الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الحلم]
هـ - الحلم ما الحلم إلا ضبط النفس عند الغضب، والنزوع إلى العقل عند ثورة الانفعال. وما هذا - وربك - إلا شارات القوة وعنوان البطولة «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (1) .
ومن أحوج بهذا الخلق من رجل الدعوة الذي ميدانه صدور الرجال ونفوس البشر.
ومن أبرز صور الحلم. . كظم الغيظ. . ثم يعقبه في الترقي العفو عن الناس، وتلك صفات المتقين أهل الجنة التي عرضها السماوات والأرض.
ومن رزق الحلم ترقى في درجاته. . فيصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه. ويخطئ من يظن أن الحلم عجز، وأن العفو
(1) متفق عليه من حديث سهل بن سعد 108.
ضعف، وأن الإعراض عن الجاهل خوف وخور. ولا يقول ذلك إلا من تأخذه العزة بالإثم، وهو خلق ذميم يتنافى مع الحلم كما ترى.
خرج زين العابدين بن علي بن الحسين رضي الله عنه وعن آبائه - من المسجد يوما فسبه رجل فانتدب الناس إليه. فقال: دعوه. ثم أقبل عليه فقال: ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر. ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل فألقى إليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان الرجل إذا رآه قال: إنك من أولاد الأنبياء.
* * * *