الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن كل ما تقدم يتبين واجب المصلحين من الدعاة والعلماء والمربين في هذا الباب. فواجب العناية بمحاربة المداهنة حتى تنفى من الأرض وتكون الأوطان ودور التربية منابت نشء يميزون المداهنة من المداراة، فيخاطبون الناس في رقة وأدب وشجاعة، ويحترمون من لا يلوث أسماعهم بالملق الكاذب، ولا يكتمهم الحقائق متى اتسع المقام لحديث المصارحة.
[المعلم السادس إقالة العثرات والغض عن الأخطاء]
المعلم السادس: إقالة العثرات والغض عن الأخطاء وأسلوب المداراة المتقرر في الفقرة السابقة يقود إلى غض الطرف عن أخطاء المقصرين ما دام طريقا لاستصلاحهم، وإقالة عثرات العاثرين إذا كانوا كراما ذوي هيئات أو كان ذلك سبيلا إلى دفنها وتقليلها.
وإن شئتم برهانا قريبا فاستذكروا قصة حاطب بن أبي بلتعة. . تلك الواقعة الصحيحة فهي صورة حية من صور الضعف البشري في لحظة من لحظات الزمن مع أنه الصحابي البدري، ولكبر الزلة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني أضرب عنق هذا المنافق، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأل حاطبا وأجابه. فقال عليه الصلاة والسلام:«لقد صدق ولا تقولوا إلا خيرا. أما علمت يا عمر أن الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» .
إن إقالة العثرة ليست إقرارا للباطل ولكنها إنقاذ للواقع فيه.
حكي أن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن الاستقامة فقيل لأخيه: ألا تقطعه وتهجره؟ فقال: أحوج ما كان إلي في هذا الوقت لما وقع في عثرته أن آخذ بيده وأتلطف له في المعاتبة وأدعو له بالعودة إلى