الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الغلظة والفظاظة]
الغلظة والفظاظة عن سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي قال: يعجبني من القراء (1) كل سهل طلق مضحاك، فأما من تلقاه ببشر ويلقاك بضرس (2) يمن عليك بعلمه فلا كثر الله في الناس أمثال هؤلاء.
أيها الدعاة: الناس في حاجة إلى كنف رحيم وبشاشة سمحة. بحاجة إلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم. بحاجة إلى من يحمل همومهم، ولا يثقل عليهم بهمومه. . يجدون في رحابه العطف والرضا.
من أجل هذا جاءت الرحمة الربانية لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول القدوة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: 159](3) .
(1) القراء: العلماء.
(2)
ضرس: أي شرس لفظا ومعنى.
(3)
سورة آل عمران، آية:159.
فما غضب لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري. وأعطاهم كل ما ملكت يداه، وما نازعهم في شيء من أعراضهم، وسعهم حلمه وبره وعطفه.
حينما يوهب العبد قلبا رحيما وطبعا رقيقا مع العلم والحكمة. . فإنه لا يستكثر على الصغير والجاهل أن يصدر منهما صدود عن النصح، والدنيا مليئة بمن لا يحبون الناصحين.
نعم إن الداعي الحق ذا الخبرة والمراس لا يعجب من صدود الناس ونفرتهم. . لكن رحمته بهم وشفقته عليهم لا تنفك تغريه بمعاودة الكرة تلو الكرة، كما يعاود الوالدان الحريصان على أولادهما في الإلحاح بالغذاء والدواء في حالي الصحة والمرض. بل لقد