المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثامن ما يأتي من الكلمات على اثني عشر وجها - موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب

[خالد الأزهري]

فهرس الكتاب

- ‌شرح الْجُمْلَة وَذكر أسمائها وأحكامها وَفِيه أَربع مسَائِل

- ‌الْمَسْأَلَة الأولى فِي شرح الْجُمْلَة

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة فِي بَيَان الْجمل الَّتِي لَهَا مَحل من الْإِعْرَاب

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة فِي بَيَان الْجمل الَّتِي لَا مَحل لَهَا من الْأَعْرَاب

- ‌الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة الْجمل الخبرية

- ‌فِي الْجَار وَالْمَجْرُور فِيهِ أَيْضا أَربع مسَائِل

- ‌الْمَسْأَلَة الأولى تعلق الْجَار وَالْمَجْرُور بِفعل أَو بِمَا فِي مَعْنَاهُ

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة فِي بَيَان حكم الْجَار وَالْمَجْرُور بعد الْمعرفَة والنكرة

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة فِي بَيَان مُتَعَلق الْجَار وَالْمَجْرُور والمحذوف فِي هَذِه الْمَوَاضِع

- ‌الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة حكم الْمَرْفُوع بعد الْجَار وَالْمَجْرُور فِي الْمَوَاضِع السَّابِقَة

- ‌فِي تَفْسِير كَلِمَات كَثِيرَة يحْتَاج إِلَيْهَا المعرب

- ‌النَّوْع الأول مَا جَاءَ على وَجه وَاحِد لَا غير وَهُوَ أَرْبَعَة

- ‌النَّوْع الثَّانِي مَا جَاءَ من هَذِه الْكَلِمَات على وَجْهَيْن

- ‌النَّوْع الثَّالِث مَا جَاءَ من الْكَلِمَات على ثَلَاثَة أوجه

- ‌النَّوْع الرَّابِع مَا جَاءَ من الْكَلِمَات على أَرْبَعَة أوجه

- ‌النَّوْع الْخَامِس مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على خَمْسَة أوجه

- ‌النَّوْع السَّادِس مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على سَبْعَة أوجه

- ‌النَّوْع السَّابِع مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على ثَمَانِيَة أوجه

- ‌النَّوْع الثَّامِن مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على اثْنَي عشر وَجها

- ‌فِي الإشارات إِلَى عِبَارَات محررة مستوفاة موجزة وَهِي ثَمَانِيَة أَنْوَاع عدد أَبْوَاب الْجنَّة

الفصل: ‌النوع الثامن ما يأتي من الكلمات على اثني عشر وجها

‌النَّوْع الثَّامِن مَا يَأْتِي من الْكَلِمَات على اثْنَي عشر وَجها

وَهُوَ مَا وَهِي على ضَرْبَيْنِ اسمية وحرفية

فالضرب الأول الاسمية وَهِي الْأَشْرَف وأوجها سَبْعَة أَحدهَا معرفَة تَامَّة فَلَا تحْتَاج إِلَى شَيْء وَهِي ضَرْبَان عَامَّة وخاصة

فالعامة هِيَ الَّتِي لم يتقدمها اسْم تكون هِيَ وعاملها صفة لَهُ فِي الْمَعْنى نَحْو قَوْله تَعَالَى {إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ} فَمَا فَاعل نعم مَعْنَاهَا الشَّيْء

وَهِي ضمير الصَّدقَات على تَقْدِير مُضَاف مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ تبدو أَو هُوَ الْمَخْصُوص بالمدح أَي فَنعم الشَّيْء إبداؤها

والخاصة هِيَ الَّتِي يتقدمها اسْم تكون هِيَ وعاملها صفة لَهُ فِي الْمَعْنى وَيقدر من لفظ ذَلِك الِاسْم الْمُتَقَدّم نَحْو غسلته غسلا نعما ودققته دقا نعما

