الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فجعل الناس يطوفون به، ويتعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين".
وقد إنعقد إجماع المسلمين على هذا جيلاً بعد جيل، وأصبح معلوماً من الدين بالضرورة، فمن أنكره، وادعى لنفسه أو لغيره النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد إنسلخ من الإِسلام، وكان من الغاوين، وإذا شهد لسانه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من أولئك الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، فالبابيون لا يدخلون في المعترفين بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال.
وقد ذكرهم العلامة الألوسي في تفسير قوله تعالى:
{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
فقال: "وقد ظهر في هذ العصر عصابة من غلاة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية لهم في هذا الباب فصول يحكم بكفر معتقدها كلُّ من انتظم في سلك ذوي العقول، وقد كاد عرقهم يتمكن في العراق لولا همة واليه النجيب الذي وقع على همته وديانته الاتفاق حيث خذلهم - نصره الله تعالى -، وشتت شملهم، وغضب عليهم رضي الله عنه، وأفسد عملهم، فجزاه الله تعالى عن الإِسلام خيراً، ودفع عنه في الدارين ضيماً وضيراً".
س -
ما هو الواجب عمله لإحباط مساعيهم حتى لا يقع أحد في شراكهم
؟
جـ - لو كان التعليم الديني في الشعوب الإِسلامية إلزامياً ومقرراً في جميع مدارسها ،لم يجد أشباه الباطنية إلى إزاغة قلب الفتى المسلم طريقاً، وتركُ كثير من أبنائنا لا يعرفون من الإِسلام إلا أسماء، أو لا يلقنون إلا مبادئ مقطوعة عن حججها العقلية أو النقلية، قد يسر لأمثال البهائية أن ينصبوا
حبائلهم بين المسلمين، ويصطادوا من النفوس الجاهلة قليلاً أو كثيراً.
ولا ننسى أن الذي ساعد البهائية على أن تستهوي فريقاً من المسلمين: تظاهرها بأنها فرقة إسلامية، واحتجابها بالقرآن والحديث، وكتمها بعض معتقداتها المنكرة على البداهة، وعدم انتشار كتبها، فكثير من أهل العلم لم تصل إليهم كتب هذه الطائفة حتى يستبينوا منها حقيقة نحلتهم، ويحذروا الناس من الوقوع في شراكهم.
أما اليوم، فقد أخذهم الغرور، وصاروا يذيعون شيئاً من أسرار نحلتهم على المنابر وعلى صفحات الجرائد، ويتحدثون عنها في مؤلفات تطبع وتعرض على الناس في المكاتب، فهي بما تحمله من مقالات ملفقة ودعاوي غير معقولة قد بعثت عن حتفها بظلفها، فلا نخشى على من له نباهة أو فطرة سليمة أن يعتقد بنبوة ميرزا حسين، أو عباس عبد البهاء، ولا نخشى على من وصل إلى نفسه أثر من هداية الإِسلام أن يتبدل بها مزاعم أبي الفضل الإيراني، وإذا جاز أن يكون في طبقة العامة أو أشباههم من لا يتنبه لما في البهائية من كيد للإسلام، وإغواء عن شريعته الغراء، فإن العلماء والوعاظ -أينما كانوا- سيكشفون للناس عن بطانة هذا المذهب؛ ليحترسوا من دعاته، ويحذروا أن يمسهم شيء من نزعاته.
وقد علم طائفة من دعاة الإباحية والخروج على الدين ما ينطوي عليه هذا المذهب من مناوأة للدين الحق، فقاموا يظاهرونه في النوادي والصحف، ويزينونه في أعين الناس؛ ظناً منهم أن علماء الإِسلام ما زالوا عن سريرة هذا المذهب غافلين.