الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضهم: الخشوع = وقالوا: هو المخذول المتروك، ومنه قول العجاج:
يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا ?
…
قَالَ: نَعَمْ! أَعْرِفُه! وَأَبْلَسَا (1)
فتأويل قوله:"وأبلسا"، عند الذين زعموا أن"الإبلاس"، انقطاع الحجة والسكوت عنده، بمعنى: أنه لم يُحِرْ جوابًا. (2)
وتأوَّله الآخرون بمعنى الخشوع، وترك أهله إياه مقيمًا بمكانه.
والآخرون بمعنى الحزن والندم.
يقال منه:"أبلس الرجل إبلاسًا"، ومنه قيل: لإبليس"إبليس". (3)
* * *
(1) مضى البيت وتخريجه وتفسيره فيما سلف 1: 509، ولم أشر هناك إلى مجيئه في التفسير في هذا الموضع ثم في 21: 18 (بولاق)، وأزيد أنه في مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 192، ومعاني القرآن للفراء 1:335.
(2)
هو الفراء في معاني القرآن 1: 335.
(3)
انظر ما قاله أبو جعفر في تفسير"إبليس" فيما سلف 1: 509، 510.
القول في تأويل قوله: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(45) }
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، فاستؤصل القوم الذين عَتَوا على ربهم، وكذّبوا رسله، وخالفوا أمره، عن آخرهم، فلم يترك منهم أحد إلا أهلك بغتةً إذ جاءهم عذاب الله.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
13242 -
حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال،
حدثنا أسباط، عن السدي:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، يقول: قُطع أصل الذين ظلموا.
13243 -
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، قال: استؤصلوا.
* * *
و"دابر القوم"، الذي يدبرُهم، وهو الذي يكون في أدبارهم وآخرهم. يقال في الكلام:"قد دَبَر القومَ فلانٌ يدبُرُهم دَبْرًا ودبورًا"، إذا كان آخرهم، ومنه قول أمية:
فَاُهْلِكُوا بِعَذَابٍ حَصَّ دَابِرَهُمْ
…
فَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفًا وَلا انْتَصَرُوا (1)
* * *
="والحمد لله رب العالمين"، يقول: والثناء الكامل والشكر التام ="لله رب العالمين"، على إنعامه على رسله وأهل طاعته، (2) بإظهار حججهم على من خالفهم من أهل الكفر، وتحقيق عِدَاتِهم ما وَعدوهم على كفرهم بالله وتكذيبهم رسله (3) = من نقم الله وعاجل عذابه. (4)
* * *
(1) ديوانه: 32، من أبيات يحكى فيها صفة الموقف في يوم الحشر. يقال:"حص الشعر"، إذا حلقه، لم يبق منه شيئًا.
(2)
انظر تفسير"الحمد"، و"رب العالمين" فيما سلف في سورة الفاتحة.
(3)
في المطبوعة: "وتحقيق عدتهم ما وعدهم"، وفي المخطوطة:"عداتهم ما وعدوهم"، وصواب قراءة ذلك كله ما أثبته.
(4)
السياق: ". . . ما وعدوهم. . . من نقم الله وعاجل عذابه".