الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّوْع السَّابِع مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على ثَمَانِيَة أوجه
وَهُوَ الْوَاو وَذَلِكَ أَي الانحصار فِي الثَّمَانِية أَن لنا واوين يرْتَفع مَا بعدهمَا من الِاسْم وَالْفِعْل الْمُضَارع وهما وَاو الِاسْتِئْنَاف وَهِي الْوَاقِعَة فِي ابْتِدَاء كَلَام آخر غير الْأَخير نَحْو قَوْله تَعَالَى {لنبين لكم ونقر فِي الْأَرْحَام مَا نشَاء} بِرَفْع نقر فالواو الدَّاخِلَة عَلَيْهِ وَاو الِاسْتِئْنَاف فَإِنَّهَا لَو كَانَت للْعَطْف على نبين لَا تنصب الْفِعْل الدَّاخِلَة عَلَيْهِ وَهُوَ نقر كَمَا نصب فِي قِرَاءَة أبي زرْعَة وَعَاصِم فِي رِوَايَة الْمفضل
وَالْوَاو الثَّانِيَة وَاو الْحَال وَهِي الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الحالية اسمية كَانَت أَو فعلية وَتسَمى وَاو الِابْتِدَاء أَيْضا نَحْو قَوْلك جَاءَ زيد وَالشَّمْس طالعة وَنَحْو دخل زيد وَقد غربت الشَّمْس وسيبويه يقدرها بإذ لِأَنَّهَا تدخل على الجملتين بِخِلَاف إِذا لاختصاصها بِالْجُمْلَةِ الفعلية على الْأَصَح
وَإِن لنا واوين ينْتَصب مَا بعدهمَا من الِاسْم وَالْفِعْل الْمُضَارع ويفيدان الْمَعِيَّة وهما وَاو الْمَفْعُول مَعَه نَحْو قَوْلك سرت والنيل بِنصب النّيل على أَنه مفعول مَعَه
وَالثَّانيَِة وَاو الْجمع الدَّاخِلَة على الْفِعْل الْمُضَارع الْمَسْبُوق بِنَفْي اَوْ طلب محضين وَتسَمى عِنْد الْكُوفِيّين وَاو الصّرْف لصرفهم نصب مَا بعْدهَا عَن سنَن الْكَلَام مِثَال الدَّاخِلَة على الْفِعْل الْمَسْبُوق بِالنَّفْيِ نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَلما يعلم الله الَّذين جاهدوا مِنْكُم وَيعلم الصابرين} أَي وَأَن يعلم
وَمِثَال الدَّاخِلَة على الْفِعْل الْمَسْبُوق بِالطَّلَبِ نَحْو قَول أبي الْأسود الدؤَلِي
(لَا تنه عَن خلق وَتَأْتِي مثله
…
عَار عَلَيْك إِذا فعلت عَظِيم)
أَي وَأَن تَأتي وَعبارَة المغنى والواوان اللَّذَان ينصب مَا بعدهمَا وَاو الْمَفْعُول مَعَه وَالْوَاو الدَّاخِلَة على الْمُضَارع الْمَنْصُوب بعطفه على اسْم صَرِيح أَو مؤول فالصريح كَقَوْلِه
(وَلبس عباءة وتقر عَيْني
…
)
والمؤول نَحْو الْوَاقِع قبل وَاو الصّرْف انْتهى
وَأَن لنا واوين ينجر مَا بعدهمَا من الْأَسْمَاء وهما وَاو الْقسم يجر مَا بعْدهَا بهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى {والتين وَالزَّيْتُون} وَالثَّانيَِة وَاو رب ينجر مَا بعْدهَا بإضمار رب لَا بِالْوَاو على الْأَصَح كَقَوْلِه وَهُوَ عَامر بن الْحَرْث
