المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الفصل الثالث في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه] - منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول - جـ ٢

[عبد الله عبادى اللحجى]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌[الباب الرّابع في صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشربه

- ‌[الفصل الأوّل في صفة عيشه صلى الله عليه وسلم وخبزه]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة أكله صلى الله عليه وسلم وإدامه]

- ‌[الفصل الثّالث في ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم قبل الطّعام وبعده]

- ‌[الفصل الرّابع في صفة فاكهته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الخامس في صفة شرابه صلى الله عليه وسلم وقدحه]

- ‌[الفصل السّادس في صفة نومه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب الخامس في صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه، وعشرته مع نسائه، وأمانته، وصدقه، وحيائه، ومزاحه، وتواضعه، وجلوسه، وكرمه، وشجاعته]

- ‌[الفصل الأوّل في صفة خلقه صلى الله عليه وسلم وحلمه]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة عشرته صلى الله عليه وسلم مع نسائه رضي الله تعالى عنهنّ]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه]

- ‌[الفصل الرّابع في صفة حيائه صلى الله عليه وسلم ومزاحه]

- ‌[الفصل الخامس في صفة تواضعه صلى الله عليه وسلم وجلوسه واتّكائه]

- ‌[الفصل السّادس في صفة كرمه صلى الله عليه وسلم وشجاعته]

- ‌[فهرسة الجزء الثاني من كتاب منتهى السّول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم]

الفصل: ‌[الفصل الثالث في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه]

[الفصل الثّالث في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه]

الفصل الثّالث في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن النّاس، وأصدقهم لهجة منذ كان.

قال تعالى: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [التكوير: 21] .

أكثر المفسّرين على أنّه محمّد صلى الله عليه وسلم.

(الفصل الثّالث) ؛ من الباب الخامس (في) ما ورد في (صفة أمانته صلى الله عليه وسلم في كلّ شيء يحفظه قولا كان؛ أو فعلا؛ أو غير ذلك مما يجعل عنده، وكونه موثوقا به في أموال الناس وأحوالهم.

(و) في ما ورد في (صدقه) صلى الله عليه وسلم، وهو: مطابقة خبره للواقع.

قال في «الشفاء» : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن النّاس) - بهمزة ممدودة- أي:

أكثرهم وأعظمهم أمانة وأمنا؛ من أن يقع منه خيانة، (وأصدقهم لهجة) أي:

منطقا أي: أكثرهم صدقا (منذ كان) أي: من ابتداء ما وجد، لما جبل عليه من الأخلاق الحسنة، وقد اعترف له بذلك محادّوه وعداه.

(قال) الله (تعالى) في حقه (مُطاعٍ) - أي: مكرّم- (ثَمَّ) - بفتح الثاء؛ أي: عند الملأ الأعلى والحضرة العليا- (أَمِينٍ) . موصوف بالأمانة في دعوى النبوة ووحي الرسالة.

(أكثر المفسّرين على أنّه) أي: المراد ب «المطاع الأمين» (محمّد صلى الله عليه وسلم وكثير منهم على أنّه جبريل عليه الصلاة والسلام؛ كما يشهد به سياق النظم القرآني ولذا ارتضاه المحقّقون.

ص: 529

وكانت تسمّيه قريش قبل نبوّته: (الأمين) .

ولمّا اختلفوا عند بناء الكعبة فيمن يضع الحجر.. حكّموا أوّل داخل عليهم، فإذا بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم داخل، وذلك قبل نبوّته، فقالوا:(هذا محمّد الأمين.. قد رضينا به) .

(وكانت تسمّيه قريش قبل نبوّته) أي: ظهورها ودعوتها ( «الأمين» ) ، لأمانته وصدق قوله في جميع أحواله.

قال ابن إسحاق: كان صلى الله عليه وسلم يسمّى «الأمين» بما جمع الله له من الأخلاق الصالحة.

قال الخفاجي: وهذا حديث صحيح، رواه أحمد في «مسنده» ، والحاكم، والطبرانيّ؛ عن علي كرم الله وجهه.

(ولمّا اختلفوا) ؛ أي: قريش (عند بناء الكعبة) حين أجمرت فطارت شرارة؛ فاحترقت الكعبة فهدموها، وأرادوا تجديد بنائها فوقع خلافهم (فيمن يضع الحجر) الأسود في موضعه الأصليّ قبل هدمه، وكلّ يقول «أنا وأتباعي نضعه» ؛ افتخارا بوضعه، لأنه الركن الأعظم في ذلك المقام الأفخم، وكاد أن يقع بينهم القتال، لكثرة منازعة الرجال.

