المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهذا هو المتحقق ب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حقا القائم - موارد الظمآن لدروس الزمان - جـ ٣

[عبد العزيز السلمان]

الفصل: فهذا هو المتحقق ب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حقا القائم

فهذا هو المتحقق ب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حقا القائم بهما صدقا.

ملبسة ما تهيا، ومأكله ما تيسر، واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته ومجلسه حيث انتهى به المكان ووجده خاليا.

لا تملكه إشارة ولا يتعبده قيد ولا يستولي عليه رسم حر مجرد دائر مع الأمر حيثما دار.

يدين بدين الآمر أنى توجهت ركائبه ويدور معه حيث استقلت مضاربه.

يأنس به كل محق ويستوحش منه كل مبطل كالغيث حيث وقع نفع وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعة حتى شوكها وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله والغضب إذا انتهكت محارمه فهو لله وبالله ومع الله.

فواها له ما أغربه بين الناس وما أشد وحشته منهم وما أعظم أنسه بالله وفرخه به وطمأنينته وسكونه إليه والله المستعان وعليه التكلان.

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(فوائد ومواعظ)

من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من الذنوب والزلات.

وقد جاء في الخبر من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

فإذا لم يكن بهذا الوصف فهو ميت القلب.

وإنما كان ذلك من قبل أن أعمال العبد الحسنة علامة على وجود رضي الله عنه.

ص: 164

وإن أعماله السيئة علامة على وجدود سخط الله عليه.

فإذا وفق الله عبده للأعمال الصالحة سره ذلك لأنه علامة على رضاه عنه وغلب حينئذ رجاؤه.

وإذا خذله ولم يعصمه فعمل بالمعاصي ساءه ذلك وأحزنه لأنه علامة على سخط عليه وغلب عليه حينئذ خوفه.

والرجاء يبعث على الجد والاجتهاد في الطاعات غالبا.

والخوف يبعث على المبالغة في اجتناب المعاصي والسيئات.

وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه آت

فلما حاذانا ورأى جماعتنا أناخ راحلته ثم مشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول أوضعت راحلتي من مسيرة تسع فسيرتها إليك ستًا.

وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وانضيت راحلتي لأسألك عن اثنتين أسهرتاني.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من أنت» . قال: زيد الخيل قال: «بل أنت زيد الخير» .

سل فرب معضلة قد سألت عنها.

قال: جئت أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ كيف أصبحت يا زيد.

قال: أصبحت أحب الخير وأهله وأحب أن يعمل به.

وإذا فأتني حنيت وإذا عملت عملاً أيقنت بثوابه.

قال: «هي بعينها يا زيد» .

ولو أرادك الله للأخرى هيأك لها ثم لا يبالي في أي واد هلكت.

ص: 165

قال زيد: حسبي حسبي ثم ارتحل فلم يلبث.

من علامات التوفيق دخول أعمال البر عليك من غير قصدٍ لها.

وصرف المعاصي عنك مع السعي إليها.

وفتح اللجاء والافتقار إلى الله تعالى في كل الأحوال.

وإتباع السيئة بالحسنة.

وعظم الذنب في قلبك وإن كان من صغائر الذنوب.

والإكثار من ذكر الله وحمده وشكره وتنزيهه والثناء عليه.

والاستغفار وشهود التقصير في الإخلاص والغفلة في الأذكار والنقصان في الصدق والفتور في المجاهدة وقلة المراعات في الفقر.

فتكون جميع أحواله عنده ناقصة على الدوام ويزداد فقرا والتجاء إلى الله في قصده وسيره.

ومن علا مات الخذلان تعسر الطاعات عليك مع السعي فيها ودخول المعاصي عليك مع هربك منها.

وغلق باب الالتجاء إلى الله وترك التضرع له وترك الدعاء وإتباع الحسنة السيئات واحتقارك لذنوبك وعدم الاهتمام بها وإهمال التوبة والاستغفار ونسيانك لربك.

