الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعربية؛ بقصد بيان أمرهم نصيحة للإسلام والمسلمين.
س -
ما البهائية
؟
ج - البهائية: نسبة إلى بهاء الله: لقب به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب الذي تتولاه الطائفة المسماة بالبهائية. وتسمى هذه الطائفة: البابية نسبة إلى (الباب)، وهو لقب ميرزا علي محمد ذلك الذي ابتدع هذه النحلة. وإليك ملخص القول في نشأتها:
أصل نشأة هذه النحلة: أن ميرزا علي محمد الملقب بالباب نشأ في "شيراز" بجنوب إيران، وأخذ شيئاً من مبادئ العلوم، ثم اشتغل بالتجارة، ولما بلغ من العمر الخامسة والعشرين، ادعى أنه المهدي المنتظر، وكان إعلانه بهذه الدعوة سنة 1260 هـ، نعق بهذه الدعوة، فأخذها بالتسليم طائفة من الجاهلين. وأرسل بعض هؤلاء إلى نواح مختلفة من إيران للإعلام بظهوره، وبثّ شيء من مزاعمه، وتنبه العلماء لهذه الدعاية، فقاموا في وجهها، وعقد بعض الولاة بينهم وبين ميرزا علي هذا مجالس للمناظرة، فرأى بعضهم ما في أقواله من غواية وخروج عن الدين، فأفتى بكفره.
ورأى آخرون ما فيها من لغو وسخافة، فنسبه إلى الجنون واختلال الفكر.
واعتقل في "شيراز"، ثم بأصفهان، وساقته الحكومة الإيرانية في عهد الملك ناصر الدين شاه إلى "تبريز"، وثارت بين أشياعه وبين المسلمين فتن وحروب سفكت فيها الدماء، وكانت عاقبته أن أعدمته الحكومة في "تبريز" صلباً عام 1265 هـ.
وقعت بعد قتله فترة كانت أتباعه فيها على اختلاف في شأن من ينوب عنه، إلى أن دبروا اغتيال الملك ناصر الدين انتقاماً لزعيمهم، فهجم عليه
اثنان منهم، فخاب سعيهم، وأخذت الحكومة تتقصى أثر البابيين، وتسوق زعماءهم إلى مجلس التحقيق، وكان الميرزا حسين علي الذي لقبوه بعد بـ (بهاء الله) من شيعة الباب، ودعاة نحلته، فقبض عليه، وسجن بطهران بضعة أشهر، ثم أبعد إلى بغداد سنة 1269 هـ.
لما أدركت الحكومة الإيرانية خطر هذه الفئة وما يبيتونه من فتن؛ جعلت ترقبهم بحذر واحتراس، فالتحق طوائف منهم ببغداد، واجتمعوا حول ميرزا حسين الملقب ببهاء الله، ثم حدث بينهم ويين الشيعة ببغداد شقاق كاد يفضي إلى قتال، فقررت الحكومة العثمانية وقتئذ إبعاد البابيين من العراق، فنقلتهم إلى الآستانة، ونفتهم إلى "أدرنة".
قام المسمى (بهاء الله) لهذا العهد يدعو إلى نفسه، ويزعم أنه هو الموعود به الذي أخبر عنه الباب (1)، وقبل دعوته كثير البابيين، وتسموا حينئذ بالبهائيين، وممن رفض دعوته أخوه ميرزا يحيى الملقب (صبح أزل).
ثم إن الحكومة العثمانية أمرت بإبعاد الفريقين من "أدرنة"، فنفت الميرزا يحيى وأتباعه (2) إلى "قبرص"، ونفت البهاء وأتباعه إلى "عكة" بفلسطين،
(1) يزعم البهائية أن الباب كان يشير إلى شخص يظهر بعده، وكانوا يعبرون عنه بلفظ:"من يظهره الله".
(2)
يسمى هؤلاء البابية: (الأزلية)؛ إذ يزعمون أن يحيى هذا هو مصداق ما أشار إليه الباب في كتاب "البيان" باسم: "من يظهره الله"، وهؤلاء يكفرون بالبهاء، ويتناولونه وأتباعه باللعن في السر والعلانية، وليحيي هذا كتاب أراد أن يحاكي به القرآن الكريم في ترتيب الآيات والسور، وحاول أن يحاذي به أسلوبه الحكيم، فافتضح أمره، وظهر سخفه، {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52].