الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المعلم الثاني تخير الأوقات وانتهاز المناسبات]
المعلم الثاني: تخير الأوقات وانتهاز المناسبات هذا معلم كبير ومؤثر من معالم الحكمة وتلمسها، يبلور ذلك كلمة جامعة لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه:(إن للقلوب شهوة وإقبالا وفترة وإدبارا، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها) وقد كان رضي الله عنه يذكرهم كل خميس، فقال رجل: لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال:(أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا مخافة السآمة علينا» (1) .
ولأمر ما، كان نزول كتاب ربنا منجما ومفرقا على المناسبات والأحداث والأزمنة والأمكنة.
وأنت خبير أن إقبال الناس في رمضان يختلف عنه
(1) متفق عليه.
غيره، وقل مثل ذلك في المناسبات المختلفة، والأحداث المتجددة من وقائع الأفراح أو حلول المصائب، فأخذ الناس بهذا ومراعاة تقلبات الدهر من حولهم يدرك به سرا عظيما في التأثير والاستجابة، وإن شئت مزيدا في هذا فانظر في الأوقات والأحوال التي يتأكد فيها استحباب الدعاء. . كأوقات السحر، ونزول الغيث، والتقاء الجيوش.
وإن رغبت في واقعة فانظر في حكمة يوسف عليه السلام حين استغل الفرصة مع الفتيين عند تعبير رؤياهما وظروف سجنهما فدعاهما إلى الله الواحد الأحد.
(1) سورة يوسف، الآيتان: 39، 40.
يلتحق بذلك مراعاة الأعراف والتقاليد المرعية والطبائع في الحرف والصناعات. وقد يكون فيما أشار إليه أهل العلم رحمهم الله من تنوع معجزات أنبياء الله ومناسباتها مع ما يسود البيئات من علوم ومعارف كعصا موسى عليه السلام في بيئات السحرة، وإبراء عيسى عليه السلام في بيئات الطب، وكتاب محمد صلى الله عليه وسلم في بلاغة العرب ما يشير إلى ما قصدناه.
* * * *