الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة شعرية إلى زين العابدين بن الحسين
(1)
" قصيدة في رسالة جواباً على الدعوة التي جاءت من أخيه لزيارة دمشق، ويصف فيها حسن مناظر الربيع وطيب الهواء".
دَعَوْتَ إلى دِمَشقَ وَفي فُؤادي
…
لَها شَوْقٌ أَحَرُّ مِنَ الهَجيرِ (2)
تَقولُ: حَنا الرَّبيعُ عَلى رُباها
…
وَحاكَ طَنافِسَ الزَّهْرِ النَّضيرِ (3)
وهَبَّ نَسيمُها الْفيَّاحُ يُهْدي
…
إلى أَرْجَائِها أَذْكى عَبيرِ
(1) رسالة محررة في القاهرة.
زين العابدين بن الحسين بن علي بن عمر، شقيق الإمام محمّد الخضر حسين، ولد في مدينة تونس، وتوفي بدمشق (1306 - 1397 هـ = 1888 - 1977 م)، عالم، مربٍّ، لغوي - تلقى علومه في جامع الزيتونة، وحصل على شهادة "التطويع"، وهاجر إلى دمشق مع إخوته وعائلته سنة 1331 هـ واستقر بها، وعمل في التربية والتوجيه. له مؤلفات عديدة منها: المعجم في الكلمات القرآنية - المعجم في النحو والصرف - المعجم المدرسي - الدين والقرآن - الأربعون الميدانية في الحديث - دروس الوعظ والإرشاد - القرآن القانون الإلهي.
(2)
الهجير: شدة الحر.
(3)
حنا: عطف. حاك: نسج. الطنافس: الواحدة طنفسة، وهي البساط. النضير: الذهب والفضة.
هَلُمَّ نُعِدْ بها عَهْداً مَليئاً
…
بِما نَهْواهُ مِنْ عَيْشٍ غَريرِ (1)
أزَيْنَ الْعَابِدينَ لمَحْتَ مِني
…
قُصوراً في اللِّقاءِ فَكُنْ عَذيري
أثَرْتَ بِمُهْجَتي ذِكْرى لَيَالٍ
…
قَضَيْناها بِدُمَّرَ في حُبورِ (2)
تِملَّيْنا سُلافَ الأنْسِ صِرْفاً
…
وَلا قَدَحٌ سِوَى أدَبِ السَّميرِ (3)
مَضى عَهْدُ الشَّبيبَةِ في صَفاءٍ
…
وَرَنَّقَ كَأْسَنا عَهْدُ الْقَتيرِ (4)
يَضيقُ الباعُ عَنْ هِمَمٍ جِسامٍ
…
فَيا وَيْلي مِنَ الْباعِ الْقَصيرِ
وفَلَّ الدَّهْرُ عَزْماً كانَ يَسْطو
…
عَلى الأخْطارِ مَصْقولَ الأثيرِ (5)
أعِدْ لي يا زَمانُ حُسامَ عَزْمٍ
…
يُناهِضُ صَوْلَةَ الخَطْبِ الْعَسيرِ (6)
وخَلِّ سِوايَ يَسْتَمْتِعْ بِعَيْشٍ
…
حَلا بَيْنَ الخَوَرْنَقِ وَالسَّديرِ (7)
محمّد الخضر حسين
القاهرة سنة 1363
(1) غرير: طيب.
(2)
دمر: منتزه جميل في ضاحية غرب مدينة دمشق.
(3)
السلاف: ما سال من عصير العنب قبل أن يعصر. الصرف: الخالص.
(4)
رنَّق: كدّر. القتير: أول ما يظهر من الشيب.
(5)
فلَّ: كسر وهزم. الأثير: وشي السيف وجوهره.
(6)
الحسام: السيف القاطع. الخطيب: الأمر صغر أو عظم.
(7)
الخورنق: موضع في العراق قرب النجف، سكنه بنو إياد، أقام فيه النعمان اللخمي قصراً أشاد بذكره شعراء الجاهلية. السدير: قصر في الحيرة قريب من الخورنق، اتخذه النعمان الأكبر لبعض ملوك العجم.