأمر لأنه هو الذي أمره بذلك وحسَنه وزيَنه له.
• الذي يميل ويحب ويريد ويستجيب لوحي الشيطان استجابة مطلقة هو من لا يؤمن بالآخرة وهو الكافر والناس بين مستقل ومستثكر.
• شأن المتقين إذا مسهم طائفٌ من الشيطان التذكر والاستعاذة بالله والالتجاء إليه وإن كان الطائف يسير ، أما الفجار فإنهم لا ينتهون ولا يقصر الشياطين في مدهم في الغي.
• عبادة الشيطان المراد بها طاعته المطلقة فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم ، وتكون طاعة الشيطان شركاً إذا أطاعه في الاعتقاد بالذي هو محل الكفر والإيمان أما من أطاعه في الفعل وعقده مستمر على التوحيد والتصديق فهو عاص.
• سؤال العرافين والكهنة على وجه الامتحان لإظهار تناقضهم وكشف عوارهم لا بأس به.
• تعليل صدق المنجمين والعرافين بعض الأحيان: أنهم يقولون للناس كلاماً عاماً حمَال للوجوه فإذا حدث الأمر فسَروه على الوجه الذي يريدون وبعض الأحيان يكون فراسة وتوقع وأحياناً تكون هذه الكلمة الصادقة مما خطفه الجن من خبر السماء علماً بأن المسلم مأمور بعدم تصديقهم طاعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• كيف تصنع بالشيطان إذا سوَل لك الخطايا؟
تجاهده هذا حسن ولكنه يطول ، والحل الناجع تستعين بخالقه فيكفَه عنك وهو على كل شيء قدير.
• إذا ذُكر الله تصاغر الشيطان حتى يكون كالذباب.
• قلوب بني آدم ثلاثة:
1 -
قلب خالٍ من الإيمان والخير قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس عليه ، وهذا قلب الكافر والمنافق.
2 -
قلب محشو بالإيمان وتوحيد الله لو دنا منه الوسواس لاحترق وهذا قلب حقيقٌ أن يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئاً إلا خطفة.
3 -
قلب قد استنار بنور الإيمان ولم يتمكن منه وللشيطان فيه إقبال وإدبار فالحرب دول وسجال.
• يشرع علاج الوسواس أحياناً بالعلاج الحسي الطبيعي النفسي كالأدوية وهذا الوسواس خبل في العقل.
• الشيطان يتسلط على بني آدم ببعض ذنوبهم فهم الذين أدخلوه على أنفسهم ومكنوه بما فعلوا من المعاصي لأنها مركبه ومدخله فلو اعتصموا بطاعة ربهم لما كان له عليهم من سلطان.
• من أبرز علامات وحي الشيطان ووسوسته قذف سوء الظن برب العالمين.
• ينحصر شر الشيطان في ستة أجناس لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحداً منها أو أكثر: الأول: الكفر والشرك. الثاني: البدعة. الثالث: الكبائر من الذنوب. الرابع: الصغائر. الخامس: الانشغال بالمباحات عن الخير. السادس: العمل بالمفضول عن الفاضل.
• من شر الشيطان أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبَطه فيه وعوقه وشوَش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته.
• الشيطان بمنزلة قاطع طريق كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه ، وكلما أرد العبد توجهاً إلى الله بقلبه جاءه من الوسواس ما يقطع الطريق عليه.
• من أسباب الوسواس: قلة العلم، ضعف الأيمان، الاسترسال مع الهواجس، الغفلة عن ذكر الله، عدم مخالطة الناس، عدم الاتباع إما بإفراط أو تفريط.
• الوسوسة عموماً: هي حديث النفس والأفكار وحديث الشيطان بما لا نفع فيه ولا خير وقد تكون خواطر رديئة مشينة قادحة في الإيمان أو داعية إلى المعاصي أو تكون فيما لا طائل تحته من تافه الأحاديث وخرافاتها مما يستند إلى الوهم والتخيل.
• الشيطان يستطيع أن يصل إلى فكر الإنسان وقلبه بطريقة لا نُدركها ولا نعرفها يساعده على ذلك طبيعته التي خُلق عليها وهذه الوسوسة.
• الوسوسة الشيطانية: هي الهمس والصوت الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع ثم يخنس أي يتأخر ويرجع عن الوسوسة إذا ذكر العبد ربه واستعاذ بالله من عدوه.
• الوسوسة لغةً هي تردد الشيء في النفس من غير اطمئنان واستقرار.
• الوسوسة على أقسام: باعتبار مصادرها والله أعلم:
القسم الأول: حديث النفس. القسم الثاني: شياطين الإنس.
القسم الثالث: شياطين الجن.
• من حصل له وسوسة فتردد في الإيمان أو الصانع أو تعرض بقلبه لنقص أو سب وهو كاره لذلك كراهة شديدة ولم يقدر على دفعه لم يكن عليه شيء ولا إثم بل هو من الشيطان فيستعين بالله على دفعه ولو كان من نفسه لما كرهه.
• وساوس الشيطان تتعلق بعلم القلب وعمله وأعمال الجوارح على حدٍ سواء وتكون بالإفراط أو التفريط ويأتي من باب الطاعة وأيضاً من باب المعصية.
• من السنة قطع أسباب الوسوسة.
• قطع أسباب الوسوسة مشروعة ويُستحب أحياناً إيجاد بديل مشروع لسبب الوسواس لصرف الذهن عن السبب الموسوس.
• على الموسوس أن يشتغل بطهارة باطنه قبل ظاهره.