(حكّموا) - بفتح الحاء المهملة، وتشديد الكاف- فعل ماض، وهو جواب «لمّا» أي: ارتضوا بأن يكون الحاكم في ذلك (أوّل داخل عليهم) لدفع النزاع عنهم.

(فإذا بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم داخل)«إذا» فجائية، أي: فاجأهم دخوله عليهم بغتة من غير طلب ولا ميعاد منهم، (وذلك قبل) دعوى (نبوّته) وظهور رسالته صلى الله عليه وسلم؛ وهو ابن خمس وثلاثين سنة، (فقالوا) مقرّين له بوصف أمانته (: هذا محمّد الأمين.. قد رضينا به) حكما في هذه القضية، فلما انتهى إليهم ذكروا له ذلك،

ص: 530

وقال صلى الله عليه وسلم: «والله إنّي لأمين في السّماء، أمين في الأرض» . وورد أنّ أبا جهل قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّا لا نكذّبك، وما أنت فينا بمكذّب، ولكن نكذّب بما جئت به. فأنزل الله فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام: 33] .

ففرش صلى الله عليه وسلم رداءه المبارك، ووضع الحجر عليه، وأمر كلّ رئيس أن يأخذ بطرف منه، وهو آخذ من تحته، فلما فعلوا ذلك وحملوه إلى قرب موضعه أخذه صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فوضعه في ركن البيت، ثم بنى عليه، فكان شرف الوضع له.

(وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي شيبة في «مصنّفه» عن أبي رافع (: «والله؛ إنّي لأمين في السّماء) ؛ أي: عند الله وملائكته المقرّبين (أمين في الأرض» ) عند المؤمنين وغيرهم من المجرمين، لكمال أمانته وظهور ديانته، وعدم خلفه في وعده، وتحقّق صدقه؛ يعني أنّه مشهور بذلك بين الملأ الأعلى وبين أهل الأرض.

وفيه دليل على جواز مدح الإنسان نفسه، مؤكّدا بالقسم؛ إذا دعت الحاجة إلى إظهار ذلك.

(وورد) فيما رواه الترمذيّ، والحاكم عن عليّ رضي الله تعالى عنه (أنّ أبا جهل) لعنه الله (قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّا لا نكذّبك) - بالتشديد، و [لا نكذبك] بالتخفيف- أي: لا ننسبك إلى الكذب، (وما أنت فينا بمكذّب) لثبوت صدقك، (ولكن نكذّب) بالتشديد لا غير (بما جئت به) ؛ من القرآن والإيمان بالتوحيد والبعث ونحو ذلك، فدلّت هذه المناقضة الظاهرة على أن كفر أكثرهم كان عنادا.

( [فأنزل الله) فيما قاله، وهو سبب نزول هذه الآية (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ [33/ الأنعام] ) بالتشديد، وقرأ نافع والكسائي [لا يُكَذِّبُونَكَ] بالتخفيف (الآية] ) أي: اقرأ الآية، وتمامها وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) [الأنعام] أي:

ينكرونه، فتكذيبهم في الحقيقة راجع إلى ربهم، ففيه وعيد أكيد وتهديد شديد لهم، وتسلية له صلى الله عليه وسلم.

ص: 531

وقيل: إنّ الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له: يا أبا الحكم؛ ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا، تخبرني عن محمّد:

صادق، أم كاذب؟

وروى أبو ميسرة أنّه صلى الله عليه وسلم مرّ بأبي جهل وأصحابه؛ فقالوا: والله يا محمد؛ ما نكذبك، وإنّك عندنا لصادق، ولكنّا نكذّب بما جئت به

فنزلت هذه الآية انتهى خفاجي على «الشفاء» .

وفي «المواهب» : روي أنّ أبا جهل لقي النبيّ صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج مكّة فصافحه. فقيل له: تصافحه!؟ فقال: والله؛ إنّي لأعلم أنّه نبي، ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف!! فأنزل الله الآية فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ رواه ابن أبي حاتم.