أَي نعم الغسيل وَنعم الدق

وَالثَّانِي معرفَة نَاقِصَة وَهِي الموصولة وتحتاج إِلَى صلَة وعائد نَحْو قَوْله تَعَالَى {مَا عِنْد الله خير من اللَّهْو وَمن التِّجَارَة} فَمَا مَوْصُول اسْمِي فِي مَحل رفع على الِابْتِدَاء وَعند صلته وَخير خَبره أَي الَّذِي

ص: 148

عِنْد الله خير

وَالثَّالِث شَرْطِيَّة زمانية وَغير زمانية فَالْأولى نَحْو قَوْله تَعَالَى {فَمَا استقاموا لكم فاستقيموا لَهُم} أَي اسْتَقِيمُوا لَهُم مُدَّة استقامتهم لكم

وَالثَّانيَِة نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَمَا تَفعلُوا من خير يُعلمهُ الله}

وَالرَّابِع استفهامية نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَمَا تِلْكَ بيمينك يَا مُوسَى} وَيجب فِي الاستفهامية حذف ألفها إِذا كَانَت مجرورة نَحْو قَوْله تَعَالَى {عَم يتساءلون} {فناظرة بِمَ يرجع المُرْسَلُونَ} الأَصْل عَن مَا وَبِمَا فحذفت الْألف فرقا بَين الاستفهامية والخبرية

وَسمع إِثْبَاتهَا على الأَصْل نثرا وشعرا فالنثر كَقِرَاءَة عِيسَى وَعِكْرِمَة {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بِإِثْبَات الْألف

وَالشعر كَقَوْل حسان رضي الله عنه

(على مَا قَامَ يَشْتمنِي لئيم

كخنزير تمرغ فِي دمان)

ص: 149

فالدمان كالرماد وزنا وَمعنى إِلَّا أَن حذف الْألف هُوَ الأجود وإثباتها لَا يكَاد يُوجد وَلِهَذَا أَي وَلأَجل أَن مَا الاستفهامية تحذف ألفها إِذا جرت رد الْكسَائي على الْمُفَسّرين قَوْلهم فِي قَوْله تَعَالَى {بِمَا غفر لي رَبِّي} إِنَّهَا استفهامية وَجه الرَّد أَن نفي اللَّازِم يسْتَلْزم نفي الْمَلْزُوم وَكَون مَا الاستفهامية مَدْخُول حرف الْجَرّ ملزوم لحذف الْألف وَحذف الْألف لَازم فَإِذا ثبتَتْ الْألف فقد انْتَفَى اللَّازِم وَإِذا انْتَفَى اللَّازِم وَهُوَ حذف الْألف انْتَفَى الْمَلْزُوم وَهُوَ كَون مَا استفهامية وَإِذا انْتَفَى كَون مَا استفهامية ثَبت نقيضه وَهُوَ كَونهَا غير استفهامية وَجَوَابه يُؤْخَذ مِمَّا تقدم

قَالَ فِي الْكَشَّاف وَيحْتَمل أَن تكون مَا استفهامية أَعنِي بِأَيّ شَيْء غفر لي رَبِّي فَطرح الْألف أَجود وَإِن كَانَ إِثْبَاتهَا جَائِزا يُقَال قد علمت بِمَا صنعت هَذَا وَبِمَ صنعت انْتهى

وعَلى وجوب حذف الْألف إِنَّمَا جَازَ إِثْبَات الْألف فِي لماذا فعلت لِأَن ألفها صَارَت حَشْوًا بالتركيب مَعَ ذَا وصيرورتها كالكلمة الْوَاحِدَة فَأَشْبَهت مَا الاستفهامية فِي حَال تركيبها مَعَ ذَا الموصولة فِي وُقُوع ألفها حَشْوًا لصيرورة الْمَوْصُول مَعَ صلته كالشيء الْوَاحِد

وَالْخَامِس نكرَة تَامَّة غير محتاجة إِلَى صفة وَذَلِكَ وَاقع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فِي كل مِنْهَا خلاف يذكر أَحدهَا الْوَاقِعَة فِي بَاب نعم

