المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

القول في تأويل قوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ١١

[ابن جرير الطبري]

الفصل: القول في تأويل قوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا

القول في تأويل قوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ‌

(51) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأنذر، يا محمد، بالقرآن الذي أنزلناه إليك، القومَ الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم، علمًا منهم بأن ذلك كائن، فهم مصدقون بوعد الله ووعيده، عاملون بما يرضي الله، دائبون في السعي، (1) فيما ينقذهم في معادهم من عذاب الله (2)

="ليس لهم من دونه وليّ"، أي ليس لهم من عذاب الله إن عذبهم =،"وليّ"، ينصرهم فيستنقذهم منه، (3) ="ولا شفيع"، يشفع لهم عند الله تعالى ذكره فيخلصهم من عقابه (4) =" لعلهم يتقون"، يقول: أنذرهم كي يتقوا الله في أنفسهم، فيطيعوا ربهم، ويعملوا لمعادهم، ويحذروا سَخطه باجتناب معاصيه.

* * *

وقيل:"وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا"، ومعناه: يعلمون أنهم يحشرون، فوضعت"المخافة" موضع"العلم"، (5) لأنّ خوفهم كان من أجل علمهم بوقوع ذلك ووجوده من غير شك منهم في ذلك. (6)

* * *

(1) في المطبوعة: "دائمون في السعي"، والصواب ما في المخطوطة.

(2)

انظر تفسير"الإنذار" فيما سلف: 290، 369.

= وتفسير"الحشر" فيما سلف ص: 346 - 349، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(3)

انظر تفسير"ولى" فيما سلف من فهارس اللغة (ولى) .

(4)

انظر تفسير"شفيع" فيما سلف 8: 580، تعليق: 3، والمراجع هناك.

(5)

انظر تفسير"الخوف" فيما سلف 4: 550/8: 298، 299، 318/9: 123، 267.

(6)

انظر معاني القرآن للفراء 1: 336.

ص: 373