الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا عجب لمن لم يذق للغيرة على الحق طعماً أن يعرض ذلك الاقتراح على من علمهم القرآن العزيز أدب النصح لله ولرسوله وللمؤمنين.
*
ادعاء غلام أحمد للنبوة:
بعث إلينا معتمد القاديانية في بلد "نكس" بلاهور كتاباً ينكر فيه أن غلام أحمد قد ادعى النبوة، ويعد فرقة قاديان التي من زعمائها داعية فلسطين فئة ضالة، ومما قاله في الكتاب:"حينما بحثتم عن عقائد فئة قاديان الغالية الضالة عن جادة الحق والصواب، بنيتم بحثكم على عبارات هذه الفرقة الغالية دون عبارات كتب حضرة المجدد وتصريحاته، وجعلتم عقائد هذه الفئة مرايا عقائد حضرة المجدد افتراء عليه". ثم قال: "فعليك أن تأتي بكلمة من كتبه دالة على أن حضرة المجدد ادعى النبوة، ولن تستطيع أبداً".
ونحن نوافقه على أن فرقة قاديان فرقة ضالة، بل هي خارجة في ضلالها عن دائرة الإسلام، ونقول له: إن حضرة مجددكم قد فضل نفسه على عيسى بن مريم عليه السلام، وهل يصح لمجدد أن يفضل نفسه على رسول عظيم قبل أن يزعم أنه قد أوتي النبوة والرسالة؟! وإذا كان غلام أحمد لا يدعي النبوة والرسالة، فما معنى الآيات التي يتبجح بها، ويزعم أن الله أيده بها، والمجدد والمصلح غير النبي إنما يرجع إلى كتاب الله، وسنّة رسول الله، أو إلى الأصول النظرية المعقولة، فيستمد منها الأدلة على ما يقرره ويدعو إليه من عقائد أو أحكام أو آداب، وإذا لم يمكنه إقناع الناس من هذه الناحية، فعدّه مجدداً مصلحاً، جهالةٌ ليس وراءها جهالة.
أليس مجددكم هو الذي يقول: "بعث الله تعالى في هذه الأمة مسيحاً أفضل من المسيح الأول في جميع الكمالات، والذي نفسي بيده! لو كان
عيسى بن مريم في زمان أنا فيه، لما استطاع عملاً مما عملته، ولم يكد يظهر المعجزة التي ظهرت".
أو ليس مجددكم هو الذي يدعي أنه أوحي إليه قوله: "إنا أرسلنا أحمد إلى قومه، فأعرضوا عنه، وقالوا: كذاب أشر"؟!.
بل وجد في كلام غلام أحمد ما يدل على أنه يحدث نفسه بأنه رسول مشرع؛ فقد عد من أقسام الكفر: جحود المسيح الموعود (يعني: نفسه)، وتكذيبه فيما جاء به، وقال في حاشية على كتاب "ترياق القلوب":"وليتنبه أن تكفير المنكرين من خواص الأنبياء الذين جاؤوا بشريعة جديدة، وأحكام ناسخة، وأما من سواهم من الملهمين والمحدثين، فلا يكفر أحد بجحوده". فإن كان غلام أحمد يكتب ما يكتب وهو عارف ما يكتب، قلنا: إن حكمه بتكفير من يكذب به، ثم قصره التكفير على من يكذب الأنبياء الذين جاؤوا بشرائع جديدة، يفيدان أن غلام أحمد يدّعي أنه من الأنبياء الذين جاؤوا بشرائع جديدة.
فدعوا أيها اللاهوريون ذكر النبوة الظلية أو المجازية، وتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: أن نثق بأن غلام أحمد قد ادعى النبوة والرسالة كذباً، وأميطوا ما يزعم غلام أحمد أنه أوحي إليه إماطة الأذى عن الطريق، وارجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، ولا تجحدوا ما نطق به القرآن من معجزات رسل الله الأكرمين، واعترفوا بأن ما أولتموها به لا يحتمله اللفظ العربي، ولا يسمح به سياق الآيات، ولم يعرفه علماء الصحابة الذي تلقوا القرآن وبيانه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأن فرقة القاديانية التي تصدق غلام أحمد في دعوى النبوة لتعدُّكم
فرقة خارجة عن نحلتهم، والأمة الإسلامية التي تؤمن بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وما حدّث به محمد صلى الله عليه وسلم، تعدّكم فرقة خارجة عن حدود دينهم، وليس تأويلكم للمعجزات المذكورة في القرآن إلا إنكاراً لوقوعها، وما تسميتكم لغلام أحمد بالمجدد المصلح إلا نصب أحبولة لاستدراج المستضعفين أو الغافلين إلى نحلة ملفّقة شوهاء.