وقتل الوقت عند الملاهي والمنكرات ونسيان القرآن والاستبدال بقراءته قراءة الكتب الضارة والجرائد والمجلات والجلوس عند التلفاز والسينما والمذياع ويخشى على أهل هذه المنكرات من سوء الخاتمة وأن يكون آخر كلامهم من الدنيا التحدث بها نسأل الله العافية.

فينبغي لمن من الله عليه وعافاه من هذه البلايا والمنكرات والشرور أن

ص: 166

يحمد الله دائمًا ويشكره ويكثر من ذكره ويسأله الثبات حتى الممات، وإذا رأيت من ابتلي بشيء من هذه المحدثات التي عمت وطمت وأفسدت الأخلاق فابذل له النصح جهدك فيما بينك وبينه واحذر من نصحه علنا بين الناس قال بعضهم:

تَعَمَّدَنِي بِنُصْحٍ فِي انْفِرَادِ

وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ فِي الْجَمَاعَةْ

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ ضَرْبٌ

مِنَ التَّوْبِيخِ لا أَرْضَى اسْتِمَاعَهْ

فَإِنْ خَالَفْتَنِي وَعَصَيْتَ أَمْرِي

فَلا تَغْضَبْ إِذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَةْ

آخر:

فَيَا وَيْحَ أَهْلِ الظُّلْمِ وَاللَّهْوِ وَالْغِنَا

إِذَا أَقْبَلَتْ يَوْمَ الْحِسَابِ جَهَنَّمُ

وَرَاعَهُمُ مِنْهَا تَغَيُّظُ مُحْنَقٍ

لِخَوْفْ عَذَابٍ فِي لَظَاهَا يُحَطِّمُ

إِذَا مَا رَآهَا الْمُجْرِمُونَ وَأَيْقَنُوا

بِأَنَّ لَهُمْ فِيهَا شَرَابٌ وَمَطْعَمُ

ضَرِيعٌ وَزَقُّومٌ وَيَتْلُوه مَشْرَبٌ

حَمِيمٌ لأَمْعَاءِ الشَّقِّيينَ يَهْذِمُ

وَمِنْ قَطْرَانٍ كِسْوَة قَدْ تَسَرْبَلُوا

وَسِيقُوا لِمَا فِيهِ الْعَذَابُ الْمُخَيِّمُ

آخر:

قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكْ

وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الْمَوْتُ فِي نَظَرِكْ

فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُعْتَبَرٌ

وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهُوَ مِنْ نَذُرُكْ

دَارٌ تُسَافِرُ عَنْهَا فِي غَدٍ سَفَرًا

وَلا تَؤُبُ إِذَا سَافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ

تُضْحِي غَدًا سَمَرًا لِلذَّكِرِينَ كَمَا

كَانَ الَّذِينَ مَضَوْا بِالأَمْسِ مِنْ سَمَرِكْ

اللهم أمنن علينا بإصلاح عيوبنا واجعل التقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا وعليك توكلنا واعتمادنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ص: 167

(فَصْلٌ)

ثم أعلم أيها الأخ أنه ما من ساعة تمر على العبد لا يذكر الله فيها إلا تأسف وتحسر على فواتها بغير ذكر الله ولذلك ينبغي للعاقل أن يجعل معه شيئًا يذكره لذكر الله كلما غفل عته.

ويقال إن العبد تعرض عليه ساعات عمره في اليوم والليلة فيراها خزائن مصفوفة أرع وعشرين خزانة فيرى في كل خزائنه أمضاها في طاعة الله ما يسره. فإذا مرت به الساعات التي غفل فيها عن ذكر الله رآها فارغة ساءه ذلك وتندم حين لا يفيده الندم.

وأما الساعات التي كان يذكر الله فيها فلا تسأل عن سروره فيها وفرحه بها حتى يكاد أن يقتله الفرح والسرور. قال بعضهم أوقات الإنسان أربعة لا خامس لها النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية.

ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية.

فمن كان وقته الطاعة لله فسبيله شهود المنة من الله عليه أن هداه ووفقه للقيام بها.

ومن كان وقته المعصية فعليه بالتوبة والندم والاستغفار.

ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر والحمد لله والثناء عليه.

ومن كلن وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء والصبر والرضا رضى النفس عن الله، والصبر ثبات القلب بين يدي الرب. أ. هـ.

العمر إذا مضى لا عوض وما حصل لك منه لا قيمة له. فعمر الإنسان هو ميدانه للأعمال الصالحة المقربة من الله تعالى والموجبة له جزيل الثواب في الآخرة. ولكن ما يعرف قدر العمر إلا الذي نوادر العلماء.

قال الله جلا وعلا وتقدس {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} وقال تبارك وتعالى {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} وقال {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} الآيات.

ص: 168

وهذه هي السعادة التي يكدح العبد ويسعى من اجلها وليس له منها إلا ما سعى كما قال جلا وعلا وتقدس {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} .

فكل جزء يفوته من العمر خاليًا من عمل صالح.

يفوته من السعادة بقدره ولا عوض لها منه.

فالوقت لا يستدرك وليس شيء أعز منه وكل جزء يحصل له من العمر غير خال من العمل الصالح يتوصل به إلى ملك كبير لا يفني ولا قيمة لما يوصل إلى ذلك لأنه في غاية الشرف والنفاسة.

وللأجل هذا عظمت مراعاة السلف الصالح رضي الله عنهم لأنفاسهم ولحظاتهم وبادروا إلى اغتنام ساعاتهم وأوقاتهم ولم يضيعوا أعمارهم في البطالة والتقصير ولم يقنعوا لأنفسهم إلا بالجد والتشمير فلله درهم ما أبصرهم بتصرف أوقاتهم.

تَبْغِي الْوُصُولَ بِسَيْرٍ فِيهِ تَقْصِيرُ

لا شَكَّ أَنَّكَ فِيمَا رُمْتَ مَغْرُورُ

قَدْ سَارَ قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصِلُوا

هَذَا وَفِي سَيْرِهِمْ جَدٌّ وَتَشْمِيرُ

قال بعضهم: أدركت أقوامًا كانوا على ساعاتهم أشفق منكم على دنانيركم ودراهمكم فكما لا يخرج أحدكم دينارًا ولا درهمًا إلا فيما يعود نفعه عليه فكذالك السلف لا يحبون أن تخرج ساعة بل دقيقة من أعمارهم إلا فيما يعود نفعه عليهم ضد ما عليه أهل هذا الزمان من قتل الوقت عند المنكرات.

بَقِيَّةُ الْعُمْرِ عِنْدِي مَا لَهُ ثَمَنٌ

وَإِنْ غَدَا غَيْرَ مَحْسُوبٍ مِنَ الزَّمَنِ

يَسْتَدْرِكُ الْمَرْءُ فِيهَا كُلَّ فَائِتَةٍ

مِنَ الزَّمَانِ وَيَمْحُو السُّوءَ بِالْحَسَنِ

آخر:

لا يَحْقِر الرَّجُلُ الرَّفِيعُ دَقِيقَةً

فِي السَّهْوِ فِيهَا لِلْوَضِيعِ مَعَاذِرُ

فَكَبَائِرُ الرَّجُلِ الصَّغِيرُ صَغِيرَةٌ

وَصَغَائِرُ الرَّجُلِ الْكَبِيرِ كَبَائِرُ

رأى أحد الزهاد إنسان يأكل فطوره وهو يحتاج إلى مضغ فقال هذا

ص: 169

يستغرق وقتًا طويلاً فلما اخرج فطوره وإذا هو ما سيستغرق إلا وقتًا يسيرًا.

فقال له: ما حملك على هذا فقال: إني حسبت ما بين المضغ والسف سبعين تسبيحة.

لله دره على هذه الملاحظة ولقد بلغنا أن أحد علماء السلف كان يأكل باليمنى والكراس باليسرى.

وإذا دخل الخلا أمر القارئ أن يرفع صوته كل هذا محافظة على الوقت.

بلغ يا أخي قتالة الأوقات عند الملاهي والمنكرات من تلفاز ومذياع وكورات وجرائد ومجلات وقيل وقال ونحو ذلك.

