الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوْع الثَّانِي مَا جَاءَ من هَذِه الْكَلِمَات على وَجْهَيْن
وَهُوَ إِذا بِغَيْر تَنْوِين فَتَارَة يُقَال فِيهَا ظرف مُسْتَقْبل خافض لشرطه مَنْصُوب بجوابه غَالِبا فِيهِنَّ وَذَلِكَ فِي نَحْو إِذا جَاءَ زيد أكرمتك
فَإِذا ظرف للمستقبل مُضَاف وَجَاء زيد شَرطه مُضَاف إِلَيْهِ إِذا والمضاف خافض للمضاف إِلَيْهِ وأكرمتك جَوَاب إِذا وَفعل الْجَواب وَمَا أشبهه هُوَ الناصب لمحل إِذا فَإِذا مُتَقَدّمَة من تَأْخِير وَالْأَصْل أكرمتك إِذا جَاءَ زيد
وَمن غير الْغَالِب أَن تكون إِذا للماضي كَمَا سَيَأْتِي وَأَن تكون لغير الشَّرْط نَحْو {وَإِذا مَا غضبوا هم يغفرون} فَلَا يكون لَهَا شَرط وَلَا جَوَاب وتنتصب بِمَا لَا يكون جَوَابا تقدم عَلَيْهَا أَو تَأَخّر عَنْهَا
وَهَذَا التَّعْرِيف الَّذِي ذكره المُصَنّف أَنْفَع معنى وأرشق عبارَة وأوجز لفظا من قَول المعربين إِنَّهَا ظرف لما يسْتَقْبل من الزَّمَان وَفِيه معنى حرف الشَّرْط غَالِبا أما أَنه أَنْفَع فَلَمَّا فِيهِ من بَيَان عمل إِذا
وَالْعَامِل فِيهَا وَتَسْمِيَة مَا يَليهَا شرطا وتاليه جَوَابا وعبارتهم لَا تفِيد ذَلِك وَأما أَنه أرشق وأوجز فَظَاهر
وتختص إِذا الشّرطِيَّة هَذِه بِالدُّخُولِ على الْجمل الفعلية عكس الفجائية على الْأَصَح فيهمَا نَحْو {فَإِذا انشقت السَّمَاء فَكَانَت وردة كالدهان} وَأما نَحْو {إِذا السَّمَاء انشقت} مِمَّا دخلت فِيهِ على الِاسْم فَمَحْمُول عِنْد جُمْهُور الْبَصرِيين على إِضْمَار الْفِعْل وَيكون الِاسْم الدَّاخِلَة هِيَ عَلَيْهِ فَاعِلا بِفعل مَحْذُوف يُفَسر الْفِعْل الْمَذْكُور وَالتَّقْدِير إِذا انشقت السَّمَاء انشقت مثل {وَإِن امْرَأَة خَافت} فامرأة فَاعل بِفعل مَحْذُوف على شريطة التَّفْسِير وَالتَّقْدِير وَإِن خَافت امْرَأَة خَافت فقاس الشَّرْط غير الْجَازِم على الشَّرْط الْجَازِم فِي دُخُوله على الِاسْم الْمَرْفُوع بِفعل مَحْذُوف
وَهَذَا الْقيَاس إِن كَانَ لمُجَرّد التنظير فَظَاهر وَإِن كَانَ للاستدلال فَفِيهِ نظر لِأَن شَرط الْمَقِيس عَلَيْهِ أَن يكون مِمَّا اتّفق
عَلَيْهِ الخصمان وَالْخلاف ثَابت فِي إِن أَيْضا والمخالف فِي ذَلِك الْأَخْفَش والكوفيون فَإِنَّهُم يجيزون دُخُول إِن وَإِذا الشرطيتين على الاسماء فامرأة عِنْدهم مُبْتَدأ وخافت خَبره أَو فَاعل بالمذكور عِنْد الْكُوفِيّين أَو بِمَحْذُوف عِنْد الْأَخْفَش
وَقد تخرج إِذا عَن الْمُسْتَقْبل وتستعمل ظرفا للماضي مُطلقًا
وللحال بعد الْقسم فَالْأول نَحْو {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} وَالثَّانِي نَحْو {والنجم إِذا هوى}
وَتارَة يُقَال فِيهَا حرف مفاجأة فَلَا تحْتَاج إِلَى جَوَاب وتختص بِالدُّخُولِ على الْجمل الاسمية على الْأَصَح نَحْو {وَنزع يَده فَإِذا هِيَ بَيْضَاء للناظرين} فَهِيَ مُبْتَدأ وبيضاء خَبره
وَقد تَلِيهَا الْجُمْلَة الفعلية إِذا كَانَت مصحوبة بقد نَحْو خرجت فَإِذا قد قَامَ زيد حَكَاهُ الْأَخْفَش عَن الْعَرَب وَاخْتلف فِي الْفَاء الدَّاخِلَة عَلَيْهَا فَقَالَ الْمَازِني زَائِدَة وَقَالَ الزّجاج دخلت للربط كَمَا فِي جَوَاب الشَّرْط
وَاخْتلف فِي حَقِيقَة إِذا الفجائية هَل هِيَ حرف أَو اسْم وعَلى الاسمية هَل هِيَ ظرف مَكَان أَو ظرف زمَان أَقْوَال ثَلَاثَة ذهب إِلَى الأول الْأَخْفَش والكوفيون وَاخْتَارَهُ ابْن مَالك وَإِلَى الثَّانِي الْمبرد والفارسي وَأَبُو الْفَتْح بن جنى وعزي إِلَى سِيبَوَيْهٍ وَاخْتَارَهُ ابْن عُصْفُور
وَإِلَى الثَّالِث الزّجاج والرياشي وَاخْتَارَهُ الزَّمَخْشَرِيّ
وَالصَّحِيح الأول وَيشْهد لَهُ قَوْلهم خرجت فَإِذا إِن زيدا بِالْبَابِ بِكَسْر إِن فَلَو كَانَت إِذا ظرف مَكَان أَو زمَان لاحتاجت إِلَى عَامل يعْمل فِي محلهَا النصب وَأَن لَا يعْمل مَا بعْدهَا فِيمَا قبلهَا وَإِذا بَطل أَن تكون ظرفا تعين أَن تكون حرفا
وَلكُل من إِذا الشّرطِيَّة والفجائية مَوَاضِع تخصها وَقد اجْتمعَا فِي قَوْله تَعَالَى {ثمَّ إِذا دعَاكُمْ دَعْوَة من الأَرْض إِذا أَنْتُم تخرجُونَ}
فَإِذا الأولى شَرْطِيَّة وليتها جملَة فعلية
وَالثَّانيَِة فجائية وليتها جملَة اسمية