• فرح المؤمن مما يغيظ الشيطان فيكف عن الوسوسة وإذا حزنت تسلَط عليك الشيطان.
• كيفية التعامل مع شيطان الإنس: أمر الله بمصانعة شيطان الإنس والعدو الإنسي والإحسان إليه ومداراته ليرده عنه طبعه الطيب الأصل عما هو فيه من الأذى.
أما شيطان الجن: أمر الله بالاستعاذة من شيطان الجن والعدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا رشوة ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع ولا يبتغي غير هلاك بني آدم.
• الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان: الاستعاذة بالله منه ، كثرة ذكر الله وهو أنفع الحروز ، توحيد الله والتوكل عليه، والإخلاص.
• كل ما يثبطك عن الخير ويحثك على الشر فاعلم أنه من الشيطان ، وإذا وجدت شيئاً من الخوف وعدم الإقدام في أمر من أمور الخير وعلى هدي السنة فاعلم أن وراء ذلك الشيطان.
• بالجملة الوقوع في المعصية المحققة سبب لتسلط الشيطان على الإنسان.
• دواء الوسواس: الاستعاذة بالله وهي الاعتصام بالله عز وجل والتوكل عليه، والانتهاء يعني الاعراض عن هذا التفكير وعن هذه الوسوسة وامض في سبيلك واترك هذه الوساوس ولا تلتفت إليها وسيشق عليك هذا الأمر ابتداءً ولكن اصبر وسيزول إن شاء الله.
• مراد الشيطان من الوسوسة في بعض الطاعات الصد عن سبيل الله بإلحاق المشقة وتبغيض الطاعة للموسوس.
• إذا كان الشيطان لا يريد من العبد أكثر مما هو عليه من المعصية فإنه لا يوسوس له.
• من أسباب الوسوسة التكلف والتفكير في كيفية الغيبيات ونحوها ، وهذا غلو منهيٌ عنه.
• من وسائل دفع الوسواس الطبيعية: الاغتسال والتنظَف والتطيب.
• لابد في الاستعاذة من الشيطان تدبر المعنى واعتماد القلب على الله في صرفه عنه.
• كثيراً ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب الله عليه، وقد يرِد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه، والمؤمن يُبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره، كما قال الصحابة: يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: ذاك صريح الإيمان. وفي رواية: ما يتعاظم أن يتكلم به، قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص كاللبن الصريح، وإنما صار صريحاً لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان صريحاً، ولا بد لعامة الخلق من هذه الوساوس، فمن الناس من يجيبها فيصير كافراً ومنافقاً، ومنهم من غمرت قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين، فإما أن يصير مؤمناً، وإما أن يصير منافقاً.
• داء الوسوسة، هل له دواء؟ نعم ، له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان؛ فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرَب ذلك الموفَقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها.
فالوسوسة من الشيطان اتفاقاً، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال والحيرة ونكد العيش وظلمة النفس وضجرها إلى أن يخرجه من الإسلام وهو لا يشعر فدواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني وأن إبليس هو الذي أورده عليه وعليه مقاتلته ومدافعته فيكون له ثواب المجاهد لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فرَ عنه.
وإذا أردت أن ينقطع عنك، في أي وقت أحسست به فافرح، فإنك إذا فرحت به انقطع عنك؛ لأنه ليس شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن، وإن اغتممت به زادك.
وإن الوسواس إنما يُبتلى به من كمل إيمانه، فإن اللص لا يقصد بيتا خرباً، وغرض الشيطان من تلك الوسوسة أن يحول بين العبد وربه.
• أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك، فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفَه عنك ورد كيده.
• الخواطر وحديث النفس إذا لم تستقر ويستمر عليها صاحبها فمعفوٌ عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه.
• اعلم أن الوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب.
• حصول الوسوسة نفسها لا يدل على قوة الإيمان ولا على ضعفه ، والمراد بصريح الإيمان الوارد في الحديث المعروف هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك لم يتعاظم في نفوسهم حتى أنكروه، وليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده وعلى هذا يُعلم أن الذي دل على صحة الإيمان هو تعاظم هذه الوساوس وردها، وأن عدم تعاظمها والسماح للنفس بالاسترسال فيها يدل على ضعف الإيمان ، مالم تكن شركاً أكبر فتكون كفراً مع شرح الصدر لها واعتقادها والعمل بموجبها.
• في باب التطهر من النجاسة يُحاول رش المحل الذي يعرض له فيه الوسواس بالماء ويُقنع نفسه أن ما يجده من بلل من أثر الماء لا من البول وهكذا يحاول المُبتلى اتخاذ حلول عملية.
• مجاهدة الوساوس ومدافعتها تكون بالإعراض عنها.
• من علاج الوسوسة البعد عن الفراغ والإنسان حارثٌ همَام والعزلة والانطواء على النفس من أسباب الوسوسة.
• يُشرع تقليد المذهب المرجوح إذا كان تقليده يقطع أسباب الوسوسة.
• شدة الخوف من الوقوع في الشيء توقع في الوسوسة فيه غالباً.
• اعلم رحمك الله أن ربك ما جعل عليك في الدين من حرج ومتى ما وجدت الحرج في الدين فعليك بمدافعته فذاك شيطان أراد أن يحول بينك وبين ربك واعلم أن دين الله منه بريء ومتى ما تشتت فيك المذاهب ولا مرجح لها فافعل ما هو أصلح لقلبك.