ص: 150

وَبئسَ إِذا وَقع بعْدهَا اسْم أَو فعل فَالْأول نَحْو قَوْله {فَنعما هِيَ} وَالثَّانِي كَقَوْلِك نعم مَا صنعت فَمَا فِي المثالين نكرَة تَامَّة مَنْصُوبَة الْمحل على التَّمْيِيز للضمير الْمُسْتَتر فِي نعم الْمَرْفُوع على الفاعلية

والمخصوص بالمدح فِي الْمِثَال الأول مَذْكُور أَي نعم شَيْئا هِيَ وَفِي الْمِثَال الثَّانِي مَحْذُوف وَالْفِعْل وَالْفَاعِل صفته أَي نعم شَيْئا شَيْء صَنعته

وَالْخلاف فِي الأول ثَلَاثَة أَقْوَال وَفِي الثَّانِي عشرَة أَقْوَال أتركها خوف الإطالة

والموضع الثَّانِي من الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة قَوْلهم إِذا أَرَادوا الْمُبَالغَة فِي الْإِكْثَار من فعل إِنِّي مِمَّا أَن أفعل فخبر إِن مَحْذُوف وَمن مُتَعَلقَة بِهِ وَمَا نكرَة تَامَّة بِمَعْنى أَمر وَأَن وصلتها فِي مَوضِع جر بدل من مَا أَي إِنِّي مَخْلُوق من أَمر ذَلِك الْأَمر هُوَ فعلي كَذَا وَكَذَا

وَزعم السيرافي وَابْن خروف وتبعهما ابْن مَالك وَنَقله عَن سِيبَوَيْهٍ أَن مَا معرفَة تَامَّة بِمَعْنى الْأَمر وَأَن وصلتها مُبْتَدأ والظرف خَبره وَالْجُمْلَة خبر إِن أَي إِنِّي من الْأَمر فعلى كَذَا وَكَذَا وَالْأول أظهر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ على سَبِيل الْمُبَالغَة مثل {خلق الْإِنْسَان من عجل} جعل الْإِنْسَان لمبالغته فِي العجلة كَأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْهَا وَيُؤَيِّدهُ أَن بعده فَلَا

ص: 151

تَسْتَعْجِلُون وَقيل الْعجل الطين بلغَة حمير ورصده المُصَنّف فِي شرح بَانَتْ سعاد بِأَن ذَلِك لم يثبت عِنْد عُلَمَاء اللُّغَة

والموضع الثَّالِث وَهُوَ آخرهَا التَّعَجُّب نَحْو مَا أحسن زيدا فَمَا نكرَة تَامَّة مُبْتَدأ وَمَا بعْدهَا خَبَرهَا أَي شَيْء حسن زيدا وَهَذَا القَوْل هُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ وَجوز الْأَخْفَش أَن تكون مَوْصُولَة وَأَن تكون نكرَة نَاقِصَة وَمَا بعْدهَا صلَة أَو صفة وَالْخَبَر مَحْذُوف وجوبا مُقَدّر بعظيم وَنَحْوه

وَذهب الْفراء وَابْن درسْتوَيْه إِلَى أَنَّهَا استفهامية وَمَا بعْدهَا الْخَبَر

وَالسَّادِس نكرَة مَوْصُوفَة بعْدهَا كَقَوْلِهِم أَي الْعَرَب مَرَرْت بِمَا معجب لَك أَي شَيْء معجب لَك وَمِنْه أَي وَمن وُقُوع مَا نكرَة مَوْصُوفَة فِي قَول قَالَ بِهِ الْأَخْفَش والزجاج والزمخشري نعم مَا صنعت فَمَا نكرَة نَاقِصَة فَاعل نعم وَمَا بعْدهَا صفتهَا أَي نعم شَيْء صَنعته

وَمِنْه ايضا مَا أحسن زيدا عِنْد الْأَخْفَش فِي أحد احتماليه أَي شَيْء مَوْصُوف بِأَنَّهُ حسن زيدا عَظِيم فَحذف الْخَبَر كَمَا تقدم عَنهُ

