الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب موجه إلى وزير المعارف المصرية
(1)
حضرة صاحب المعالي وزير المعارف العمومية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد عرف الناس منذ سنين أن الدكتور طه حسين يعمل لهدم العقائد الإسلامية، وإفساد الأخلاق الكريمة، فكانوا يأسفون الأسف الشديد على طائفة من شبابنا يدخلون الجامعة ليتغذوا بلبان العلوم الصافية والتربية الصحيحة، فيقعون بين يدي هذا الرجل الذي يعمد إلى تلك الفطر السليمة، فينفخ فيها زيفاً، ويثير فيها أهواء، بل دلت محاضراته ومؤلفاته على أنه ينحو بالطلاب نحواً يبعد بهم عن طريق التفكير المنتجة.
(1) محمد حلمي عيسى باشا، حقوقي، وزير، من أفاضل رجال مصر، عضو في المجلس النيابي، عمل في القضاء والإدارة، وكان وزيراً للمواصلات، ثم للمعارف، ولد في "أشمون" بالمنوفية، وتوفي بالقاهرة (
…
- 1373 هـ =
…
- 1953 م). له كتاب "شرح البيع في القوانين المصرية والفرنسية وفي الشريعة الإسلامية".
ونشرت مجلة "الهداية الإسلامية" في الجزء السادس من المجلد الرابع وتحت عنوان "وزير المعارف يقوض صرح الإلحاد في مصر" الكلمة التالية:
في الأسبوع الثاني من هذا الشهر أصدر معالي حلمي عيسى باشا وزير المعارف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قراراً بنقل الدكتور طه حسين من مرتبة عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية إلى مرتبة التفتيش بالديوان العام في الوزارة، فوقع هذا القرار من نفوس الناس جميعاً -ما عدا إخوان الدكتور- موقع الارتياح، ولهجت الألسنة بشكر معالي الوزير.
وفي يوم الخميس 10 ذي القعدة 1350 هـ وقف معالي الوزير، وألقى بياناً ضافياً إجابة عن سؤال النائب المحترم أحمد والي الجندي. جاء في هذا البيان ما يأتي:"ومن هذا الكشف ترون أن الدكتور طه حسين منذ اشتغل بالتدريس في الجامعة بدأ عمله في إخراج كتاب "في الشعر الجاهلي" الذي قامت حوله ضجة في قاعة مجلس النواب في يوم الاثنين 13 سبتمبر 1926، وتقدم بشأنه اقتراح نصه:
1 -
مصادرة وإعدام كتاب طه حسين المسمى: "في الشعر الجاهلي" بمناسبة ما جاء فيه من تكذيب القرآن الكريم
…
إلخ.
2 -
تكليف النيابة العامة برفع الدعوى على طه حسين مؤلف هذا الكتاب؛ لطعنه على الدين الاسلامي دين الدولة.
3 -
إلغاء وظيفته من الجامعة
…
إلخ، وقد استبدل به الدكتور طه حسين كتاب "الأدب الجاهلي"، وله رسائل منها ما ترجمه عن اللغات الأجنبية، وأبحاث ألقيت كمحاضرات في بعض المؤتمرات، والباقي رسائل جمعت مما نشر في الصحف
…
إلخ".
وقد تكلم الأستاذ أحمد والي الجندي بعد انتهاء الوزير من بيانه، فقال: إلي كلمتان موجزتان بعد هذه الإجابة القيمة، فأما الكلمة الأولى، فهي أن معالي الوزير كشف لنا عن حقائق رسمية لا يرتقي إليها الشك بحال. فكان من هذه الحقائق: أن الدكتور طه حسين لم تتجاوز مؤهلاته العلمية منزلة غيره من أساتذة الجامعة
…
إلخ. ومنها: أن هذا الرجل الذي يزعمون أنه المثل الأعلى في التخلق بفضيلة العلم لم يستبح لنفسه أن يخون أمانة العلم وحدها، ولكنه استباح لها أيضاً أن يخون أمانة المال. وإذن، فوجب أن نضيف إلى هذه الحقائق حقيقة أخرى، وهي أن الضجة التي افتعلوها تؤيد هذه الخيانات، ثم تساءل قائلاً: هل تجتزي وزارة المعارف، وقد تكشف لها سيرة الدكتور طه حسين عما يسوقه إلى مجلس التأديب؟ أبعد هذا تجتزي الوزارة بنقله إلى وزارة المعارف؟ ". وفي غضون هذه الحوادث استقال مدير الجامعة لطفي بك السيد صديق الدكتور، وفي =
وطالما ضجت الأمة ورفعت صوتها بالشكاية من نزعته المؤذية للدين، المفسدة للأخلاق، المعكرة لصفو العلم، وطالما ترقبت أن ترى من ناحية وزارة المعارف ما يحقق أمنيتها، فكنت يا صاحب المعالي ذلك الوزير الذي عرفت حقيقة الدكتور طه حسين كما هي، فأقصيته عن دائرة التعليم وأرحت ضمائر الأمة.
فكفاك مفخرة أن حميت الدين والفضيلة والعلم من لسانِ شدّ ما جهل عليها، وأفسد في طريقها، وإن جمعية الهداية الإسلامية التي تنظر إلى تصرفات وزارة المعارف من ناحية الدين والعلم والأخلاق، لتقدم لمعاليكم أخلص الشكر على هذه الهمة الدالة على ما رزقتموه من غيرة وحزم وسداد رأي.
وتفضلوا يا صاحب المعالي بقبول عظيم الاحترام
رئيس جمعية الهداية الإسلامية
رئيس جمعية الهداية الإسلامية
محمّد الخضر حسين
محرم 1351
= يوم 21 مارس الجاري استدعي طه حسين للتحقيق، فامتنع، ونشرت الجرائد أن معالي الوزير قرر مصادرة كتاب "الأدب الجاهلي".
وفي يوم الاثنين 21 ذي القعدة انعقد مجلس النواب، وعرض فيه استجواب النائب المحترم الدكتور عبد الحميد سعيد الموجه إلى معالي وزير المعارف خاصاً بهذه المسألة، فألقى صاحب الاستجواب خطاباً أتى فيه على سلسلة إساءات من طه حسين للدين والأخلاق، وطلب تنحيته من وزارة المعارف حتى لا يكون له تأثير على مناهج التعليم، وكان المجلس بأجمعه مشاركاً لحضرة الخطيب فيما أورده من الحقائق، وفيما طلبه من وزارة المعارف
…
إلخ".