ويا أخي أن كنت ممن عصمهم الله من هذه الشرور والبلايا والمنكرات فكثر من حمد الله وشكره وذكره وأسأله الثبات حتى الممات.

وانصح إخوانك المسلمين واجتذبهم عم ضياع الأوقات فلعلك أن تكون سببًا لهدايتهم.

وَلا يَذْهَبَنَّ الْعُمُرُ مِنْكَ سَبَهْللا

وَلا تُغْبَنَنْ بِالنَّعْمَتَيْنِ بَلْ اجْهِدِ

فَمَنْ هَجَرَ اللَّذَاتَ نَالَ الْمُنَى وَمَنْ

أَكَبَّ عَلَى اللَّذَاتِ عَضَّ عَلَى الْيَدِ

فََفِي قَمْعِ أَهْوَاءِ النُّفُوسِ اعْتِزَازُهَا

وَفِي نَيْلِهَا مَا تَشْتَهِي ذِلُ سَرْمَدِ

ثم أعلم أيها الأخ إن الوقت ليس من ذهب كما يقول الناس فإنه أغلى من الذهب والفضة مهما بلغا كثرة إنه الحياة من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة فتنبه لذلك وحافظ عليه واقتد بالسلف الصالح الذين عرفوا قيمة الوقت.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه من عمري ولم يزد فيه عملي.

وقال آخر كل يوم يمر بي لا أزداد فيه علما يقربني من الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمسه.

ص: 170

شِعْرًا:

لا تُعْطِ عَيْنَكَ إِلا غَفْوَةَ الْحَذَر

وَاسْهَرْ لِنَيْلِ عُلُومِ الدِّينِ تَغْتَنِمِ

وَلا تَكُنْ فِي طِلابِ الْعِلْمِ مُعْتَمِدًا

إِلا مُوجِدِ الأَشْيَاءِ مِنَ الْعَدَمِ

وقال آخر: من أمضى يومًا في عمره في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمدٍ حصله أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه. ولا تسأل عن ندمه يوم ينظر المرء ما قدمت يداه.

وإذا كان هذا حرص السلف على الوقت والمحافظة عليه وتقديره عندهم فإن مما يحزن المسلم ويجرحه ويدمي القلب ويمزق الكبد أسى وأسفًا ما نشاهده عند كثيرين من المؤمنين من إضاعة للوقت تعدت حد التبذير والإسراف والتبديد.

وبالحقيقة أن السفينة هو مضيع الوقت لأن المال له عوض أما الوقت فلا عوض له.

فالعاقل من حفظ وقته وتجنب ما يضيعه عليه كالجلوس عند الملاهي والمنكرات ومطالعة في الكتب الهدمات إن من أخسر الناس أعمارًا من شغلتهم شهواتهم عن أمور دينهم ومصالح أمورهم قال الله عز وجل وتقدس {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} . وقال عز من قائل {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} .

شِعْرًا:

مَا أَسْرَعَ الأَيَّامِ فِي طَيِّنَا

تَمْضِي عَلَيْنَا ثُمَّ تَمْضِي بِنَا

فِي كُلِّ يَوْمٍ أَمَلٌ قَدْ نَأَى

مَرَامُهُ عَنْ أَجَلِ قَدْ دَنَا

أَنْذَرْنَا اللهَ وَمَا نَرْعَوِي

فَلَيْتَ إِنْذَارَهُ أَثَّرْ بِنَا

تَعَاشِيًا وَالْمَوْتُ فِي جَدِّهِ

مَا أَوْضَحَ الأَمْرَ وَمَا أَبْيَنَا

وَالنَّاسُ كَالأَجْمَالِ قَدْ قُرِبَتْ

تَنْتَظِرُ الْحَيَّ لأَنْ يَظْعَنَا

تَدْنُو إِلَى الْعُشْبِ وَمِنْ خَلْفِهَا

مُقَامِرٌ يَطْرُدُهَا بِالْقَنَا

ص: 171