ص: 152

وَالسَّابِع نكرَة مَوْصُوف بهَا نكرَة قبلهَا إِمَّا للتحقير أَو التَّعْظِيم أَو التنويع

فَالْأول نَحْو {مثلا مَا بعوضة} وَالثَّانِي نَحْو قَوْلهم أَي الْعَرَب كالزباء بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَة وبالمد علم امْرَأَة لأمر مَا جدع قصير أَنفه فَمَا فيهمَا نكرَة مَوْصُوف بهَا مثلا فِي الأول وَأمر فِي الثَّانِي مؤولة بمشتق أَي مثلا بَالغا فِي الحقارة بعوضة ولأمر عَظِيم جدع قصير أَنفه وقصير اسْم رجل وَهُوَ قصير بن سعد اللَّخْمِيّ صَاحب جذيمة الأبرش وقصته مَشْهُورَة مَعَ الزباء لما احتال على قَتلهَا

وَالثَّالِث ضَربته ضربا مَا

أَي نوعا من الضَّرْب من أَي نوع كَانَ

وَقيل إِن مَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة حرف لَا مَوضِع لَهَا زَائِدَة منبئة عَن وصف لَائِق بِالْمحل وَهُوَ أولى لِأَن زيادتها عوضا عَن مَحْذُوف ثَابِتَة فِي كَلَامهم قَالَه ابْن مَالك فِي شرح التسهيل

وَالضَّرْب الثَّانِي حرفية وأوجهها خَمْسَة الأول نَافِيَة فتعمل فِي دُخُولهَا على الْجمل الإسمية عمل لَيْسَ فَترفع الِاسْم وتنصب الْخَبَر فِي لُغَة الْحِجَازِيِّينَ نَحْو قَوْله تَعَالَى {مَا هَذَا بشرا} {مَا هن أمهاتهم}

ص: 153

وَالثَّانِي مَصْدَرِيَّة غير ظرفية نَحْو قَوْله تَعَالَى {بِمَا نسوا يَوْم الْحساب} فتسبك مَعَ صلتها بمصدر أَي بنسيانهم إِيَّاه أَي يَوْم الْحساب

وَالثَّالِث مَصْدَرِيَّة ظرفية زمانية نَحْو قَوْله تَعَالَى {مَا دمت حَيا} فتنوب عَن الْمدَّة وتؤول بمصدر أَي مُدَّة دوامي حَيا

وَلَا تقع ظرفية غير مَصْدَرِيَّة فَأَما قَوْله تَعَالَى {كلما أَضَاء لَهُم مَشوا فِيهِ} فالزمان الْمُقدر هُنَا مجرور أَي كل وَقت وَالْمَجْرُور لَا يُسمى ظرفا اصْطِلَاحا

وَالرَّابِع كَافَّة عَن الْعَمَل وَهِي فِي ذَلِك ثَلَاثَة أَقسَام الأول كَافَّة عَن عمل الرّفْع فِي الْفَاعِل كَقَوْلِه وَهُوَ المرار يُخَاطب امْرَأَة

(صددت فأطولت الصدود وقلما

وصال على طول الصدود يَدُوم)

فَقل فعل مَاض يقبل التائين وَمَا كَافَّة لَهُ عَن طلب الْفَاعِل وَأما وصال فَهُوَ فَاعل لفعل مَحْذُوف وجوبا يفسره الْفِعْل الْمَذْكُور وَهُوَ يَدُوم وَالتَّقْدِير قَلما يَدُوم وصال يَدُوم على حد إِن امْرُؤ هلك وَلَا يكون وصال مُبْتَدأ وَخَبره يَدُوم لِأَن الْفِعْل المكفوف عَن طلب

ص: 154

الْفَاعِل لَا يدْخل إِلَّا على الْجمل الفعلية لِأَنَّهُ أجري مجْرى حرف النَّفْي فقولك قَلما تَقول بِمَعْنى مَا تَقول قَالَه ابْن مَالك فِي شرح التسهيل

