المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقشة الرأى الخامس: - نزول القرآن على سبعة أحرف

[مناع القطان]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌اختلاف اللهجات العربية:

- ‌اختلاف العلماء فى وجود كلمات فى القرآن بغير العربية:

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌درجة حديث نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌طائفة من أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌معنى الحرف فى اللّغة:

- ‌آراء العلماء فى المراد بالأحرف السبعة:

- ‌سبب اهتمام العلماء بهذا الموضوع:

- ‌الرأى الأول:

- ‌الرأى الثانى:

- ‌تحديد اللّغات السبع:

- ‌وجه تخصيص لغات تلك القبائل:

- ‌ما تدل عليه النصوص بعامة وما جاء عن لغة قريش بخاصة:

- ‌الرأى الثالث فى المراد بالأحرف السبعة:

- ‌الرأى الرابع فى المراد بالأحرف السبعة:

- ‌الرأى الخامس فى المراد بالأحرف السبعة:

- ‌الرأى السادس فى المراد بالأحرف السبعة:

- ‌الترجيح والمناقشة

- ‌الرأى المختار:

- ‌مناقشة الرأى الثانى:

- ‌مناقشة الرأى الثالث:

- ‌مناقشة الرأى الرابع:

- ‌مناقشة الرأى الخامس:

- ‌مناقشة الرأى السادس:

- ‌زيادة بيان فى ترجيح الرأى الأول:

- ‌شبهات المستشرقين:

- ‌حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف: تتلخص حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف فى أمور:

الفصل: ‌مناقشة الرأى الخامس:

ولم يرد فى الأحاديث والآثار التعبير بالأوجه، وإنما ورد التعبير بالأحرف، وتأويل الأحرف بالأوجه تكلف لا حاجة إليه، ومعظم علماء اللّغة يفسّرون الأحرف باللّغات.

وغاية ما يدل عليه الاستقراء هو استنباط وجوه اختلاف القراءات أو اللّغات، وحمل هذا على الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن يحتاج إلى دليل، ولا دليل، وهو استقراء ناقص لا يفيد الحصر فى سبعة، ولذا تفاوتت وجوه الاختلاف المستنبطة وتعددت عند القائلين بهذا الرأى.

‌مناقشة الرأى الخامس:

ويجاب عن الرأى الخامس- الذى يرى أن العدد سبعة لا مفهوم له- بأن الأحاديث تدل بنصها على حقيقة العدد وانحصاره:

«أقرأنى جبريل على حرف، فراجعته، فزادنى، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف» «1» .

«يا أبىّ، أرسل إلىّ: أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه: أن هوّن على أمتى، فرد إلىّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هوّن على أمّتى، فرد إلىّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف» «2» .

فهذا يدل على حقيقة العدد المعيّن المحصور فى سبعة.

ويتضح هذا تفصيلا من رواية الإمام أحمد:

عن أبىّ بن كعب قال: «سمعت رجلا يقرأ، فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: انطلق إليه، فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا،

(1) أخرجه البخارى ومسلم.

(2)

أخرجه مسلم.

ص: 88

فقال: «اقرأ» ، فقرأ، فقال:«أحسنت» ، فقلت له: أو لم تقرئني كذا وكذا، قال:«بلى» ، وأنت قد أحسنت، فقلت بيدى: قد أحسنت مرتين! قال: فضرب النبى صلى الله عليه وسلم بيده فى صدرى، ثم قال:«اللهم أذهب عن أبىّ الشك» ، ففضت عرقا، وامتلأ جوفى فرقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبىّ، إنّ ملكين أتيانى، فقال أحدهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: زده، فقلت:

زدنى، قال: اقرأ على حرفين، فقال الآخر: زده، فقلت: زدنى، قال:

اقرأ على ثلاثة، فقال الآخر: زده، فقلت: زدنى، قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدنى، قال: اقرأ على خمسة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدنى، قال: اقرأ على ستة، قال الآخر: زده، قال:

اقرأ على سبعة أحرف، فالقرآن أنزل على سبعة أحرف» «1» .

فهذه الاستزادة المتتابعة العدد تقطع بأن المراد بالأحرف السبعة حقيقة السبعة الواقعة بين الستة والثمانية، ولا تحتمل تأويلا، وكلها نزل بها الوحى حرفا حرفا.

وقد رد ابن المنير «2» على من قال بواو الثمانية فى مثل قوله تعالى:

وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ «3» مؤيدا من أنكر ذلك فقال: «وهو الصواب، لا كمن يقول: إنها واو الثمانية، فإن ذلك أمر لا يستقر لمثبته قدم، ويعدون من هذه الواو قوله فى الجنة: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها «4» بخلاف أبواب النار، فإنه قال فيها: فُتِحَتْ أَبْوابُها «5» ، قالوا: لأن أبواب الجنة ثمانية، وأبواب

(1) مسند الإمام أحمد بن حنبل 5/ 124.

(2)

أحمد بن محمد بن منصور الإسكندرى المالكى المعروف بابن المنير، تولى قضاء الإسكندرية، من تصانيفه:«الانتصاف من صاحب الكشاف» بيّن فيه ما تضمنه من الاعتزال وناقشه- توفى سنة 683 هـ (بغية الوعاة ص 168، الديباج ص 70، معجم المؤلفين 2/ 161).

(3)

الكهف: 22.

(4)

الزمر: 73.

(5)

الزمر: 71.

ص: 89