وقيل: أي روي؛ كما أخرجه ابن إسحاق، والبيهقيّ؛ عن الزّهريّ، وكذا ابن جرير؛ عن السّدّي، والطبرانيّ في «الأوسط» :

(إنّ الأخنس) - بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح النون وآخره سين مهملة؛ بزنة «أفعل» التفضيل: صحابيّ كما صرح به الخفاجيّ؛ في «شرح الشّفاء» ، وقال الزرقاني على «المواهب» : إنّه أسلم بعد ذلك.

وقال الخفاجيّ: اسمه أبيّ (بن شريق) - بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وقاف آخره؛ على وزن «فعيل» ابن ثعلبة الثقفي، قتل يوم بدر كافرا- يعني شريقا-؛ قاله الخفاجي.

(لقي أبا جهل يوم بدر) ، وكان يوم جمعة السنة الثانية من الهجرة في سابع عشر رمضان؛

(فقال له: يا أبا الحكم) - بفتحتين- كنيته في الجاهلية، فغيّرها النبي صلى الله عليه وسلم وكنّاه «أبا جهل» ؛ قاله العلّامة ملا علي قاري.

(ليس هنا غيري وغيرك) أي: أحد (يسمع كلامنا) أي: فيما بيننا، (تخبرني) خبر معناه أمر، أي: أخبرني (عن محمّد) أي: عن وصفه؛ (: صادق أم كاذب؟) - يعني: أصادقا؛ فحذفت الهمزة تخفيفا.

ص: 532

فقال أبو جهل: والله إنّ محمّدا لصادق، وما كذب محمّد قطّ.

وسأل هرقل عنه صلى الله عليه وسلم أبا سفيان فقال: هل كنتم تتّهمونه

(فقال أبو جهل: والله؛ إنّ محمّدا لصادق) أي: لموصوف بالصدق.

(وما كذب محمّد قطّ) اعتراف بالحقّ.

وهذا يدلّ على أنّهم لا يعتقدون كذبه.

وروي أنّ أبا جهل قال؛ بعد قوله «وما كذب محمّد» : ولكن إذا ذهب بنو قصيّ باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبوة؛ فماذا يكون لسائر قريش!!؟

وهذا يدلّ على أنّه ما منعه عن توحيد الله إلّا طلب الجاه!!.

(وسأل هرقل) - بكسر الهاء وفتح الراء وإسكان القاف؛ على المشهور- لا ينصرف للعلمية والعجمة، وهذا اسمه العلم، وأمّا قيصر!! فهو لقب كلّ من ملك الروم «1» ؛ وقد هلك على كفره.

وحكى الجوهري وغيره في ضبطه [هرقل] سكون الراء بين كسرتين، وضبط [هرقل] بضمّتين بينهما ساكن.

(عنه) أي: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا سفيان) : صخر بن حرب بن أميّة القرشي الأموي. أسلم يوم الفتح؛ فكان من المؤلّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه، وكان رئيس قريش، وأكثرهم مالا، وتوفي سنة: أربع وثلاثين؛ وعمره ثمان وثمانون سنة في المدينة المنورة، وقصّة أبي سفيان مع هرقل مشهورة مرويّة في «الصحيحين» مفصّلة في أوّل باب في «البخاري» ؛ وفيها:

(فقال) أي: هرقل مخاطبا لأبي سفيان ومن معه (: هل كنتم تتّهمونه)

(1) فيه نظر!! والمعروف أنه لقب ملك الروم أيضا كما «قيصر» ، ولكن «هرقل» خاصّ بملك الشام من قبلهم؛ أي فهو عامل الروم على الشام. فاعلمه.

ص: 533

بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا.

وقال النّضر بن الحارث لقريش: قد كان محمّد فيكم غلاما حدثا؛

- بتشديد التاء المثنّاة الثانية- (بالكذب) أي: هل كنتم تنسبونه إلى الكذب؛ ولو بالتهمة؛ بناء على المظنّة (قبل أن يقول ما قال) من دعوى النبوّة والرّسالة!؟

وإنّما سألهم عن توهّم الكذب؛ ولم يقل «هل علمتم وتحققتم» !! لأنّه يعلم من انتفاء التوهّم انتفاء غيره بالطريق الأولى.

وهذا السؤال يدلّ على كمال عقل هرقل؛ ومعرفته بصفة الأنبياء، لكنه لم ينفعه علمه حيث لم يقترن بعمله، إذ هلك كافرا على نصرانيّته بالقسطنطينية سنة:

عشرين بعد فتح عمر رضي الله عنه بلاده.

