الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آثار ومضار اليأس والقنوط
1 -
اليأس والقنوط من صفات الكافر:
قال تعالى: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر: 55 - 56].
وقال تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87].
قال السعدي: (يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان، أنه جاهل ظالم بأن الله إذا أذاقه منه رحمة كالصحة والرزق، والأولاد، ونحو ذلك، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط)(1).
قال ابن عطية: (اليأس من رحمة الله وتفريجه من صفة الكافرين)(2).
2 -
اليأس والقنوط ليس من صفات المؤمنين:
قال البغوي: (إذا هم يقنطون، ييأسون من رحمة الله، وهذا خلاف وصف المؤمن فإنه يشكر الله عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة)(3).
قال القاسمي: (الجزع واليأس من الفرج عند مسّ شر قضى عليه. وكل ذلك مما ينافي عقد الإيمان)(4).
3 -
اليأس والقنوط فيه تكذيب لله ولرسوله:
قال ابن عطية: (اليأس من رحمة الله وتفريجه من صفة الكافرين. إذ فيه إما التكذيب بالربوبية، وإما الجهل بصفات الله تعالى)(5).
قال القرطبي: (اليأس من رحمة الله، .. فيه تكذيب القرآن، إذ يقول وقوله الحق: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [الأعراف: 156] وهو يقول: لا يغفر له، فقد حجر واسعا. هذا إذا كان معتقدا لذلك، ولذلك قال الله تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87]، وبعده القنوط، قال الله تعالى: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَاّ الضَّآلُّونَ [الحجر: 56])(6).
4 -
اليأس فيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى:
قال سيد العفاني: (الخوف الموقع في الإياس: إساءة أدب على رحمة الله التي سبقت غضبه وجهل بها)(7).
5 -
سبب في الوقوع في الكفر والهلاك والضلال:
قال القاسمي: (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً [الإسراء: 83] إشارة إلى السبب في وقوع هؤلاء الضالين في أودية الضلال. وهو حب الدنيا وإيثارها على الأخرى، وكفران نعمه تعالى. بالإعراض عن شكرها، والجزع واليأس من الفرج عند مسّ شر قضى عليه)(8).
قال محمد بن سيرين وعبيدة السلماني- في تفسير قوله تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 159]-: (الإلقاء إلى التهلكة هو القنوط من رحمة الله تعالى)(9).
6 -
الفتور والكسل عن فعل الطاعات والغفلة عن ذكر الله:
قال ابن حجر الهيتمي: (القانط آيس من نفع الأعمال ومن لازم ذلك تركها)(10).
(1)((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (1/ 378).
(2)
((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)) لابن عطية (3/ 274).
(3)
((معالم التنزيل في تفسير القرآن))، للبغوي (3/ 579)، ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز))، لابن عطية (4/ 338).
(4)
((محاسن التأويل))، للقاسمي (6/ 499).
(5)
([4984])((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز))، لابن عطية (3/ 274).
(6)
انظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي بتصرف يسير (5/ 160).
(7)
((صلاح الأمة في علو الهمة)) لسيد العفاني (5/ 673).
(8)
((محاسن التأويل)) للقاسمي (6/ 499).
(9)
((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) للبغوي (1/ 217).
(10)
((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (1/ 122).
قال فخر الدين الرازي: (وإذا مسه الشر كان يؤسا أي إذا مسه فقر أو مرض أو نازلة من النوازل كان يؤوسا شديد اليأس من رحمة الله
…
إن فاز بالنعمة والدولة اغتر بها فنسي ذكر الله، وإن بقي في الحرمان عن الدنيا استولى عليه الأسف والحزن ولم يتفرغ لذكر الله تعالى فهذا المسكين محروم أبدا عن ذكر الله) (1).
7 -
الاستمرار في الذنوب والمعاصي:
قال أبو قلابة: (الرجل يصيب الذنب فيقول: قد هلكت ليس لي توبة فييأس من رحمة الله، وينهمك في المعاصي، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، قال الله تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: 87])(2).
8 -
سبب في الحرمان من رحمة الله ومغفرته:
قال المباركفوري: (إن اعتقد أو ظن- الإنسان - أن الله لا يقبلها- أعماله - وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن كما في بعض طرق حديث-: ((أنا عند ظن عبدي بي- فيظن بي عبدي ما شاء))) (3).
9 -
سبب لفساد القلب:
قال ابن القيم وهو يعدد الكبائر: (الكبائر: .. القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله .. ، وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريما من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن)(4).
10 -
ذهاب سكينة القلب والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم:
قال عبد الله الجربوع: (اليأس من روح الله والقنوط من رحمته؛ يؤدي إلى ترك العمل، إذ لا فائدة منه بزعمه، وهذه طامة من الطوام وكبيرة من كبائر الذنوب، تُخرج القلب عن سكينته وأنسه إلى انزعاجه وقلقه وهمه)(5).
قال الشوكاني: (إذا مسه- الإنسان - الشر من مرض أو فقر كان يؤسا شديد اليأس من رحمة الله وإن فاز بالمطلوب الدنيوي، وظفر بالمقصود نسي المعبود، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف، وغلب عليه القنوط، وكلتا الخصلتين قبيحة مذمومة)(6).
(1)((مفاتيح الغيب)) للرازي (21/ 391).
(2)
((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) للبغوي (1/ 217).
(3)
رواه الطبراني في ((الكبير)) (22/ 88).
(4)
((مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)) لابن قيم الجوزية (1/ 133).
(5)
((أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة)) لعبد الله الجربوع (2/ 480) بتصرف يسير.
(6)
((فتح القدير)) الشوكاني (3/ 301)، ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) للنيسابوري (4/ 380).