فَإِن قلت ايْنَ فَاعل قَلما قلت لَا فَاعل لَهُ فَإِن قلت الْفِعْل لَا بُد لَهُ من فَاعل قلت أَقُول بِمُوجبِه وَلَكِن فِي غير الْفِعْل المكفوف فَإِن قلت هَل لذَلِك نَظِير قلت نعم الْفِعْل الْمُؤَكّد كَقَوْلِه أَتَاك أَتَاك اللاحقون فاللاحقون فَاعل للْأولِ وَلَا فَاعل للثَّانِي قَالَه المُصَنّف فِي التَّوْضِيح

وَلم تكف مَا من الْأَفْعَال عَن عمل الرّفْع إِلَّا ثَلَاثَة قل وَطَالَ وَكثر فَالْأول

(قَلما يبرح اللبيب

)

وَالثَّانِي

(يَا ابْن الزبير طالما عصيكا

)

ص: 155

وَالثَّالِث

كثر مَا فعلت كَذَا

وَلَا تدخل هَذِه الْأَفْعَال المكفوفة ب مَا إِلَّا على فعلية صرح بِفِعْلِهَا وَأما قَلما وصال الْبَيْت مِمَّا الْجُمْلَة غير مُصَرح بِفِعْلِهَا فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ ضَرُورَة

وَالْقسم الثَّانِي كَافَّة عَن عمل النصب وَالرَّفْع وَذَلِكَ مَعَ إِن وَأَخَوَاتهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى {إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِد}

وَالْقسم الثَّالِث كَافَّة عَن عمل الْجَرّ ومهيئة للدخول على الْجمل الفعلية

فالمهيئة نَحْو قَوْله تَعَالَى {رُبمَا يود الَّذين كفرُوا لَو كَانُوا مُسلمين} والكافة عَن عمل الْجَرّ نَحْو قَوْله وَهُوَ السموأل

(أَخ ماجد لم يخزني يَوْم مشْهد

كَمَا سيف عَمْرو لم تخنه مضاربه)

بِرَفْع سيف على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر

ص: 156

وَاخْتلف فِي مَا التالية للفظ بعد فِي قَوْله وَهُوَ المرار يُخَاطب نَفسه

(أعلاقة أم الْوَلِيد بعيد مَا

أفنان رَأسك كالثغام المخلس)

على قَوْلَيْنِ فَقيل كَافَّة لبعد عَن الْإِضَافَة إِلَى أفنان

وَقيل مَصْدَرِيَّة عِنْد من يجوز وَصلهَا بِالْجُمْلَةِ الاسمية والعلاقة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة علاقَة الْحبّ والوليد تَصْغِير الْوَلَد وَهُوَ الصَّبِي والأفنان جمع فنن وَهُوَ الْغُصْن مُبْتَدأ وكالثغام بِفَتْح الْمُثَلَّثَة والغين الْمُعْجَمَة جمع ثغامة خَبره وَهُوَ نبت فِي الْجَبَل يبيض إِذا يبس شبه بِهِ الشيب والمخلس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالسِّين الْمُهْملَة اسْم فَاعل من اخلس النَّبَات إِذا اخْتَلَط رطبه ويابسه واختلس رَأسه إِذا خالط سوَاده الْبيَاض

وَالْوَجْه الْخَامِس زَائِدَة وَتسَمى هِيَ وَغَيرهَا من الْحُرُوف الزَّوَائِد صلَة وتأكيدا فِي اصْطِلَاح المعربين فِرَارًا من أَن يتَبَادَر إِلَى الذِّهْن أَن الزَّائِد لَا معنى لَهُ

وَالْحَامِل على هَذِه التَّسْمِيَة خُصُوص الْمقَام القرآني والتعميم لطرد الْبَاب وَقطع الْمَادَّة نَحْو {فبمَا رَحْمَة من الله لنت لَهُم} {عَمَّا قَلِيل ليصبحن نادمين} أَي فبرحمة وَعَن قَلِيل ليصبحن نادمين

ص: 157