(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس
…
إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس)
أَي وَرب بَلْدَة واليعافير والظباء الْبيض والعيس الْإِبِل
وَإِن لنا واوا يكون مَا بعْدهَا على حسب مَا قبلهَا وَهِي وَاو الْعَطف وَهَذِه هِيَ الأَصْل وَالْغَالِب وَهِي لمُطلق الْجمع على الْأَصَح فَلَا تدل على تَرْتِيب وَلَا معية إِلَّا بِقَرِينَة خارجية وَعند التجرد من الْقَرِينَة يحْتَمل معطوفها الْمعَانِي الثَّلَاثَة فَإِذا قلت قَامَ زيد وَعَمْرو
كَانَ مُحْتملا للمعية والتأخر والتقدم
وَإِن لنا واوا يكون دُخُولهَا فِي الْكَلَام كخروجها وَهِي الْوَاو الزَّائِدَة وَتسَمى فِي الْقُرْآن صلَة نَحْو قَوْله تَعَالَى {حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا} ففتحت جَوَاب إِذا وَالْوَاو صلَة جِيءَ بهَا لتوكيد الْمَعْنى بِدَلِيل الْآيَة الْأُخْرَى قبلهَا وَهِي {حَتَّى إِذا جاؤوها فتحت أَبْوَابهَا} بِغَيْر وَاو
وَقيل لَيست زَائِدَة وَإِنَّهَا عاطفة وَالْجَوَاب مَحْذُوف وَالتَّقْدِير كَانَ كَيْت وَكَيْت قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ والبيضاوي
وَقيل وَاو الْحَال أَي وَقد فتحت فَدخلت الْوَاو لبَيَان أَنَّهَا كَانَت مفتحة قبل مجيئهم وحذفت فِي الْآيَة الأولى لبَيَان أَنَّهَا كَانَت مغلقة قبل مجيئهم قَالَه الْبَغَوِيّ وَقَول جمَاعَة من الأدباء كالحريري وَمن النَّحْوِيين كَابْن خالويه وَمن الْمُفَسّرين كَالثَّعْلَبِيِّ أَنَّهَا أَي الْوَاو فِي وَفتحت وَاو الثَّمَانِية لِأَن أَبْوَاب الْجنَّة ثَمَانِيَة وَلذَلِك لم تدخل فِي الْآيَة قبلهَا لِأَن أَبْوَاب جَهَنَّم سَبْعَة
وَقَوْلهمْ إِن مِنْهَا أَي من وَاو الثَّمَانِية قَوْله تَعَالَى {وثامنهم كلبهم} وَهَذَا القَوْل لَا يرضاه نحوي لِأَنَّهُ لَا يتَعَلَّق بِهِ حكم إعرابي وَلَا سر معنوي
وَالْقَوْل بذلك أَي بِأَن الْوَاو وَاو الثَّمَانِية فِي قَوْله تَعَالَى {والناهون عَن الْمُنكر} لِأَنَّهُ الْوَصْف الثَّامِن ابعد من القَوْل بذلك فِي الْآيَتَيْنِ قبلهَا
وَالْقَوْل بذلك فِي قَوْله تَعَالَى {ثيبات وأبكارا} لِأَن الْبكارَة وصف ثامن ظَاهر الْفساد لِأَن وَاو الثَّمَانِية صَالِحَة للسقوط عِنْد الْقَائِل بهَا وَهِي فِي هَذِه الْآيَة لَا يَصح إِسْقَاطهَا إِذْ لَا تَجْتَمِع الثيوبة والبكارة وَلَيْسَت أَبْكَارًا صفة ثامنة وَإِنَّمَا هِيَ تاسعة إِذْ أول الصِّفَات {خيرا مِنْكُن}
وَقَول الثَّعْلَبِيّ إِن مِنْهَا قَوْله تَعَالَى {سبع لَيَال وَثَمَانِية أَيَّام} سَهْو ظَاهر لِأَنَّهَا عاطفة وَذكرهَا وَاجِب