المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بعضهم: الخشوع = وقالوا: هو المخذول المتروك، ومنه قول العجاج: يَا - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١١

[ابن جرير الطبري]

الفصل: بعضهم: الخشوع = وقالوا: هو المخذول المتروك، ومنه قول العجاج: يَا

بعضهم: الخشوع = وقالوا: هو المخذول المتروك، ومنه قول العجاج:

يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكْرَسَا ?

قَالَ: نَعَمْ! أَعْرِفُه! وَأَبْلَسَا (1)

فتأويل قوله:"وأبلسا"، عند الذين زعموا أن"الإبلاس"، انقطاع الحجة والسكوت عنده، بمعنى: أنه لم يُحِرْ جوابًا. (2)

وتأوَّله الآخرون بمعنى الخشوع، وترك أهله إياه مقيمًا بمكانه.

والآخرون بمعنى الحزن والندم.

يقال منه:"أبلس الرجل إبلاسًا"، ومنه قيل: لإبليس"إبليس". (3)

* * *

(1) مضى البيت وتخريجه وتفسيره فيما سلف 1: 509، ولم أشر هناك إلى مجيئه في التفسير في هذا الموضع ثم في 21: 18 (بولاق)، وأزيد أنه في مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 192، ومعاني القرآن للفراء 1:335.

(2)

هو الفراء في معاني القرآن 1: 335.

(3)

انظر ما قاله أبو جعفر في تفسير"إبليس" فيما سلف 1: 509، 510.

ص: 363

القول في تأويل قوله: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‌

(45) }

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، فاستؤصل القوم الذين عَتَوا على ربهم، وكذّبوا رسله، وخالفوا أمره، عن آخرهم، فلم يترك منهم أحد إلا أهلك بغتةً إذ جاءهم عذاب الله.

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

13242 -

حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال،

ص: 363

حدثنا أسباط، عن السدي:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، يقول: قُطع أصل الذين ظلموا.

13243 -

حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"فقطع دابر القوم الذين ظلموا"، قال: استؤصلوا.

* * *

و"دابر القوم"، الذي يدبرُهم، وهو الذي يكون في أدبارهم وآخرهم. يقال في الكلام:"قد دَبَر القومَ فلانٌ يدبُرُهم دَبْرًا ودبورًا"، إذا كان آخرهم، ومنه قول أمية:

فَاُهْلِكُوا بِعَذَابٍ حَصَّ دَابِرَهُمْ

فَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفًا وَلا انْتَصَرُوا (1)

* * *

="والحمد لله رب العالمين"، يقول: والثناء الكامل والشكر التام ="لله رب العالمين"، على إنعامه على رسله وأهل طاعته، (2) بإظهار حججهم على من خالفهم من أهل الكفر، وتحقيق عِدَاتِهم ما وَعدوهم على كفرهم بالله وتكذيبهم رسله (3) = من نقم الله وعاجل عذابه. (4)

* * *

(1) ديوانه: 32، من أبيات يحكى فيها صفة الموقف في يوم الحشر. يقال:"حص الشعر"، إذا حلقه، لم يبق منه شيئًا.

(2)

انظر تفسير"الحمد"، و"رب العالمين" فيما سلف في سورة الفاتحة.

(3)

في المطبوعة: "وتحقيق عدتهم ما وعدهم"، وفي المخطوطة:"عداتهم ما وعدوهم"، وصواب قراءة ذلك كله ما أثبته.

(4)

السياق: ". . . ما وعدوهم. . . من نقم الله وعاجل عذابه".

ص: 364