الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة شعرية إلى محمد الطاهر بن عاشور
" قيلت هذه الأبيات في مدينة دمشق تهممة لصديقه الإمام محمد الطاهر ابن عاشور عندما تولى القضاء في تونس سنة 1332 هـ. وبعث بها في خطاب إلى صديقه".
بَسَطَ الهَناءُ عَلى الْقُلوبِ جَناحا
…
فَأعادَ مُسْوَدَّ الحَياةِ صَباحا
إيهِ مُحَيَّا الدَّهْرِ إنَّكَ مُؤْنِسٌ
…
ما افْتَرَّ ثَغْرُكَ باسِماً وَضَّاحا (1)
وَتَعُدُّ ما أوْحَشْتَنا في غابِر
…
خالاً بِوَجْنَتِكَ الْمُضيئَةِ لاحا (2)
لَوْلا سَوادُ اللَّيْلِ ما ابْتَهَجَ الْفَتَى
…
إنْ آنَسَ المِصْباحَ وَالإصْباحا (3)
ياطاهِرَ الهِمَمِ اْحتَمَتْ بِكَ خُطَّةٌ
…
تَبْغي هُدًى وَمُروءَةً وَسَماحا (4)
سَحَبَتْ رِداءَ الْفَخْرِ واثِقَةً بِما
…
لَكَ مِنْ فُوادٍ يَعْشَقُ الإصْلاحا
(1) إيه: اسم فعل أمر، ومعناه: طلب الزيادة من حديث أو عمل. المُحيَّا: الوجه.
افتر: تبسم وضحك ضحكاً حسناً وأبدى أسنانه.
(2)
الغابر: الماضي.
(3)
آنس: أبصر. الإصباح: الفجر.
(4)
الخطة: الأمر والطريقة، ويطلقها أهل الأندلس على أي منصب من مناصب الحكومة، فيقال: خطة الفتوى، وخطة التعليم.
سَتَشُدُّ بالَحزْمِ الَحكيمِ إزارَها
…
والَحزْمُ أَنْفَسُ ما يَكونُ وِشاحا (1)
وتَذودُ بالعَمْلِ الْقَذى عَنْ حَوْضِها
…
والْعَدْلُ أَقْوى ما يَكونُ سِلاحا (2)
في النَّاسِ مَنْ ألْقى قِلادَتَها إلى
…
خَلَفِ فَحَرَّمَ ما اْبَتغى وَأباحا
فَالِحرْ قَضاياها بِفِكْرِكَ إنَّهُ
…
فِكْرٌ يَرُدُّ مِنَ الْعَويصِ جِماحا (3)
أَنْسى ولا أَنْسى إخاءَكَ إذْ رَمى
…
صَرْفُ اللَّيالي بالنَّوى أَشْباحا (4)
أَسْلو ولا أَسْلو عُلاكَ وَلَوْ أتَتْ
…
لُبْنانُ تُهْدي نَرْجِساً فَيَّاحا (5)
أَوَ لَمْ نكُنْ كالفَرْقَدَيْنِ تَقارنا
…
والصَّفْوُ يَمْلأُ بَينَنا أَقْداحا (6)
محمّد الخضر حسين
دمشق سنة 1332 هـ
(1) الإزار: الملحفة. الوشاح: شيء شبه قلادة تلبسه النساء.
(2)
تذود: تطرد. القذى: ما يقع في العين أو الشراب من تبنة أو غيرها. الحوض: مجتمع الماء.
(3)
العويص: الأمر الصعب. الجماح: ركوب الرأس لا يثنيه شيء.
(4)
الصَّرْف: الحدثان والنوائب. والنوى: البعد.
(5)
أسلو: سلا الشيء: نسيه وذهل عن ذكره. الفياح: للمبالغة؛ أي: فياض بالعطاء الواسع الكثير.
(6)
الفرقدان: نجمان قريبان من القطب يهتدى بهما.