(قال) أي أبو سفيان (: لا) أي: لا نتّهمه بالكذب قبل ذلك.

فقال هرقل: قد عرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله!!.

(وقال النّضر) - بنون مفتوحة فضاد معجمة ساكنة وراء مهملة آخره- (ابن الحارث) بن علقمة بن كلدة- بفتح الكاف- ابن عبد مناف القرشي.

وكان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، أخذ أسيرا ببدر؛ فأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم عليّا رضي الله عنه فقتله كافرا صبرا بالصّفراء عقب الواقعة.

وأمّا النّضير- بالتصغير-! فهو أخوه، وكان من المؤلّفة، وأعطي يوم حنين مائة من الإبل!! فاحذر أن يتصحّف عليك؛ كما توهّم الحلبي!! قاله ملا علي قاري رحمه الله تعالى.

(لقريش) في حديث رواه ابن إسحاق، والبيهقيّ؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما (: قد كان محمّد فيكم غلاما حدثا) - بفتحتين-.

ص: 534

أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتّى إذا رأيتم في صدغيه الشّيب وجاءكم بما جاءكم به.. قلتم ساحر؟! لا والله ما هو بساحر.

قال الجوهري: حدث: شابّ، فإن ذكرت السنّ؛ قلت: حديث السنّ من الحدوث، لقرب عهده بالوجود

(أرضاكم فيكم) أي: ترضون أفعاله وأحواله،

(وأصدقكم حديثا) أي: قولا ووعدا. (وأعظمكم أمانة.)

هذه شهادة العدوّ؛ فما بالك بغيره!!؟

والفضل ما شهدت به الأعداء.

(حتّى إذا رأيتم في صدغيه) - بضم فسكون-: ما بين لحظ العين والأذن (الشّيب) أي: بياض الشعر، لأن الشعر الذي فيه من أعلى العذار وجانب الرأس كثيرا ما يبدو فيه الشيب قبل غيره، فكنّى بذلك عن تمام رجولته وكمال عقله صلى الله عليه وسلم بمجاوزته سنّ الشباب، وهذا أشدّ في الإنكار عليهم.

(وجاءكم بما جاءكم به) أي: بما أظهر لكم من الحقّ وكلام الصّدق؛ (قلتم) في حقّه: إنه (ساحر) في غيبته وحضوره؟! (لا والله؛ ما هو بساحر!!)

وهذا منه غاية الإنصاف، ولكن غلب عليه الشقاء؛ فقتل صبرا بالصفراء كافرا منصرفه صلى الله عليه وسلم من بدر، كما ذكره الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها؛ قاله الخفاجيّ على «الشفاء» . قال:

والّذي قال «إنّه ساحر» الوليد بن المغيرة، وسبب قول النّضر المذكور أنّ أبا جهل لمّا أراد أن يرضخ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر فتمثّل له جبريل عليه الصلاة والسلام؛ في صورة فحل، ففرّ هاربا ويبست يده على الحجر.

فلما سمع ذلك النّضر؛ قال: يا معشر قريش.. والله؛ قد نزل بكم أمر؛

ص: 535

وفي حديث عليّ رضي الله عنه في وصفه عليه الصلاة والسلام: أصدق النّاس لهجة.

ما أتيتم فيه بحيلة بعد!! قد كان فيكم محمّد

إلى قوله.. ما هو بساحر؛ وقد رأينا السّحرة نفثهم وعقدهم!! وقلتم: إنّه كاهن، والله ما هو بكاهن؛ وقد رأينا الكهنة؛ وسمعنا سجعهم!! وقلتم شاعر؛ والله ما هو بشاعر!! وقد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه: هزجه ورجزه!! وقلتم: مجنون!! لا والله ما هو بمجنون، فما هو بخنقه؛ ولا تخليط؛ ولا وسوسة فانظروا في شأنكم، فإنّه والله قد نزل بكم أمر عظيم!؟

(وفي حديث عليّ) بن أبي طالب كرّم الله وجهه و رضي الله عنه؛ في وصفه عليه الصلاة والسلام: أصدق النّاس لهجة) أي: لسانا وبيانا. رواه الترمذيّ في «شمائله» . وقد تقدّم.

ص: 536